الفصل الحادي عشر من رواية الرقيقة والبربري
كانت تركع وتمد يدها تحت الكنبة، غافلة تمامًا أن باب البيت قد فُتح بهدوء، وأن عيني رامي قد وقعتا عليها من لحظة دخوله.
وقف في مكانه لثوانٍ، لا يتحرك... أنفاسه تثقلت وهو يراها بتلك العفوية الغافلة، جسدها الغض الأبيض يختبئ بالكاد تحت الفوطة الضيقة، قطرات الماء تنحدر من كتفيها وتخطّ طريقها بانسيابٍ مُغري فوق ظهرها، تلمع تحت الضوء، وكأنها لوحة حيّة من النقاء.
ارتبكت نور لما سمعت صوته يقترب منها
_ أنا توهت .. مين فيكوا القطة ؟ ...
استدارت بسرعة، تمسكت أكثر بالفوطة كأنها خط دفاعها الوحيد، وعيناها تلمعان بحمرة الخجل.
_ أنا... أنا كنت باخد شاور، وهي دخلت الحمام فجأة... وقعت الجيل على راسها ، خفت عليها...
ابتسم بخبث، وتقدّم منها ببطء، عيناه تسيران عليها بجرأة لا تُخفى، ونبرته ناعمة بشكل مقلق
_ يعني القطة السبب إنك طلعتيلي كده؟ أنا بدأت أحب القطة دي ...
قالها وهو يرفع خصلة مبللة من وجهها، يبعدها عن خدها بأصابعه الثقيلة... جسدها ينتفض، ونفسها يتسارع، لكنه لم يتوقف.
اقترب أكثر، يده تلمس ذراعها بخفة، ثم تتركها، وكأنها تحرقه بنعومتها، وهو لا يقاوم. قالت بصوت مضطرب
_ رامي... أنا بس كنت بحاول أنقذها ، والله ما كنت...
_ عارف... وعارف إنك حلوة أوي وإنتي مش واخدة بالك... وعاوز أقولك إن كسوفك ده... بيجنني.
همست بنبضة قلب مرتجفة
_ رامي...
لكنه لم يرد، فقط اقترب، حتى صار بينها وبينه نفسٌ واحد...يده تحاوط خصرها، والفوطة تهتز قليلًا، بينما هي تتنفس بعشوائية، لا تعلم أتهرب أم تبقى.
رمقها بنظرة غامضة، ثم قال
_ تعالي هنا...
جذبها رامي برفق ناحية صدره، يده تلتف حول خصرها والفوطة ما زالت بينهما، ضعيفة، قابلة للسقوط في أي لحظة.... قلبها يدق بعنف، تشعر به يُطرق بين ضلوعها كأنه يستنجد منها… أو منه.
همس قرب أذنها بصوت مبحوح
_ الجسم دا بيتكلم حتى وأنتِ ساكتة...
لم ترد، كانت عيناها زائغتين، تتأمل ملامحه القريبة، وجهه المبلول ببقايا التعب، ورائحته المختلطة بالتبغ، وصوت أنفاسه الذي يعلو ببطء.
رفع يده، مررها على كتفها العاري، حتى ارتجفت، وقال
_ إنتي مش واخدة بالك أنتِ عاملة إزاي دلوقتي و عاملة فيا إيه؟
غمغمت بتوتر
_ رامي… مش قصدي… أنا...
ابتسم وهو يضع إصبعه على شفتيها ويف بنبرة تعودت لها بعقاب بسبب تأثيرها عليه ..
_ بس أنا قصدي… وناوي كمان.
ثم انحنى نحوها، وطبع قبلة خفيفة على رقبتها، لتشهق، ويدها تتمسك بقميصه تلقائيًا، تحاول أن تُوقف ذلك السيل الذي اجتاحها، لكن خطواته كانت محسوبة، يعرف جيدًا مفاتيح جسدها الخجول.
رفّ الفوطة تحت لمسته، فأمسكت بها قبل أن تسقط، فهمس عند أذنها
_ سيبيها...
