اقتباس من رواية الرقيقة والبربري
بخطوات سريعة عنيفة ، دخل رامي إلى الممر الخلفي للشركة حيث لمح كريم واقفًا وحده يراجع بعض الأوراق...
هو من أرسله ! أرسل له موظفة لتخبره بمراجعة بعض الأوراق في الملحق الخلفي ... يريد أن يهشم رأسه ! يضربه ويخرج كل غيظه فيه فهذا اللعين لا ينفك عن التقرب من زوجته والتودد لها وهي كالغبية لا ترى قرنين الشيطان الذي يملكهما ..
دون أي مقدمات، جذب رامي الأوراق من يده بعنف ، فالتفت كريم بدهشة، ثم اتسعت عينيه رعبًا عندما رأى النار المشتعلة في عيون رامي
وقبل أن ينطق بكلمة، كانت قبضة رامي تهوي على وجهه بضربة قوية أطاحت به أرضًا... سقط كريم مترنحًا، يحاول أن يستعيد توازنه، لكن رامي لم يمهله ثانية.. أمسكه من ياقة قميصه بقوة، حتى كاد يخنقه، واقترب منه حتى لامس أنفاه أنفه، وهمس بصوت مليء بالتهديد
_ لو قربت لمراتي تاني... والله لهدفنك مكانك...
حاول كريم التملص، يتمتم باعتذارات متلعثمة
_ أنا... أنا مكنتش... أقصد...
لكن رامي لم يسمع حرفًا...دفعه بقوة للحائط واقترب منه يضربه مرة أخرى، وهو يكمل بنبرة أخطر
_ أنا مبحذرش يا كريم... اعتبر نفسك مشوفتهاش ولا تعرفها... فاهم؟!
كريم أومأ برأسه مرعوبًا ، بينما رامي ألقى به بعيدًا كأنه لا يساوي شيئًا، ثم عدل جاكيته بتوتر، وألقى نظرة أخيرة مليئة بالتحذير قبل أن يستدير ويبتعد بخطوات غاضبة، يترك خلفه صدى تهديده يتردد في أرجاء المكان...
ثم صعد لها ... لقد أبعد والدها عن الشركة بمشكلة افتعلها في أحد المصانع ...ليخلوا المكتب له .. فتح الباب وكانت هي تجلس فوق كرسي والدها الواسع مستمتعة بكبر حجمه
_ بابي !!
_ حبيبة بابي !
هتفت في فرحة ظنًا منها أن والدها هو من جاء ليأتيها رده بصوته الحاد والمحمل بالخبث والوعيد ..