الفصل السابع والثلاثون من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:
متنسو تقولولي رأيكم على الوتباد ♥️😻
_______
_ ريم !
هتفت صديقتها بصدمة بينما تركت القلم التي كانت توقع به على إحدى النسخ الروائية بينما تفاجئت باقتراب ريم منها
تركت هنى مكان القراء وتوجهت لريم التي قالت
_ ازيك يا هنى
_ أنتِ كويسة ؟
ضيقت ريم عينيها مبتسمة في استغراب من مباغتة صديقتها بهذا السؤال لتتدارك هنى نفسها بعدما تأملت ملامح ريم التي كانت تجيد إختيار تعبيرات تتحدث دون أن تفتح فمها
قالت هنى في شيئ من الإرتباك _ أنا ، متوقعتش إنك هتيجي بس
توقفت عن الحديث في خجل فهي ليس لديها الجرءة أن تفصح لها أنها لم تتوقع أنها ستأتي بسبب زواج فايز من ثانية وتلك المنشورات التي ينشرها مع زوجته الجديدة يعبر فيها وبوضوح أنها حبه الوحيد غير مراعيًا أبدًا لمشاعر ريم التي عرفت وسط أصدقائها أنها شديدة الغيرة على زوجها بسبب عشقها الجحيمي له .
أما ريم فرفعت رأسها في شموخ وثقة غير مبالية لتلك التلميحات ، ما الذي سيجعلها تجلس في المنزل ، هل هي مختبئة من فضيحة ما ؟ .. رغم أنها تعلم أن جميع اصدقائها باتوا يعرفن أن فايز زوجها تزوج عليها وهذا الأمر في المجتمع أصبح يضر سمعة الزوجة الأولى وإما أن يفترون عليها بالقول إنها كانت ناقصة لا تكفي أو يتعاطفون معها بطريقة مبالغ فيها كأن زوجها قتلها ... أما ريم كانت تنظر للأمر بطريقة عادية فما المشكلة في زواج زوجها من ثانية ؟! ليس عيبًا بها ولا يقلل من شانها مثلما يرى الناس بل هو لم يفعل سوى الحلال وهي قبلت بذلك .. الذي لا تتحمله ريم حقًا أن يُقال أن فايز قد خان زوجته ودخل في علاقة غير شرعية مع إحداهن .. هذا ما كان سيقتل قلب ريم إلى الأبد لكن حمدًا لله تزوج فايز واختار الحلال والشرف .
فهمت قصد صديقتها التي كانت من المشفقين على حالها بعدما عرفت ما حدث معها وتعلم ريم جيدًا أن هنى تحبها وقلقة من أجلها ... لكنها سألت حتى توصل إليها أن الأمور طبيعية للغاية دون أن تتطرق للموضوع نفسه
_و ليه مش هاجي ؟
ابتلعت هنى ريقها وقد أيقنت أن صديقتها قوية تتحمل الصعب فهتفت بينما كانوا في معرض الكتاب وقد جائت ريم لترى صديقتها وتهنئها
_ لأ أكيد يعني .. أكيد هتيجي ومش هتسيبيني في يوم زي دا
ابتسمت ريم لهنى ثم نظرت خلفها لتجد رجل فارع الطول كحال معظم الرجال ووسيم يهتم بنفسه ويرتدي بدلة سوداء غاية في الأناقة ، وجدته ريم ينظر إليهما بطريقة غريبة لتخفض عينيها بسرعة حيث لا تريد إطالة النظر به لتستغرب هنى من فعلة ريم ثم تنظر خلفها وهنا ابتسمت بإتساع ما إن وجدته يقف هناك ثم ضحكت بخفة ونظرت لريم موضحة
_ دا أستاذ غدي ... رئيس التحرير في الدار إللي أطلقت روايتي
رفعت ريم رأسها تطالع صديقتها بدهشة لم تتخطى أيضًا حاجز هدوئها
_ رئيس التحرير بنفسه جاي يقف معاكي وانتي بتوقعي
أومأت عدة مرات بينما تهتف في حماس _ معجب جدا بكتاباتي يا ريم وبيدعمني في كل حاجة وصمم يكون موجود معايا أنا بالذات بنفسه
حماس ذائد الحد لاحظته ريم دون جهد فهتفت في رقة تظهر اعتراضها بلباقة
_ حاسه إنه واخد اكتر من مساحة الشغل .. بس أنا واثقة إنك مش هتسمحيله يتخطى حدوده
لولا أنها صديقتها المقربة لما كانت ستنصحها وتلفت نظرها لهكذا شيئ فريم من عادتها أنها لا تتدخل بحياة أحد لكن عندما ترى الخطأ في أمر يخص المقربين منها تتدخل في لطف
سارعت هنى في الرد تنفي مافهمت ريم في توتر _ متخافيش شغل بس .. وهو بيشاركني تفاصيل الرواية في إطار الشغل مش أكتر
لم تقتنع رنيم كثيرًا فهي رأت في عيني صديقتها شيئ أكثر من ذلك.. شيئ لم يريحها لكنها تجاهلته فليس وقته الآن ولم تتأكد من إحساسها بعد ، لذلك هتفت باسمة
_ حمستيني أكتر اقرء الرواية
شرحت قلب هنى بسعادتها لتبادلها في صدق
_ أنا متحمسة أكتر أسمع رأيك
_ مبيعاتك طايرة في السما من أول يوم
تفاجئت كل من الفتاتين بهذا الصوت بينما لم ينتبها له وهو يتقدم نحوهما ...
