الجزء الثالث من الفصل الثالث رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
_ أبويا لو شافنا هيعمل إيه؟
_ مش هيشوف حاجة .. أمشي يلا !
دا كان حوار بين الاتنين إللي بيشتركوا دايما في المصايب ..في الكوارث .. إللي هيحيبوا لجلال مرض ثلاثي الأبعاد في يوم !
_ عمر ..
_ أنا عمك يالا
قال عمر ليحيّٰ ... يحيّٰ عض شفايفه بضيق وبعدين بصله بابتسامة صفرا
_ أبويا لو شافني مروح كدة هي !! ..
_ إللي يشوفك كدة يقول متكسر دا يادوب حتة خدش ..
قال عمر باستهزاء وهو بيشرب سجارته فبصله يحيّٰ بخوف ورعب من أبوه وهو بيقول
_ أبويا بيشوف كل حتة فيا ..
_ ياختي حلوة ..
_ متسخفش بقى ..
_ أنا هبقى أكلم جلال .. متخافش مش هيجي جنبك
قال عمر بثقة .. لسة يحيّٰ رايح يتكلم سمعوا صوت خطوات على السلم !! وهنا اتنفضوا هما الاتنين وعمر رمى السجارة من الشباك واترعب هو نفسه فبصله يحيّٰ باستهزاء .. مفيش حد مش بيخاف من أبوه .. مع ان عمر يبان شاب خطر .. بس أدام جلال بيقف احترام ليه ولا يخلو الأمر من الخوف ...
_ هنعمل إيه!! أكيد دا أبويا
قال يحي بخوف فقال عمر
_ لا ان شاء الله لأ
_ طب وستي هتقوله انها شافتنا !
_ دي ستك بترمش بالعافية ..
قال عمر وبعدين راح يبص من الباب وفعلا اتفاجئ بجلال أدامه داخل أوضة جدة يحيّٰ ... أول ما جلال دخل عمر شاور ليحي وقاله
_ هتيجي ورايا تتسحب ورب العزة لو عملت صوت ولا حركة غبية من بتوعك لأرميك في البحيرة !
هز يحي راسه وهو بيقول
_ دا انت ترميني في البحيرة أهون من ان أبويا يشوفني
..
وخرج عمر ووراه يحيّٰ بيتسحبوا وهما حريصين ان ميخرجش منهم أي صوت ولكن أول ما وصلوا للمخرج هنا طلعلهم آخر صوت كانوا يتمنوه ..
_ أنت بتعمل إيه يا بشمهندس عمر !!
_ نعمات لمي لسانك بقى هتفضحينا
قال يحي وعمر غمض عينه وحس ان جسمه كله ارتعد من خضتها ليهم فقربت منهم وهمست عشان محدش يسمع
_ ابوك لو عرف يا يحي مش هيآمني على البيت تاني
_ انتي لسة مروحتيش ليه !
سأل عمر وهو بيضغط على سنانه فقالت
_ الست انجي كانت تعبانة شوية ضربتلي تليفون ..
فيه جهاز جلال جايبه لإنجي .. الجهاز دا بيعمل بطريقة معينة لو انجي رمشت عدة مرات ناحيته بيلقط اشارتها كأنها عاوزة مساعدة .. عليه بيرسل إشارة للشخص ان هي عيزاه .. ودا لأن انجي .. اتشلت بالكامل ! ...
هنا عمر اتخض بشكل غريب وقال
_ ازاي هو الجهاز بتاعها اتصلح ؟ .. حصل ازاي وامتى ؟
قالت نعمات
_ الحاج جلال صلحه ..
هنا عمر اتوتر وعض شفايفه بغموض وسكت وبعدين قالها بنبرة قوية
_ انتي مشوفتيش حاجة يا نعمة هاه
نعمات طبعا اكبر منهم بكتير الفرق مثلا ١٧ سنة ... وبينها وبين عمر ١٢ سنة ... ولكنها كانت زي أختهم الكبيرة .. هي نفسها نعمات القديمة ! ولكنها دلوقتي حكيمة وطيبة ومحترمة ... على عكس الماضي ..
