الجزء الثالث من الفصل الرابع عشر من رواية الرقيقة والبربري

الجزء الثالث من الفصل الرابع عشر من رواية الرقيقةوالبربري 



لم يستطع رامي أن يتحدث مع نور في الأيام التالية أيضًا .. نمت لحيته ونمى شاربه وشعره .. لم يهتم كثيرًا .. 


ندم أشد الندم على كلمة الطلاق التي خرجت بين شفتيه ذلك اليوم! ليته لم يتلفظ بها أبدًا !! ... 


لكنه كان يراقبهم جيدًا حتى وجد الفرصة التي أوصلته لهنا الآن.. هو الآن في الشركة في أحد الأركان ينتظر هاتفه ليرن وما ان رن حتى فتحه بلفهة


_ رأفت باشا خارج دلوقتي رايح المصنع !


ابتسم رامي بعدما أبعد حماه عن الشركة ثم دخل للشركة يتحدث مع بعض الموظفات التي جمعته بيهم معرفة سابقة ليطلب منها تنفذ له شيئًا ما .. وبعد دقائق أخبرته بأنها فعلت ما طلبه منها ! .. 


وبخطوات سريعة عنيفة ، دخل رامي إلى الممر الخلفي للشركة حيث لمح كريم واقفًا وحده يراجع بعض الأوراق... 


هو من أرسله ! أرسل له موظفة لتخبره بمراجعة بعض الأوراق في الملحق الخلفي ... يريد أن يهشم رأسه ! يضربه ويخرج كل غيظه فيه فهذا اللعين لا ينفك عن التقرب من زوجته والتودد لها وهي كالغبية لا ترى قرنين الشيطان الذي يملكهما .. 


دون أي مقدمات، جذب رامي الأوراق من يده بعنف ، فالتفت كريم بدهشة، ثم اتسعت عينيه رعبًا عندما رأى النار المشتعلة في عيون رامي 


وقبل أن ينطق بكلمة، كانت قبضة رامي تهوي على وجهه بضربة قوية أطاحت به أرضًا... سقط كريم مترنحًا، يحاول أن يستعيد توازنه، لكن رامي لم يمهله ثانية.. أمسكه من ياقة قميصه بقوة، حتى كاد يخنقه، واقترب منه حتى لامس أنفاه أنفه، وهمس بصوت مليء بالتهديد 


_ لو قربت لمراتي تاني... والله لهدفنك مكانك... 


حاول كريم التملص، يتمتم باعتذارات متلعثمة 


_ أنا... أنا مكنتش... أقصد... 


لكن رامي لم يسمع حرفًا...دفعه بقوة للحائط واقترب منه يضربه مرة أخرى، وهو يكمل بنبرة أخطر 


_ أنا مبحذرش يا كريم... اعتبر نفسك مشوفتهاش ولا تعرفها... فاهم؟! 


كريم أومأ برأسه مرعوبًا ، بينما رامي ألقى به بعيدًا كأنه لا يساوي شيئًا، ثم عدل جاكيته بتوتر، وألقى نظرة أخيرة مليئة بالتحذير قبل أن يستدير ويبتعد بخطوات غاضبة، يترك خلفه صدى تهديده يتردد في أرجاء المكان... 


ثم صعد لها ... لقد أبعد والدها عن الشركة بمشكلة افتعلها في أحد المصانع ...ليخلوا المكتب له .. فتح الباب وكانت هي تجلس فوق كرسي والدها الواسع مستمتعة بكبر حجمه 


_ بابي !!


_ حبيبة بابي ! 


هتفت في فرحة ظنًا منها أن والدها هو من جاء ليأتيها رده بصوته الحاد والمحمل بالخبث والوعيد .. 


التفت بالكرسي الكبير الخاص بوالدها ليدق قلبها وترتعد وهي تراه أمامها يغلق الباب ويحاصرها ..  لقد أخبرها والدها بان تنتظره في مكتبه حتى يعود لكنها لم تتوقع حضور رامي ! 


_ بابي فين !


سألت في خوف ليتابع اقترابه منها بينما يخلع عنه جاكت بدلته ويفتح أول أزرار قميصه كأنه أخيرًا وصل لما يريد بعد تعب طويل .. 


_ بابي أدامك أهو ياروح بابي .. 


