الفصل الثاني عشر من رواية الرقيقة والبربري

 الفصل الثاني عشر من رواية الرقيقة والبربري 



الفصل الثاني عشر من رواية الرقيقة والبربري 💖 

جواهر الكوكب الأبيض.. عاملين إيه؟🤍🤍🤍💎


بحبكم جدا جدا جدا 🤍🤍


طبعا .. مفيش فصل ينفع يعدي من غير ما اشوف وأقرء كل آرائكم الجميلة .. مستنيااها 😈💃

_________________________


ما إن دخل رامي إلى البيت حتى أغلق الباب بعنف كاد يُسقط مفصلاته.


رمى مفاتيحه على الطاولة، فارتطمت بالسيراميك ثم انزلقت وسقطت أرضًا.


خلع سترته وألقاها أرضًا، وبدأ يتمشى في الصالة كأنها زنزانة، يركل أي شيء يعترض طريقه.


_ ست خنقة وابوها خنقة وبيت خنقة !


ضرب بيده كوبًا فوق الطاولة، فطار في الهواء وتهشّم شظاياه على الأرض.


شتم مرة، ومرتين، وجلس على الكنبة كأن جسده لم يعد يتحمّل الوقوف.


ظهرت القطة، تمشي بخطواتها الناعمة، تقترب منه بتردد، وكأنها تشعر بغضبه.


نظر لها بنظرة حادة، ثم صاح


_ إنتي كمان جاية تزنّي؟ ابعدي عني!


وبحركة عنيفة، أبعدها بقدمه. ارتطمت بالجدار بخفة، لكنها لم تصدر صوتًا، بل بقيت مكانها دون حركة.


رمش بعينيه…


_ لولـي؟


اقترب منها، راكعًا على ركبتيه، وبدأ القلق يتسلل إلى صدره.


_ إيه ده... مالك مبتتحركيش ليه ؟!


حملها برفق لأول مرة، كأن شيئًا داخله تحرك نحو هذا الملاك الصغيرة 


كانت تتنفس، لكن ببطء وعيونها نصف مغلقة.

أسرع بها نحو سيارته، وهو لا يدري أي مشاعر تتنازعه.


خلال الطريق، ظلّ صامتًا، يلمس رأسها الصغيرة بحذر، 


شدّ على المقود، وعيناه على الطريق، وقلبه، لأول مرة منذ فترة… على نور.


وصل رامي إلى العيادة البيطرية بسرعة لم ينتبه لها، نزل من السيارة و"لولي" بين يديه كأنها طفلٌ مريض.

دخل وهو يصرخ 


_ دكتور! حد يلحقها بسرعة! 


خرج الطبيب من الغرفة المجاورة وعلى وجهه علامات الدهشة، ثم أسرع إليه يأخذ القطة بين يديه ويفحصها.


_ اضربت بحاجة؟! 


أومأ رامي برأسه ولم يتكلم، كأن الكلمات ثقيلة على لسانه.


أشار الطبيب 


_ استنى شوية هنا، هكشف عليها حالًا. 


جلس رامي على المقعد، يديه على رأسه، ونظراته زائغة في اللاشيء. دقائق مرت كأنها دهر.


ثم خرج الطبيب حاملًا "لولي" بين يديه، وقال 


_ مفيش كسر، بس احتمال عندها كدمة خلتها تتخض وتفقد توازنها شوية... خدت حقنة، وهتبقى كويسة إن شاء الله.


نهض رامي بسرعة وأخذها بين ذراعيه، وضمها لصدره بلطف غير معهود منه، كأن ما تحمله بين يديه لم يكن قطة… بل شيء أغلى بكثير... لم يكن يحب القطط ولا تستهويه فكرة تربية الحيوانات أو حتى رعايتها لكن عندما شعر بالخطر قريب منها دق قلبه بعنف لها .. 


مسح على فروها بإصبعه، وهمس 


_ آسف يا لولي… معلش.


ثم جلس بها في السيارة، وتركها على صدره، تتمدد في سلام.


أغمض عينيه للحظة، وتردد صوت في رأسه…


_ رقيقة زيك يا نور… بس أنا ما بعرفش أتعامل مع الرقة، ببوّظها كل حاجة كل مرة .. حتى مع القطط .. 