أغمضت عينيها، ولم تعترض… كانت كأنها تسقط من مكانٍ مرتفع، لكنه يحتضنها، يحتويها، يتملكها بشغفٍ لا يُقاوم... رفعها بذراعيه، حملها كأنها شيء ثمين، ثم سار بها نحو الغرفة بصمت… إلا من أنفاسهما المتشابكة.
____________________________________
في صباح اليوم التالي .. اليوم الذي يلي الليلة الرائعة التي قضاها مع نور .. يمكنه أن يقول أنها مملة .. لكن لا يمكنه إنكار أنها تمتلك من الجمال والفتنة ما يجعله يغضب من نفسه لأنه يشتهيها دائمًا رغم كل ما تفعل به هي وأبيها .. إلا أنه دائمًا ضعيف أمام الجمال .. خصوصًا جمال نور .. وهذا الذي لم يفهمه في نفسه أبدًا .. كيف ينفر منها وفي نفس الوقت يريد الاقتراب منها دائمًا .. برائتها تغريه لكن خوفها .. يجعله يغضب ..
بعدما استيقظ شعر أنه سعيد لدرجة كان يريد قضاء اليوم كله معها و لا يذهب للعمل .. لكن اليوم .. يوم ميلاد والدها ! مفرق الجماعات وهادم اللذات !
_ يعني كان لازم نروح النهاردة يا نور !؟
تحدث وهو يغلق ازرار قميصه ناظراً لنور التي كانت ترتدي أقراطها امام المرآه
_ يا رومي ما هو بابي هيزعل لو مش روحنا
ردت عليه مبررة بصوتها الرقيق فاتجه لها رامي بعدما انهي اغلاق قميصه واحتضنها من الخلف هامساً بحب جانب عنقها
_ بس دا يوم أجازتي وعاوز نقضيه لواحدنا
فهمت مقصده فنبرته تلك كافية لتخبرها بما يريد فحاولت الهروب منه بلطافة ورقة
_ معلش يا روحي بس بجد بابي واحشني أوي وعيد ميلاده مينفعش نفوته ..
اقترب قليلا ً متمعناً بعيناها مرسلاً خلالها رسائل دافئة استشعرتها هي بسرعة مما جعل وجنتيها يتوردا فقال هو بنبرة شديدة الحميمية تستجديها
_ و أنا مش واحشك ؟ ...
وكأنه يسحرها عندما ينظر لها فنطقت كالمغيبة
_ بتوحشني علي طول
وضع يديه علي وجنتيها بعدما تحرك ليغير مكانه ووقف أمامها متحدثاً برفق وحنان فائض جعلها تغلق عينيها وتميل علي باطن يديه كالقطة
_ بتتهربي مني ليه دلوقتي يا نور ؟
ردت عليه بتوتر بعدما ازاحت رأسها للناحية الأخرى حتى لا ينظر لعينيها
_ مش ب بهرب ولا أي حاجه خالص
تنهد في إحباط لقد جرب معها كل شيئ ولم تريحه هي الي الآن ، اصبح ينجذب لها كثيرا لكنها تضع الكثير من الحدود بينهما وهذا يرهقه للغاية ... لاح في عقله كلام فارس .. تنهد ، حسنًا سيحاول مرة أخرى !.. لفها إليه ثانية ثم قال بحب
_ أنتي كمان بقيتي بتوحشيني كل لحظة
ثم حاول أن يتحدث ببراءة حتى يقنعها _ تعالى يا روحي نكنسل لبابي ونقعد هنا نعمل فشار ونسمع فيلم
قالت وعيونها معاتبة ومشككه له _ يعني أحنا لما نقعد هنعمل فشار ونشوف movie وخلاص مش هتعمل حاجه تاني
رد بخبث بعدما شملها بنظرة متفحصة عنت الكثير
_ بصراحة أنا كداب !
