الجزء الأول من الفصل الرابع من رواية الخيَّال

الجزء الأول من الفصل الرابع من رواية الخيَّال 


________________

" لو راجل فُكني "


أجابها بإبتسامة قاتلة للأعصاب مرة أخرى 


"سهلة" 


فهمت أنه نوى معني يملؤه الخبث فنظرت له بترقب فوجدته فجأة يخلع قميصه ويرميه أرضاً قائلاً وهو يشق سترتها 


"أثبتلك إني راجل " 


انشقت تلك السترة الثقيلة بسهولة وكأنه أستخدم مشرط وليس يده المجروحة بشدة 


نظر لجسدها وتأمل ببطئ تلك العلامات التي بدت وكأنها أبهظ من العلامات التجارية بالنسبة له 


مهما حاولت إنكار أنها تشعر بخجل شديد في أعماقها ولكن هو رآى ذلك عندما لاحظ إحمرار ما تحت منطقة الرقبة ورجفته 


تناست كالعادة كل ما تشعر به وركزت علي ما يريد العالم الشعور به فنطقت بإستفزاز 


" لأ طالما هتثبت بالطريقة دي يبقي أنا متطمنة ، دا أنا لو معايا أختي كنت قلقت منها أكتر منك " 


وكأنه لم يسمعها أو كأنه مرآة تعكس كل ما يسقط عليها فهو عكس عمود الإستفزاز التي أرادت غرسه به وهي الآن تنزف غيظاً 


نطق بغموض شديد وهو يتفرس جسدها بلا حدود 


" رؤوف إبن عمك كويس !؟ " 


تريد لكمه علي وجهه وإقتلاع عينيه التي تنظر لها هكذا ولكن ما دخل رؤوف الآن !؟ غريب أن يسألها عنه ولكنها كالعادة لا تمل من محاولات إستفزازه فغمزت قائلة 


" بتختار عريس ولا إيه " 


لم تكن صفعة بل لكمة قاسية للغاية تلقتها بخدها الأيمن فانجرح بقوة الضغط ناثرا ً قطرات الدماء المُغلظة بالآلام 


" رؤوف شاطر " 


كادت أن تُسطل من تلك اللكمة ولكنها تحمل مثلها الكثير والكثير فمنذ صغرها تعودت على أن تصبح مسخ ولكنها شعرت بلألم 


نثرت الدماء التي امتلئ بها فمها قائلة بُغل ظاهر


" خليك راجل وسيب شغل الحريم " 


تفعل كل شيئ لتستفزه لا تخرج كلمة من بين لعنتيها إلا وبها إهانات صريحة أرادت بها إشعاله لم تكن تعلم أنها تلميذة تقف أمام من علم إبليس معنى الهلاك 

بعد دقيقة صمت كاملة تحدث بصوته العميق 

"جدعة يا أصيل عرفتي تدخلي من غير ما أحس بيكي " 


لحظة !! هل للتو تلقت المدح والتقدير لأول مرة في حياتها من عدوها الأول ؟!


أكمل كلامه قائلاً متجاهلاً دهشتها 


"كنت عارف أنك جاية ، الكف اللي ضربتهولك ووقعك تحت رجلي ميتنسيش ! و أصيل معندهاش مكان للخوف ولا العياط ، محستش بدخولك ، خطوتك خفيفة وكأنك طايرة " 


لم تعرف لم دبت السعادة قلبها بقوة وكأنها غارقة تلقت لتوها جرعة أكسجين أرجعتها للحياة ، طوال حياتها تمنت أن يقدرها أي أحد أو يعترف بذكاءها ولكنها دوماً لم تستطع إلا أن ترى نظرات الإستخفاف والإستهزاء ، صحيح أنهم يخافون منها ويهابوها وترى أيضا نظرات التعظيم في أعينهم ولكن فكرة إحتقارهم لها كفتاة كانت تنزع عنها نشوة شعورها بالهيمنة عليهم وإهتزاز أجسادهم رعباً حين رؤيتها 


"انتي ذكية يا أصيل وأنا بقدر الأذكية بس متهورة وسهل يتم استفزازك "


