الجزء الرابع من الفصل الرابع والعشرون رواية الرقيقة والبربري
.png)
كانت تقف بجانبه بعدما فتح السيارة ووضع بها حقيبة سفر صغيرة ... كانت صامتة لا تعرف ماذا تقول وقلبها يدق بسرعة ..
جلست بجانبه وكل دقيقة تنظر له من طرف عينيها بينما يقود في صمت .. شعرت بالخوف والتوتر فإلى أين سيذهبا .. إلى أي مكان يأخذها ؟ ...
سألته وهي تحاول أن تجعل صوتها عادي
– رايحين فين؟
ابتسم محافظًا على تركيزه في القيادة وقال
– مش قولتلك مفاجأة؟
تملمت نور
– أنا مش بحب المفاجآت!
– وأنا بحب أشوف وشك وأنتي متوترة كده وهتموتي من الفضول..
قال رامي وهو ينظر لها ثم قرص وجنتها بخفة وأعاد عينيه للطريق .بينما هي ضحكت تلقائيًا على فعلته لكنها عادت للصمت ... بعد قليل ... مرت السيارة بأحد الأماكن الموجودة على النيل وتوقف رامي عند نقطة التفتيش والأمن يخرج هاتفه وكأنه يؤكد له شيء ما حتى سمحوا له بالمرور ومرت السيارة في ممرات حتى توقفت أمام عبارة كبير ! .. مازالت تقف في المرسى .. شكلها فاخر وكبير وكأنها تراها في فيلم ...
أوقف رامي السيارة ونزل منها ثم اخرج الحقيبة وساعد نور على النزول من السيارة ...
نظرت له نور باندهاش
– إيه ده؟!
– المركب دي لينا النهارده..
قال رامي فنظرت له نور في زهول
– يعني إيه؟
– يعني هنقضي الأسبوع دا عليها، هنروح رحلة لأسوان...
– إنت بتكلم بجد؟!
سألت ولم تستوعب بعد أنها ستسافر معه إلى أسوان .. ليقترب منها ويمسك يديها بين يديه قائلاً
– أيوه بجد... مش عايزك تفكري في أي حاجة، لا مشاكل ولا زعل... الأسبوع دا دي بتاعي أنا وإنتي، وبس.
ظلت واقفة تنظر له ثم للمركب وكأنها لا تصدق .. الناس يمرون من حولهم ويصعدون بينما ههي مازالت تستوعب ما يقول ! .. كانت مركب سياحية كبيرة تنظم رحلات نيلية على طول خط النيل في مصر ... حرك الهواء خصلات شعرها وعيونها لمعت من الفرحة وتشعر بلخبطة ودربكة داخلة قبل أن تتذكر فجأة كلام والدها الذي حذرهم من الذهاب بعيدًا ..
– بس رامي...
– مفيش بس يا نور تعالي نعيش شوية...
ثم مد يده لها وهي ظلت تنظر له في ابتسامة كطفلة قد تكاد تموت من السعادة !! امتلئت عيونها بالدموع وهي تترك يدها له ليبتسم لها باتساع ويجر حقيبة السفر في اليد الأخرى صاعًا عن متن السفينة .. وفي نيته أنه سيجعلها تختبر لحظات من السعادة والدلال لم تحصل عليهما يومًا ..
ولهها بالنيل وتعلقها به .. وراحتها بقربه ..جعله يأخذ القرار بحجز غرفة على متن هذا المركب .. وقد بدأ رامي يبحث عن رغباتها ليحققها ! ..