ضغط على زر التشغيل، وقرر… أنه سيذهب ليعتذر من نور ويأخذ قطتها لها ليراضيها ... لكنه سيصبر يوم أو يومين حتى تهدأ بعد ما قد حدث ... 


_________________________


جلست نور في غرفتها، تحتضن وسادتها، وعيناها تطوفان في الفراغ.... ملامحها غارقة في الحزن، وكأن روحها عالقة بين رغبة في البكاء وصمتٍ لا يريد الانكسار... كلما تتذكر حديث رامي .. تقع في بكاء مرير لا تخرج منه إلا وروحها متعبة .. كيف يحبس كل ذلك داخله 


دقّ الباب بلطف، ثم انفتح ببطء... دخل والدها، يحمل في يده فنجانًا صغيرًا من النعناع، وصوته حنون، دافئ كدفء كفه حين كان يربت على كتفها وهي طفلة 


_ ينفع أدخل، ولا الأميرة مش فاضية ؟ 


رفعت عينيها ببطء، شفتاها ارتجفتا وهمست 


_ بابي … 


اقترب منها وجلس إلى جوارها على طرف السرير، ناولها الكوب وقال 


_ ببقى مستحمل الدنيا والناس بالعافية ، بس لما أشوف وشك كده… بحس إن العالم كله حلو بضحكتك.. 


لم ترد، فقط اكتفت بنظرة متأثرة، عينها تهرب منه وتعود، وكأنها تخجل من الحنان الذي افتقدته طويلًا.


_ تعالي قومي… تعالي نسقي الورد... وردك بقاله كتير مستني ريحة إيدك ، مش كده؟ 


هزّت رأسها بلطف، وصوتها كان أقرب إلى الهمس 


_ مش قادرة يا بابي …


وضع يده على شعرها بحنو 


_ الطاقة بترجع من الورد يا وردة … انزلي اسقيه ... ده أنتِ حتى أحلى وردة وتعرفي تحسي بيهم ياقلب بابي .. 



ضحكت بخجل وهي تضع خصلة شعر خلف أذنها، كأنها تعودت على دلاله لكنها ما زالت تستحي منه... تأملها .. جميلة بملامح صغيرة ساحرة وبريئة .. هتف برقة انعكست من هدوئها وجمالها .. 


_ مش قادر أستوعب إزاي حد يزعلك، أو حتى يعلّي صوته عليكي. 


لمعت عيناها بدمعة، لكنها أخفتها سريعًا، وقامت تمسك بذراعه كطفلة تستمد قوتها من أبيها...فابتسم لها وقبل يدها قائلاً 


_ يلا بينا، نشوف الورد… 


مشيت بجانبه ببطء، كأنها تجر قدميها من عتمة قلبها لنور حديقته... 


بعدما نزلت نور مع والدها إلى الحديقة، كانت خطواتها بطيئة، تتلمس الأرض وكأنها تخشى أن تنهار في أي لحظة 


القمر ظاهر و النسيم يداعب خصلات شعرها التي انسدلت على كتفيها برقة ، وشمس المغيب تترك لمسة ذهبية على ملامحها الشاحبة..في ظاهرة ساحرة كسحر نور .. حيث ظهر الهلال مقابلاً للشمس التي أوشكت على الاختفاء .. 


وقف والدها يراقبها وهي تميل على وردة حمراء، تلمسها بأناملها، كأنها تخاف أن تجرحها.


_ شايفة؟ لسه حلوين إزاي؟ عشان أنا بهتم بيهم لأنهم بتوع نور حبيبتي .… 




ابتسم وهو يراقبها، ثم قال بنبرة فيها دفء 


_ عارفة يا نور… من زمان وأنا شايفك قوية أوي رغم رقتك وبرائتك ... حتى لو جواكي حاجات محدش يعرفها… لكن أنا حاسس بيها. 


رفعت عينيها إليه ببطء، وكأنها لم تتوقع منه هذا الكلام... كانت عينها فيها لمعة خوف قديم، وكسرة لم تنصلح بعد 


_ بابي … 


_ بصيلي… إنتِ بنتي، حتة مني... اللي حصل زمان… مش هيتكرر... عمري ما هسيبك لوحدك تاني، ومش هسيب أي حد يأذيك، فاهمة؟ 


دمعت عيناها، لكنها حاولت تخفيها بنظرة سريعة للورود.


_ أنا تمام دلوقتي… بجد. 