سألت هنى في فرحة _ بجد ؟
نظر لريم التي لم ترفع نظرها به رغم أنها ترفع رأسها عاليًا في ثقة وتأملها قليلاً ثم قال ليجذب إنتباهها
_ فيه كذا صحفي عاوزينك وهي خطفاكي منهم
ردت هنى بينما تربت على كتف ريم
_ أصل دي ريم صاحبتي ..
لم تعرفهما على بعضهما لتقف في المنتصف بينهما وتعرف كل منهما
_ احم مدام ريم ، أستاذ غدي
مد يداه فورًا بإبتسامة وتلك الجميلة التي تقف أمامه كانت سببها لتنظر ريم ليداه في حرج ثم قالت بصوتٍ هادىء وقاطع
_ مبسلمش .
لقد أحرجته وتلك المرة الأولى التي يتم رفض سلامه من إمرءة ليأخذه الغرور قاصدًا إحراجها كما فعلت معه
_ مش شيفاها قلة ذوق إنك متسلميش على حد مدلك ايده
جرءته صدمتها حتى أنه استفزها لتلتفت له ورغم أنها لا تخاطب الرجال ولا تبرر لأحد إلا أنها خرقت عادتها وردت عليه
_ شيفاها حرام إني أسلم على راجل غريب مدلي ايده ..
أفحمه ردها ونظرتها القوية له التي سرعان ما أزاحت عينيها عنه تتحدث مع صديقتها بإبتسامة وهدوء وكأن شيئًا لم يحدث
_ هنى ، بجد مبروك على الرواية عارفة أنها حلمك طول عمرك وبيتحقق دلوقتي بس اعذريني مش هقدر اقعد أكتر من كدة
بينما غدي لم يستطع ابعاد عينيه عنها وبدأ يتفحصها وهو من كان لا يفعل أبدًا وكأن أذنه لم تلتقط كلمة " مدام" ولم يهتم أنها متزوجة ويبدو أنها ليست المرة الأولى التي يراها بها ... نعم كانت كذلك فالمجلة الأخرى التي يعمل محرر بها أيضًا نقلت خبر زواج فايز زين الدين على زوجته ريم الصحاح مع إرفاق صورة لريم وفايز ، لكنه لم يتصور أن تكون ريم بتلك الجرءة لتخرج للعلن والناس بمنتهى الهدوء والتوازن .. ولم يكن يتخيل أنها جميلة إلى هذا الحد على الحقيقة.. الصور ظلمتها للغاية ....
رحل غدي وقد شعر أن وقوفه ليس له داعي وقالت هنى تسترسل حديثها مع ريم
_ طيب مش عاوزة تاخدي نسخة ممضية مني !؟
_ أكيد طبعا عاوزة
بعدما أكدت ريم رغبتها في الحصول على نسخة ذهبت هنى لتجلبها لها مع القلم ثم وقعت عليها بعدما كتبت إهداء وأعطتها لريم
أمسكت الريم بإبتسامة واسعة سرعان ما تلاشت ولتوها قد لاحظت إسم الرواية " الهائمة والخائن "
.. شردت بإسمها وبعض الأحداث تتردد على عقلها ، ذلك اليوم الذي كان فيه فايز معها ثم همس بإسم غادة وهو بين زراعيها ! ... تلك كانت خيانة ، هذه المرة عندما قضى الوقت برفقة غادة وظلت ريم تنتظره حتى غفت .. تلك كانت خيانة ، مرات ومرات حتى تزوج في النهاية ، الزواج ليس خيانة لأنه الشرع وهو الحلال ووثاقة وعهد أمام الناس جميعًا وأمام الله ، لكن تلك العلاقات الغادرة والخارجة عن الشرع هي القمة التي تتربع عليها الخيانة وقد ذاقت منها الكثير ... ومع ذلك تهيم به لدرجة أنها فضلت سعادته سعادتها وتقبلت زواجه من أخرى دون مشاكل ودون نقاش .
