الجزء الثاني من الفصل الرابع والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
_ بتذاكري يا حبيبتي ؟ امتحاناتك كلها كام شهر وتدخل .. تالتة ثانوي بالنسبالي مش مهمة .. هاتي انتي أي مجموع وأنا هدخلك أي كلية تحلمي بيها ..
حياة ابتسمت وقالت
_ متقلقش أنا بذاكر وهجيب مجموع كويس وهدخل الكلية إللي عوزاها بمجهودي ..
قالت فضحك.جلال وهو افتكر حاجة زمان
_ فاكرة لما كنتي صغيرة، وتستخبي مني تحت السرير عشان ما تروحيش المدرسة؟
ضحكت وهي بتفتكر
_ كنت بافتكر اني كدة بعمل خطة عبقرية...
_ وكنت أضحك وأنا شايف رجلك باينة... بس أسكت، وأقول أهو سيبها تعيش الدور وتحس انها نجحت
_ بصراحة مكونتش بحب أروح المدرسة .. الأساتذة بتوعي كانوا بيعاكسوك ويقعدوا يبصولك وفي الفسحة يتكلموا عليك !! ويقعدوا يكلموني عنك وعاوزني أقول أي حاجة..
ارتفعت ضحكات جلال وهو بيقول
_ بتغيري على أبوكي للدرجادي !
_ دا أنا إللي تقرب منك يا حاج جلال أفعصهاا !!
ردت بتلقائية خلته يضحك أكتر وهي كمان ضحكت وقال جلال
_ أديني كبرت ومبقاش فيه اسااتذة يعاكسوني
ردت حياة بسخرية
_ كبرت وبقوا صحابي هما اللي يعاكسوك !
ضحك جلال تاني على تعابير وملامح وشها
_ ولما انتي بتحبيني أوي كدة امال كنت بتتعبيني وبتطلعي عيني ليه ؟؟ تعرفي انك تعبتيني أكتر بكتير من يحي وحمزة !
رفعت راسها ليه، وفي عينيها أثر ابتسامة صغيرة متكسّرة
_ وكنت دايمًا بتسامحني.
_ وكل مرة هسامحك وهحبك أكتر ! انتي أغلى حاجة في حياتي يا حياة واوعي تفكري في أي حاجة غير كدة ..
سكتت ومتجرأتش تبص في عيونه وهي بتستقبل كل الحب دا منه ... اعتذاره وكلامه اللي كله حب أبوي متناهي وحنان ... افتكرت اللي عملته مع علي والحجات اللي عملتها بعد كدة وحست بالعار والخزي ! حست ان أبوها إللي تعب في تربيتها ورعايتها .. ميستاهلش منها كدة !! .. فجأة بصتله وقالت
_ أنا مش قوية يا بابا.
جلال مسك وشها بين إيديه، وبص لها نظرة كلها طمأنينة
_ ومين قال إن القوة إنك تبقي لوحدك؟ إحنا جنبك، وأنا بحبك في كل حالاتك، حتى وإنتي ضعيفة.
سندت راسها على كتفه، والموبايل اللي تحت المخدة كان بيرن ... جلال فضّل سايبها تاخد وقتها، وبيطبطب على ضهرها بإيده، وهو بيهمس
_ أنا سندك... دايمًا.
اتوترت حياة لما الموبايل رن وهي في حضن أبوها لكنها سحبته وقفلته وهي في حضن بباها إللي غمض عيونه ومن التعب الشديد .. راح في النوم ! ...ولكن فجلال وصلتها رسايل .. لما فتحتها .. عيونها اتجمعت فيها الدموع وحطت ايدها على بقها تكتم عياطها وقهرتها ودفنت وشها في حضن أبوها وسابت الموبايل من إيدها ..