_ بابي رأفت 


قالت بصوت قلق ليقترب منها وما ان همت لتقف من على الكرسي حتى وضع يديه على جانبيه ليعجز حركتها .. 


اقترب بوجهه منها وقال 


_ هان عليكي ! هان عليكي تسيبيني كل ده 


أشاحت بوجهها عنه ليقول بصوت حنون


_ قدرتي على بُعدي بسهولة كدة ! وانتي اللي كنتي بتقوليلي متسيبنيش ومتبعدش عني !


ابتلعت ماء حلقها وصوته الحنون يؤثر فيها لتقول هامسة في خذلان


_ أنت مش فاكر كلامك كان عامل إزاي ؟ 


_ كنت متعصب ! متعصب من كل حاجة .. انتي شايفة ان عادي اني استحمل كل السنين دي !


قال بنبرة مندفعة لتشعر بالقسوة وتتحسس أكثر منه فنظرت له بعيون حمراء أشرفت على البكاء ليمسك وجهها بين يديه


_ يا نور .. يانور أنا مش بعايرك ولا أقصد أجرحك.. أنا عارف إني قولت كلام غلط .. 


لم تستجب له لينزل أمامها على ركبتيه قائلاً بنبرة متوسلة يحاول أن يجعلها تشفق عليه 


_ بصي حتى ! مش بقيت مهتم بنفسي إزاي!


تكلم بنفس طريقتها لتمنع ابتسامتها بعدما لاحظت ليبتسم هو الآخر ثم أكمل 


_ بقيت بتكلم زيك وحاجة يعني آخر بهدلة .. 


زجرته بعينيها _ أنا بتكلم كويس !


_ أحلى واحدة بتتكلم .. 


منعت ابتسامة كادت أن تخرج ونظرت لمكان آخر في المكتب ليقول 


_ مش عاوزة تسامحيني يعني ؟!


نظرت له بعيون كلها حزن وعتاب ثم قالت 


_ أنت رميت لولي وعورتها وجبتلها الدكتور !! وسبتها من غير اكل ولولا بابي جابها الله أعلم  كان ممكن يحصل فيها إيه  ! أنت عملت حجات مش كويسة كتير أوي ! 


قالت لينظر لها في صدمة وعينيه تنفتح على آخرها ! حماه الوغد !! هل أخبرها بكل هذا ولم يخبرها بأنه هو من جاء بالقطة وأتى !!


_ لأ يا نور .. أنا والله القطة اتعورت من غير قصدي وخدتها للدكتور بنفسي ! .. دي لولي دي قلبي حتى شوفي أهو 


ثم فتح هاتفه ومازال على ركبتيه أمامها لأول مرة في حياته يجثوا أمامها يستجديها وهي استشعرت ذلك فيه ... 


رأت الصور وهو يخبرها كيف كان الحادث وبعدما انتهى ذاد اقترابه منها يقول 


_ شوفتي بقى إنك ظلماني !


فكرت قليلاً ثم قالت 


_ بس بردو سبتها من غير أكل


اقترب منها أكثر وهو يشعر كالمخطوف أمام نظراتها البريئة .. ينجذب لها وينفر منها بشكل مريب !! عندما ينفر ، ينفر حد الخيانة وعندما ينجذب ، ينجذب حد الجنون ! 



انظراته مثبتة على عينيها، ركع أمامها أكثر وكأن اعترافه يحتاج هذا الخضوع… لا لذنب، بل لضعفٍ لا يملك مقاومته.


قال بصوتٍ خفيض، صادق، يحمل رجفة رجلٍ لم يعد يعرف أين يبدأ وأين ينتهي .. 


_ أنا إللي جبت القطة يا نور…


ارتجف جسدها الصغير على الكرسي، وتلفّتت بعينها وكأنها تبحث عن حائط تتكئ عليه من شدة المفاجأة. لكن لم يكن هناك إلا هو… واقفًا أمامها بركبتيه، صوته يلفها، وعيناه تعترف.


_ بس بابي…


قاطَعَها، بصوتٍ يحمل شيئًا من الرجاء وكثيرًا من الشغف 


_ بباكي مقالش الحقيقة… أنا إللي جبت لولي… نضفتها وأكلتها واهتميت بيها… كنت عاوز أخليها تنام في حضني… بس مرضتش… مرضتش أخلي حد غيرك ينام في حضني أبدًا!


