الجزء الثاني من الفصل السابع عشر رواية الرقيقة والبربري
_____________________
هذه المرة ... مرت عليه هي بسيارتها .. سيارة فارهة ووقفت أمام المنزل .. اتصلت به لكنه لم يجيب ليجدها أمام باب البيت
_ انتي بتعملي إيه هنا !!
سأل رامي الذي فتح الباب بنفسه وقد كان لتوه خارجًا من الحمام وعلى جسده الروب الخاص به .. لتنظر له هيفاء وتتأمله وهو في هذه الهيئة قبل أن تقول برقة وقصدت أن تظهر له اعجابها به
_ مبتردش على الموبايل .. فجيب بنفسي .. هنتأخر !
ثم مدت يدها لصدره تتلمس رطوبته بينما تبتسم بتلاعب
_ بس احنا معانا وقت .. ألبس على مهلك .
هل صُدم رامي من جرأتها ؟ تلميحاتها .. طريقتها .. تنهد رامي ثم أبعد يده عنها وقال
_ استني في عربيتك لو سمحتي أو اسبقيني
_ تؤ .. رجلي على رجلك !
قالت ثم دفعته من صدره ودخلت للباب فراح خلفها يصيح
_ رايحة فين مراتي مش في البيت !
جلست على أقرب أريكة وضعت شاق فوق الأخرى وقالت بعيون مثيرة تتأمل كل شيئ به
_ منا عارفة ان نور مش هنا ..
_ لو سمحتي يا هيفا اطلعي مينفعش نبقى هنا لوحدنا
قال رامي لتقف مقتربه منه ونظرت داخل عينيه وهي بهذا القرب الخطير قائلة بنبرة مغرية
_ وأنت مالك متوتر ليه ؟ متخافش .. مش هعضك!
أغمض عينيه يكظم أفكاره.. لم يكن راجل ذا عزيمة .. لم يكن رجل صعب الحصول عليه .. لكنه أصبح واعي بهذا الأمر.. أصبح يكرهه في نفسه ! شيئ داخله كلما يتذكر حالة نور في انهيارها.. يشعر بالذنب والحزن الشديدين ..
يشعر بالكره تجاه ذاته وأن خبرته في العلاقات لم تفيده بل ضرته .. ضرته في جميع النواحي حتى زواجه لم يكن مبارك .. بل زواج فاشل فشل هو فيه فشل زريع .
_ هيفا آخر مرة هقولك اطلعي استنيني برا ..
قال بنبرة جادة وحادة لكنها لم تتوانى عن المحاولة رغم شعورها بالرفض لكنها قالت ممازحة
_ يعني هتطردني من بيتك
أجابها بقوة وبجملة خرجت منه تلقائية دون حتى أن يصيغها
_ صاحبة البيت مش فيه !
_ صاحبة البيت ! .. آه.
رددت وهي تهز رأسها ثم تبدلت ملامحها لأخرى جادة وهي تقول ..
_ طب تمام .. خلص بسرعة وتعالى ...
قالتها وخرجت وهي تتأمل المنزل بشكل تقييمي قبل أن تقترب من احدى الدُمى فمسكتها وقالت ساخرة
_ عروسة لعبة !
اقترب رامي بعنف وسحبها منها
_ متلمسيش حاجة
_ مراتك لسة بتلعب بالعرايس !
استهزئت ليقول بحدة
_ وانتي مالك ؟مش أحسن من اللي بتلعب بالبيضة والحجر !
هزت هيفا رأسها .. كلما يرفضها اكثر كلما تذيد رغبتها أكثر في الحصول عليه ..اقتربت ونظرت داخل عينيه وقالت بوجه مكشوف وجرأة
_ مبلبعبش بالبيضة والحجر .. أنا بلعب بالرجالة .. بحركهم بين صوابع ايدي .. بيتمنوا بس وجودي جنبهم .. مش لسة عيلة بلعب بالعرايس .. طب أنت مقتنع !
القت نظرة ساخرة على الدمية في نهاية حديثها .. مؤثرة .. لا ينكر أنها ذات تأثير .. لم يستطع أن يتحدث .. لم يجد في نفسه رد ..
لتقترب أكثر وتقول
_ هنروح بعربيتي .. يلا ألبس وتعالى .
ثم خرجت تتهادى بخطواتها أمامه بردائها الضيق صانعة له منظر سينمائي متكامل من الجمال والسحر ... عيناه خانته ووضع الدمية مكانها وهو يراها تسير في هذا الممر الطويل حتى خرجت من الباب الرئيسي ...
زجر نفسه وسحب نفس طويل وعاد للداخل ليتجهز يحاول ان يصفي ذهنه .. لا يريد أن يقع في فخها ... حتى لو أنها ماهرة في حياكة الفخوخ..
لا تنسوا قراءة الجزء الثالث من الفصل السابع عشر ❤️