_ أنا عارف إنك بتقولي كده عشاني... بس أنا شايفك… شايفك وإنتِ بتضحكي ودمعتك مستخبية... وشايفك وإنتِ بتقولي حاضر… بس قلبك بيصرخ لأ...


اقترب منها ووضع كفه على خدها بلطف، عينيه تلمعان بمزيج من الغضب القديم والحب الكبير.


_ إنتي متعرفيش إزاي أنا فخور بيكي… ولا إزاي كل ما تبصيلي كده، بحس إني أكتر راجل محظوظ في الدنيا. 


ابتسمت بخجل، ولم ترد... فقط رفعت يدها لمسته بلطف.


_ أنا دايمًا كنت ضعيفة، وبخاف… 


_ أنتي مش ضعيفة… أنتي بنتي، والملاك اللي ربنا بعتهولي... واللي يحاول يلمس الملاك ده… أنا مش هرحمه، مهما كان. 


سكت لحظة، ثم مال نحوها وقال بنبرة خفيفة 


_ وبعدين، مش كفاية إنك خطفتِ قلب الكل؟ عايزة تسرقي قلوب الورد كمان؟ بصي شكلهم بيغيروا منك! 


ضحكت، وأخفضت عينيها في خجل طفولي، فقال وهو يضحك 


_ أنا عمري ما شفت الورد مفتح من غير شمس… بس النهارده حصل. 


_ يا بابي ... 


قالتها وهي تحاول تكتم ضحكتها، وفي عينها دمعة وارتياح نادر.


_ عايزك تفتحي قلبك للحياة تاني... مش عشان تنسي… لكن عشان تتصالحي مع اللي فات... وأنا جنبك… لحد ما ترجعي تضحكي من قلبك، زي زمان.


وقفت نور وسط الورود، والدنيا حولها تشعر بها باردة وجامدة لكن نظرة أبوها كانت حضن دافئ .. يطمئن قلبها الذي انكسر كثيرًا ومازالت شفتيها صامتة ....



__________________________


كومة أوراق مبعثرة، فنجان قهوة بارد، وصمت كثيف يُخيّم على المكان… رامي جالس خلف مكتبه، ذراعه تستند إلى المسند، ويده تعبث بلا وعي بقلمٍ بين أصابعه.


وجهه كان هادئًا… هدوء مريب لم يتميز به يومًا .. عينه لا تقرأ الورق، وعقله ليس هنا.


دخل مصطفى وهو يحمل ملف في يده، لكنه وقف لحظة يراقبه قبل أن يتكلم.


_ إيه يا عم، إنت ميتلك حد ولا إيه؟ 


لا يوجد رد.


_ رامي؟


رفع رامي عينه ببطء كأنه يرجع من مكان بعيد، وقال بصوت منخفض 


_ ها؟ 


_ أنت متأكد إنك صاحي؟ بقالك يومين ساكت ووشك مقلوب 


ابتسم رامي ابتسامة باهتة، وحاول أن يمسك خيط خفيف من السخرية 


_ مش كنت بقرفك بزني ؟ أهو خد يومين هدوء ببلاش


مصطفى اقترب وجلي على الكرسي أمامه، وقال وهو ينظر له باهتمام 


_ هو فيه إيه؟ نور لسه عند أبوها؟ 


سكت رامي، وعينيه اتسعت للحظة كأن الاسم لمس وتراً داخله، لكنه ظل على صمته..


مصطفى أكمل 


_ طب مروحتش تصالحها ليه طالما حالتك بالبلى كدة ؟ شاطر بس تقعد زي خيبتها وتسكت ؟ 


هز رامي كتفه، وقال بهدوء ظهر فيه العجز أكتر من القوة 


_ أبوها هو السبب وبيقويها عليا … وأنا تعبت.


مصطفى قرب منه وقال بصوت منخفض


_ إنت مش بتتعب كفاية عشان نور دا أنت لو مزاجك في حاجة بتموت عشان توصلها حتى لو الدنيا ولعت 


ابتسم رامي بمرارة 


_ آه… بس لما يبقى حماك رأفت بيه نازل فيك ذل كل ما يشوفك ومحسسك انك حقير وان بنته كتيرة عليك ... ساعتها بتقول تولع دماغك ومزاجك أهم حاجة كرامتك 


تنهد مصطفى ثم سأل 


_ طب هتعمل إيه؟ 


رامي سكت لحظة، ثم قال 


_ مش عارف… بس أنا أول مرة أحس إني مش قادر أعمل حاجة .. 


