الجزء الثاني من الفصل الرابع من رواية الخيَّال

الجزء الثاني من الفصل الرابع من رواية الخيَّال 


تأكد من نجاحه في إستفزازها عندما وجدها تجلس بجانبه في السيارة مرتدية ذلك الفستان الأسود مكشوف عند أحد الفخذين بذراعين بأكمام وأوبليتات علي الأكتاف جعلت منها فاتنة 


لم يتحدثوا ولم ينظر إليها سوى تلك النظرة الخاطفة التي لم تلحظها هي وتجاهلها تماماً وكادت هي أن تموت غيظاً من عجرفته الواضحة 




وصلوا أمام باب قصر فخر الدين وما إن همت أن تنزل حتي قبض علي يديها بقوة قائلاً بحزم 




"متشربيش حاجه جوا " 




رفعت رأسها بتكبر 




"ليه ؟" 




رد نظرتها المتعالية بأخري آمرة فنظرت له تلك النظرة المُميتة ولم تُعقب وما هي إلا ثواني حتى شعرت أنها تذوب في عيناه ، لِم هو مألوف هكذا لها ، لِم جسدها ينبض عندما تكون بالقرب منه ، توقفي أصيل أهو خطر مثلما قال أبيها ! هه بالطبع لا 




نزلت من السيارة برفقته فأخذها معه للداخل وللمفاجأة وضع يديه في خصرها 




"نزل إيدك بدل ما اقطعهالك " 




قرص خصرها بعنف شديد مزق جلدها الناعم فتألمت غصباً فاقترب من أذنها هامسا ً 




" مش أد التهديد بتهددي ليه ؟! "




كادت ان تصاب بالدوار حينما تذكرت جملة ما لا تعرف أخترعها عقلها أم أنها حقا ً تذكرتها 




"مش أد الشرب بتشربي ليه ؟!" 




نظرت له لحظات في ضياع تام وتلك الجملة تتردد بأذنها ، قالت بصوت شارد 




" نوح أنت ! " 




علي نفس همسه أجاب 




"فوقي يا أصيل " 




"نوح باشا !" 




قاطعهم صوت ذلك الرجل الممشوق والكبير في السن ورد عليه نوح ببرود وإستعلاء 




"ازيك يا فخر الدين " 




" أنا كويس وبقيت أحسن لما شوفتك ، عاش من شافك " 




لم يرحب فخر الدين بأصيل أبدا ً اكتفى بإستقبال نوح بكل أنواع الترحيب التي وجدت ثم أدخله للداخل قائلاً 




" يوم العهد قرب ومكانش ينفع يقرب وأحنا بنا عداوة " 




لم يعقب علي كلامه فأكمل الرجل 




" أنا عارف إنك مبتحبش الدوشة ولا اللمة عشان كدة الحفلة مفهاش غيرنا أنا وأنت ، أنا بمثل عشيرتي وانت بتمثل عشيرتك " 




الآن فهمت لِم جلبها نوح معه ، لكي يهينها ويثبت لها أنها بلا قيمة وأنه هو الملك مثلما يقول قانون العائلة 




حاولت زحزحة يديه من علي خصرها لكنها صلبة كالفولاذ ، نطق نوح قائلاً 




" يعني عرفت أنا بحب ايه وبكره إيه وبقالك اكتر من ١٥ سنة مشوفتنيش ومش عارف أصيل حسن البحراوي !" 




نظر فخر الدين بكره لزراع نوح الممتدة علي خصر أصيل فقال 




رد الرجل ببغض لأصيل ونفاق صريح لنوح 




"حضورك بيغطي علي أي حد تاني ، وأنا كل إللي أعرفه أنه بنكم عداوة معرفش إن الموضوع جدت فيه أمور " 




قال نوح بمغزي " كل المواضيع جدت فيها أمور يا فخر الدين " 




ارتجف قلب ذلك الكريه ، فهل عرف لِم يخطط له ؟! وأنه يريد قتله ! 




توجهوا للصالون الواسع للغاية علي امتداد أكثر من قيراط وكأنه ساحة معركة وليس ببيت 




اخذوا مجلسهم في جو هادئ وكلاسيكي ممتلئ بالشمعدان المُتقد والموسيقي الخافتة مع الإسطوانات الفخمة علي الطراز القديم في جو بارد خالي من الإنفعالات الحسية تماماً 




بدأ الخدم في تقديم الطعام بينما يتحاول نوح وفخر الدين في أمور كثيرة في حين أن أصيل شعرت وكأنها مجرد تحفه مثل باقي التحف بالمنزل بل والتحف أغلي واعلي قيمة واهمية منها وكم قتلها هذا الشعور 




" كنت مستعد أدفع نص عمري علشان اقابلك يا نوح " 




نظر له ببرود امتزج بالقليل من التحذير لمنادته بلا القاب فاستدرك فخر الدين 




"أي تعظيم في الدنيا لا يضاهي عظمة نوح الخيّال "




ثار غيظاً بركان أصيل ولكنها لم تتحدث بل كعادتها صُنمت بلا تعبير 




سخر نوح داخله ولكنه رد بسؤال خارج محتوى حوارهم 




"لسة بتقتل بناتك ؟ " 




"يعني مش عارف يا خيّال إذا كنت بقتلهم ولا لأ ؟!" 




جيد ... يحاول التذاكي علي نوح ، ليس بصالحه بالمرة ولكنه مسكين لا يعلم ولا يستطيع حتي التخيل ... 




لم يرد لأنه كان ينتظر إجابة فتحدث فخر الدين بكره حقيقي لجنس حوة 




" البنات مبتجبش إلا العار والمذلة ، ومش عاوزة أعيد مهازل غيري ، أنا مش راجل غبي " 




اهتاجت أصيل تلك المرة عندما تحدث بتلك الغلظة والحقار وخصوصاً عند فهمها لما يقصده في آخر كلامه ، وكادت أن ترد لولا يد نوح التي وضعت علي فخذها من أسفل الطاولة يأمرها بلمسة سلسة أن تتوقف ، ملامسته لها بتلك الطريقة لم تثير دهشتها بل الأدهش هي إستجابتها له بتلك السرعة وكأنه سيالها العصبي وليس عدوها اللدود !.... 




" أنت مش راجل _صمت قليلاً ثم أكمل ببطئ وهدوء كاد أن يصيب الآخر بالجنون_غبي !" 




لم يخفى عن ذلك القذر معنى كلام نوح ، يريد إهانته ؟! فليكن ... 




رد بإبتسامة أودع فيها طاعته المزيفة 




"دي شهادة أعتز بيها " 




لم يتفاجأ من عدم رده فمنذ أول جلوسه مع نوح وقد علم أنه يمتلك نظرات ثابتة ، هادئة ، باردة بلا مشاعر حارقة كاللهيب ومُسيطرة 




نظر نوح لساعته فوجد عدد الأجساد والإشعاعات تذداد بقوة جنونية فابتسم لفخر الدين بدون مقدمات حتي اندهش ، ثم بعد عدة ثواني انفجر نوح ضحكا ً علي سذاجة تلك العائلة التي حكمت علي نفسها بالهلاك حينما فكرت بالتخلص منه 




"نوح !" 




نادت عليه أصيل لتوقفه عن جنونه فنظر لها ثم قال محاولا ً كتم ضحكاته 



"أصيل هانم" 



وهنا حاصر جميع رجال فخر الدين المكان من كل جانب فانصعقت أصيل وعرفت أنهم أرادوا بهم الغدر ! 


____________________________

نهاية الفصل 💗💗




تعليقات