لاحظت هنى حالتها التي تغيرت لتسأل في قلق وهمس بعدما فهمت بالتأكيد أن إسم الرواية مس جرح صديقتها
_ ريم .. انتِ كويسة ؟
تنفست ريم ثم رفعت رأسها مبتسمة وقد فهمت مغزى رفيقتها
_ الحمدلله ... بخير يا هنى ، مع السلامة اسيبك مع الفانز بتوعك
_شرفتيني وفرحتيني أوي بحضورك
قالتها هنى بإبتسامة مشرقة ثم تمنت لها
_ عقبالك يا ريم !
ضحكت ريم بخفة على ذكرياتها القديمة التي راودتها الآن عندما كانت تمارس هواياتها جيدًا قبل الزواج لتقول مازحة
_ أنسي بقى أنا بقالي سنين ممسكتش قلم
رفعت هنى حاجبها في ثقة _ والمرة الأولى إللي هتمسكي فيها قلم بعد سنين هتكتبي رواية .. أنا واثقة
لم تعطي للأمر أهمية وضحكت برقة بينما تودعها وتبتعد
_ طيب سلام يا واثقة ....
رحلت ريم تحت نظرات غدي التي لم تتركها ثم اقترب حتى وقف بجانب هنى قائلاً
_ صاحبتك مشت
هزت رأسها في ابتسامة وقد اختفى توترها وقلقها الذي لازمها طوال النهار وهي وسط معجبيها الذين انتظروا روايتها الورقية على أحر من الجمر ، ولكن ما إن ريم حتى تحسن وضعها للغاية ليقول
_ شكلك اتغير ١٨٠ درجة لما شوفتيها
همهمت موافقة ثم تحدثت لتقول مافي جوفها له كالعادة وهو ينصت لها في صمت
_ أنت مش متخيل ريم دي مهمة عندي إزاي .. هي حقيقي مهمة في حياة أي حد مش أنا بس رغم على فكرة أنها مُقلة في الظهور وقليلة الكلام .. بس قيمة كبيرة وإضافة لأي حد
باغتها بقوله الغامض _ دي بطلة روايتك ؟
نظرت له مستغربة _ إيه يخليك تقول كدة ؟!
تنهد ثم تذكر مواصفات البطلة في الرواية والمواصفات التي استشعرها في ريم خلال تلك الدقائق القصيرة التي رآها بها وهتف
_ معرفش حسيتها شبه البطلة أوي ومن تأثرك بيها خمنت إنك استوحيتي شخصية البطلة منها
ابتسمت هنى ثم صمتت ... لكنها ابتسامة بحسرة فلم تكن تتوقع أن الرواية التي أستوحتها من خيالها تحدث الآن حقيقة مع صديقتها المقربة !
_____
انتهت من إعداد الغداء ثم ذهبت لتستحم وتبدل ملابسها وتتعطر لتكن جاهزة لإستقبال زوجها الذي نزل ولم يرجع إلى الآن رغم أنه أخبرها أنه لن يغيب .. ما إن رن جرس الباب حتى جرت فورا لتفتحه لتتحطم آمالها وتختفي لهفتها عندما لم تجده لكنها رجعت تبتسم مرة أخرى بترحاب بعدما وجدت من يقف على الباب
_ ازيك يارنيم .. فكرانا ؟
ردت بإبتسامة _ أيوة طبعا فكراكم اتفضلوا ..
