الجزء الرابع من الفصل الواحد والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني

 الجزء الرابع من الفصل الواحد والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني 


حرفيا ضحكته له مختفتش من على وشها وهي واقفة جنبه وهو كمان كان مبسوط أوي انه معاها ونسى المهندسين إللي جنبه ونسى كل حاجة وركز معاها هي .. مازن اللي كان واقف جنب عربيته، لابس تشيرت أسود وبنطلون جينز غامق، شعره منكوش شوية من الهوا لكنه كان واقف واثق زي العادة.... 


جلال كان واقف جنب العربية، ايده متعلقة على الباب وقلبه بيدق بسرعة رهيبة من الغيرة… حس إن روحه بتتسحب من قلبه وهو شايف الضحكة دي مش ليه… ضحكتها دي بالنسباله حياة… وكونها بتديها لحد غيره… كان بيقتله.


دخل معاهم للأرض، كان فيه كرافانات صفوها على الجنب للمهندسين والعمال، مجهزة بمكاتب وتكييفات وأماكن راحة عشان يعرفوا يشتغلوا على نظافة... العمال كانوا لابسين يونيفورم موحد لونه بيچ فاتح وعليه لوجو الشركة بتاعته… مهندسين شغالين بتخطيط، ناس بتراجع، ناس بتنفذ… كل حاجة ماشية بنظام يشرح القلب.


جلال ومازن وقفوا مع المهندسين يراجعوا التفاصيل، جلال واقف بعنفوانه وهدوءه المهيب، صوته ثابت وكلامه مختصر وواضح… مازن كان بيرد على أسئلة المهندسين بسرعة وبديهة، والمهندسين متمكنين وعارفين كل نقطة وبيشرحوها رغم انهم تناقشوا كتير قبل كدة ولكنه بردو بيشاركوهم كل خطوة .. . رضا كانت واقفة وراهم شوية بتسمع وبتتفرج… بس بعد شوية زهقت.


لفت وشها وبصت حوالين الأرض… الشمس كانت طالعة وبتلمع في التربة اللي لسه مروية في الأراضي المجاورة للأرض اللي بيبنوا عليها ، الريحة بتاعة الطين المبلول بالمياه كانت مريحة للأعصاب بشكل غريب… مشت بشويش، رجليها بتغرز شوية في الطين الخفيف وهي ماشية لكنها تصالحت مع الموضوع وبالعكس .. حست بسلام .. السلام إللي كان جوا رضا الصغيرة رغم كل حاجة صعبة مرت بيها .. لكنها كانت عاية في سلام وراحة وحرية … فضلت ماشية لحد ما وصلت ناحية مزرعة صغيرة على الجنب... 


العمال لما شافوها سابوها تدخل وهما عارفين هويتها انها مراة الحاج جلال الصواف ، دخلت من الباب الحديد المفتوح وشافت الخضرة.… صوب كبيرة متغطية بالبلاستيك الشفاف، جواها صفوف طويلة من الزرع… ريحة النعناع والريحان كانت مالية المكان ودي أكتر حاجة عرفت تميز روايحها … في مكان تاني فيه ري شغال بتنقيط، منظر مريح للعين بشكل غريب… والعمال شغالين بهدوء، كل واحد عارف شغلته، لابسين نظيف وعندهم قفازات وأدوات حديثة بيستعملوها علشان تخفف جهدهم وتذود الانتاجية وتحميهم كمان وكل حاجة متنظمة وماشية براحة وبهدوء عكس زمان كل حاجة كانت شبه عشوائية والفلاح كان بيتعب جدا عشان يعمل أي حاجة في الأرض... ولما شافت العمال والفلاحين الغلابة بيشتغلوا وهما مرتاحين وشكلهم نضيف ... هنا بس عرفت ان البلد فعلا اتحسنت مش مجرد شكل وطُرق وخلاص !


كانت واقفة منبهرة…ومحسّتش بالحركة وراها…


– عجبك؟


لفت بسرعة، اتخضت شوية لما شافت جلال واقف… كان واقف وراها على مسافة قريبة، ايده في جيبه وبص لها بنظرة هادية، عينه سايبة الشمس تدخل فيها وتلمع خطوطها العسلية اللي جوا لون عيونه... جلال اللي شافها وانتبه على غيابها رغم انشغاله مع الرجالة والعمال والمهندسين وساب كل حاجة وراح وراها ... 



اتهزت شوية لكنها حاولت تخبي ده وقالت بصوت واطي وهي بتبص للمكان تاني والمكان مديها شعور بالسلام  


– انت اللي عملت كل ده ؟


ابتسم ابتسامة صغيرة جدًا… ابتسامة راجل عارف قد إيه ربنا كرمه وأد إيه هو اجتهد وطور وعمل فرق ، لكن في نفس الوقت متواضع جدًا…


– كلنا أسباب يا رضا… مجرد أسباب… والفلاحين رزقهم من عند ربنا.


فضلت تبص حواليها، كانت بتحس بدقة قلبها بتعلى من إحساسها بالفخر… وفجأة لقت جلال بينادي على عامل بيقوله يجيبله حاجة معينة… العامل جاب أداة زراعية شبه الشوكة العريضة الصغيرة، بتستخدم للتقليب حواليين الزرع وتنضيف التربة.


مسكها جلال وقرب منها وقال بابتسامة دافية 


– جربي… امسكيها كده… شوفي هتحسي بإيه 


ابتسمت رصا بسخرية ونبرة حنين خرجت غصب عنها 


_ أنت هتعرفني عليها ! ياما مسكتها واللي أقدم منها كمان .. 


ابتسم جلال وقال 


_ يمكن عشان كدة ربنا طرح البركة في أراضي البلد كلها .. 


اتكسفت رضا ! حست بخجل وهو بيمدحها بالشكل الجميل دا وهو كمان كان صادق جدا وبيبصلها بحب كبير وكأنها بتمثل ليه كل معامي الجمال والصدق والطهارة .. ومجرد انها تلمس أي حاجة بتحليها وبتخليها جميلة .. 


اخدتها منه، ايدها لمست سخونة ايده، مسكتها بهدوءوهو قادها لصوبة ودخل معاها وبدأت تقلّب بيها التربة حوالين شتلات الخس الصغيرة … كانت بتحس بكل حاجة وهي بتعمل كده … الأرض الطرية… ريحة النبات… صوت المية وهي بتنقط… إحساس غريب بالأمان والراحة غمرها فجأة... وافتقدت الشعور دا من سنين طويلة ...


نهاية الفصل ❤️ اشتري الرواية دلوقتي بعرض سعرها ٦٠ جنية بدلا من ٧٠ جنية .. قبل ما سعرها يرجع يزيد ! ... كلمونا وتساب على رقم 01098656097 

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.