الجزء الأول من الفصل الحادي عشر من رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني

 الجزء الأول من الفصل الحادي عشر من رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني 



_______

كانت حاسة بحرارة شفايفه على شفايفها…
كانت حاسة بدقنه الخشنة وهي بتحتك بجلدها الناعم…
كانت شمّة ريحته … نفس الريحة اللي كانت بتطمنها زمان… ونفسها اللي بتكرهها دلوقتي.

قلبها كان بيدق بسرعة رهيبة، دمها كان بيجري في عروقها زي النار، نفسها مكتوم ووشها احمرّ من الدم اللي طلع فجأة من قلبها لحد خدودها.. 

بس رغم كل ده… رغم رعشة جسمها وضعفه وهي بتشم ريحته وتحس قربه…
كان في جوه صدرها غضب … غضب بيصرخ فيها يحرّكها… يخلّيها تفتكر كل حاجة… كل إهانة وكل خيانة وكل دمعة نزلت منها بسببه.

وبدون ما تفكر…
إيدها طلعت بسرعة دفعته بعنف وبعدين ضربته على وشه بالقلم…
قلم قوي… عالي…
سمع صوته في ودنه قبل ما يحس بحرقته على خده..
اترجع راسه شوية من قوة الضربة، وحاجبه اتعقد ووشه اتشد بتوتر، بس عينه فضلت ثابتة فيها… فيها هي بس… كأنه حتى مش حاسس بالوجع… أو يمكن… كأنه فرحان بيه..كأنه خد إللي يستحقه منها ... كأن ضميره بيرتاح واحدة واحدة كل ما تهينه! 

شهقت رضا وهي بتحاول تبعده عنها بإيدها التانية، دفعت صدره بعنف بس جسمه مكانش بيتحرك.. 
صرخت بصوت مبحوح وهي بتبصله بعيون كلها دموع وغضب 

– ازاي تجرؤ وتلمسني … إزاي!!!

كان ساكت… عينه في عينيها…
شايف كرهها ليه … شايف غضبها… بس أكتر حاجة وجعته… هو إنه شاف الخوف.. 
آخوفها منه… خوفها من لمسته… خوفها من حبه اللي بقى دلوقتي بالنسبة لها… أكبر عذاب.

قال بهدوء غريب وهو بيبص على شفايفها المرتعشة 

– ماقدرتش… كان لازم ألمسِك… 

صرخت تاني، صوتها عالي مبحوح مليان قهر 

– إيديك دي متلمسنيش تاني… فاهم!!! متلمسنيش!!!
مش من حقك… مش من حقك!!!

وإيدها التانية راحت على شفايفها تمسح آثار قبلته بقرف وعلامات التقزز ظهرت على وشها غصب عنها، بتحاول تمسح ريحته، تمسح إحساسه، تمسح قرفه إللي عمله معاها وكالعادة مهتم بنفسه ورغباته بس 

– للدرجادي بتكرهيني ؟!

قالها بصوت هادي قوي، وابتسامة صغيرة حزينة كسرت وشه الرجولي الجامد.
بس كلامه ده كان زي النار بيحرق في جسمه قبل ما يقوله .. 

بصتله بكره وقرف وقالت بصوت واطي مبحوح مليان غيظ وكره

– أنا بكرهك… بكرهك يا جلال…
والأسوأ من كده… وعشت سنين بكره نفسي عشان في يوم من الأيام حبيت كلب زيك ! ..

وسابت إيدها توقع من على شفايفها، ورجعت لورا خطوتين بسرعة…

خطوات بتترنح فيها من الدوخة… من القهر… من الحرارة اللي سابها في جسمها…
وهي بتبصله بنظرة هزمت الدنيا كلها جواه…
نظرة وجع وكره وانكسار.

وسابته واقف في الجنينة، ومشت ! 

رضا كانت ماشية بسرعة، خطواتها بتغرز في تراب الجنينة الناعم، وصوت دقات قلبها أعلى من صوت عصافير الصبح وهي بتطير بين الشجر…
كانت عايزة تخرج من المكان ده، من اللحظة دي، من الحياة دي كلها لو قدرت.

أما هو…
فضل واقف مكانه.
ما تحركش.
إيديه كانت متشنجة على جنبيه… وخده لسه بيوجعه من القلم اللي ادهوله قلبها مش إيدها…
بس هو مكنش حاسس بوجع وشه ولا بالخاتم إللي كانت لبساه في إيدها وجرحه …
كان حاسس بوجع قلبه اللي بيتقطع، كل شظية بتدبحه لوحدها.. 

رفع عينيه للسماء…الشمس كانت بدأت حرارتها تذيد وطلعة تدفي وشه… بس الدفا مكنش بيوصل لجسمه.!
جسمه كله كان بارد… برد وهو لسة مش مستوعب قسوتها واحتقارها ليه حتى لو يستاهل ... 

بعدين لمس شفايفه بإيده ! افتكر قربهم وتفاصيله .. بدأ يتأمل اللحظة إللي فاتت قبل ما تضربه على وشه وتبعده عنها وتسمعه أقسى كلام ممكن يسمعه في حياته .. ابتسم وهو بيستشعر ملمس شفايفها اللي اشتاقله جداا .. 

في اللحظة دي…
كان فيه عينين بتراقبه من بعيد… عينين ضيقة مليانة خبث…
نسيمة، كانت واقفة ورا ستارة البلكونة في أوضتها…
شفته… شافت كل حاجة… شافته وهو بيبوسها بشغف مجنون، وشافتها وهي بتضربه بالقلم وتبعده عنها زي حشرة مقرفة…وشافت كل حاجة.!

كانت حاسة بالحقد بينهش فيها ! من أول يوم جذبته وخلته يبوسها طب بعدين هتعمل إيه ؟؟ ... 


لكن فجأة ابتسامة خبيثة ظهرت على شفايفها…
ابتسامة واحدة ست حاسة إنها لسه ماسكة زمام اللعبة… 
حاسة إنها مهما حصل… هتفضل هي مراته اللي بتحتويه وبتحن عليه …
وهيا دي رضا؟
رضا إللي زمان كسرها … رجعت برضو عشان تكسره مش عشان تحب فيه وتاخده ليها ! وهنا قلبها اتطمن شوية رغم غلها وكرهها لأن جلال عاوزها وبيحاول معاها ! .. 

ضحكت نسيمة ضحكة قصيرة مكتومة وهي بتقول لنفسها 

– مهما عملت يا جلال مش هترجعلك ! ولو رجعت .. فمكانها هيكون تحت رجلي . 

وشدت الستارة ونزلت تحت ... 

---________ 

جلال لسه واقف مكانه…
مش حاسس بأي حاجة حواليه…
غير ريحة شفايفها… وضربتها… وكلامها.

سمع صوت خطوات نسيمة وهو بتقربله …
سمع صوتها وهي بتقول بصوت كله سم 

– إيه يا جلال…ماشاء الله… حضن وبوس كمان… الصبح بدري أهو… لأ وضربتك بالقلم كمان ! تسلم الرجولة يا كبير…!

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.