الجزء الثالث من الفصل الخامس والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني

 الجزء الثالث من الفصل الخامس والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني 


 

جلال خد الدوا بعد ما تبادل النظرات مع علي وخد الدوا .. وبعدها خد نفس طويل، وغمض عينه، وكأن نفسه تقيل كأنه شايل جبل 


ـ أنا ماسك نفسي بالعافية يا علي... بالعافية... أنا من سنين طويلة عمري ما حسيت إني أمد إيدي على ست، بس النهاردة... حسيت إني... مش أنا.. كنت عاوز أقتلها 


قال حمزة 


_ بس ليه كل دا يعني دي خناقة ستات يعني في الآخر 


رمى جلال عليه زجاجة المياة وهو كل ما يتكلم يقول حجات تعصبه 



_ أسكت.. خناقة الستات إللي بتتكلم عليها دي أكبر بكتير من إللي في دماغك الصغيرة دي 


_ أنا دماغي مش صغيرة يا جلال !


قال حمزة .. فضحك علي وبعدين ادى لكل واحد فيهم الشاي بتاعه .. وقال 


_ إيه إللي حصل يعني ؟ قول ومتكتمش جواك 


علي أكد على جلال انه يتكلم بما إنه دايمًا بيكتم جواه ومش بيحكي .. ولكن جلال كان عاوز يحكي فعلا وقال 


_ هي إللي ورا إللي حصل لرضا ومازن . 


_ إيه إللي حصل لرضا ومازن ؟ 


سأل حمزة ببلااهه فبصله جلال وقال 


_ سكت الواد إللي محسسني إنه مش عايش في الدنيا دا !!


ضحك علي وقال بسخرية 


_ عايش على البلايستيشن هو وابنك .. 



وبعدين عض شفايفه وظهرت على وشه ابتسامة جدية وشتم بهمس 


_ بنت الكلب !


سمعه جلال ... ومدافعش عن نسيمة مراته ! ... 


ولكن علي قالله بحزم، بس بلين 


_ المهم يا جلال مش عاوزك تاني في منظر زي دا .. أنت مشوفتش نفسك كنت عاامل إزاي .. دا مش إنت فعلاً.. اتحكم في أعصابك حتى لو الحاجة تستاهل تتحل بشكل تاني ميطلعكش كدة زي المجنون إللي فقد السيطرة على أعصابه ! لو سبت نفسك للغضب إللي بالشكل دا تاني تبقى كارثة يا جلال ! 


سكت جلال وتبادل النظرات مع علي .. وبعدها قال بتسليم 


_ فاهم .. بس مقدرتش لما جابت سيرتها بالكلام دا وظلمتها تاني .. بسببي ! .. مكونتش حاسس بنفسي خالص 



حمزة مد إيده على كتف جلال 


_ خلاص يا حبيبي حصل خير ... ربنا يخليك لينا ولولادك .. ولمراتك ! 


_ أنهي فيهم ؟ 


قال علي بمراوغة وهو بيشرب من الشاي وبيبص جلال بعند فضحك حمزة وهو بيقول 


_ الدكتورة طبعا 


_ طبعا !! 


أكدلهم جلال وهو بيردد ورا حمزة فضحكوا بخفة وارتياح انهم عرفوا يفرفشوه ويفكوا عنه شوية .. جلال بص حواليه وكأنه استوعب أخيرًا ان إللي قاعدين جنبه حمزه أخوه وعلي كمان إللي في مقام أخوه ..وبعدين سأل 


_ هو فين يحي !


رفع حمزة كوباية الشاي يشرب منها وهو بيتريق على يحي كعادته 


_ تلاقيه عند أمه... الواد دا ابن أمه أوي 


_ انت بتتكلم على ابني ادامي 


_ منا عمه .. عادي عادي .. 


هز جلال راسه وهو بيبص لاخوه الصغير إللي روحه كلها مشاغبة وضحك وخلاص ... بس ميقدرش ينكر انه حنين جدا ومن صغره وهو حنين .. وميقدرش ينكر انه سعيد بيه .. سعيد انه مبقاش جلال الصواف لواحده ! بقى فيه حمزة الصواف كمان ! ... ربت على كتفه فبصله حمزة بحب .. وعلي فضل يبصلهم وهو ساكت وشايف الاخوات مع بعض بيحبوا بعض إزاي ورغم ان حمزة أخوه بالدم وجلال أخوه بالعشرة والروح ..ولكن هو مش من عيلة الصواف ! ... دايما الموضوع دا بيترك فيه غصة داخلية .. ولكنه تجاهلها واتكلموا كلهم في مواضيع مختلفة لحد ما الشاي خلص وحسوا ان جلال عاوز يقعد مع نفسه شوية .. 




سكتوا شوية... وسابوا الصمت ياخد حقه.. الهواء كان بيلف حواليهم خصوصا ان الوقت اتأخر شوية وهما بقالهم كتير قاعدين جمب جلال بيحاولوا يهدوخ .. الهوا كان بيلمسهم بنعومة بس بارد، كأنه بيطبطب على قلب جلال اللي لسه بيدق بسرعة...


جلال أخد رشفة من المية، ومسح وشه بكفه، وقال أخيرًا بصوت واطي 


_ أنا لسة ليا كلام تاني معاها .. 


علي هز راسه 


_ ماشي .. بس عِدّي الليلة دي على خير.


وجلال، لأول مرة من وقت طويل، ساب نفسه يسند على الكرسي ويفضّي صدره بنفس طويل... ولسه، النار جواه ماطفيتش، بس على الأقل، طلع إللي جواه لاخواته وكأنه الحمل خف شوية . 


_ يلا علشان تنام . 


قال حمزة فبصله جلال وقال 


– أنا هاقعد هنا شوية… ادخلوا انتو.


حمزة بص له، حاول يعارض، لكن علي لمحله بعينه، وهز راسه بمعنى "سيبه براحته ". وسابوه ومشيوا.


جلال فرد جسمه على الكنبة، ساكت، بيشرب في فنجان شاي من اللي علي عملهوله تاني ... الدنيا كانت هادية أوي، ومفيش أنوار كتير إلا من ضوء خافت طالع من شباك في الدور التاني.


الوقت عدى .. وجلال مكانه ، وهو ولا بيتكلم ولا بيتحرك... باصص بس للسما ونجومها وسايب نفسه لهوا الليل إللي فيه ندى بينزل على جسمه يخليه يحس برعشة خفيفة مريحة ... 


بعد شوية .. انتبه لخطوات على العشب جاية .. فرفع راسه .. وظهرت رضا.


نزلت بالليل بشعرها مفرود، لابسة بجامتها القطن وفوقها وشاح ، وعنيها فيها آثار السهر ، بس كانت باين انها مركزة ونازلة لسبب .. 


ما قالتش حاجة...هو شافها… وبصلها ..


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.