كادت أن تغرق في بحر كلماته ولكنها ردت بقوة وثبات بعد إهانته لها 


"لو مفكر إنك لما تحط السم في العسل أنا هسكت تبقي غلطان "


لم يآبه لما قالت وكأنها لم تقوله من الأساس وأكمل حديثه بعيناه الغائمة التي حاولت إختراقها وتبين ما خلفها ولكنها فشلت 


"بعد آخر حادثة اتغيرتي ،مبقتيش أصيل إللي كان ادامها غصب عنه يخاف منها ، دلوقتي بقوا غصب عنهم يضحكوا" 


ماذا يقول ذلك الغبي الآن !! ولكنها لابد أن تثبت وتتذكر ما قاله لها أبيها ، الطريق الوحيد للتمكن من نوح هو إظهار الطاعة و إمالة الرؤوس ، تعلم أن تنفيذ كلام أبيها صعب لهذا هي هنا الآن لقتله ولكن بعد تلك الكلمات أدركت أن العنف والإستفزاز لن يأتوا بفائدة أو من يدري فكثير من الأحيان تتكون ثمرة بلا بذرة ! 


تعلم أن بينهم هدنة وأنها لا تريد خسارة ما قد وصلت إليه بمكانة وهي تعلم أن أبناء عشيرتها الأغبياء سيتبعونه أعمياء ، وإذا تحالفوا ضد عائلتها فتصبح ذليلة و هي لن تقبل لذا ستتحمل كلامه وافعاله والسكين علي نحرها 


قالت وقد استعادت بعض من هدوءها القديم 


"انت عاوز إيه؟ " 


تلك الإبتسامة الصغيرة الساخرة التي أطلقها لا تبشر بالخير إطلاقاً ، هل يستطيع قراءة أفكارها !؟ 


أغمضت عينيها تحاول سحب نفس تهدئ به ثورة غضبها خاصتا ً وهي مازالت عارية إلا من قطع صغيرة مُقطعه ، مكبلة و ذليلة أمامه ، لكن مهلاً ! ما هذا لحظة فقط ،،،، فراش أسود ضخم وهي مرمية عليه نعم نعم ورجل يقف أمامها وماذا بعد ! الصورة مشوشة لا تستطيع الرؤية ولكنها سمعت من بعيد صوت يشبه صوتها و هي تترجى ذلك الرجل بشيئ ما ، اللعنة ما هذا توقفِ افتحِ لعينتيك الآن ! 


وما إن فتحت عينيها حتي قالت من دون تفكير أو حتي تحكم بنفسها حتى أنها ندمت لسؤالها 


" أنا شوفتك قبل كدة ؟! "


نظر لترقوتيها المملؤتين بصبغات بنفسجية مائلة للسواد كباقي تقاطيع جسدها ثم اقترب منها للغاية حتي شعرت بلهيب يحرق بشرتها ، لماذا يقترب لهذا الحد هل سيُقبلها ؟ تمنت ذلك حقا ً ! 


إبتسم بدون ان يتكرمش جلد ما حول عينيه ثم راوغها وفك قيدها فنبهها وأفاقها من غفوتها قائلاً بنبرة أودع فيها الكثير من الغموض مصاحباً لبرودته 


"ارجعي زي ما جيتي ، لو الحرس مسكوكي أنا هقتلك " 


نظرت داخل عينيه تحاول جاهدة أن تعلم أي شيئ منهما فقط أي شيئ ولكنها لم تقابل سوى غيوم ! 


أزاح نظره عنها ثم استقام وخلع ملابسه وبقى بسرواله الداخلي فدارت بنظرها قبل أن يفعل لفهمها نيته ثم اتجه للحمام بكل هدوء وكأنها سائل هُلامي يعلم بوجوده ولكن لا يراه إلا لو أمعن النظر ولكنه لم ولن يفعل ... 


نظرت في إثره ثم فجأة أنطلق صوت الإنذار ، لقد تم أكتشاف إشعاع جسد حراري غريب علي المنزل لذا أنطلق يدوي وسمعت أصوات إطلاق النار وكأن الحرب قد قامت ، ضحكت داخلها بسخرية ياله من وغد لقد عطل جهاز الإنذار الذي يستطيع استشعار الموجات الحرارية والإشعاعات الغريبة التى تُصدرها أجساد البشر إن تم إكتشاف جسد غريب في المكان ، لقد تأكدت الآن أنه كان يعلم أنها آتيه ! 


