الجزء الأول من الفصل الخامس عشر رواية الرقيقة والبربري

 الجزء الأول من الفصل الخامس عشر رواية الرقيقة والبربري 



_ ياعمي أرجوك خليني أدخل أشوف مراتي أنا بقالي شهر ملمحتهاش 

قال رامي .. فبعد ما حدث بينهما ذادت حدة حماه معه ومنعه له ذاد وأصبح يبني حول رامي حصون منيعة حتى لا يقترب منها  . 

وقف ثابتًا بينما يراه يكاد أن يقفز من الغضب ويشد شعره لكنه بغروره وتسلطه تحدث من طرف أنفه في برود وتشفي 

_ أنا مشوفتش في بجاحتك .. مش أنت  بردو إللي سبتها ومشيت ولا البت اللي جات معاها الجرافتة بتاعتك .. ايه كنت بتعمل معاها ايه 

_ ياعمي دي واحدة بتشتغل عندنا !! ما يمكن نسيتها في أي حتة وهي جابتها 

_ انت عارف دي بنت مين ؟ 

قال رأفت ليقترب منه رامي ويقول بطريقته المتوددة

_ مش مهم هي بنت مين .. المهم ان نور اللي بحبها وهي بنتك ياعمي .. يعني انا هبص لبنت واحد تاني غيرك .. حاشا لله ياعمي 

_ عمك دبب .. بتعمل مصايب ومفكر هتداريها عني .. وياريتك بتقول آسف 

هدر به رأفت ليكتم رامي غيظه وغضبه ...فهو من في يده حل مشكلته مع نور ولابد له أن يتحمل غلظته فقال في تهذب 

_ طب آسف والله آسف على كل كلمة وكل حاجة عملتها .. 

_ مش مقبول .. بتغلط كتير 

تنفس محاولاً إبعاد فكرة  الإنقضاض على ذلك العجوز المستفز وسفك دماءه لكنه تحامل على نفسه فقط من أجل أن يرى عروس البحر خاصته ولكن مع ذلك خرجت الحروف ثقيلة غاضبة من بين أسنانه

_وندمت وبوست إيدك ومستعد أبوس رجلك كمان بس تخليني أشوف مراتي  ... 

عدَّل أبيها ظهره للخلف بترفع وتكبر على رامي الذي وقف أمامه يغلي من الغضب بين يقف بجانبه ثيران بشرية متمثلة في حراس أمرهم حماه بالوقوف جانبه حتى يمعنوه إذا حاول الصعود إلى إبنته 

تحدث أبيها بإيحاء _ بوست إيدي فين هو أنا شوفت حاجة .. 

وسع رامي عينيه مذهولا ً من جبروته _ هو أنت عاوزني أبوس إيدك كمان مرة !!! 

احتد والدها قائلاً بكذب  _ بقولك إيه يالا أنت .. مش عاوزة صداع ومن الآخر كدة بنتي مش عاوزة تشوفك  

لم يصدق رامي بالطبع أن نور  حبيبته رفضت أن تراه ليشكك فوراً فيما قال حماه 

_ طيب ممكن تخليني أنا اطلع أشوفها ... أنا أصلا مش مصدق أنها ممكن مترضاش تشوفني  .. هشرحلها كل حاجة والله . 

لينتفض الآخر قائلاً بغيظ من يقين رامي في حب ابنته له 

_ وأنت واثق من نفسك  كدة ليه يعني ... وآه نور مش عاوزة تشوفك وقالتلي يابابي يا حبيبي لو الزبالة دا قرب  بس من البيت اضربه واطرده 

تأفف رامي قائلاً بثقة _بص بقى بعيدا عن الهري دا كله بس نور مراتي عمرها ما تقول كلمة زبالة   

ليرفع الآخر رأسه في فخر 

_ طبعا مش تربيتي .. حبيبة بابي 

عض رامي شفتيه من الداخل بقوة مغمضاً عينيه كمن يغلي ثم فتحها قائلاً بنبرة ملئها التهور والتهديد 

_ وحبيبة جوزها .. بقولك إيه أنا راجل متجوز وأنت عارف أنا بحب الستات أد إيه ومراتي غايبة عني بقالها شهر وأنا على آخري أقسم بالله العظيم لو مخلتنيش أطلع أشوف مراتي حالاً لهعملك فضيحة وأقلعلك هنا ملط 

ضيق عينيه مستنكراً _ ملط !! أنت شكلك اتجننت .. 

