الجزء الأول من الفصل الرابع والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني

 الجزء الأول من الفصل الرابع والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني 


جلال خلط وبعدين فتح الباب على مهله، عينيه كانت دايبة فيها وهو شايفها قاعدة على طرف السرير، بتحاول تبان طبيعية ... ببطء... ووقف جلال عند العتبة.


كانت قاعدة وفي ايدها الموبايل أول ما حست بخطواته قفلته بسرعة ونامت وحطت الموبايل تحت المخدة وطبعا جلال دخل بعد ما خلصت كل دا وملاحظش .. 


بصّت له باستغراب، عينيها فيها دمعة مكابرة مش راضية تنزل 


جلال قال وهو بيبصلها 



_ينفع أدخل؟ 


ما ردتش... لكن سابته يدخل...


قرب منها بخطى هادئة، وقعد على طرف السرير، وبصّ لها بوجع واضح في عينيه.


جلال بصوت منخفض 


_ وحشتيني يا حياة...


اتحركت دمعتها أخيرًا، وسابتها تقع من غير ما تمسحها.


جلال مكمّل وهو بيقرب يمسح دموعهها بإيده 


_عارف إني قصرت... عارف إني الأيام اللي فاتت كنت غايب... وكنت بعاملك معاملة حادة شوية .. بس والله ما في قلبي غيرك... انتي بنتي، وحياتي، ونقطة ضعفي اللي بخبيها عن الدنيا... مجرد زعلك منك كفيل يخليني أتعب وأموت ! 


هنا اتعدلت وحضنت أبوها بسرعة وهي بتقول بعياط 


_ بعيد الشر عنك يا حبيبي .. 


حضنها وسكت لحظة وبعدين خرجت من حضنه وهو مد إيده، ومسح دمعتها بإيده الحنونة اللي دايمًا كانت بتحسسها بالأمان 


جلال 


_أنا آسف يا قلب أبوكي... آسف لو زعلتك في أي حاجة .. وآسف اني غبت ومسألتش ... بس دلوقتي أنا هنا، ومش ناوي أسيبك تاني.. 


نزلت راسها على صدره، وسندها بإيده بحنان، حضنها كأنها طفلة، وبدأت شهقاتها تطلع واحدة واحدة.


حياة بصوت متكسر 


_كنت محتاجاك... كنت مستنياك تيجي وتسألني مالك، تقولي وحشتيني زي زمان وتنام في حضني زي ما بتعمل علطول ... بس أنت نسيتني خالص 


جلال بهمس حنون 


_أنا هنا يا حتة من قلبي... وهنعوض كل الأيام إللي راحت... وكل لحظة سبتك فيها، هعوضك عنها .. وبعدين هو أنتي فاكرة إني كنت مبسوط وحبيبة أبوها بعيد عني ؟ أبدًا والله دا أنا حتى تعبت واتعورت ..


بصتله هنا بعتاب وبعدين قالت 


_ ومين بقى اللي عورك ؟الدكتورة إللي انت جبتها وخدتك مننا وبقيت تنام عندها صح !! 


_ يا حياة يا حبيبتي دي أكبر منك .. وليها احترامها وبعدين دي مراة بباكي يعني لازم تحترميها ! وأنا زعلي منك كان علشان كلامك الغلط إللي مكانش المفروض يطلع من حياة بنتي ! حياة إللي حافظة القرءان ومحافظة على صلاتها وفروضها .. تقوم تعمل كدة وتقول كلام زي دا ؟ 


هنا حياة الدم اتسحب من عروقها تهي بتسمع كلامه ! فجأة أبوها فكرها بهي مين ! حست بالرعب لو عرف إللي هي عملاه من وراه .. أكيد هيجراله حاجة من الصدمة!! بلعت ريقها وسكتت ومردتش 


حضنها جامد، وفضل يربّت على ضهرها كأنه بيرقّي وجع السنين... وبعد شوية، شد البطانية عليهم، وقال 


جلال 


_ هنام جمبك النهاردة ... علشان لو حلمتي بكوابيس، تلاقيني جنبك، أطمنك وأقولك أنا هنا، ومش هبعد تاني..


غمضت عينيها، ووشها دافي على صدره، وهدى قلبها لأول مرة من شهور... ولكنها فضلت صاحية مستمتعة أخيرًا بحضن أبوها وفي نفس الوقت في أفكار كتير بتدور في راسها مخلياها حاسة بالخوف من إللي جاي !! ..  


قرب منها أكتر رغم انه واخدها في حضنه لكن شد على جسمها ، صوته واطي وحنون كإنه بيطبطب على قلبها قبل ما يطبطب على كتفها وكأنه حس باللي فيها 


_ مالك يا حياة؟ وشك مش مرتاح.


هي رمقته بنظرة سريعة، وقالت بصوت خافت 


ـ_ مفيش يا بابا.. كنت بفكر شوية.


جلال باس راسها فئنت حياة بألم وهو بيغدقها بحنانه كعادته ، مدّ إيده وحطها على كفها بلطف يمسكه وخبيه بين ايديه ، ضغط عليه كأنها طريقة غير مباشرة يقول لها "أنا جنبك".


_ يا بنتي إنتي عمري كله... لو في حاجة مضايقاكي، قوليلي، أنا مش بس أبوكي، أنا صاحبك كمان. 


اتكتمت ومتكلمتش وعينيها لمعت بدمعة كانت محبوسة بتحارب انها متنزلش عشان متتفضحش أدامه 


_ أنا كويسة يا بابا.. والله.


جلال بص في عنيها، شاف فيها حاجة مستخبية، بس مرداش يضغط عليها، اكتفى إنه سحبها في حضنه أكتر ، وضمّها، صدره كان حنين عليها كأنها طفلة صغيرة، مش بنوتة كلها كام شهر وتبقى في الجامعة . 


قال جلال بصوته الحلو الهامس وهو باصص للسقف 


_ أنا طول عمري بحاول أحميكي من كل حاجة، بس نسيت إني لازم أسمعك برضه أخر فترة ... إنتي كبرتي، وبقى ليكي عالمك ومشاعرك ... بس اوعديني، متخبيش عني حاجة، حتى لو صغيرة. 


حست بنغزة في قلبها من كلامه وحست ان اللي هي عملته من وراه هو ميستاهلوش خالص !! وحضن أبوها ليها وكلامه خلاها تحس بألف خنجر يغرزوا في قلبها .. وهي حطت وشها في صدره، صوتها مكتوم 


_ أنا مش عاوزة أزعلك.. ولا أخيب ظنك.


_ إزاي؟ ده أنا أصلاً أكتر واحد بيصدقك وبيآمن بيكي وبيحبك ... وبيفرحلك حتى لو غلطتي، هكون أول واحد يسندك... مش يلومك...


سكتوا شوية... اللحظة بقت أمان... وحست بارتخاء جسمه بين ايديه 


جلال لف إيده التانية حوالين ضهرها، وابتسم وهو يقول


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.