لكنها لن ترجع مثلما اتت بل ستخرج من نصف بيته ولن يعارضها أحد وسيرى ذاك الوغد 


قررت ونفذت وكأنها استعادت بعض من ثقتها بنفسها بكلماته القليلة 


في ذلك الوقت كانت جيوش الحرس تجري تحرياتها وكشفها عن المكان واكتشفوا بالطبع سريعاً مكان وجود الإشعاع الغريب 


وبصوته الغليظ الهلع نطق سريعاً 


"نوح ، إبني !!! " 


كان عليه أن يقول الدجاجة التي تبيض له كل صباح العديد والعديد من بيضات الذهب ! 


وفي طريقهم لغرفة نوح حتي وجدها في أعلي السلم المُغطىٰ من الذهب والفضة مما أكسبه هيبه وفخامة لا مثيل لها 


" أصيل" 


"سليمان بيه " 


توجهت معظم الأسلحة نحوها و نقاط الليزر جعلت هيئتها تبدو وكأنها مُنقطة ، والنصف الآخر اتجه لغرفة سيدهم الذي أضاء لهم أحد ألوان الإنذار باللون الأبيض ليطمئنوا فرجعوا مرة أخرى في حين 

هتف سليمان بشدة 


"بتعملي إيه في اوضة نوح ؟" 


"أنا في بيتك يا سليمان بيه ، الكلام ميبقاش كدة " 


امرهم بتنزيل اسلحتهم والإنصراف وأخذها لغرفة مكتبه ثجلست ووضعت إحدى قدميها علي الأخرى بثقة تامة 


" أنا سامعك " 


"جيت أخد حقي من اللي إبنك عمله فيا الصبح وأقطعله إيده " 


لم يسأل عن نوح ولم يبالي به ولكنها ابتسم لها لمعرفته بمدى صدقها وعدم خوفها من شيئ هاتفاً بإعجاب شديد وخبث 


" قلبك ميت انتي يا أصيل ، كان ممكن تموتي في أقل من لحظة " 


" متخافش أصيل مش هتموت وتسيب الجمل بما حمل ليك وللمحروس " 


"والمحروس هو إللي مورم وشك كدة "


هتفت بحقد حاولت مدارته 


" رد فعل طبيعي لخنجر إتغرز في كتفه " 


ثم وقفت وقالت ببرود 


" حلو جهاز الحماية بتاعكم ، بس مش شغال !" 


ثم خرجت وتركت ذلك الذي يتفرس كل جزء بها بطريقة شهوانية تكاد تقضي علي تعقله وإتزانه ، وما أدراك عند تحكم الشهوة برجل !! 


_______________


_في اليوم التالي في مكتب سليمان الخيال_


"مفيش أي دليل علي أي تهمه اتوجهت لنوح حتي إللي رفعوا عليه قضية ميعرفوش أصلا شكله وقالوا إنهم كانوا مغمي عينهم ومشافوش حاجه وملفات الصوت المتسربة كلها متركبة علي بعضها من ملفات الصوت إللي كانت بتوصلك يا سليمان باشا من نوح نفسه ، القضية محلولة وإللي عمل كدة كل هدفه هو الإشاعة وعمل بلبلة علي سمعة نوح بيه "


"طيب روح أنت يا متر واعمل اللازم " 


ذهب المحامي ونظر سليمان لإبنه 


"مفيش غيره حسن هو إللي عمل كدة أنا متأكد "


نظر لأبيه بسخرية وكأنه يقول "لسة رايح تتأكد"


" كنت شاكك بس مكونتش أعرف أنه ممكن يتجرأ ويعمل كدة ، أحنا مينفعش نسكت أبدا علي إللي عمله دا " 


رد بثبات 


" حسن خد جزاؤه من أربع أيام بعد دقايق من نشره للخبر " 


"خد جزاؤه إزاي يعني وعن طريق مين ؟ " 


ابتسم نوح بخبث شديد شارداّ بما حدث من أيام وكيف أنه تلك المرة كيف وصلت متعته بالإنتقام لعنان السماء ......