شهقت، وشفاها ارتجفت كأنها لا تدري هل تبتسم أم تبكي.. مزيج عجيب من الذهول والارتباك… والانجذاب.


_ رومي… أنت… بقيت بتحب القطة؟


ابتسم، والشرارة في عينيه تكاد تشعل الهواء بينهما وهو يسمع اسمه يتدلل بينما يخرج من بين شفتيها 


_ يا روح قلب رومي…


مد يده بهدوء، كأنه يخشى أن تنهار اللحظة إن أسرع. أمسك أطراف يدها، ورفعها لشفتيه، ثم قبّلها قبلة دافئة، شاردة، كأنها تعبير عن كل شيء لم يعرف كيف يقوله.


هي لم تسحب يدها… فقط نظرت إليه بعينين واسعتين، مرتعشتي 


تقدم قليلًا، ثم رفع وجهه نحوها، وشعره يسقط على جبينه في عبثٍ طفولي، لكنه بدا مثيرًا في عينيها بشكل أربكها. اقترب أكثر، حتى صار أنفاسه تختلط بأنفاسها، وهمس 


_ مش قادر… مش قادر أبعد أكتر من كدة .. ندمان على كل كلمة قولتها … كل مرة بقول مش قادر استحمل الوضع دا ، ألاقي نفسي راجعلك أكتر.


اغمضت عينيها للحظة، كأنها تهيئ نفسها للسقوط.


فجأة، لم يعد في المكان شيء سوى هذا القرب.


هو على ركبتيه، يرفع وجهه نحوها بعينين تشبه الدعاء… وهي تنظر إليه كأنها ترى الدنيا كلها لأول مرة.


ثم، بهدوء، كأنهما اتفقا على ذلك من دون كلام، اقترب منها أكثر، ووضع قبلة طويلة، ناعمة، خفيفة على شفتيها ..لم تكن قبلة جسد… بل كانت قبلة وعد.


أقترب منها أكثر، وكأن المسافة بينهما لم تعد كافية ليحتمل ما يشعر به... عيناه مثبتتان على وجهها، وصدره يعلو ويهبط بأنفاس مضطربة


ثم، في لحظة لم يُخطّط لها، مدّ يديه إليها برفق، ورفعها من على الكرسي، كأنها أثمن ما يملكه... كانت خفيفة في حضنه، وضعها على سطح المكتب بحذر، وعيناه ما زالتا تنظران لملامحها بوله شديد 


هي لم تقاوم، فقط ارتبكت، شهقت بخجل، وشدت طرف فستانها بتوتر، لكنه أمسك بيديها، وضعهما بين يديه، وهمس


_ متخافيش مني… سيبي نفسك لجوزك .. لحبيبك . 


ضمت شفتيها، وأجفلت من وقع الكلمات، لكن الدفء في صوته كان كافيًا ليُسكِت رعد قلبها.


احتضنها برفق، ضامًّا إياها إلى صدره، وكأن العالم كله خارج هذه اللحظة لا يعنيه، وكأن قلبه لن ينبض إلا إذا كانت بين ذراعيه.


ضمها أكثر، وهمس في أذنها بصوت دافئ، صادق، مرتجف


_ وحشتيني… وحشتيني أوي.


ثم طبع قبلة على خدها، تلتها قبلة على جبينها، ثم أنفاسه مالت على عنقها، ناعمة، دافئة، تحتضنها لا تحاصرها.. كل حركة منه كانت ممتزجة بشغف مكتوم، وبحاجة عميقة لأن تعود إليه… تمامًا كما كانت.


هي أغمضت عينيها، استسلمت للحظة، لأن شيئًا فيها كان يريد أن ينسى كل الألم… ويصدق هذا الحضن، هذا الرجل، هذه الهمسات.


قالت بصوت بالكاد يُسمع 


_ أنا بخاف من اللي بحسه معاك…


ابتسم، وقبّل طرف شفتها برقة وحنان 


 _ ولو سلمتي نفسك لحبيبك هيحصل إيه؟ هترتاحي يا حبيبتي.  

نست كل شيئ .. كم كان ماهرًا .. مهاراته تفوق قدرتها على التحمل فهي ليست مؤهلة للتعامل مع هكذا رجل .. رجل يملك مفاتيحها ويعلم كيف يحركها جيدًا .. 