دخلت الفتاتين اللتان تطلعتا بكل انحاء المنزل يتفقدونه جيدًا ثم جلستا دون أن تسمح لهما سيدة المنزل بالجلوس لتقول أكبرهم
_ أنا دينا ودي حسناء أختي الصغيرة
رغم بعدهم إلا أن رنيم قد ذهبت لزيارة بيت عمها قبل الزواج من فواز .. رغم أن زياراتها كانت قليلة إلا أنها مازالت تتذكرهم وتتذكر السبب الرئيسي الذي منعها من إلاستمرار في تلك الزيارات
_ طبعا عرفاكم .. البعد مش للدرجادي
تنهدت دينا ثم قالت تمهد لنفسها أن تفتح مواضيع عديدة مع ريم أو بالمعنى الأصح تتجسس على حياتها
_ والله مش عارفه إزاي ولاد عم لزم وقاعدين بعد العمر دا نتعرف على بعض كدة
ردت رنيم _ هي حاجة تزعل بس هي الدنيا كدة تلاهي !
باغتتها دينا بسؤالها _ بس ايه جابك هنا ؟
حمحمت بعدما ارتسمت معالم الاستغراب على وجه رنيم ثم صححت صيغة السؤال
_ دا بيتك طبعا مش قصدي حاجة والله ، بس انتي طول عمرك مش عايشة هنا
_ أنا فاهمة يا دينا قصدك
قالتها رنيم متفهمة ثم أكملت تحكي لهم _ أنا هنا مش لواحدي على فكرة أنا معايا فواز جوزي
همست دينا تستشعر إسمه بين شفتيها
_ فواز .. إسمه فواز
ثم هتفت دينا تداري خبثها وراء أسئلتها
_ تصدقي عمرنا ما شوفناه
أجابت رنيم بسماحة نفس _ هو والله خرج من شوية لو كان هنا كنت خليتكم تسلموا عليه ..
هنا تدخلت حسناء تسأل _ متعرفيش هيرجع امتى ؟
نظرت لها رنيم مستغربة سؤالها لتداري دينا على الموضوع هاتفة
_ احم .. مسحوبة من لسانها و فضولية أوي
ثم فالت بإعجاب تداري به أيضًا تفحصها الذائد عن حده للشقة _ ما شاء الله نضفتي الشقة حلو أوي لواحدك
لتقول حسناء مستهزءة _ أيوة ماهو مش هتغلب في تنضيفها أكيد .. مش انتي كنتي بتشتغلي شغالة يا رنيم انتي ومراة عمي
رغم سعادة دينا بحديث أختها التي حسبته جارح لرنيم إلا أنها مثلت الضيق قائلة
_ يابت يا دبش اسكتي
ابتسمت ريم في ثقة ثم قالت في هدوء
_ لأ تسكت ليه هو الشغل عيب ، أيوة أنا كنت بشتغل شغاله أنا وماما وتيتا كمان من قبلنا وبابا كان حارس من حراس البيت اللي بنشتغل فيه ، وحاجة مش عيب ولا نخبيها يعني ..
نافقتها دينا بينما تمدحها _ربنا يكملك بعقلك ، الله يرحمهم يا حبيبتي والله أنا مكسوفة عمالين نسألك كدة ونتدخل في حجات ملناش فيها ..
ثم مصمصت شفتيها مكملة _ بس والله انتي عارفة عمرنا ما قعدنا سوا نتكلم وبناخد وندي مع بعض ، بنعرف بعض يعني أكتر
تأملت دينا هيئة رنيم .. لم تكن عالية الجمال أبدًا بل فتاة خمرية اللون جميلة مثل باقي الفتيات ، بها عيوب كثيرة من وجهة نظرها وأولها وزنها الذائد ، ما الذي جعل رجل مثل فواز بجماله وثروته يتزوجها بل ويأتي معها إلى تلك الحارة القذرة_ من وجهة نظر دينا طبعًا_ ويترك قصره وهيلمانه .. ثم مرة أخرى دققت بها واشتمت عطرها الجميل وذلك الفستان الراقي القصير الذي ترتديه لتهز رأسها ولا تستطيع إنكار أن رنيم يبدو على هيئتها النظافة والإشراقة كما يظهر على بيتها كذلك والذي يتميز أيضًا بالنظام الشديد
استأذنت منهم رنيم ثم ذهبت للمطبخ وأعدت لهم العصير وبعض الفاكهه لتقدمها لهم ثم عادت من جديد وعزمت عليهم بما أحضرت فامسكت حسناء العصير ترتشف منه وكذلك دينا التي أخذته بإبتسامة صفراء متكلفة لتفاجئهم حسناء بقولها
_ آه أنا أعرف من البيت عندنا إن عمي ومراة عمي كانوا قاعدين في القصر إللي كانوا بيشتغلوا فيه مش كدة يا رنيم
دينا أنصتت جيدًا وترقبت لرد رنيم التي قالت وقد شعرت بالراحة معهما ولأول مرة تجلس مع أقاربها وتتحدث عن نفسها مع أحد غير فواز زوجها لتفرح كثيرًا بالأسئلة رغم استغرابها أنهم يسألوها هكذا بطريقة مباشرة
_ أيوة صح .. إحنا كان لينا ملحق في الجنينة ، بيت صغير كدة قاعدين فيه صاحب البيت كان سايبه لبابا عشان كنا كلنا عيلة بنشتغل عندهم .. بس على فكره بابا شريه بفلوسه هو وماما ومرضاش ياخد حاجة ببلاش ....