__________________ 


" عشيرة فخر الدين تحالفت علي قتلك والسفك بعشيرتك من بعدِك ، ضربة حسن كانت بصالحهم ، أنت وأنا نعلم جيداً أنك ستظل ملطخ بتلك الإشاعة طوال حياتك حتي ولو خرج بذاته وقال أن الإشاعات التي أخرجها لعينة مزورة ، يريدون إستغلالها حتي احتمالية انك شاذ لم يتخلوا عن نسبة أن تكون صحيحة ، سيعقدون هدنة أولا ً ويتشاركوا الأعمال معكم ويسلموكم رؤوسهم بأنفسهم حتي تظنوا أنكم تمكنتم منهم ثم في يوم العهد سيقضون عليكم " 


" لا زالوا لا يعرفونني " 


" إجعلهم يفعلون ، سيطر عليهم جميعاً وبطريقتك ستحركهم مثل الآله ، أنت تعلم أن عالمنا قد وصل لما لم يصل له غيرنا " 


" كانت هذه خطتي منذ زمن ، هم من جنوا علي أنفسهم عندما أحلوا إستصاغتي " 


" لا تنسى ، إياك أن تظهر نواياك لأحد مهما كان ، الناس تتغير كل دقيقة ولا تدري بأي لون سيصتبغون " 


خرج نوح من تحت مياة البحيرة الشبة مُثلجه آخذاً نفساً قوياً يعوض به حرمان رأتيه من التنفس لما يقرب من خمسة عشر دقيقة ليحطم الرقم القياسي 


مكانه الأمثل والوحيد للتحاور مع نفسه وتحرير روحه من أعباءها يكمن تحت المياه الثلجية في شمال شرق أستراليا 


يريدون قتله إذا ً !؟ لا يدرون انه أقسم بأنه لن يموت قبل أن يقبض أرواحهم اللعين يلي الآخر !؟


نظر إلي المرآه ، تلك العلامات العميقة المرتسمة علي صدره العريض ، كتفه القوي الضخم وكأنه أحد محاربين العهد القديم ، علامات عشوائية عنيفة لا تدل إلي علي همجية مُطلقه أو ربما رغبة قاتلة أفقدت عقل صاحبها تحكمه في جسده ، تذكرها في تلك الليلة ، ليكن صادقاً لم يتوقع هذا بل فاجئته ، وكأنها كانت تعوض كبتها وحرمانها من الرجال طوال سنواتها الوالية 


تذكرها وهي في غرفته ليلة البارحة، كانت لعبة سهلة وقد اختال يوماً أنها تصلح أن تكون مرأة شريفة لو أنها خارج منظمتهم ولكنها أثبتت العكس ، رعشة جسدها أثبتت العكس ، نظرتها العنيفة داخل عيناه التي تداري بها خيالات دنيئة أثبتت العكس ، إنتظارها لقبلته ليلة أمس أثبتت العكس 


قد خاب حدثه لمرات ومرات وهو يستكشفها حتى توصل أن أبيها بحبسه لرغبتها وكبته لأنوثتها كل تلك السنوات قد أهلها لترتمي تحت أقدامه دون أن يدري ، تحت أقدام نوح الخيَّال وهو لن يتوانى لحظة لدعسِها ، ولكنه عازف أيضاً عاشق للموسيقي ، لا يمكنه هدم نوته كاملة فقط للتوصل لمقطعه المفضل ، هي نغمة واحدة ومع كل صوت بها يقع أحدهم وصوتها هي كان آخر النغمة ! 