لم يستطع أن يمنع شوقه ليسرح فيها ويترك شفتيه تتجه أينما يشاء ونسى تمامًا أنه .. 


_ أنت بتهبب إيه!!


في مكتب والدها في منتصف الشركة ! 


ارتفع صوت والدها في ذعر وعيون مفتوحة وهو يرى هذا المنظر فوق مكتبه وأوراقه بينما كان يقبل ابنته نور ! 


توارت نور عن نظر والدها خلف زوجها ووقف رامي كالسد المنيع أمامها يناظره نظرات المنتصر القوي ليقول 


_ إيه مراتي وببوسها !


_ ومش مكسوف من نفسك !! نور تعالي هنااا


ارتفع صوته في غضب .. غيرة أم يعشق ابنته وليس لديه غيرها في هذه الحياة الواسعة وهاهي تحب زوجها الوغد الذي يسيطر على عقلها وقلبها حتى أرهقهما وما ان هم ليشد يد نور حتى قال رامي بنبرة مهددة 


_ متعملش فضايح يا رأفت باشا أكتر من كدة ... لو عاوزني أعملك فضيحة أنا جاهز ! 


_ بجح !


قال حماه بغضب ساحق ليكمل رامي بوجه مكشوف 


_ وسافل ومشوفتش تربية ... وبجاحة بسفالة بقى ومش هسكتلك !


ثم شد يدنور وتغيرت نبرته للحنان 


_ يلا يا نور ... 


لكنها لم تستجيب له ووالدها ينظر لها يمنعها من أن تذهب بينما يقول 


_ دا كان مستعد يطلقك ويبعد عنك يا نور ! مينفعش ترجعي معاه بسهولة كدة !


تجاهله رامي ونظر داخل عينيها وسألها ثانية ..


_ عاوزة تيجي معايا !؟


بعد دقيقة من الصمت .. هزت رأسها بالموافقة وأخفضت عينيها بعيدًا عن نظرات والدها الغاضبة ليشعر في هذه اللحظة بأنها تخلت عنه !! فابتسم رامي في سعادة وقال 


_ يلا نروح بيتنا .. 


مسكت يده ومشت ورائه وخرج بها كالمنتصر في الحرب وهو ينظر لوالدها المهزوم بتشفي فهو من فاز في النهاية ! ولكن ما ان خرج من باب المكتب حتى وجد آخر شخص يريد رؤيته في هذه اللحظة 


_ رامي ! 


سمع صوتها لتنظر لها رامي .. فتاة جميلة وطويلة ترتدي تنورة ضيقة وقصيرة مع كعب عالي حتى بدت مبهرة ! تنادي زوجها بحفاوة .. ثم تفاجئت أكثر وهي تراها تخرج شيى من حقيبتها بابتسامة غريبة وتقترب من رامي بشكل يدعوا للشك قائلة 


_ كويس إني شوفتك .. أنت نسيت دا معايا المرة إللي فاتت ! 


تصنم رامي مكانه وانفتخت عينيه ولم يستطع التعامل مع الموقف لتنظر له نور وتسحب مابين يدي الفتاة وتقول في حزن بعدما تعرفت عليها في الحال فهي تعرف كل شيء يخصه 


_ دي ال tie بتاعتك ..!


ثم رمتها في وجهه ورحلت لمكتب والدها مرة أخرى فراح وراىها ينادي عليها في لهفة وقلبه ينبض بعنف 

_ نور !

_ خدها بقى ووريني عرض كتافك

قالها حماه بنبرة وعيون منتصرة قبل أن يغلق في وجهه باب المكتب ويقف رامي ورائه يدق عليه بينما يهتف 

_ مش زي مانت فاكر والله.. يا نور افتحي هفهمك والله معملتش حاجة مش زي مافهمتي يا حبيبتي! 

_ وبتحلف بالله كمان !

قالت هيفا من خلفه في سخرية فنظر لها نظرة متعبة وتقدم منها يشدها من يدها لمكان متواري لتقول 


_ هما دول !!؟


أرجع رأسه للحائط من خلفه وهو يقول بينما يشعر بالذهول .. كل ما فعله ليجعلها ترجع له .. ضاع هباءًا !!!