تابع إقترابه منها ليقبلها ولكنها فاجئته عندما رفعت سماعة الهاتف فجأة متحدثة وكأنها تنبهه من الإقتراب بينما نظر لها رامي بحزن وتوسل ان تغلق الخط وتظل معه ليكمل ما بدأه وما يريد فعله
_ حاضر يا بابي بربط لرامي الجرافات بتاعه و جاية
تهربت مرة أخرى منها ياللحظ العثر ! ... رد أبيها بغيرة عليها وغضب من ذلك الرامي الذي اختطف إبنته الوحيدة
_ ما يربطها لنفسه ، هو معندوش ايدين ولا اتشل
ردت نور معترضة ذلك الكلام الذي لم بعجبها ابداً
_ بابي بليز مش تقول كدة على رامي
انتبه لها رامي ولما تقول فاندفع بتحفز
_ بيقول إيه ؟!
حاولت الكذب عليه قائلة ببعض التوتر
_ مش بيقول حاجة
أصر رامي وحاول سحب الهاتف منها _ لأ وريني
تمسكت نور بالهاتف بقوة بينما يعض رامي علي شفتيه من الغيظ في حين قالت نور بسرعة وهي تصارع لإبقاء الهاتف معها
_ شوية وهنوصل أوك ، متزعلش مني يا بابي بحبك أوي أوي أوي ، باي باي
_ممكن أعرف بقي كان بيقول عني إيه
قالها رامي بإنفعال فاقتربت منه نور وشرعت في ربط الجرافت الخاص به وفي رقة بالغة تحدثت
_ بيقول إن رومي بيبقي شيك أوي وهو لابس جرافت خليه يلبسها على طول
نسى ما حدث مسحوراً بها ورد بوله بطريقتها الرائعة
_ يلهوي علي رومي وسنين رومي من الرقة دي حاسبي عليا أحسن ادوب منك ولا ادوخ
اقتربت منه وارخت رأسها على صدره مُحاصرة خصره بزراعيها وتحدثت بحب
_ بعيد الشر عنك من الدوخة يا حبيبي
ضمها له بقوة هامساً لها _ ربنا يخليكي ليا يانور... وربنا يهديكي يارب !
____________________________
وصل رامي ونور لبيت أبيها الذي خرج ليستقبلهم مرتدياً بدلة منمقة ومنسقه مع جسده الرياضي فوالدها رجل يتمتع بالصحة ومازال شكله لم يظهر عليه العجز بقوة بل كانت ملامحه رائعة مع بعض التجاعيد ولكنه يظل مشرق بسبب عشقه وممارسته للرياضة
أحتضن ذلك الستيني إبنته بقوة شديدة ولم يتركها حتى ولم يرحب برامي وكأنه غير موجود
_ ياروحي وحشتيني وحشتيني
_ بابي missed you so much
وقف رامي يعض علي يديه من الغيظ وهو يشاهد كيف يضمها أبيها اليه بهذه الأريحيه يريد فصل يديه عن زوجته ، لأول مرة يكتشف رامي أنه يغار بتلك الدرجة بل إنه يكاد أن يصبح مجنون بالغيرة ... لكنه غير مدرك أن تلك الغيرة متولدة من حبه لتملك الأشياء وليس نتيجة لحبه لنور بشخصها ...
لم يتركها والدها وأرهقها تقبيلا ً وضماً فلم يعد يتحمل زوجها تلك الأحضان بين الأب وإبنته فشده رامي برفق من ظهره حتى ينظر إليه قائلاً له بعيون حمراء من الإنفعال الداخلي محاولاً أن يظهر القليل من اللطف
_ عمي أهلا ً بيك
وكأن أبيها انتبه لوجود رامي فتحدث بجفاء دون الترحيب به بالقدر الكافي وبشكل ملحوظ أبدى عدم إهتمامه به
_ أهلا ً رامي ، اتفضل دا البيت بيتك بردو
اقترب رامي من نور ووضع زراعه علي طول كتفيها بتملك مردفاً بثقة
_ آه طبعاً بيتي .. أكيد
نظر الأب لما يحدث امامه وداخله يحترق فيبدو أنه ورامي متشابهان في جنونهم بالغيرة والتملك لذا اقترب من نور بسرعة وسحبها من زراع رامي من ثم أغرقها بالأحاديث التي جاهد لتكون شيقة ليُلهيها عن رامي
_ حبيبة بابي تعالي هنا
_ ا
كاد أن يعترض رامي بعدما سُحبت منه زوجته بتلك السهولة والسرعة ولكن قاطعه حماه رافعاً أحد حاجبيه بتساؤل حمل لمحة ترقب ممزوجة بالتهديد
_ في حاجة ؟!