انفرجت شفتيه معلنة عن إبتسامة لم تتعدى حدود شفتيه تُخبر وبكل وضوح أن القادم لا يضاهيه الجحيم 


_________________

بعدما رجع نوح من سفرته لأستراليا مكانه المفضل إجتمعت العائلات المكونة للعشيرة المسماه علي حسب العائلة سائدة القوى وبالطبع هي عائلة الخيال 


وبنبرته الهادئة والباردة وكأنه لتوه خرج من قبر تحدث واحتل تردد صوته أركان قاعة الإجتماعات 


"فخر الدين عامل حفلة بمناسبة رجوعي " 


أخفي عنهم نية فخر الدين من وراء أفعاله واوصل لهم ما يريد إيصاله 


ردد سليمان رافعاً رأسه بخيلاء 


"عاوز يقدم الولاء والطاعة بعد عمايله الأخيرة "


قال حسن بنبرة بريئة حملت في طياتها الخبث 


"الولاء والطاعة من ناحية إيه بالظبط" 


فرد نوح ببرود مغلف بالإهانة 


" مجية أصيل لحد اوضة نومي امبارح هي إللي مقعداك معانا يا حسن " 

‏ ‏

‏هب حسن مشدوهاً 

"أصيل!!" 


هتف فؤاد بإستنكار 


"جاتلك اوضتك تعمل إيه " 


ثم ردد أحد الرجال بكره 


"و يا ترى بقي عملت إيه عشان تقنعك " 


ثم هتف آخر


"وأنت هتروحله برجليك عشان أصيل ؟! "


نظر لهم سليمان نظرة اخرستهم جميعاً لتلك الإيحاءات التي يقدمونها ثم نظر لنوح قائلاً بقوة 


" نوح إبني محدش يعرف يأثر عليه وأصيل كانت موجودة عشان تصلح موقف عيلتها وتترجى الخيال وتطلب الرضا ، و الخيال مش محتاج حد معاه وهو بس إللي هيروح "


"وليه مش إبني رضوان يروح معاه "


"و كريم إبني قصر معاكم في حاجه طول عمره في الخدمة ؟! "


هتف نوح بقوة 


"غصب عنه لازم يبقي في الخدمة "


تحدث حسن بدوره 


"وفؤاد و رؤوف "


تجاهله نوح ولكن ما لم يستطع تجاهله هو مناداة أبيه بذهاب أصيل حينما قال 


"وأصيل ! ؟"


نظر له بتحليل ليحاول فهم ذلك المدعى بأبيه فتدارك سليمان الموضوع هاتفاً 


" يعني ناقص تقولوا أصيل هي إللي تروح " 


"أصيل آخر مرة خدت منهم شحنة تمنها نص مليار جنية " 


إعترض فؤاد هائجاً 


" هتفضل ست ، مرة علي الرجالة " 


قذفه نوح بنظرة مميته 


فخاف واعتذر 


" آسف علي الإنفعال لكن .... "


ردد سليمان بتكبر 


" لكن إيه يا فؤاد هتعارض نوح ؟ " 


" مقدرش يا سليمان ، أنا آسف يا نوح " 


لم يعطي لهم بال و وقف قائلاً 


" أجمع كل رجالة العشيرة " طبقة تحت السيادة" ومتنسوش إن أصيل قبل آخر مرة علمت عليكم كلكم " 


سأل حسن بفضول لم يستطع كبته


"تجمعهم ليه؟!"

‏ ‏

‏نظر له داخل عينيه قليلاً ، كم يشبه تلك النمرة الصغيرة بتفاصيل ملامحها الحلوة ثم ردد بهدوء 

" عشان نشوف مين هينفع يا حسن ، واللي هيقدر يلمسني هييجي معايا " 


ثم نظر للبقية بقسوة وتحذير مخيف 


"كل واحد فيكم هيتخلى عن حقه في العمليات العشرة الجاية كلها ، مصحلكمش تعرفوني كويس بس كل إللي عاوزكم تعرفوه إني مبحبش الكلام الكتير وبجزي عليه جزاء كبير والإعتراض عقابه المنع من شرف يوم العهد " 


امتعضت وجهوهم جميعاً وارتجفت اوصالهم لما هو قادم ، هل أتى ليحولهم لدمى متحركة بين يديه ؟! بينما اتسعت إبتسامة سليمان جشعاً وطمعاً بالمال والسلطة وهتف بقوة 


" أي اعتراض ؟! " 


سؤال إجابته مضمونة التوقع لذا انصرف نوح بعدما طالع أبيه بقسوة في حين أنهم وقفوا يحنون رؤوسهم له حتى غادر ..


