الجزء الثاني من الفصل الرابع عشر رواية الرقيقة والبربري
_ انتي شايفة ان اللي أبوكي بيعمله دا صح !قال رامي ما ان انزوى بها في أحد الأركان التي اختارها بموجب معرفته بالشركة
لم تجيبه وظلت تنظر له بعيونها التي ما ان رأى لمعتها حتى شعر بحنين غريب تجاهها ليجد نفسه يدفعها نحو الحائط ويحاوطها بقربه الشديد هامسًا بقوة
_ وحشتيني ..
لم تعرف بماذا تجيبه وهي تشعر بقلبها ينفطر هكذا أمامه .. قربه منها يؤثر فيها حتى شعرت بأنها تريد ضمه لصدرها .. لكنها تذكرت ما قاله عنها وعن علاقتهما .. استعداده التام للطلاق لتنظر له قائلة في حزن
_ أنت عاوز تسيبني وبابي عاوز يحميني ..
اقترب حتى لامس خدها الناعم بأطراف أصابعه وعينيه في عينيها وما إن هم ليخبرها عما في قلبه قاطعهما رأفت الذي اقترب منه وشده من زراعه يطلب منه بحدة
_ أنت باين عليك عقلك ضرب بتقربلها كدة إزاي في الشركة !!
لكن رامي صده وقال بقوة
_ أنا هاخد نور وهمشي ... و
توقف رامي عن حديثه وهو يرى تبدل ملامح نور للمرض لتضع يدها على فمها وتحاول أن تتجه للحمام ليسعفها والدها ورامي يقف لا يفهم ماذا يحدث ..
أخذها والدها للحمام لتبدأ في التقيؤ الشديد لسبب لا يعرفه رامي وبدى على والدها أنه يعرف ماذا يحدث لها .. وما ان انتهت حتى أنامها رأفت على الأريكة العريضة ليقترب منها رامي ويضع يده على وجهها في قلق
_ في إيه؟
_ مفيش !
سأل رامي فأجابه رأفت إجابة مبهمة وننظر له مكملاً
_ الأحسن ان نور تفضل عندي اليومين دول ..
_ طب ما ترجع بيتنا ! أنا هعرف آخد بالي منها !
قال رامي ليقترب رأفت من نور التي تشعر بالإعياء الشديد وحملها كالعصفورة بين يديه .. رغم أنها لم تفقد الوعي لكنها فاقدة القدرة على الوقوف في هذه اللحظة ..
_ كنت خدت بالك منها قبل كدة ! .. نور تعبانة وأنت متعرفش أي حاجة.. ولما جات عندي عرفت وكشفت عليها وعاملي فيها راجل وجاي تقول انك جوزها وأنت متعرفش هي عندها إيه.
وقف رامي مكانه متصنمًا ورأفت يختفي وراء باب المصعد بينما مازال حاملاً ابنته ...
ليظهر كريم أمامه يضع يده في جيب بنطاله ثم قال
_ عارف لما اتجوزتها .. كنت عارف انك هتوصل للحتة دي !
نظر له رامي في صمت ليكمل كريم متباهيًا
_ لأنك مش مستواها .. مش شبهها .. يابني دي بنت ناس أنت مكانش ينفع حتى تشتغل عندهم خدام !
لم تتغير ملامح رامي ليحاول كريم استفزازه أكثر بينما يكمل
_ مش بغلط فيك .. بس دي الحقيقة ...
هم أن يتحدث ثانية ليجد نفسه فجأة يُرمى على الحائط من خلفه حتى ارتطمت رأسه فيه فتألم ورامي يضغط على عنقه بزراعه بعنف وهو يقول
_ حقيقة مين يابن الشحاتة يا زبالة ! .. أنا لو فايقلك كنت ربيتك بس معنديش وقت اضيعه مع حتة موظف شغال بالأجرة .. روح ياض على شغلك بدل ما تترفد وتسرح في الشوارع .
ثم دفعه رامي بعيدًا وهو ينظر له نظرات عنيفة وكريم كعادته . يخاف رامي بشدة مما كان يراه منه في الماضي ليغمز له رامي قائلاً
_ يلا ياض بدل ما افكرك باللي كنت بعمله فيك !
ابتلع كريم مافي حلقه وجسده كله متوتر ويحاول تنظيم أنفاسه ثم عدل رابطة عنقه ورحل سريعًا ليتابعه رامي بنظرات ساخرة ..
ثم تنهد وأخذ يفكر .. كيف سيقنع حماه بأن يُرجع له نور وهو الذى تخلى عنه بنفسه !
يكاد يضرب رأسه في الحائط لأنه تركها ورحل ونسى أن ورائها أب يحرق الأخضر واليابس من أجلها ومن أجل كرامتها .. استهان رامي بها وبه ويستحق كل ما يحدث له لكن الأمر أصبح لا يطاق خصوصا وهو لا يستطيع أن يصل إليها ووالدها يبني حولها اسوار مثلت حصنًا منيعًا وكأنها أميرة أحد أهم الممالك ... ..
ورغم جُبن كريم .. إلا أنه لا يأمن مكره ولكن ما يطمئنه هو حب ثقته في حب نور له ! هو الآن لا يملك سوى حبها لكن بعد ما قاله عنها وفي حقها ... ما سمعه منها اليوم ! تتذكر أنه كان على استعداد أن يطلقها ويبتعد عنها ! تتذكر كل كلامه ! كيف سيعديها له ويشرح لها موقفه مع كل تحفظات والدها هذه ! ..
شعر أن العالم كله ضده ..وشيئ في داخله يخبره أنه يستحق ! فهو ارتكب من الأخطاء لو عرفوها .. سيخسرها للأبد وسيقتله حماه بالتأكيد !
لكنه لن يستسلم ولابد له من طريقة ليصل لها !
______________________________
للمتابعة القراءة للجزء الثالث من الفصل الرابع عشر اضغط هنا👇