الجزء الثاني من الفصل الخامس عشر رواية الرقيقة والبربري
دخل رامي الغرفة الخاصة بها .. كم اشتاق لهذه الغرفة الجميلة التي تدل على طفلة حياتها ملونة بالأبيض والزهري فقط ...
_ أنا عاوز أقولك ان
وضعت اصبعها فوق شفتيه تمنعه عن الإكمال لتقول
_ أنا آسفة اني ظلمتك وبصيتلك وحش يومها .. أنا كان لازم يبقى عندي حسن ظن فيك واصدق انك مش بتعمل حاجة مش كويسة خالص ..
ابتسم رامي وصمت يتأملها .. غريبة نور .. غريبة طيبة قلبها .. للحظة تذكر كم من مرة خانها ليشعر بغصة في قلبه .. لم تكن تستحق أبدًا ...
قالت _ استنى هعملك مفاجأة ونتصالح ..
قالت ثم دخلت للغرفة وبقى هو مكانه ... جلس على فراش حبيبته ينتظرها لتخرج بينما أخبرته أنها تحضر له شيئ
_ surprise!!!!
تفاجئ رامي من حماسها وصوتها العالي ليأتيه صوتها الفرح للغاية وهي تدور حول نفسها
_ إيه رأيك في قميص النوم بتاعي
نظر لما ترتديه .. كان رداء أبيض آخر لكنه من الستان الواسع وليس له أكمام ليهتف رامي بابتسامة متحسرة
_ هو دا تخيلك عن قميص النوم يا حبيبتي ...
لم تلاحظ نبرته الساخرة لتطلب رأيه في حماس _ إيه رأيك فيه
مع ان ما ترتديه لا يريده ابدا ولا يعبر عن أي رغبة ولا أي ذوق خاص به لكنه سرح بها وببرائتها ليخبرها بطيب خاطر
_ حلو أوي.. جميل عليكي يا روحي
ضحكت لتشرق شمسه وتنقشع غيومه ليبتسم لها تلقائياً ثم توجهت لتجلس بين أحضانه هاتفة
_ قولت أغير شوية علشان كل هدوم النوم بتاعتي pijama
ضكها له قائلاً بسخرية _ آه طبعا منا عارف .. هو أنا تايه عن بيچامات باربي بتاعتك ...
قبل رأيها هاتفاً_ تصدقي وحشوني
داعبت أصابعها بعضها في خجل هاتفة في دلال غير مقصود
_انت كمان
أقترب من أذنها هامسًا في خبث _ أنا كمان إيه بقى
التفت له لتضربه على صدره بخفة كالريشة _ رووومييي
_ ههههه حتى كسوفك واحشني ..
مدت شفتيها للأمام قائلة في حزن _ أصلا زعلانة منك
أسبل عينيه له متسائلاً بنفس طريقتها _زحلانة مني ليه ؟!
وسعت عينيها غاضبة بعدما عرفت أنه يسخر منها _رومي !!!!
_ ههههههههه خلاص سكت ... قولي بقى زعلانة ليه
نظرت له بعينيها الوديعة قائلة بنبرة كلها دلال وحزن _ علشان سبتني كل الأيام دي ومش جيت تاخدني بيتنا وحتى مش سألت عليا خالص خالص
نظر لشفتيها الممدودة للأمام ثم تحدث في شقاء من عذابها له _ خالص خالص ايه بس ارحميني يا شيخة
كادت أن تسقط دموعها ليضمها إليه قائلاً
_ يا نور أنا من تاني يوم كنت واقف على باب بيتكوا وابوكي هو إللي كان بيمنعني إني أدخل أشوفك أو حتى أشوفه هو شخصياً...هو أصلا ً أول مرة يسمحلي أدخل البيت النهاردة ونزل فيا تهزيق
تفاجئت بفرحة _ هييه يعني أنت جيت عشاني وتعبت أوي علشان ترجعني
ليجيب عينيها الجميلة بصدق _ طبعا هو أنا أقدر أعيش من غيرك ..
تذكرت كلامه اخر مرة لتوجه رأسها للاسفل هاتفة بتمني حزين
_ نفسي اعملك كل إللي أنت عاوزه ونعيش مرتاحين
شرد هو عنها وسرح بتخيلاته القذرة ليخبرها بتلذذ _ أنا .. أنا عاوز واحدة كدة أقولها إنجري يابت هنا
وضعت يديها على فمها مستنكرة كلمته _ بت!!
ليجيبها مستغرباً دهشتها _ آه بت إيه المشكلة يعني
_ أنت ترضي إني أقولك يا وادد !!!
اقترب من شفتيها هاتفًا برغبة _ دا يبقى يوم المُني
تراجعت قليلاً قائلة ببعض التوتر _ أنت نوتي أوي يا رامي !
تنهد مجبراً نفسه على عدم التركيز في أنها ابتعدت عن قبلته محاولا فتح موضوع آخر
_ انتي عيشتي برا أد إيه
_ اممممم ١٢ سنة
ضمها لصدره مناغشاً إياها _ آمال ليه حاسك بنت أختي كدة ... دا حتى برا المياصة كلها
تنهدت مريحة رأسها على صدره _ بابي مكانش بيرضى إني أخرج ومكونتش بشوف حاجة ..
دائماً ما كان سبب حبس والد نور لها بمثابة لغز كبير عليه ليهتف بحيرة _ أموت وأعرف عمل كدة ليه! استني استني .. انتي قولتي مكونتش ومكانش ! ما شاء الله النحس اتفك ! شوية وكنتي هتنقطيني يا حبيبتي
رغم مزاحه إلا أن نور توترت فظهر عليها التوتر جليًا .. هي تعلم خير العلم لم والدها سافر بها بينما كانت صغيرة ولما حبسها طوال عمرها في المنزل بعدما أصابه هوس بحمايتها وتوفير أقصى مراحل الأمان لها ...
نظر لها رامي مضيقًا عينيه وبسهولة أيقن أنها تخفي عليه شيئ فسئلها
_ نور انتي مخبية عليا حاجة
لم تعلم بما تجيبه سوى أنها اقتربت منه في رقة ونعومة لتقبله قبلة ساحرة بمنتصف شفتيه لتتوسع عيني رامي في صدمة لم يُصدم مثلها من قبل ...
__________________________
انتظروا الجزء الثالث من الفصل 💖❤️🔥