الجزء الثاني من الفصل العاشر رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
أما هو تأمل أثرها وهو حاسس بشوية زعل تجاهها .. عاش معاها العمر دا كله ومحبهاش .. ولكنه فعلا مش بيحبها.. مش قادر ينسى ان زي ماهو خان .. فهي الست إللي هو خان رضا معاها ! حتى لو شايف ان هو المُلام الوحيد وان هو إللي أغراها .. ولكنه شايف إنها أذت رضا .. ومش بس كدة .. دي مش عايزة يبقى ليها وجود في حياته خاالص وتسلب حقها فيه كزوجة ! هو واخد باله وعارف .. ومركز أوي في كل حركاتها عشان متأذيش رضا بأي كلمة ولا بأي فعل ...
خلص جلال الشاور وخرج لقاها قاعدة مستنياه ومتجهزة ليه .. قربلها وقعد على السرير وقال
_ وبعدين ؟
_ وبعدين إيه؟
_ وبعدين يا نسيمة ! انتي مالك مش على بعضك ليه !!
_ وهبقى على بعضي ازاي والزفتة دي هنا !!
قالت كدة في سرها ولكنها حبست الجملة ولمست متافه برقة وهي بتقول
_ عادي .. هو إللي يعيش معاك يبقى على بعضه يا حبيبي ! دا أنت تجنن أي حد ..
اتنهد جلال وهو بقى شايف ان مش هيعرف يهرب .. طالما هي عيزاه فلازم هو يستجيب حتى لو هو مش عاوز وفقد رغبته من زمان .. من زمان أوي...
قربت منه وبدأت تلمس رقبته بقبلات خفيفة وهو مش طايق .. كل لمسة منها عليه بيحسها بتحرقه ! بيحس انه خاين في كل مرة بيكون معاها فيها .. في كل مرة بيحس انه بيعمل حاجة غلط .. مقدرش! مقدرش يستحمل وبعدها عنه برفق وهو بيقول
_ معلش النهاردة يا حبيبتي.. أنا تعبان أوي
_ أنت وحشتني أوي !
_ انتي كمان وحشتيني بس مش النهاردة ..
قال جلال بنبرة باردة مقدرش يزيفها حتى لو زيف الكلام .. بصتله بغضب وقالت
_ من دلوقتي خلاص غضبت عليا ومبقتش عجباك !! من دلوقتي بتبعد عني ومش عاوزني ؟ هو دا العدل يا حاج جلال ؟؟
بصلها جلال وفضل ساكت .. وبعدين قرب منها وهمس بنبرة هي عرفاها كويس وهو بيبص في عينها وبيفكرها باللي هي نسته
_ وكان من العدل اننا ننام في سريرها ؟ ...
اتصدمت نسيمة ووشها جاب ألوان .. لأول مرة في حياته ينطق جملة زي دي .. من صدمتها مقدرتش ترد ولا تتكلم .. فكمل وهو بيبصلها باحتقار لنفسه وليها ولفعلتهم
_ لأ صح ! .. يبقى خلينا في قرفنا ومنتكلمش احنا بالذات عن العدل .
وكمل لبس هدومه وسابها هي قاعدة مكانها .. بتتلقى صدمة ورا التانية ! .. ومش عارفة ولا قادرة ترد .
______
في اليوم التاني صحت رضا من بدري .. هي أصلا معرفتش تنام كويس .. لكنها قررت تواجه شبح البيت إللي بيطاردها وقررت كمان انها تنزل تتمشى فيها وتحس انه عادي يعني مش حاجة صعبة ولا مستحيلة .. هي أقوى من كل حاجة وهتقدر تكمل وتعيش في أي مكان .
بالفعل لبست هدومها ونزلت ... لبست فستان المرادي فيه ألوان .. قلعت الأسود خلاص وفردت شعرها الجميل وحطت ميكب خفيف جدا ولكن نور وشها وخلاها شكلها حلو أوي وحطت برفان جميل مميز خاص ليها هي .. ريحته خلابه مش مسكرة ولا سويت بس تحسها ريحة بتعبر عن الأنثى القوية ...
نزلت رضا وبدأت تتمشى في البيت وكلهم نايمين ... الوقت كان الساعة ٦ الصبح بس هي حبت تنطلق من الوقت دا ..
بدأت تتمشى في الطُرقات .. وقفت فجأة! .. دارت في عقلها فكرة وهي بتتفرج على البيت والأوض ..
خافت من الفكرة .. عيونها راحت باتجاه اوضتها هي وجلال ! ... هاجمتها الذكريات تاني لكنها تماسكت وقربت بخطواتها لحد الأوضة .. حاولت متفتكرش نفسها ولا تصرفاتها الغبية في الوقت دا .. حاجة واحدة بس دارت في عقلها وشغلتها !
فجأة لقت الباب بيتفتح فاتخضت وحطت ايديها على قلبها من الفزعة .. كان جلال فقربلها بسرعة
_ فيه إيه انتي كويسة ؟؟
حاول يمسك ايدها ولكنها بعدتها عنه وفضلت تبصله وهي ساكتة ! ... معقول سكن فيها هو ومراته .. للدرجادي كمية الرخص والقرف ! كانت ساكتة لكن عيونها حكت كل حاجة وجلال فتح الباب على مصرعيه وهو بيقول بسرعة وعينه الجميلة المتألمة في عيونها
_ محدش دخل أوضتك بعدك ! أنا بس إللي بدخلها !
بصت للأوضى وبعدين بصتله بسخرية ومشت وسابته من غير رد .. وهو فضل يبص في أثرها ويشم العطر اللي هي حطاه .. حاول يسحب نفس طويل يملى صدره بيه ! بقى هو شايفها الصبح كدة ! شايفها وشامم ريحتها ... دا كأنه ملك الدنيا كلها .. فضل واقف مكان يستشعر جمال وحنان اللحظة .. حاسس انه أسعد انسان في الدنيا لمجرد انه اصطبح بوشها ... وهي مشت وكملت مشي وهو لسة مكانه واقف يشم هواها ويحس ويستشعر نعمة وجودها ..