_ لا ب
_ حاجة مش عجباك ؟
زجره حماه بالنظرات الثاقبة فبلع رامي باقي كلماته ناظراً لزوجته ثم تنهد وكز علي اسنانه مردفاً بكبت وغيظ
_ لأ أبدا ً يا عمي ...
ردد أبيها بوعيد _ احسنلك بردو
حذرته نور بعدما رأت تلاعبهم بالكلمات وتراشقهم بالنظرات بتلك الطريقة المُريبة
_ بابي!!
تجاهل أبيها معارضتها وقابلها بنبرته الحنونة _ روح بابي تعالي احكيلي عملتي إيه الفترة إللي فاتت
ثم أخذها بين زراعيه يسير بها و إبتسامتهم تملئ وجهيهما و ترك رامي يقف وحده في منتصف الردهه يناظره بعدم رضى و غضب أجبر نفسه على دفنه حتى لا تحزن نور وتسوء الأمور بينهما أكثر مما هي عليه فا إلي يومنا هذا لم يقدر رامي على التعامل مع نور بأريحيه حته أنه لا يزال عدم إستطاعته أخذ حقوقه كما يجب وكما يحب ولكنه يحاول أن يصل لحل وسط يرضيها ويرضيه أيضا ً لكنه قد مل ... فسنوات طويلة عاشها معها دون تفاهم وقد كان يلهي نفسه بالعمل القاسي وإرضاء رغباته الذكورية خارج البيت ونور كانت تكتفي بوجودها بحياته وأنها زوجته ولم تطلب الأكثر ... أو أنها لم تجرأ على طلب الأكثر !
جلسوا علي مائدة الغداء الكبيرة ومازال أبيها يتحدث إليها لم يتركها لرامي ولو لحظة واحدة ولو حاول رامي التحدث إليها يتدخل هو فوراً ويمنعه ويشغلها عنه
_ حبيبة قلب بابي انتي و حشتيني اوي إزاي أهون عليكي متشوفنيش الفترة إللي فاتت دي كلها
نطق رامي بقليل من الحدة محاولا المشاركة في ذلك الحديث الطويل الدائر
_ مكناش فاضيين يا عمي
رد عليه حماه بقوة وكأنه كان يؤهل نفسه لمجادلة رامي وتأديبه _ وكان وراك إيه يعني ، خدتها و سافرت ..
تأفف رامي ... هل يريد حماه فتح هذا الموضوع الآن! موضوع قديم وبسط وفات ولم يتحدث ويعلق عليه من قبل لكن يبدو أنه كان ينتظر الفرصة المناسبة .. جلسه كهذه ليناقس فيها كل ما جرى الفترة الماضية ..
