الجزء الرابع من الفصل الحادي عشر رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
رضا كانت شايفة جلال وهو بيوقع على الورق إللي معاه
إيده كانت كبيرة وخشنة، لكن خطه واضح وجميل…
لسبب مجهول… قلبها خفق فجأة وهي بتتأمله…
افتكرت أيام زمان…
افتكرت وهو بيمضي على أوراق تانية كتير كانت تخصها… أوراق باعت حياتها ليه بيها زمان.. ورق جوازهم ..
اتحرك جلال بهدوء وهو بيمضي آخر صفحة، وبعدها رفع عينه وبصلها…
لمح في عينيها نظرة مش مفهومة…
نظرة فيها شجن… وندم… وضعف.
لكنها بسرعة غيرت ملامحها… وظهر عليها البرود تاني وكأنها كل ما تشوف فيه حاجة كويسة .. يرجع الماضي يفكرها مين هو جلال الحقيقي !
جلال ساعتها ابتسم ابتسامة صغيرة جدًا…
محدش خد باله منها غيره هو بس…
وهو بيقفل الملف ويديه للمحامي قال بصوته الرجولي الواثق:
– خلصت أنا كدة ودا تنازل مني عن الأرض ... خلصوا أنتوا كمان اجرائاتكوا كلها .. وبعدها نشوف بعض في الموقع واحنا بنبدأ ..
المتر قال بحماس
– إن شاء الله يا حاج… ربنا معاك ويوفقك.
أما مازن ففضل ساكت…
بيجز على سنانه من جوه…
حاسس إنه صغير أوي قدام جلال…
رغم إنه دكتور كبير ومعاه فلوس وسفر وباسبور أوروبي ودراسة…بس الراجل دا…الراجل دا حاجة تانية خالص.
عمره ما كان يتخيل ان جلال يبقى بالقوة والغنى والذكاء دا ... عمره في حياته !
ورضا…فضلت قاعدة… مش مصدقة ان دا نفسه الراجل اللي ضربته على وشه الصبح بالقلم ! ... خرجت من المكتب مع مازن والمحامي وهي شاردة ومس سامعة مازن اللي بيكلمها ولا المحامي اللي بيعرض عليها أفكار
وكل اللي داير في عقلها وبتقولت جواها
"إيه يا جلال… إيه اللي مخبيُّه تاني…؟"