وساد الصمت… لكن كان يوجد صوت داخلي يصرخ، يتألم ليسمع صوت نور… حتى لو صرخت في وجهه وعاتبته .. أو صمتت ولم تتحدث .. 


دقّت كعب حذائها العالي على أرضية المكتب بإيقاع أنثوي محسوب، وهي تدخل بخطوات واثقة، تحمل في يدها ملفًا لا يبدو أن له قيمة حقيقية، لكن الابتسامة المرسومة على وجهها كانت كفيلة بكشف نيتها.


وقفت عند مكتبه، ولم تنتظر أن يرفع عينيه نحوها، بل وضعت الملف أمامه برفق... وعيون مصطفى تتابع الموقف في صمت .. 


_ الورق اللي كان ناقص… قلت أجيبه بنفسي بدل ما أبعت حد تاني بيه .. 


رامي رفع نظره لثواني، ملامحه كانت هادئة أكتر من اللازم... اكتفى بنظرة عابرة إلى الملف، وقال بصوت منخفض 


_ تمام، شكراً. 


هيفاء وقفت بمكانها، كأنها منتظرة شيئ أكثر.. تلميح أو أي شيء... لكنها لم تجد .. 


_ البريك قرب وفيه كافيه قريب من هنا حلو أوي.. مش عاوز تيجي وأردلك عزومة المرة اللي فاتت؟ 


قالتها وهي تمد يدها تمسك طرف أحد الأوراق، بيد تقترب بشكل عابر من مكان يده...لمست أطراف أصابعه بخفة، لكن ردة فعله كانت أسرع من كل مرة.


سحب إيده بهدوء، وكأنه بيتفادى تيار هو مش مستعد يدخل فيه.


_ مش فاضي .. 


ابتسمت وهي تخفي استغرابها، قالت بنبرة خفيفة كأنها عتاب خفي 


_ واضح إنك بقيت بتحب الهدوء..  


رد وهو يرتب أوراقه، نبرة صوته فيها شيء بارد، يظهر فيه أنه يقفل الباب الذي تحاول هي فتحه 


 _ آه .. 


سكتت لحظة، ثم قالت وهي تعدل شعرها وتنظر له من طرف عينها


_ لو احتجت تتكلم … أنا موجودة. 


لم يرد ولم يرفع عينه ، فتراجعت خطوة، وعندما رأت أنه لم يبدي أي تفاعل .. قالت بابتسامة باهتة تحاول بها حفظ ماء وجهها 


_ طيب .. هسيبك مع الهدوء اللي بتحبه.


وخرجت وعلى وجهها علامات الضيق والتوعد .. 


بينما رامي سحب نفس طويل وترك ظهره يرتخي تماما فوق الكرسي وعيون مصطفى تراقبه بنظرات غامضة وكأنه يرى صاحب جديد أمامه . هل بعد نور عنه يومين فقط أثر فيه إلى هذا الحد ! .. لا يستطيع أن يحدد مشكلة رامي بالتحديد ولا حتى تحديد ماهية مشاعره نحو زوجته .. لكن ما رأى من معاملة منه لامرأة جميلة مثل هيفاء .. يعبر عن الكثير !


_________________________


في صباح اليوم التالي، استيقظت نور مبكرًا رغم أنها بالكاد غفت...كانت الغرفة هادئة، والستائر تنسدل بخفة أمام ضوء الشمس ليعكس إضاءة أراحت قلبها وأعطتها أمل فنهضت ببطء، سحبت فستانًا ورديًا من دولابها، ناعمًا، بسيطًا، ينسدل بخفة على جسدها الرقيق، لونه وردي باهت كأنها تلبسه لتُرضي الورد لا البشر.


مشطت شعرها بعناية، حتى بدا ناعمًا، ينساب على كتفيها كخيوط حرير، ثم رشّت قليلًا من العطر الذي تحبه… ذاك العطر الذي كانت تضعه حين يشعرها رامي بالحب، لكنه لم يشمّه منذ أيام... 


كل شيئ تحبه يشتريه والدها لها ويحتفظ به في البيت حتى حينما تأتي تجد كل ما تحب .. لتفكر قليلاً .. ليته احتفظ برامي أيضًا !