بصتلهم وقالت بابتسامة لطيفة
_ ماشي .. بس براحة وأنتوا طالعيين ولو حصل حاجة هغطي عليكوا
غمزلها عمر وهو خارج
_ عسل من يومك
اتفاجئت وبعد ما مشوا ضربت كف على كف
_ ربنا يهديك يابن كريمة ...
______
_ عايشة ... عايشة ورجعت ...
قال وهو قاعد في الأوضة اللي اضاءتها ضلمة .. إضاءة مايلة للهدوء .. لأ للكآبة .. ولكنها تشبه صاحبتها في روحها وجوها وقتامتها ..
عيونها كانت بتسأله .. بيتكلم عن مين !
_ رضا ... رضا يا مراة أبويا...
قالها جلال وهو بيبصلها بخذلان شديد ...
_ إللي خليتيني أدمرها وأدمر نفسي وحياتي كلها ... رجعت تاني .. طلعت عايشة بعد كل دا .. زي ما كان قلبي دايما حاسس
انجي رغم شللها التام إلا إن الصدمة ظهرت ظهور الشمس على وشها !..
_ هو أنا عملتلك إيه عشان تعملي فيا كدة ! .. هونت عليكي ؟
قال جملته وبصلها .. لكنه كالعادة مقدرش يرفع عينه في عينها.. مش قادر ! مش قادر يبصلها سنين طوال بيبص وعلى عينه غشاوة خوف وخذلان وكره .د مش قادر يرفع عينه فيها ! ..
كلامه زي ماهو .. ليه عملتي فيا كدة ! ..
_ رجعت وعايشة مع مازن .. معاه !
انجي رمشت مرات عديدة وكأنها عاوزة تقول حاجة .. لكنها مبتنطقش .. من بعد السجن وكل اللي حصلها .. فقدت كل حاجة .. وأولهم صحتها ...
_ مصعبتش عليكي لحظة وقولتي دا ابني اللي بضحك عليه وبدمرله حياته ! محبتنيش ولو لحظة في عمرك كله !!
وعيط! .. عيط من قلبه ولكن من غير صوت ... انكسر ادامها للمرة المليون ..
_ مبقتش بتاعتي خلاص وماليش حق أقولها ترجعلي .. ترجعلي ليه وأنا شيطان ! أنا أوسخ من الشيطان كمان ..
قال من وسط بكاه وشكلها وهي بين ايدين مازن مش قادر يفارق دماغه ..
_ يارب تكوني مبسوطة ..
قالها ومسح دموعه وخرج وانجي على كرسيها المخصص لنوع الشلل بتاعها بتبص في أثره وعينيها مفتوحين على الآخر في صدمة ... !
بعد ما خسرت كل حاجة .. خسرت جتى جسدها وصحتها ... لسة بتولع من الحقد والكره في كل مرة يتذكر فيها اسم رضا .. ولكن المرة دي غير ! المرة دي ..رضا رجعت مش بس ذكرياتها ! هي كلها على بعضها رجعت !! عشان تتأكد انجي في اللحظة دي انها الخسرانة الوحيدة في النهاية ! كلهم عاشوا سعداء إلا هي !! ... حست انها هتفقد الوعي فبدأت ترمش كتير بعد ما وجهت نظرها للجهاز وهنا صوت دور في البيت والانوار بدأت تشتعل وتنطفئ وجلال مكانش لسة خرج .. شاف وسمع كل حاجة وعرف انها بتتعرض لأزمة صحية دلوقتي .. لكنه بص بحسرة وخرج من البيت وهو بيقول نعمات
_ هاتيلها الدكتور ..
وخرج وسابها .. قلبه قسي عليها .. كرهها .. بس مفيش ابن بيكره أمه ! خصوصا قلب زي قلب جلال إللي طول عمره كان بيتمنى حبها وانها تهتم بيه ...ولكنه قلبه قسي عليها .. اتكسر .. أكتر صدمة وأصعب صدمة اتعرض ليها كانت صدمته في أمه! ...
للي مش عاوز يستنى ويشتري الرواية تنزله طول الاسبوع يكلمنا على وتساب رقم 01098656097 ويستمتع بالرواية الملحمية دي ❤️🔥💗
_____