اعتدل رامي بجلسته تاركاً الشوكة والسكين من يده متحدثاً بجدية
_ كان لازم أسافر اسكندريه عشان الفرع بتاعنا إللي هناك وحضرتك عارف إننا داخلين علي شغل مهم أوي أدام ناس من الولايات المتحدة مكانش ينفع أقصر وحضرتك عارف كويس جدا إني مش بقصر في شغلي مهما حصل
أعرض ابيها وجهه عن رامي قائلاً بقليل من الغضب _ كل الكلام دا ميمهنيش ، كل إللي يهمني إن بنتي متبعدش عن حضني ، يعني تيجي علي الأقل كل اسبوع تقعد معايا وكنت أنت سافر وهاتها تريح شوية هي بترتاح هنا أكتر
رد عليه رامي بحزم حاول مدارته بإبتسامة صفراء متكلفة
_ مكان ما أكون مراتي لازم تكون
ثم نظر لنور قائلاً بحنان ماداً يده ملتقف بها يديها الصغيرة _ وبعدين أنا مبقدرش أقعد من غير نور
ابتسمت بخجل بعدما قبل يديها أمام والدها واخفضت عينيها فأبتسم بخفة لتلك القطة ... لكنه كان يتمنى أن تتحول تلك القطة التي تزوجها لقطة شرسة في أوقات معينة لكنها لم تكن حتى بقطة بريئة بل إنها اختارت أن تكون عصفور يحتفي بوجوده وراء قضبان قفصه ويكتفي بالمشاهدة من بعيد دون محاولة للتحليق
تبادلت النظرات بين ذلك الستيني وصهره ببغض وضيق قائلاً
_ ماشي يا جوز بنتي
بداله رامي نظراته بمثلها _ ماشي يا حمايا
تجاهله ثم تحدث بحنان بالغ لطفلته كما يدعوها
_ مبتاكليش ليه يا روحي
تمتمت برقة _ ماليش نفس يا بابي
_ مالكيش نفس إزاي بس دا أنا موصيهم يعملوا كل إللي بتحبيه وعملتلك العصير والسلطة إللي بتحبيهم بنفسي
وضعت يديها علي بطنها مردفة بتعب _ ميرسي يا بابي بس أنا حاسة بتعب
_ مراتك تعبانة و أنت سايبها
كان رامي مندمج في تناول الطعام حين خبط ابيها يده علي سطح المنضدة فوقعت الملعقة من يد رامي و ارتعش جسده من حركته المباغتة ورد وهو يلهث
_ و الله ما أعرف حاجة ..
التفت إلي نور قائلاً بقلق _ مقولتليش ليه يا حبيبتي
ردت عليه ببراءه _ ما أنت مسألتنيش يا روحي .
تحدث أبيها بصوت عالي غاضباً_ و كمان مش واخد بالك ولا ملاحظ هي تعبانة ولا لأ !
حاول رامي إيضاح الأمر له _ يا عمي ...
أمره في حزم وقوة _ رامي ، تعالي علي المكتب عاوزك
رمى رامي منديل الطعام على السفرة ومازالت نور تتابع الموقف دون حديث فهي بين أبيها و زوجها الذي تعشقه وليس بيدها شيئ ثم إن أبيها لن يؤذيه ... تأمل ذلك حقا ً !
وسط تلك النقاشات والحوارات التي اشتدت بينما يتدخل والدها بحياتهم أعطاه رامي ظهره متحدثاً بنفاذ صبر
_ أنا مبحبش حد يتحكم فيا
رد الآخر عليه بقوة _ أنا مش بتحكم فيك أنا عاوز بنتي تكون سعيدة
هتف رامي معترضاً وهي يشعر بالإختناق من طريقة ذلك الرجل الذي لن يتغير أبدا ً
_ نور مراتي و أحنا حرين مع بعض بس حضرتك دايما ً بتدخل بنا ومبوظ حياتنا كلها
_ أنا مبوظ حياتك ، ولا أنت إللي مشيك مش مظبوط
التفت له رامي فقد أثارت كلمة أبيها حفيظته ، هل يعلم ماضيه الاسود ؟
القاه حماه بتلك النظرات الحادة هاتفاً بتحذير _ مش معنى إنك بقالك فترة مظبوط شوية دا يغني عن سرمحتك قبل كدة ، أنا عيني عليك طول الوقت يا رامي ولولا عارف إن بنتي قلبها هيتكسر لما تعرف حقيقتك كنت خليتها تطلق منك وتاخد حقها من زمان أوي وإللي مصبرني عليك أنها مبتشتكيش منك وأنها مبسوطة ... لو حصل أي حاجة لبنتي أنا مش هرحمك
رد الآخر ببرود رغم حفلة الشواء القائمة داخله
_ و طالما حضرتك عارف جاي تتكلم دلوقتي بعد ما ربنا صلح حالي ليه
_ عشان شايفك حمار و مش فاهم حاجة
هتف رامي مجاهداً للحفاظ علي إحترامه لعمه
_ يا عمي لو سمحت أنا مسمحش لحد يكلمني كدة
تحدث ذلك الرجل بحدة _ أنا مش قولتلك ألف مرة تبعد عن مصطفى العمري
_ مصطفى صاحبي وعمري ما هلاقي صاحب اجدع منه و متجبش سيرته ...
