الجزء الأول من الفصل الثاني رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
الفصل الثاني ❤️
_______
الناس مشيت، والهدوء ساد المقابر، والريحة الطازة للتراب والماية المرشوشة لسه في الهوا.
مازن كان واقف قدّام قبر أمه، عينه مغروسة في الاسم المحفور، ووشّه ما بين الحزن والتعب والرهبة..
ما كانش بيعيط…
بس وشه لوحده كان بيبكي..
جلال وقف وراه شوية، ساكت، كأنه مش قادر يقرّب…
وبعدين، خَطى خطوة…
ووقف جنبه.. ضهرهم للبلد ووشهمم للمقابر .. ومش بيكلموا لعض ..
فضل ساكت، وبص لنفس القبر، بس مش شايفه.
هو كان شايف حاجة تانية خالص.
شايف السنين اللي فاتت كلها قدّامه في صورة واحدة:
رضا.
بشعرها اللي سابته ظاهر بعد ما كان متغطي بالطرحة ولبسها إللي عبارة عن لبس جديد أبعد ما يكون عن رضا القديمة ، بعينيها وهي بتعيط، وباللحظة اللي قلبه وقع فيها وهو شايفها بين الناس… وعيونه إللي جات في عيونها للححظة كانت قادرة تقلب كيانه كله ...
لف وشّه على مازن بهدوء، ونظرة عينه ما كانتش لوم…
كانت دهشة، وكسرة… كانت صدمة وذهول ..
وصوت مبحوح ما طلعش، بس كان باين فيه سؤال واحد
_ ليه ؟
مازن سكت ولكنه فهم سؤاله رغم انه كلمة واحدة بس ... حس بيه..حس بكل حاجة من غير ما يتقال حرف ذيادة.
بص له، وقال من غير ما يبص في عينه
– كنت هاقولك… بس معرفتش أبدأ منين.
جلال بصله، وعينه بتلمع، وقال بصوت هادي، بس مكسور
– كل السنين دي…كانت معاك؟
مازن بلع ريقه، وبص تاني على القبر ولكنه رد بشجاعة
– هي اللي جاتلي .. أنا ما دورتش عليها يا جلال.
جلال لف وشه عنه، وبص ناحية التراب.
اتنهد، وقال بصوت متقطع
– دا أنا سألتك .. لفيت البلد كلها عليها .. عملت كل حاجة .. دورت في كل شبر في الأرض .. كل يوم
كنت بدوّر عليها في عيون الناس، في الحقيقة و في الحلم … وأنت كنت كل يوم بتصحى تشوفها وتكلمها وعايش معاها وعارف عنها كل حاجة !
سكت شوية، وكأن الكلام وجعه أكتر..
– إزاي يا مازن ؟ إزاي قدرت تعمل فيا كدة وأنت صوفتني بتعب وبمرض وبتدمر وكنت خلاص بموت ! وبردو مقولتليش ! مصعبتش عليك ؟
مازن ما ردش.
كان ساكت، وعيونه غرقت في ذكريات قديمة مرت أدامه بتعيد عليه كل إللي حصل زمان
دموع جلال نزلت وقرب منه أكتر وسأله بعنف وغضب وصوت عالي
_ إزاي عملت فيا كدة وأنت عارف انها لسة مراتي وعلى ذمتي !؟
_ أنت ليه بتتكلم كأنك ضحية وملاك مغلطتش بدل الغلط مليون !!!!
رد عليه مازن بنفس الزعيق وكأنه فقد صوابه وظهر غضبه وغيرته .. ظهرت ملامح جديدة غريبة على جلال أغرب من الملامح إللي رسمها ليه العمر ..
قرب منه مازن وقال وهو بيفكره بماضيه الكارثي
_ مش دي إللي أنت طردتها وهي لسة والدة وسبتها بتنزف بعد ما موت ولادها ! .. اتهمتها بشرفها وانها خانتك معايا وجاي تقول مراتي ! .. زعلان إنها عاشت معايا وفي حمايا ؟ طب اعتبر ان كلامك كان صح !
_ لأ مكانش صح
رد جلال بعنف بينفي عنها نفس التهمة إللي هو بنفسه اتهمها بيها ! .. لكن مازن قال وهو عارف كويس ان إللي جاي هيصدم جلال أكتر وقاله بنبرة فيها توعد
_ لا كان صح .. واحسنلك تعتبرها كدة عشان رضا الجديدة مبقاش حتى اسمها رضا ! ...
جه يقرب جلال منه وهو مش مصدق لسة إللي هو فيه ولسة مستوعبوش .. لكن هنا رامز كان جه واتدخل بينهم ومنع جلال وهو بيبس لمازن بلوم
_ جلال .. خلاص ! .. أنتوا واقفين على قبر ... احترموا المكان إللي أنتوا فيه ..
بص مازن لرامز بنظرتين .. الأولى انه مش مصدق إزاي رامز يطلع منه كلام عقلاني والنظرة التانية ... انه مش طايقهم هما الاتنين وبصلهم بقرف ومشي ...
الفصل الثاني عبارة عن أربع أجزاء تابعوهم💗
للحصول على الفصول كاملة وبسرعة تابعونا على قناة التلجرام ودا الرابط 💗قناة تلجرام
________