_ مراتي وحمايا يا هيفا !

قال في حسرة ثم سأل مستنكرًا 

_ انتي إيه إللي جابك هنا أصلا ؟!

_ مستر مصطفى بعتني .. 


قالت ليعض شفتيه يسبه

_ الله يولع فيه بجاز .. 

_ فيه إيه؟ دا كان شغل ! 

_ منه لله و خلاص ..  منه لله !! 

تسائلت فأجابها وهو يعترف أن معرفة مصطفى لا تعود عليه إلا بالخسارة ... صداقة الندامة يا رامي !  كان يفكر وهو يتحسر ويمسك شعره لا يصدق أن هذا حدث عليه وأنه عليه أن يقدم تبريرًا لنور ولوالدها ليجدها تخرجه من تفكيره ثانية 

_ طيب مش هتوصلني ؟ 

_ ياشيخة أنا ناقصك انتي كمان ... 

هدر فيها رامي لتشعر بالإهانة فاقتربت منه تقول في حدة 

_ أنت ناسي إللي حصل بنا ؟!

_ حصل إيه؟ مش فاهم ؟ فهميني حصل إيه؟ 

صاح فيها لتقف صامتة وهي تراه ينكرها وينكر كل ما حدث بينما يتابع بعيون تعني ما يقول 

_ محصلش أي حاجة يا هيفا .. 


أعطاها ظهره ليغادر ليجدها تقف بطولها الفارع تقول بلا خجل 

_ والبوسة ؟!

_ هشش اخرسي ووطي صوتك

رجع لها بسرعة يراقب هل سمعه أحد أم لا 

_ للدرجادي خايف ؟ وبوستني ليه لما أنت خايف ! 

سخرت ليقول 

_ انتي اللي بوستيني !

سمع صوت شيى يقع لينظر لكنه لم يجد شيئ فعادت هي تقول 

_ ومبعدتنيش ليه ؟ حضرتك مكونتش ممانع ومبسوط أوي كمان ...ولا أوريك رسايلك بعدها ؟


كان يشعر بأنه مراقب .. يشعر بشيئ غير مريح ومريب ويريد أن ينهي هذا الحديث ويرحل من الشركة فقال بغضب 

_ بقولك ايه !


لكنها قاطعته بنبرة قوية 

_ بقولك إيه أنت! أنا مش جاية أخنقك ولا أنكد عليك .. أنا بس بفكرك باللي حصل علشان مش أنا اللي أبوس راجل ويرجع ينكرني ويتجاهلني .. لأ.. غيرك ألف يتمنوا نظرة واحدة ! معنديش مشكلة ميحصلش حاجة بنا بعدين .. مش فارقلي أصلا بس تحترمني وتقدرني عشان دا غصب عنك ! 

انصت لكلامها وسكت فاقتربت منه وقالت مستهزئه 

_ وبعدين طلعت خواف أوي ومراتك باين عليها انها مش استايلك ..

لكنه فاجئها وملامحه تتغير حتى بدى كشخص آخر غير اللطيف الممازح الذي تعرفه ليقول بنبرة سوداء 

_ طب متجيبيش سيرة مراتي تاني على لسانك عشان مقطعوش 

اقتربت أكثر منه تتحداه 

_ تقدر ؟! 

ليغيم عليها بطوله الفارع ويقول بقوة وصوت تجلت فيه القدرة والجبروت 

_ أقدر ! وانتي متعرفيش وشي التاني.. سيبك من الوش الكيوت اللي لابس بدلة دا .. أوعي تفكري ولا يوزك عقلك بس تضايقني وأنا أضايقك انتي واللي يتشددلك .... ونور مراتي خط أحمر سيرتها بس تيجي وأنا اوديكي في داهية ! 

عينها لمعت وكأن طريقته أعجبها وكأنه أصبح تحدي ! تحدي بالنسبة لها أن تجذبه لها ! في البداية كان مجرد رجل جذاب وسيم ولكنه الآن أصبح تحدي مثير ! ... 

_ ماشي يا مستر رامي .. 


قالت بنبرة مريبة فتركها وذهب دون أن يجيبها والمأزق الذي وقع فيه لم يجعله يلاحظ كيف تغيرت نظراتها نحوه .. 

_______________________


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.