الجزء الثالث من الفصل الثاني رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني

 الجزء الثالث من الفصل الثاني رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني 



________

_ أهلا أهلا ياست نسيمة .. اتفضلي خطوة عزيزة 

ارتفعت أصوات البنات ترحب بنسيمة .. مراة الحاج جلال .. كبيرهم .

_ فين الدكتورة أميرة ؟ 

سألت نسيمة وهي بتطمن على مراة مازن زي ما شيع في البلد ، الدكتورة أميرة اللي شافوها معاه وبتاخد العزا ....

دلتها أحد البنات ودخلت نسيمة وهي بتتهادى بخطواتها وهي بتستعد انها هتتعرف على شخصية مهمة ومثقفة جاية من بلاد أجنبية واد ايه هتتفاخر ادام النساء ب انجاز زي دا 


كانت الأوضة فيها هدنة مؤقتة...
رضا قاعدة، سكتة، بتحاول تمسك دموعها، بتحاول ترجع أنفاسها لطبيعتها بعد ما قلبها شاف جلال.

وفجأة...
اتفتح الباب.

دخلت نسيمة.

وشها أول ما شاف الدكتورة أميرة اتبدل تماما ، مش بس اتبدّل دا اتجمد د.

خطوة واحدة بس وقفتها على الباب، وعنيها وسعت، وكأنها شافت شبح من ماضي حاولت تنساه.

– إنتِ؟

صوتها ما كانش عالي، لكن متوتر.
عينها نطّت بسرعة على شعر رضا، على وشّها، على دموعها، وحست بالخطر.

ايوة خطر

نسيمة حست بيه فورًا

رضا بصتلهم وهي كمان نظرتها اتثبتت فوق نسيمة وهنا البنت قالت 

_ الحاجة نسيمة مراة الحاج جلال الصواف يا دكتور أميرة 

نظرة رضا اتجمدت وكأن الزمن وقف وفضلت هي ونسيمة يتبادلوا النظرات ، نسيمة كانت مرعوبة ورضا كانت ساكتة ومتجمدة بس ! 

_ انتوا ازاي تدخلوا من غير ما تخبطوا على الباب 

دا اللي قالته رضا ! بصوت قوي وجاد وهي بتوجه نظرها للبنت 

البنت اتوترت من شدتها ونسيمة لسة واقفة مرعوبة مش قادرة تصدق هو دا حقيقي ولا دا خيال 

_ يا دكتورة أميرة .. 

_ اطلعوا بره 

رضا مسمحتش ليها تبرر وطردتهم برا من غير ما يرفلها جفن 

خرجت نسيمة ببطئ وعقلها وجسمها في حالة انكار ، دي رضا !! استحالة يمكن شبهها بس . 

طلعت نسيمة مع البنت وهنا سمعت همسات البنات االلي بيقولوا اد ايه الدكتورة اميرة شبه البنت الخدامة اللي كان اسمها رضا اللي اتجوزت جلال زمان وبعدين هربت ... وهنا نسيمة حست انها هتتجنن ! دي لو طلعت رضا بجد ، فكل اللي بنته لسنين هيتهد لأنها عارفة كويس ، ان جلال مش بس بيحبها ، جلال مريض بيها !

_______

خرجت رضا وظهرها مفرود وكلها ثقة بجسمها النحيف الجميل والمشدود ووشها المرسوم بقوة لم تنقص من جمالها بالعكس ذادتها جاذبية وشباب على عكس نسيمة إللي تخنت وبان على وشها ملامح السن بما انها أصلا أكبر من رضا بتقريبا عشر سنين ... أما رضا يادوب عندها ٣٢ سنة .. وباين عليها اهتمامها بصحتها ورياضتها لدرجة ان هي احلى من زمان بكتير جدا جدا ! ... بقت مميزة بغموض .. 

وقفت رضا في نص العزاء وفتحت موبايلها ترن على مازن اللي اتأخر جدا .. الستات معظمها مشي ... وهو لسة مجاش والدميا قربت تليل .. كانت قلقانة عليه جدا ولكنه مردش عليها ..  

اتنهدت وبعدين راحت قعدت على الكرسي وهنا لاحظت وجود نسيمة لسة زي ما هي ! وكأنها مستنياها أو مستنية تتأكد انها رضا الحقيقية ... 


رضا ما قامتش، ما اتكلمتش، حتى ما تحرّكتش.
بصّت لها بعين فيها وجع قديم، بس حل محل الوجع قوة ... كأنها كانت متحضرة للمشهد ده...

نسيمة قربت خطوة، خطواتها مترددة، بس صوتها بقى أهدى، كأنه بيحاول يغطّي ارتباكها... 

– البقاء لله ...

مردتش رضا عليها وفضلت باصة أدامها بعيون ثابتة وغامضة فهنا نسيمة بلعت ريقها وسألت 

_ أنتِ .. رضا .. !؟ 

_ سعيكم مشكور .. تقدري تمشي يا نسيمة . 

قالت رضا بثبات .. انقبض قلب نسيمة واتأكدت من شكها ! ... حاولت تكذب نفسها كانت تتمنى تكذب ودانها وعيونها .. ولكن للأسف .. رضا رجعت .. ! 

_ جاية ليه بعد السنين دي كلها ؟ 

رضا ما ردّتش فورًا...
رفعت عينيها ليها، وقالت بهدوء وهي بتتكلم عادي

_ ميخصكيش في حاجة .. 

برود رضا وثباتها وتر نسيمة وخلاها 
سكتت لحظة، وبعدين قالت بنبرة حادة فيها غيرة قديمة وحقد دفين ذاد وهي شايفة رضا بالجمال دا .. 

– جلال؟جايه علشانه؟

_ مين جلال ؟ 

سألت رضا بصوت غير مبالي بحاجة ولا بحد .. لكن نسيمة خوفها مهداش .. بالعكس ذاد مع القوة إللي شيفاها في عين رضا .. غير رضا القديمة تمامًا !!

نسيمة حست إنها بتتهز وفي قلبها خوف...
خوف من اللحظة اللي ممكن جلال يبص فيها لرضا زى زمان، ويحن.. دا بقى مجنون بيها ...

ردّت بسرعة، محاولة تسيطر على الوضع 

– على فكرة هو .. هو مش زي زمان... بقى راجل تاني، و...

رضا قطعتها، وبصّت لها بعين فيها برود 

– مين هو أصلا !؟  

رن تليفون رضا ففتحته وتجاهلت نسيمة تمامًا 

_ أنت فين يا مازن كل ده ؟ 

_ خلاص وصلت برا .. 

رد مازن فهزت رضا راسها بقلق عليه وقفلت...

_ زي مانتي شايفة العزا خلص ..تقدري تمشي .  


كأن رضا حطّت نقطة في آخر الجملة، وقامت واقفة.
عدّت جنب نسيمة، من غير ما تلمسها، من غير ما تبص ناحيتها،وكأنها غير مرئية .. 

ونسيمة فضلت واقفة مكانها، عنيها بتلمع، وصدرها بيطلع وينزل...

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.