قالت حسناء ورغم أنها تحقد على رنيم إلا أنها كانت واضحة ومباشرة لتقول بحسد
_ ياختي ولا محتاج يشتري ولا ياخد ببلاش ماهو القصر كله ليه ، مش انتي اتجوزتي ابنهم الكبير بردو؟!
تلك الثعبانة دينا التي كانت ستموت وتسأل تلك الأسئلة لكنها كانت عدو مبطن ومخفي وخبيثة بالقدر الذي يمنعها من مصارحة رنيم بما داخلها
لاحظت انقلاب وجه رنيم لتمثل دينا الإنفعال على أختها قائلة _ لأ بقى بقولك إيه يابت انتي أنا جبت أخري منك فزي قومي روحي لأمك
لتدافع حسناء عن نفسها وقد فهمت حركات أختها
_ الله هو أنا قولت حاجة غلط أنا بتكلم زي الناس
وبختها دينا بزيف وغمزت لها حتى تسايرها دون أن تراها رنيم
_ متدخليش في إللي مالكيش فيه قومي يلا
هنا تدخلت رنيم بطيبة تحاول فض نزاعهما _ خلاص خلاص يا دينا هي مش قصدها حاجة هي عندها فضول بس
لترد دينا بغضب _ ياختي تروح تشوف شغلها تروي فضولها فيه
ثم شدت أختها وذهبت متوجهه للباب بينما رنيم كانت تشعر بالملل الشديد والوحدة ففواز غاب في الخارج وليست تلك أول مرة يخرج بها فمنذ ثلاثة وقد بدأ يخرج بإستمرار ولا تعلم أن يذهب لتتطلب منهم الجلوس
_ يا جماعة اقعدوا شوية ..
رفضت دينا تعزز نفسها على رنيم حتى لا تظن أنها تتمسح بها من أجل مركز زوجها
_ لأ ياختي اقعدي اعملي طبخة لجوزك ولا شوفي شغلك كله إلا العطلة
طلبت منهم على أمل أن تكون معهما صداقة ويصبح لها اصدقاء لأول مرة بحياتها
_ تعالوا تاني يا دينا ومتزعليش حسناء لو سمحتي
رقة رنيم ودلالها الفطري في الحديث جعلت دينا تصطك على أسنانها لكنها زيفت ابتسامة هاتفة بجدعنة مصطعنة
_ ماشي يا حبيبة أختك وانتي لو احتجتي حاجة تعالي علطول الباب في الباب أهو
ثم خرجتا وتوجها لمنزلهما وما إن دخلاه حتى قالت حسناء دون ملاوعة
_ انتي عاوزة تخطفي الراجل من مراته ولا إيه
شهقت دينا بحنجرتها ثم ردت ساخرة _ ليه ياختي كان كيس شيبسي ...
ثم صرحت بأحد أسبابها _ بس دول أغنية وأهو لما نقرب منهم ينوبنا من الحب جانب
ثم تقدمت للامام قليلا واخفت ما تنتوي .. أخفت السبب الرئيسي لإقتحامها حياة رنيم عن أختها فهي تعلم أنها غبية ولا تُبقي في فمها شيئ دون قوله ، ثم مسدت يديها على جسدها الممشوق والرائع وقد أخذها الغرور وامتلئ قلبها بالثقة في الحصول على ما تريد بعدما رأت رنيم والذي لم يكن جسدها ضمن معايير الجمال بل جسد دينا كان ضمن تلك المعايير التي وضعوها أناس تافهين لا يعلمون عن الجمال شيئ ولا نعرفهم من الأساس لكن العالم كله يسير خلفهم كالمقدسين
هتفت دينا في خبث داخل نفسها _ أما بقى إذا إحنا عجبناه .. فيبقى هو إللي أختار ...
________
✨ إضغط هنا لتكملة الفصل إضغط هنا لتكملة الفصل ✨