____________________ 


ضحكت بقوة عندما زف لها أبيها الأخبار فقالت بسخرية 


" قال إللي هيلمسني قال ، هههههههههههه يبقي أطلع أنا منها بقي وأسيبه للرجالة " 


قال حسن بشدة 


"نوح طلع أصعب بكتير مما كنا نتخيل " 


"ولا أصعب ولا حاجة ، طول عمره بيتحامي في أبوه وهربان دا مش قوي دا واحد جبان " 


"متقعيش في الغلط أحنا طول عمرنا بنحارب عدو مجهول وأحنا لسة في فترة التعارف علي شخصيته وجه لوجه ومجرد فكرة تدميره في الوقت دا يعتبر تسرع ودمار لينا أحنا ، متستهونيش بعدوك " 


استدارت تواجه أبيها بقوة هاتفة 


"أنا أصيل ، البنت إللي عاشت وسط حيوانات متعرفش الرحمة ووقفت وقولت أنا بنت البحراوي وإللي له حاجه عندي ياخدها ، عاوز تقول إن الهربان طول عمره زي إللي شايل كفنه علي كفه طول حياته!! ، دا مجرد واحد اتحامي في سلطته ونفوذه وحظه أنه عيلته كانت سائدة " 


وقف حسن واقترب منها قائلاً بنبرة متلاعبة قليلاً 


"الراجل الوحيد إللي من سنك تقريباً في العشيرة " 


فهمت أبيها فقالت ببرود 


" رؤوف اقربلي في السن " 


"بس رؤوف ميعجبش " 


"ومين إللي يعجب ؟! " 


قال بتأكيد وهو ينظر داخل عينيها 


"إبن الخيال يا أصيل ! خلي بالك عشان أنا شايفك حاسة إنك مالكة الدنيا كلها ، بس صدقيني أنتي حتي متملكيش قدرة التحكم في نفسك " 


سخرت قائلة 


"دا بدل ما تقولي انتي ادها وتقولي واثق فيكي إنك هتجبيه راكع تحت رجلي " 


سرح في الماضي قليلاً قائلاً بشرود 


" مش انتي بس إللي كدة ، كلنا كدة ، ساعة القضا مبنعرفش نعمل حاجة ولو الدنيا كلها تحت رجلينا " 


تركها وغادر وتجاهلت هي كلامه وكأنها لم تسمعه فكل ما كانت تراه هو كيف سترد له الإهانات التي يمطرها عليها منذ قدومه وكيف سيلقي حتفه علي يديها .......

_________________


وبالفعل قد حدث وتجمعت منطقة تحت السيادة وهم رؤوف ورضوان وكريم وغيرهم من الرجال التي كانت بالطبع أهمهم أصيل 


تناوبوا علي نوح بالدور فهزمهم جميعاً وكأنه يتسلي بهم لا أكثر 


وبقي أربعة فقط أولهم كان رضوان الذي 

حاول أن يتعلم من أخطاء من قبله فهجم بسرعة ولكن قابلته قبضة الخيال في عنقه فأجبره على السقوط فوراً مغشياً عليه ! 


ثم تقدم فؤاد الذي كان خائف وبشدة ويريد أن ينتهي الأمر باقل خسائر ممكنة و كان نوح مقابلاً له وبضربة مباغته لم يتوقعها أحد وبخفة متناهية ضرب بكلتا يديه على أذنيه فأخل توازنه وصرخ من شدة الألم ولحظات ولم يتحمل أكثر وسقط مغشياً عليه ! 


أما كريم فذلك الحقود الذي يعشق النساء أبى أن يهزم أمام نوح فتقدم منه وحاول مزاولته بألعابه الإحترافية ولكن بنهاية الأمر تظاهر نوح انه سيسدد لكمه عادية ولكنه ضرب خصمه بمرفقه على جهة الصدر بقوة شديدة أوقفت عملية التنفس لخمس ثواني ولم يتوانى نوح بعدها في رفعه علي أكتافه ويسقطة من الأمام ويرفع ركبته لتضرب ذقنه فينزف من أنفه وفمه بشده ثم ينهار مغشياً عليه ! 


