الجزء الثاني من الفصل الثالث والعشرون رواية الرقيقة والبربري
ارتجفت نور بين يديه قبل أن يبتعد إنشًا برفق وهو يقول متراجعًا عما قال وكأنه مزحة بعدما استشعر خوفها .. .
_ بهزر معاكي يا روحي .. خليكي لبساه أصلا شكلك حلو كدة عاوز اقعد اتفرج عليكي وأبص في عيونك بس ومعملش حاجة تانية
كلماته كانت بها رسائل دخلت لقلبها وطمئنتها قبل أن تقول في سعادة وراحة
_ طلع الموضوع سهل !
تلفظت بهذه الكلمات .. ليسأل رامي
_ موضوع إيه؟
_ إني ألبس حاجة تعجبك ... وأحط ميكب .. وأقف كدة أدامك عادي ..
هل كانت تتوقع ان يهجم عليها مثلاً ؟ فكر رامي داخله ..
_ وانتي متوقعة مني إني أتهجم عليكي ؟
قال لتسعر بسوء ما تفوهت به لتقوم تبرر
_ لأ مش قصدي
عينيه لم تتحرك عنها ومع كل حركة منها .. يتأمل بشرتها وملامحها وتزداد نظراته لطف ولهفة .. كأنه يراها للمرة الأولى ...
مد يده ولمس كتفها برفق ... لمسة لم يكن فيها شهوة ولا رغبة فجة .. لكن كان فيها وعد .. وعد بالدفء والأمان .. بالحب .. والرحمة !
اهتز كلها من لمسته .. اقتربت منه عنوةً عنها تطالعه
ارتبكت وتثاقلت أنفاسها .. على هذه الوقفة منذ دقائق ولم يمل ولم تتعب ... عينيها خجولة بينما تنظر له .. لكنها لم تقدر على الابتعاد .. هذه المرة وقفت .. اتسجمعت كل قواها لتقف أمامه بهذه القوة وهذه الإرادة..
قال بصوت منخفض وهو يقرّب شفتيه من أذنها ..
– أنا مش مستعجل… وانتي ؟
تشوشت افكارها وذادت نبضان قلبها .. تريد أن تقول لها .. لكن على من تكذب ؟ على نفسها؟ .. تريده بشدة ! اشتاقت له ومن ارتباكها وحيرة نظراتها عرف مدى تأثير غيابه عليها ..
جزء منها كان ينتظر هذه اللحظة التي تعبر فيها عن اشتياقها له .. لكن الخوف مازال داخلها والرهبة تمنعها
– رامي… أنا…
الكلمة خرجت مرتعشة، ولم تستطع اكمالها ... ظلت هكذا صامتة حتى خاب أمل رامي ..
هز رأسه في تفهم ثم ابتعد .. أدار ظهره وخلع قميصه بعدما شعر بخنقه وجلس فوق الكنبة وأخذ ريموت التلفاز يشغله .. وتجاهلها .. هذا ما فهمته نور ! ...
توترت نور وشعرت بالضيق ! لماذا ابتعد .. ولكنه حاول ! ردت على نفسها ثم مشت بخطواتها بعدما قررت أنها هي من ستحاول هذه المرة .. وقفت أمامه قائلة
_ أنت مشيت وسبتني ليه ..
نظر لها رامي وقال في لطف رغم خيبة أمله ..
_ أنا هنا يا نور بس سبتك براحتك ..
_ بس أنا مش مرتاحة !
اندفعت نور بجملتها ليتأفف رامي قبل أن يقول
_ طيب ادخلي االأوضة ارتاحي وسيبيني اتفرج على الماتش ...
نظرت نور خلفها ووجدته يتابع إحدى المباريات قبل أن يرفع الصوت ويتجاهلها تمامًا !! ...
حاولت محادثته ليقوم برفع الصوت أكثر والتشويش عليها فنظرت له بضيق واحتدت ملامح وجهها .. قبل أن تضع يدها فوق خصرها ليتأفف
_ اوعي بقى خليني اتفرج !!
حزنت ملامح ليهدأ .. وكيف يهدأ وهو يراها بهذا الثوب الذي يرتفع كلما تحركت ..
_ يانور يا حبيبتي معلش سيبني اتفرج بس !
قال بلطف مصطنع وداخله نار تلتهمه .. نار شوق .. ونور غضب ! .. والسبب ذاته .. نور !
_ الماتش أهم مني !!
رفع مستوى الصوت على آخره حتى لم يعد يسمع لها صوت بعدما تداخل صوتها مع صوت المعلق وأصوات المشجعين وكأن رامي تقصد ذلك لترفع يديها الاثنين عاليًا لتشوش عليه الرؤية تمامًا في حركة طفولية منها
_ يوووه يانور بقى ابعدييي يا رخمة !!
قال في ضيق لتعانده وتستمر في حركات الأطفال هذه قبل أن يرمي الريموت ورفع حاجبه
_ يعني مش هتوعي ؟؟
_ لاااءءء
رفعت صوتها عاليًا حتى يسمع صوتها الرقيق الناعم .. ليهز راسه متوعدًا
_ طيب ماشييي!!
ثم وقف متجهًا لها بطوله وعرضه الذي غطى جسدها الصغير قبل أن يحاول إزاحتها لكنها لم تنزاح
_ يابت هتندمييي !!
