الجزء الأول من الفصل الثالث والعشرون رواية الرقيقة والبربري

 الجزء الأول من الفصل الثالث والعشرون رواية الرقيقة والبربري 


_________________________


ترددت، وكأن يديها ثقيلة ، والخجل ساكن في عينيها، لكن جسدها لأبد أن يتجاوب رغمًا عنها حتى لا تفقده .. 


تنفست ببطء، وراحت تفك حزام الروب لينفتح ويظهر ما تحته … صوته الحزام وهو بيتحرر خفيف لكنه مسموع، قلبها يدق بسرعة ... ظلت واقفة تنظر للأسفل ولم تجرأ على رفع عينيها نحوه ... 


اقترب منها بخطوات بطيئة وهو يتأملها بينما هي شعرت بقطرات العرق فوق جبينها من الخجل .. تنهدت كأنها تجاهد لسحب نفس وهي تشعر به خلفها وأنفاسه الساخنة تلفح عنقها .. 


أغمضت عينيها ثم همت لتخلع عنها الروب ! خطوة جريئة أخرى اتخذتها لتوفر لرامي رؤية أوضح لثوبها الحريري الخاص جدًا ... لكن من شدة توترها تعرقلت أكمام القميص في يديها وبدى عليها التوتر وهي تحاول إبعادها واسقاط الروب .. 


لكن صوته القريب همس خلف أذنه .. 


– سيبيه ينزل لوحده… متستعجليش.


تجمدت مكانها لحظة .. ثم سحبت يديها خلف ظهرها لتلمس جسد رامي فتشعر بقشعريرة وتذيدها هذه اللمسة غير المقصودة إرباكًا قبل أن تعود وتشبك يديها أمام بكنها في توتر ويبتسم رامي بشفتيه ابتسامة جانبية دون التدخل حتى لا يذيد خجلها ... ويستمتع أكثر باللوحة الجميلة أمامه .. 


الثوب انساب ببطء فوق جسمها، خفيف مثل النسيم،

عندما سقط الروب ..  شعرت نور وكأنها تتحرر من طبقة خوف كانت ترتديها ...... 

التف رامي حولها حتى وقف أمامها هذه المرة ..  ثم رفع أكمام قميصه وراح يفك أول  أزرار قميصه وعيناه ، ولما وقعت عيناه على عينيها الناعستين ، ثبت النظر... لم يتكلم، فقط ابتسم، تلك الابتسامة التي كانت دومًا تخلخل توازنها...


_ لا بس حلو الاوردر اللي طلبتيه .. يستاهل 


ارتجفت نور ثم قالت بنبرة خافتة  


ـ لا أنا... كنت جايبة دا من زمان، بس... مكنتش لاقية وقت ألبسه. 


اقترب رامي منها بخطوات بطيئة، وقال بصوت مبحوح 


_ فعلا تلت سنين قليل بصراحة هتلاقي وقت امتى يعني ! .. 


أخفضت عينيها من سخريته ليبتسم قبل أن يقترب منها ويلمس أسفل شفتيها قائلاً


_ بس حلوة .. حلوة أوي 


أغمض عينه لحظة ، وكأن المشهد أكبر من قدرته على التحمل، ثم فتحهما عليها  مرة ثانية وقال وهو يقترب أكثر


_ عارفة إنك من ساعة ما دخلتي وأنا مش عارف أبُص فين... القميص ولا عينيكي... 


ارتبكت نظراتها، وعضت شفتيها بخجل واضح، لكن عينيها كانت تقول كل شيئ ... كانت تنتظر منه شيئ يعلمه .. شيئ يطمئنها .. شيئ أكثر.. لكن ردة فعله كانت بطيئة .. وغير متوقعة تقريبًا ! 


نظر لعينيها التي رفعتها أخيرًا وقد كانت تنظر له كمن ينتقده أو يعاتبه .. فسأل وهو يلمس أسفل عنقها ..


_ إيه؟ مالك ؟ 


ردت نور وهو يذيد عليها شعور الحرج .. 


_ مفيش 


لم يسأل ثانية لتستجمع قوتها وتخرج مافي جوفها 


_ هو عجبك بجد ؟ 


_ آه.. يعني كويس ..فيه حجات أحسن  


احمرت عينيها وشفتيها وأنفها دفعة واحدة !! لينصدم رامي من ردة فعلها التي ظهرت على وجهها قبل أن يعود ويقول 


_ بس حلو حلو ماشي حاله ! 


