الجزء الثالث من الفصل الحادي عشر رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني

 الجزء الثالث من الفصل الحادي عشر رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني 



________

في المكتب الكبير في بيت جلال…

كان مازن جه وجلال حضر أوراق الأرض بسرعة وجاب المحامي بتاعه ... 

رضا قاعدة على الكرسي الجانبي بهدوء… ملامحها محايدة، لكن عينيها بتلمع وهي بتراقب كل حاجة حواليها.. ومازن قاعد بيراجع كل حاجة بتركيز .. 

دخل المحامي بتاع مازن اللي طبعا مازن أكد على حضوره وشهادته وتوثيقه لكل حاجة بتحصل وكل خطوة .. كان لابس بدلة سودة شيك جدًا ونظارة رفيعة بتدي له هيبة إضافية 
دخل ومعاه شنطة أوراقه ووقف بأدب قدام جلال اللي قامله عشان يسلم عليه ... 


– مساء الخير يا حاج جلال… إزي حضرتك؟
الحقيقة أنا متشرف جدًا إني أقابل حضرتك النهاردة…

جلال سلم عليه وهو بيقوله 

_ الشرف ليا .. اتفضل . 

قعد الراجل الوقور دا بعد ما سلم على مازن .. جه يسلم على رضا مدت ايدها فجلال قاله 

_ المدام مبتسلمش !

لكن رضا عاندته ومدت ايدها تسلم والمحامي طبعا كان فاهم ومستوعب الوضع .. ولكنه بذكاء تدارك الموقف بعد ما قعد وبعدين قال بنبرة عملية 

_أنا مش قادر أنسى كل إللي عملته أول مرة شوفتك فيها . ...انا سمعت بعدها عن حضرتك كتير، وعن مشاريعك الكبيرة اللي في البلد وفي المحافظات التانية…والله أنا متابع اسمك من سنين! ربنا يباركلك يا رب..
  
جلال رفع راسه من الورق اللي قدامه وبصله بنظرة هادية جدًا… نظرة كلها وقار وغموض في نفس الوقت…هز راسه باحترام بسيط وقال 

– شكرًا ليك .. أنا مبعملش حاجة أكتر من الواجب إللي عليا.  

بصله المحامي بفخر .. ورغم انه عارف حجات كتير عن قصته مع رضا .. إلا إنه موصلوش بشاعة إللي هو عمله ولكنه كرجل اعمال بجانب انه محامي .. فمعجب بتفكير جلال خصوصا انه شاب في منتصف التلاتينات ومش كبير .. شكله جميل ومطمع لأي حد لكنه متجهش في أي طريق وحش ومكمل في شغله واسهاماته في البلد كلها كش في قريته بس إللي رفض انه يخرج منها ويعيش في مكان فاخر .. 

مازن كان قاعد جنبه، واضح الضيق على ملامحه من كلام المحامي …
اتنحنح بعصبية وقال ببرود 

– خلصنا يا متر … ناقص ينراجع الورق وأوقع وخلاص…مش محتاجين نطولها.

المتر ضحك بخفة وهو بيبص لمازن: 

– حاضر يا دكتور…بس لازم أشرح كل بند الأول.

وفتح الملف وبدأ يتكلم 

– هنا يا حاج جلال الأرض مساحتها تلاتين فدان، وهي في موقع مميز جدًا قريب من المجرى المائي… وكمان ليها واجهة على الطريق العمومي.
التخصيص هيبقى جزء مدرسة وجزء مستشفى كبير زي ما حضرتك اقترحت.
والحقيقة يا حاج… مشروع زي دا هيغير وجه القرية تمامًا…
حضرتك فاهم التنمية دي هتعمل إيه للناس هنا… أنا شفت مشاريعك التانية في البلد… المستشفى اللي بنيته في نصها مثلًا…
الناس من بعدها بتدعي لك ليل ونهار…
وكمان مدرسة البنات اللي بنيتها كانت نموذجية جدًا.


رضا سمعت الكلام دا… قلبها ضرب جامد…
هي كانت عارفة إن جلال عنده مشاريع خيرية، لكن محستش يوم إنه بيعمل دا غير عشان سمعته وسلطته…
لكن لما سمعت المحامي بيتكلم عنه بالشكل دا… حسّت بمشاعر ملخبطة جواها…
فخر… خوف…
وصدمة صغيرة مخبية في أعمق حتة في قلبها.

جلال كان هادي جدًا… مبتسم ابتسامة بسيطة، عينيه نازلة على الورق وهو بيقلبه بند بند…
وقال بصوته العميق 

– أهم حاجة التنفيذ يبقى على أعلى مستوى…
أنا مش عايز بس مباني… أنا عايز تعليم حقيقي… وعلاج محترم…
أهل البلد دول غاليين عليا أوي ...عاوز حاجة مستدامة مش مباني خرسان واسمنت ولا شمس تدخلها ولا هوا يعتبلها ... عاوز هندسة صح .. دا كل إللي عاوزه منكم . 

المتر بصله بنظرة إعجاب واضح جدًا وقال 

– وكل دا هيحصل .. حضرتك مثال للرجل الناجح القوي اللي بيحافظ على أهله وبلده .. 

هنا مازن انفجر غضبه جواه…
شد كرسيه الورى شوية واتكلم بلهجة حادة: 

– طب كفاية مديح بقى…
حضرتك هنا عشان تراجع عقد…كل واحد عارف شغله ومكانه…ركز في اللي مطلوب منك... وكمان لحد دلوقتي جلال مقالش على سعر الأرض.. يعني بعد كل التفاصيل دي مفيش سعر شوفته ! 

قال جلال المرادي والمحامي سكت ومرضاش يرد على لهجة مازن إللي معجبتوش .. 

_ الأرض دي أنا متبرع بيها بالكامل ...

اتصدم مازن من كلام جلال ! وحتى رضا اتصدمت صدمة كبيرة جدا والمحامي كمان .. ورجع جلال قال 

_ والأرض اللي في الطرف التاني من البلد أنا بخلص فيها لسة لأنها مش ملكي زي الأرض دي .. وبردو .. أنا متبرع بيها .. مش هاخد منك فلوس الأرض.  

صدمة تانية نزلت عليهم ! اتصلب مازن ومعرفش يرد ! هيقوله إيه؟ هيقولوا لأ ! حد يقول لأ لعشرات الملايين بل يمكن مئات .. كل فدان منهم يعديله المليون جنيه .. ودول فوق ال ١٠٠ فدان ! .. اتوتر مازن وحس ان جلال بيتكلم على كبير وبيقدم حاجة كبيرة فبص المتر لمازن ورضا ورجع سأل جلال 

_ أنت متأكد يا حاج جلال ؟ 

هز جلال راسه وقال 

_ أيوة متأكد ... خلص اجرائاتك وأنا معاك . 

بصتله رضا وكان على وشها ملامح هو مقدرش يفسرها فبعد عينه عنها من خجله منها .. 

وسكت جلال وسابهم لحظة يراجعوا البنود في هدوء.

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.