_ أنا مش بت أنا نونو
مدت شفتيها أمامه في دلال فطري ترفض لفظه الذي ناداها به ليقول ساخرًا وهو يتوعدها
_ نونو !! والله ؟؟ طب تعالي بقى يانونو
ثم حملها فوق كتفه لتصرخ نور قبل ان يرميها فوق الكنبة ويسقط فوقها في رفق وينظر لها ليجدها تبتسم وتكتم ضحكتها ليشعر بأنها طفلة صغيرة لم تتخرج من الروضة بعد
كانت تشعر بالانتصار عندما مد يده يأخذ الريموت ويغلق التلفزيون... لكنها تفاجئت وارتفعت ضحكاتها ما ان بدأ في دغدتها ... ارتفعت ضحكاتها وهي تتلوى أسفله من الضحك وظهرت على ملامح وجهه الاستمتاع الشديد قبل أن تقول بين ضحكاتها
_ خلااصص
_ هتعملي كدة تاني ؟؟ هتبوظيلؤ الماتشات بتاعي ؟؟
هزت رأسها بالنفي بينما مازالت تضحك ولم تكن قادرة على الكلام قبل أن يتوقف وهو يضحك في وجهه البشوش وما ان توقف حتى أخرجت لسانها له في حركة مفاجئة تعانده
_ هبوظلك كل متشاتك المملةة
قالتها قبل أن تصرخ في آخر كلماتها من الضحك مرة أخرى عندما عاد لفعلته .. ثم فجأة صرخت بألم ما ان قرصها رامي من ساقها قبل أن تضع رأسها بحضنه وتئن بألم .. دفنت رأسها في عنقه ليضيق عليها به ويضمها نحوه هامسًا ..
_ أنا هربيكي يا قليلة الأدب!
_ مش قليلة الأدب!!
اعتضرت في تذمر ليقرصها مرة أخرى لتشهق نور من الألم ثم ضربته في كتفه ..
_ انتي أد الضربة دي ؟؟
نظرت له نور بعيونها الجميلة وهي تقول في دلال
_ أنت قرصتني ! أكيد سابت علامة ..
_ طب ما تسيب
قال رامي ثم نهض من فوقها ونزل على الأرض أمام ساقها يمسكها بينما يقول
_ وريني كدة !.
اترجفت نور وشعرت بالخجل .. ورامي لم يقصر في إشعال وجنتيها بالإحمرار قبل أن يحاصر قدميها بزراعيه ومازالت ركبتيه مرتكزتين على الأرض ... نظر داخل عينيها وبادلته النظرة بشعرها المبعثر من أفعاله
_ أنا مش عايز غيرك
وهنا لاحظ في عينيها كل شيئ .. الخجل .. والرغبة المكتومة !
لكنها أخفضتهما فقال بهدوء، وهو بيرفع وجهها بيده
– أنا مش عايز غيرك، وعمري ما هعمل حاجة إنتي مش عايزاها… بس متخافيش مني كدة وشيلي أفكارك دي عني .. أنا مجرد واحد عاوز مراته ! ليه محسساني إني بعمل حاجة غلط وممنوعة أوي كدة !!
لم تجيبه وقضمت شفتيها واشتكبت اصابع يديها في بعضهما قبل ان يكمل رامي في شيئ من الحزن
_ ليه محسساني إني وحش لمجرد اني عاوزك و
وهنا انقطعت كلماته وهي تضع شفتيها فوق خاصته ... تقاطعه بقبله .. والمفاجاة أنها لم تفصلها بل حاوطت وجهه بكفيها ليرتفع رامي من على الأرض ولم يفصل القبلة ويميل بجزعه عليها حتى تمكن رامي وحملها ..
انفصلت القبلة وهي تحاوط ساقيها بخصره ومازال يحملها ... تأمل وجهها الأحمر وشفتيها اللاهثتين وأراد أن يتحدث لكنها سرقت قبله صغيرة من شفتيه وهي تهمس
_ اتكلمنا .. كتير ! ..
ثم دفنت وجهها في عنقه وهي تضمه من كتفيه العاريتين في جرأة وتهمس بصوت منخفض أكثر ..
_مش وقته ..
نور ! نور هي من تطلب أن يصمت .. أن يكف عن الحديث !! لم يضيع رامي الفرصة وأخرجها من عنقه ونظر داخل عينيها في رغبة شديدة
_ عوزاني يا نور !
صمتت وهو يبحث عن الاجابة قبل أن تجيبه والحرارة تشع من وجنتها وهي تقول في هيام تحت أسر عينيه التي تعشقها
_ عوزاك يا روح نور.
لم ينتظر لحظة أخرى ضمها رامي بقوة قبل أن يأخذها ويتوجه للغرفة الموجودة في العوامة ... وهنا نور .. لم تقوى على المقاومة بل هي كانت تحترق من الاشتياق .. أيام طويلة بعيدة عنه .. لم بكن لديها أي قوة للإعتراض حتى .. ورامي بالطبع .. كان يحظى بأفضل لحظات حياته بعد أخذها لهذه الخطوة الجريئة ... ولسان حاله يردد وهي بين يديه في الغرفة " صُبرت ونُلت يارومي "
---