هل رأى الأفضل ؟ دارت الفكرة في بالها قبل أن تقترب منه هي في خطوة كانت كفيلة بجعل رامي يتفاجئ 


_ هو فيه أحسن من دا ؟ 


سألت ليقترب هو الآخر خطوة حتى أصبح على مقربة شديدة منها 


_ أيوة فيه .. 


أحبطت ملامحها وأنزلت رأسها في ضيق وكأنها فشلت في اختيار ثوب ينال اعجابه لكنه مد ابهامه يلمس شفتيها في رفق لترفع رأسها وتنظر داخل عينيه بينما يقول وعينيه متركزة فوق شفتيهة 


_ بس مفيش أحسن من دي .. 


توترت وهي تنظر داخل عينيه الساحرة وشعرت بحرارة القرب كعادتها في الأيام الأخيرة حيث تأثيره أصبح يغلب عليها وتشعر بشقاء بعده  ... وهو الخبيث الذي كان يقترب ثم يبتعد ليلوعها بنيران الشوق .. 


تمسكت بطرف ثوبها في خجل وهي تبتسم بخفة بينما تجيبه 


_ أنت كمان ؟ 


_ أنا كمان إيه؟ 


اقترب رامي بشدة حتى مال عليها بجزعه لترفع رأسها وتنظر لأعلى حتى تحصل على نظراته 


_ أنت كمان بتوعك حلوين !


ابتسم رامي وردد 


_ بتوعي ؟؟ إللي هما إيه بتوعي دول ؟ 


تنهدت في تعب ليقترب يشدها برفق من خصرها نحوه حتى احتكت ببطنه المعضلة وشعرت بالتشجيع بينما يقول 


_ ها يانور ؟ سامعك يا حبيبي .. 


قضمت شفتيها قبل أن ترفع يديها بتوتر وتسير بأطراف أصابعها الرقيقة فوق شفتيه قائلة ..


_ هما .. ربنا خالقهم حلوين .. 


شدها عليه أكثر ضاغطًا عليها ليخرج منها ما يريد أن يسمع 


_ عاجبينك يعني ... بتحبيهم ؟ 


ظلت تنظر داخل عينيه وهزت رأسها وقالت بابتسامة مشاغبة اصابت رعشة خفيفة في قلبه 


_ أيوة عاجبني ! وبحبهم أوي! .. 


_ إلا ماجيتي مرة خطفتيني بوسة ولا حاجة .. 


قال رامي لتنفلت ضحكة نور منها وهي تضع يدها على شفتيها قبل أن يقترب منها أكثر ويعرض بجرأة 


_ مش هتخطفيني بوسة بقى ؟ .. يا بت يا نور !! 


_ بس يارومي بتضحكني .. 


قالت بين ضحكاتها الصغيرة بينما هو تمهل .. نعم ! تمهل يعطيها وقتها.. يداعبها بكلماته المشاغبة التي انمزجت بحنان ورفق .. جديدان عليه .. 


نظر رامي نظرة علوية وهي بين زراعيه وكأنه يقيم المنظر من فوق .. 


_ بس حلو المجهود عجبني !


_ علشانك ! 


قالت وهي تضع يدها على صدره تتمسك فيه في حب وخجل .. ليرفع رأسه محتفلاً 


_ يابن المحظوظة يا رامي .. 


_ رومي.. 


بخفة شديدة ضربت بقبضتها على صدره ليبتسم ثم رفع عن وجهها خصلة ناعمة من شعرها ... لترتاح نور بين يديه وتسترخي.. 


ثم مد يده ببطء، وشد طرف الرداء وقال 


_ ينفع آخده؟ ولا لسه مستنية شوية؟ 


همست بعد توتر ولكنها اتخذت قرارها بعد خوف تملك منها 


_ خُده...


وبصوت أوطى، كأنها بالكاد قادرة تواجه رغبتها


_ بس... بالراحة.


ضحك ضحكة صغيرة، وقال وهو بيقرب وشه منها


_ أنا أصلًا ناوي أدوّقك الرّاحة على طريقتي.. 

اضغط وانضموا لقناة تلجرام مجانًا لمتابعة الروايات الرومانسية 

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.