لمعت عينيها بحزن .. اليوم الرابع ، ولا خبر منه.. لا اتصال، لا رسالة، لا محاولة صلح... وكأن خصامهم لم يترك ندبة في قلبه مثلما فعل في قلبها.


نزلت إلى الحديقة وحدها، دون أن يدعوها والدها هذه المرة...مشت وسط الزرع، تتأمل الورد الذي بدا أكثر بهجة من قلبها... أخذت بيدها إبريق الماء وسارت ببطء، تسقي كل نبتة كما لو كانت تسقي شيئًا في داخلها.


وقفت عند وردة بنفسجية، همست لها بصوت منخفض 


_ بابا بيقول إني أحلى وردة بين الورود ... 


صمتت لبرهة وعادت لتكمل .. 


_بس هو مش صح... إنتِ على الأقل بتتروَي وحد بياخد باله منك … أنا مش عارفة أروّي نفسي من البُعد ده ولا لاقية حبيبي. ... 


انحنت تسقيها، ثم جلست على المقعد الخشبي في ظل شجرة ياسمين... أغمضت عينيها قليلًا، تذكّرت يده وهو يمسك يدها، صوته وهو يهمس باسمها، ضحكته، و… قسوته الأخيرة.


تنهدت، ثم تمتمت 


_ يا رب انسّيني… أو رجّعه. 

 

أغمضت عينيها حتى لا تبكي وقلبها يشتعل بنيران الفرقة .. وما يحزنها أكثر أنه لا يبالي ... 


________________


لم يستطع التحمل ! وها هو في اليوم الرابع ارتدى ملابسه وأخذ القطة معه في الصندوق الخاص بها بعدما هندم شكلها واهتم بنفسه بعناية .. 


حضر نفسه جيدًا لهذا اللقاء فاليوم سيأخذ نور ويعيدها للمنزل ويصالحها وعليه أن يعترف أن بُعدها عنه ... أثر فيه للغاية ! 


قاد سيارته وهو يحضر نفسه طوال الطريق للقاء وكيف سيواجهها ويواجه والدها ... لكنه كان كله حماس لأنه سيجتمع بها أخيرًا ! 


في اللحظة التي توقّف فيها رامي بسيارته أمام بوابة قصر والد نور، كانت سيارة أخرى سوداء أنيقة تتباطأ بجانبه… نزل زجاجها ببطء، وظهر وجه كريه بالنسبة له ... قال 


بابتسامة واثقة.


_ صدفة حلوة، مش كده يا رامي؟ 


تضايق رامي من رؤيته لهذا اللزج وحتى نبرته المستفزة ، رد ببرود وهو يحاول كتمان غيظه 


_ صدفة زي وشك ! 


ابتسم كريم ، ثم أدار وجهه للحارس وهو يقول بنبرة مزهوة 


_ قول للباشا إن البشمندس كريم وصل. 


انحنى الحارس باحترام، ثم أشار له 


_ اتفضل يا فندم، الباشا مستنيك. 


تحرّكت بوابة القصر في سلاسة، وكأنها تفتح لكبار الزوار فقط… لم تمر لحظة حتى توقفت سيارة كريم داخل الحديقة.


أما رامي، فقد أوقفه الحارس الآخر ومد يده أمامه قائلًا 


_ حضرتك آسف ، في تعليمات من الباشا !


رمقه رامي بنظرة قاتلة 


_ إيه؟! تعليمات إيه دي ؟


_ حضرتك الباشا قال بنفسه إنك تستنى لو جيت.



شد رامي أنفاسه بقوة وهو يضغط على عجلة القيادة، ووجهه احتقن غضبًا، خصوصًا حين التفت ليجد كريم يخرج من السيارة وهو يعدل بدلته، ثم نظر له وقال بنبرة فيها كل الغل .. اقترب منه بخطواته ومال على الشباك ليقول 


_ ايه دا واقف برا ليه ؟ شوف يا أخي اتجوزت بنته وبردو لسه معتبرك زي الغريب !



نهاية الفصل ... 

رامي صد هيفا🔥🤍


تفتكروا هيفضل يصدها ولا دا وضع مؤقت ؟ 


وياترى مين كريم وهيعمى ايه ؟؟ 

مستنية رأيكم  يا جواهر الكوكب الأبيض 💎 🤍 

تعليق واحد

  1. يعني صد هيفا و نور مش معاه
    و هي معاه و قايده صوابعها يخونها
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.