الجزء الثاني من الفصل السادس والعشرون رواية الرقيقة والبربري

 الجزء الثاني من الفصل السادس والعشرون رواية الرقيقة والبربري 



تراقص بخار الماء حولهما كستارٍ ناعمٍ من ضبابٍ دافئ، وكانت رائحة الصابون تمتزج بأنفاسهما في عبيرٍ حلوٍ خفيفٍ.


الماء ينساب على الأجساد بانسيابٍ هادئٍ، فيرتجف الهواء بين ضحكاتهما الخافتة.


نور ترفع شعرها الطويل بين يديها، وقطرات الماء تتساقط على كتفيها كحبات ضوء، فيقترب رامي بخطوةٍ، كأنه منجذبٌ رغمًا عنه نحوها.


حاولت نور تداري نفسها عنه بينما تقول والخجل يكاد يقتلها  


_ هو لازم تبصلي أوي كده يعني ؟


قال رامي مازحًا كالثعلب 


_ اعمل إيه بس؟ المية سخنة وانتي مولعة أكتر منها.. 


غطت نور وجهها بين يديها لا تريد أن تراه أبدًا بهذا الشكل 


_ رامي بطل كلامك ده!


قال رامي ضاحكًا 


_ طب خلاص... مش هتكلم، بس انتي يا حبيبتي سبتي المهم وغطيتي الباقي ! 


هنا نور شهقت ثم انزلت كفيها من فوق وجهها تحاول مداراة ما يمكن أن تداريه .. 


_ أنت إللي مش محترم .. قولتلي هتبص الناحية التانية ومش هتبصلي !! 


_ مانتي عارفة إني ماليش كلمة .. 


قالها رامي وهو يقترب منها ويشدها من خصرها بشكل مفاجى لتحتك بجسده بوتيرة ذاب فيها رامي حتى كاد أن ينسى نفسه واسمه 


ضحكت بخجلٍ وهي تُبعده قليلًا، لكنه أمسك بيدها في خفّةٍ رقيقةٍ كأنما يخشى أن تفلت منه... 


توقفت، ونظرت له نظرةً قصيرةً ثم همست بصوتٍ منخفضٍ مترددٍ لكنه دافئ


_ هو غريب... بس أنا مرتاحة كده.


قصدت وضعها معه الآن .. وضع لم تكن تتخيل أن تكون فيه مع رامي ولو للحظة ! 


ليقترب منها ويضمها لصدره بحركة مفاجئة منه .. 


_ وأنا مش فاكر إمتى كنت مرتاح كده.. 


ابتعد عنها انشًا ورفع رأسه لتسنح له الفرصة لرؤية وجهها ، ملامحه بين الجد واللعب، صوته يخرج مبحوحًا من أثر قربه منها 


_ بُصيلي تاني كده...


ابتسمت نور ومازلت زارعيها تحاوط ظهره 


_ ليه يعني؟


تحدث رامي بشاعرية 


_ أصل كل مرة تبصيلي فيها بحسّ إن الدنيا بتقف لحظة... وبعدها بترجع تمشي تاني .. بس على مزاجك انتي .


نور تنهدت بخفة تستوعب كلماته .. شعرت بقلبها يدق لتغوص داخل عينيه متسائلة 


_ جايب الكلام دا منين  


_ بقيت شاعر على إيدك .. 


قالها رامي بينما يغمز بإحدى عينيه 


اقترب أكثر، حتى تلامست أنفاسهما، فغابت الكلمات من بين شفتيها...


كانت تهمس بشيءٍ لم يُسمع لكنه داعبها بكلماته الهامسة الساحرة ... كانت ضحكتها تمتزج بأنفاسه

.. قطرات تنساب على وجنتيها، فتعلق بأنامله قبل أن تذوب من حرارة اللحظة.... حاولت الإبتعاد عندما زاد عيار جرأته فاقترب منها أكثر ولم يسمح لها بالرحيل ، ثم همس 


_ إيه؟ ناوية تهربي المرة دي كمان؟ 


ابتسمت وهي تتراجع بخجل طفولي، وعيناها تلمعان كأنهما تعرفان تمامًا ما يريد.


_رامي… كفاية بقى، بجد! 


_ كفاية؟ هو أنا لسه بدأت.


قالها وهو يرفعها بذراعين مبللتين، ضحكت بخفة، صوتها المتقطع بين الخجل والدهشة 


_رامي! هتوقعني يا مجنون! 


مازحها رامي وهو يحاصرها بينه وبين الحائط عاقد العزم على مانوى 


_ طب مانتي موقعاني في حبك ومقولتش حاجة . 


مالت من كلماته وما ان هم ليقترب ثانية .. فجأة، شق الصمت صوت نداء آلي رنان خرج من مكبرات السفينة 


«نُعلم السادة الركاب أننا اقتربنا من مدينة أسوان… الرجاء الاستعداد للنزول خلال ساعة.»


تجمّدت للحظة بين ذراعيه، تبادلَا نظرة مشوبة بضحكة مكتومة... تنهدت وهي تحاول الإفلات 


_شايف؟ حتى أسوان نفسها مش مستحملة تهورك.


ضحك بخبث، وصوته خرج أجش 


_ هي اللي غلطانة إنها قطعت اللحظة دي… أنا كنت خلاص هبدأ أؤمن بالمعجزات!


قصد تجاوبها معه .. لتنظر له في تأفف وهي تسحب البشكيؤ الكبير لتلف به جسدها ... 


_ رامي! قوم بقى نطلع نلبس! 


لكنه جذبها له لتشهق في صدمة قبل أن يقول 


_ نلبس إيه! بيقولك ساعة ! .. انتي عارفة الساعة دي ممكن يتعمل فيها إيه ؟ 


ضحكت بخجل وهي تدفعه بخفة، بينما الماء لا يزال ينساب حولهما، والنداء يتكرر في الخلفية كأنه يذكرهما أن الرحلة لم تنتهِ بعد، لكنها بالتأكيد بدأت من هنا... 


لكن رامي تجاهل النداء .. وتجاهل رفض نور الواهي .. وأخذها للمرة الثانية هذا الصباح .. ليصنع سعادته الخاصة كرجل يعشق الحب وممارسته ... خصوصًا مع زوجة يحبها وشغوف بكل جزء بها .. 


______________________


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.