الجزء الرابع من الفصل الثامن من رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
كان النهار بيمد ضيه ع الأرض الواسعة اللي بقت قدامهم زي بساط أخضر ما ليه آخر، جلال ماشي قدامهم بخطوات هادية وراسه مرفوعة، وكأنه حافظ كل شبر فيها عن ظهر قلب... مازن جنبه ساكت ووشه متجهم، ورضا ماشية وراهم بخطوات بطيئة، كل شوية تقف تبص حوالينها
كانوا بقالهم ساعات بيشوفوا الأرض قطعة ورا قطعة، وجلال بيرمي اقتراحاته بنفس هدوءه المستفز، ومازن بيرد عليه أحيانًا بضيق وأحيانًا بتجاهل. والوقت بيعدي... لحد ما الشمس بدأت تغرب واللون البرتقالي غرق الأرض كلها، والدنيا بردت شوية والنسمة بقيت ألذ من أي وقت.
وصلوا لأرض كبيرة آخر الصف، قريبة من بيت البحيرة... الأرض دي كانت مختلفة: حواليها شوية أشجار وريحها نضيف، وصوت الماية بيتسرب من مجرى صغير ما بين الضفتين...تشم الهوا اللي نسمة منه كانت بترد روحها رغم الدوشة اللي جواها... بصت على بيت البحيرة من بعيد وافتكرت اليوم إللي البلد كلها جرت وراها هي وجلال فيه ! .. اليوم إللي كان بيحاول يقرب منها فيه وهي مكانتش عارفة الصح من الغلط .. انضحك عليها كتير وهو كان باين كن أول يوم انها خبيث وشيطان ومعندوش أخلاق بس هي كملت عادي !
لحد ما وقفوا قدام مجرى مائي ضيق… شبه ترعة صغيرة جدًا أو "أناية" زي ما بيقولوا عليها في البلد.
عداها هو بخطوة واسعة بكل سهولة ومازن نط وعدى هو كمان ، بس جلال بص ورا لقاها واقفة.واقف مكانها ومبتعديش.
وقفت رضا تبص للمجرى... كان لازم تعدي للضفة التانية علشان تشوف المكان كله... بصت للماية وهي بتجري في هدوء بس عقبة صغيرة جدًا وقفتها مكانها: الجيبة الضيقة.
مازن كان عدى وانشغل ب الأرض الواسعة وجمالها وجمال الهوى وتقدم خطوات بعد ما عدى الضفة كمان ، وجلال واقف بيراقبها من الناحيةة التانية وهي متسمرة مكانها... ابتسم بخبث وهو شايف ترددها.
قرب وقال صوته جاي هادي وواضح في الهوى
ـــ إيه مش ناوية تعدي ولا إيه ؟
مردتش عليه وفضلت مكانها واقفة
رفع حواجبه وقال وهو بيسخر منها وبيحرجها
ـــ قولتلك متلبسيش الجيبة دي ...
ردت وهي ماسكة اعصابها بالعافية
ـــ هلبسها تاني ومتدخلش في إللي مالكش فيه
ضحك بس ضحكته ما كانش ضحك... كان صوت غليان جوة صدره
ـــ والله؟ طيب خليكي مكانك بقى ...
ـــ أنا هنادي لماز
وملحقش تكمل... لقى إيده مسبقاها ورافعها من وسطها زي ورقة، ورجلها لسه بتضرب في الهوى
ـــ جلال نزلني!
ـــ لو سبتك هتقعي في الأناية
ـــ أوعى إيدك دي ...
كانت مخنوقة منه ومن قربه وهو مستمتع وهو شايلها من وسطها وفارد رجليه على الضفتين... كان مستمتع بيها وبقربها وانه عمال يعاند فيها ... بس هو كمان كان متغاظ منها ومن اصرارها انها تلبس الجيبة
ـــ إيدي دي اللي شايلاكي دلوقتي...لو شلتها هتقعي تتوسخي وهتبقي من رجليكي الملفوفة دي لحد شعرك الحلو دا طين وهتتوسخي ..
تأففت وهي مش عارفة تفلفص منه فقالها
_ مش هتلبسي الجيبة دي تاني ولا هتلبسي ضيق تاني !
كان بيقول بقوة وهو بيبص جوا عينها فبصتله بعنف وقالت
_ هلبسها تاني وتالت وقولتلك متدخلش بأي حاجة تخصني يا جاهل يا متخلف أنت
_ خلاص هسيبك تقعي !!
فضلت تضربه في صدره بكفوف خفيفة وغيظ مكتوم بيطلع منها وهي بتقول بين أسنانها
ـــ نزلني يا متخلف !
ـــ مش هنزلك إلا في الماية ... عشان تتعلمي متلبسيش الجيبة دي تاني.
ـــ هلبسها...!
ضحك ورفعها أكتر وكأنه بيفتري عليها وهو بيعدي بيها المجرى المائي اللي صوت الماية فيه هادي والنسمة بتلعب في شعرها، لحد ما حطها على البر التاني وهو بيبص لها في عينيها نظرة طويلة فيها كل الندم والغيظ والشوق اللي مش قادر يخبيه.
بصتله بعنف وهي بتزقه بكفها في صدره بقوة
ـــ ابعد عني يا جلال... ابعد.
اتزحلق خطوة بس ضحك، ضحكة هادية خبيثة، وقالها بصوت واطي وهو بيرجع يقف قدامها تاني
ـــ بدل ما تقولي شكرا اني موقعتكيش ... عموما المهم متلبسيش الجيبة دي تاني..
سيبته و مشت بسرعة قدامه على الأرض الجديدة وهي بتروح لمازن اللي نساها خالص وراح للأرض ، قلبه بيدق زي المية اللي لسه بيجري وراهم... وهي ماشية قدامه.. بص لايده اللي كانت شيلاها وجسمه اترعش .. كله شوق وحنين وحب ... رجع تاني يسمع اسمه من شفايفها .. جلال ! .. اد ايه اسمه بيكون حلو منها هي .. كان في عالم تاني من الخيال وخطواته بطيئة . من لمسات خفيفة قلبه مبقاش قادر يسيطر عليه
وعشان الحماس يذيد .. اشتري الرواية واستمتع بيها بدون انتظار كتير .. 😈💗 كلمنا وتساب على رقم 01098656097 .
منزلين نص الرواية .. متستناش واشتريها!!
نهاية الفصل الثامن💎🤍 مستنية رأيكم يا جواهر الكوكب الأبيض 💎 🤍