نظر للحراس آمرًا في حدة 

_ طلعوه برا  

ما إن رآهم يقتربون منه حتى هبَّ غاضبًا 

_ أنتوا بتعملوا ايهه 

اقتربوا منه ليشدوه من زراعيه ليتخلى رامي عن آخر ذرة بسيطرته على ذاته وبدأ  بالصراخ ينادي حبيبته في نفس الوقت الذي كان يقاومهم به 

_ يا نور .. نور  .. أنا رامي جوزك  يا نور 

ابعد الأزرع التي قبضت على جسده لتخرجه من المنزل صارخاً عل حماه ورجاله في حدة وغضب 

_ أوعى ايدك يالا .. ياعمي مينفعش كدة أنت حارمني من مراتي ودا غلط وحرام  

ليرد الآخر بقوة وكبرياء _ عشان تبقى ترمي النعمة  تاني وتتكبر عليها وتسيبها وتمشي وتروح تسيب هدومك مع واحدة تانية وياعالم كنت بتعملوا ايه

توقف عن الحديث بينما أردف داخله في حزن على نجلته الغالية 

_ أنت مش عارف بنتي فضلت تعيط أد إيه بعد ما أنت مشيت   وبعد اللي حصل في الشركة ..  

أول ما تذكر بكاء رقيقته صرخ بهم في قوة 

_ارموه برا .. 

ليهتاج رامي أكثر والحراس حملوه بالفعل ليتجهوا به للخارج 

_ ارموه برا إيه أنت فاكرني كيس زبالة .. نور

وقبل أن يخرج سمع صوتها كالطير اللهيف يناديه بنعومة لم يشهدها بحياتة من قبل 

_ رامي !!! 

أغمض عينيه في شوق غير طبيعي لم يعده من قبل لينزله الحراس ويخرجوا بينما التفت لينظر لتلك الملاك التي وقفت أعلى السلم بردائها الأبيض الواسع وشعرها المفرود مع زينة الشعر على شكل فراشة تشبهها تماماً ولم يستطع أن يبعد عيناه عنها ويفقد تواصله البصري معها 

ناظرته والدموع بعينيها من الحب والإشتياق والحزن ... حبيبها أتى أخيرا اليها وناداها .. كما تخيلت بأحلامها الوردية تماماً 

قطع إشتياقهم لبعضهم صوت أبيها الذي حدثها بقلق بينما يتجه للسلم  ليقترب منها 

_ إيه يا حبيبتي إللي طلعك من أوضتك في البرد دا 

سقطت دمعتها ولم تسقط نظرها عن رامي وكأن والدها لم يتحدث ثم جرت بقوة من أعلى السلم متجهه لأحضان رامي مباشرتًا تحت نظرات أبيها المذهولة من ذلك الحب الشديد والتعلق الرهيب بذاك التافه .. مرت من أمام أبيها  الذي تصلب مكانه ، ليفتح زوجها زراعيه بإبتسامة حنونة متلهفة لضمها واعتصارها ويشتم رائحتها التي غابت عن صدره لأيام ... 

تلقاها لتخبط بجسده بعنف وتلف يديها حول خصره بأقصي قوة استطاعت أن تصل إليها وهنا نطق تلقائياً بعشقٍ

_نوري  ... 

قامتها القصيرة دُفنت في صدره شاهقة ببكاء حاد من شدة إشتياقها له بينما رامي يداعب شعرها في حنان وهنا صرخ بها أبيها مستكراً فعلتها 

_ نور !

لم ترد ليسترسل غير راضي عما يرى 

_ إيه إللي بتعمليه دا .. دا سابك ومدورش عليكي 

هنا تحدثت نور مدافعة عن رامي بعينيها الباكية وانفها الصغير الأحمر .. لم تعد تحتمل الشوق له وبعد تفكير غلب حسن ظنها على وسوسة الشيطان وبرئته دون حتى أن يدافع عن نفسه .. 

_ رامي مش سابني وهو جوزي حبيبي

لينظر رامي لعمه بخبث ثم ضم نور أكثر إلي أحضانه هاتفاً 

_ وانتي مراتي حبيبتي !

همست له بصوتها الرقيق_وحشتني أوي

_ وأنتي كمان يا نوري ...  مش يلا بقى  نروح على بيتنا 

رفعت رأسها من على صدره لتنظر لعيناه كالطفلة قائلة

 _ لأ تعالى اوضتي فوق عاوزة اخليك تشوفها 

ملس على شعرها مجيبها بحنان _ ماشي يا روحي 

مسك يديها ليقبلها بينما ينظر لعينيها _ انتي تؤمري 

ثم مسك الأخري مقبلها برقة مكملا ً جملته

_  وأنا أنفذ 

عضت نور شفتيها في خجل وابتسامة رائعة على وجهها ثم أخذت رامي من يده لتسحبه للدور الأعلي أمام والدها المفحوم من أعمالها ولكن ما جعله يخرج دواء الضغط ليتناوله هو نظرات رامي المتكبرة والشامتة به ... 

_______________________________ 

لمتابعة القراءة انتظر الجزء الثاني من الفصل ❤️

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.