كاد رؤوف أن يبلل سرواله خوفاً من أن يحدث فيه ما حدث لغيره ولكن حقده عليه ورغبته في إذلاله تحكمت به وحفزته علي التقدم لمواجهته 


ثم من يعرف أليس من الممكن أن يقضي علي نوح ؟!


اتبع أسلوب المهاجم ركضًا فانطلق إتجاهه كالثور الأحمق وبسبب قامة نوح الطويلة والمديدة وحركته الرشيقة استطاع وبسهولة تامة رفع رجله ليضع حذاءه في الجزء العلوي من رأس رؤوف دون حتى أن يتحرك حركة واحدة من مكانه وذلك الثور هو من أتى إليه بقدميه ليلقى مصيره بالسقوط أرضا ً تلتف الدنيا من حوله ويشعر بألم لم يتعرض له من قبل حتي تهيأ له أن فقرات رقبته قد تهشمت


وبينما رؤوف يجلس بالزاوية أقترب منه نوح مبتسماً تلك الإبتسامة التي لا تتعدى حتي شفتيه حتى توقف أمامه ثم بدأ بمسح حذاءه بوجهه بشكل مهين و متكرر !

كادت النيران أن تخرج من أذني أصيل بما رأته. هي تكره رؤوف وتكره جميع رجال العشيرة وتتمنى لهم المهانة والذلة ولكنها تكره اِنتصار نوح أكثر بكثير ! 

وإذلاله لفرد من عائلتها يحمل نفس دمائها فقد تدمر كبريائها ! 


التف لها فوجدها تصفق له ساخرتاً منه 


" هايل والله ، مضعفتش ادامهم زي ما كنت فاكرة "


تجاهلها بينما يمسح حذائة في ثياب رؤوف 


"تفاصيل الحفلة هتوصلك بعد أقل من دقيقة " 


"هه هاجي معاك كدة من غير تحدي ، ولا خايف تخسر ؟" 


أخذ يقترب منها ثم توقف أمامها فكان فارق الطول بينهما واضح جدا ، قوية وجامحة كما يحب تماماً فلم تهتز لإقترابه مثل باقي رجال العشيرة 


وصلتها رسالة علي هاتفها فقطعت تواصلهم البصري الناري وفتحتها فوجدت بها كل التفاصيل وميعاد الحفل فقال لها بصوت ميزته بحته الرجولية 


"مبحبش التأخير !" 


وتركها ورائه تتابعه بعينيها صامتة جامدة لا تعرف بما يخطط ولم اختارها هي مع أنها أول منافسيه ، هل يريد قتلها غدا ؟ لن يقدر فبينهم هدنة وعند هدها ستتدمر عشيرتهم كاملة لذا فلا يقدر علي أن يفعل بها شيئ ،أهذا مخطط خبيث منه ينوي به شر لها؟ لم يفعل كل ذلك؟ ... 


ظلت تفكر في ذلك السؤال حتي مساء يوم الحفل 


توجهت لخزانتها لتخرج منها أحد ملابسها ولكنها تفاجئت برسالة مكتوب بها 


"إلبسي فستان ، ومع إني عارف إنك هتفشلي في إنك تكوني انثي بس حاولي !" 


اشتعلت اوتارها ورمت الهاتف علي طول زراعها فتحطم لأشلاء وسبته بأبشع الشتائم هاتفه بحقد وإشتعال 


"بكرهك " 


علمت أنه يحاول إستفزازها وأنها لابد أن تكون أقوى من ذلك لكنها في وقت صعب ، فقدت فيه شحنة غالية للغاية وخسرت ثقة أبيها مرة أخرى بل واستهتر بها كل العشيرة واقترابها الشديد من الموت مما أدى لتوتر شخصيتها من الداخل وجاء هو ليذيد عليها توتر ثاني قبل أن تتعافي من الأول فكانت النتيجة هي إنهيارها وإهتزازها من كل أفعاله ! لو كانت أصيل القديمة المتعافية لجعلته تحت قديمها صغير يحبو ... 


______________


تعليقات