صرخ به بعدما وجد نبرته الدفاعية عن مصطفى بقوة وشراسة _ ومالك محموقله أوي كدة ليه ، مصطفى صايع و أنت عارف كدة كويس ، بس علي الأقل هو راجل عازب و مفيش في رقبته زوجة وأسرة وبيداري على نفسه ، إنما أنت إيه يا أستاذ رامي
حاول السيطرة علي أكبر قدر من هدوءه هاتفاً بنبرة بها لمسة سخرية
_ أنا مالي يا عمى مش عاجب حضرتك في إيه ؟
أمره الآخر بعنجهيته المعهودة _ بطل شغل مع مصطفى و أرجع تاني عندي وبالمترب والمنصب إللي أنت تطلبه ، والزبالة إللي كنت تعرفهم زمان لو جالي أي خبر إنك اتواصلت معاهم بأي شكل من الأشكال أنا هربيك من أول و جديد وإذا كان أهلك مربكش فانا هربيك
جز رامي علي اسنانه فمن هو ذلك الرجل حتى يحدثه بتلك الطريقة
_ أنا أهلي الله يرحمهم ربوني كويس أوي
_ مش باين ، أنا صابر عليك عشان بنتي مع إني علي أخري منك ومن عمايلك ، إيه إللي يخلي فارس العمري ياخد نص نصيبك !؟ ماسك عليك إيه يا رامي بيه ؟
_ هو لازم يكون ماسك عليا حاجة
_ آمال اديتهوله محبة و ود !! مفيش حاجة تخليك تتنازل عن نصيبك إلا لو كان ماسك عليك حاجة
_ أنا اديتلوا جزء من نصيبي بيع وشرا
_وفين الفلوس ! أحب أقولك إن رصيدك في البنك عمال بيقل مش بيذيد و لا حاجة
لا .. ذلك الرجل لا يُطاق حقاً أراد رامي أن ينفجر ويفشي كل ما بداخله ... هنا وكفى لقد مل من تلك الحياة التي دائماً ما عاشها كطالب مذنب أمام معلمه الجلاد الذي لا يرحم فصرخ رامي غاضباً منفذاً عن كل ما يشعر به وصوته انتشر في كل أرجاء المنزل
_ يووووه ... أنا بطلت أشتغل عندك من زمان بسبب طريقتك دي كفاية بقي ضغط علي أعصابي و تحكم فيا أنا مش عبد عندك و لا تحت تصرفك ، و إذا كان علي نور أنا وهي اساسا ً ماشيين مع بعض بالزق ومش شبه بعض بنتك كل ما اقربلها تبعد عني وتقعد تعيط هو أنا بغتصبها ، أنا جوزها ، بقالنا خمس سنين ولسة بتعاملني على إني خطيبها أخري معاها حضن وبوسة ، أسأل بنتك من ساعة ما اتجوزنا أحنا قربنا لبعض كام مرة ....
توقف الرجل لا يصدق ما سمعه في حين أكمل رامي مدافعاً عن نفسه وعن قهره طوال تلك السنوات ولا أحد يشعر به الكل يراه ذلك الخائن التافه والمجرد من المشاعر
_ أنا إللي بنيت نفسي بنفسي وانت اكتر واحد عارف كدة كويس أوي ، طفحت الدم عشان أوصل للي وصلتله ... محدش جه اشتغلي ولا جه اكلني ببلاش ولا حتى حس بيا وأنا إللي كبرت شغلك وخليته يعلى واسمك إللي أنت بتتفشخر بيه في كل حته أنا السبب فيه وعمرك ما تقدر تنكر دا ...
ثم ارتفع صوته أكثر بقوة شديدة وتحذير قوي _ و مش من حق أي حد مهما كان إنه يتدخل في حياتي أو يقولي أعمل إيه أو معملش ايه ويا حمايا العزيز لما تبقي مراتي حرماني من الخلفة وحرماني من أنها تكون ست بيت شاطرة وحرماني حتى من حقي الشرعي فيها متجيش تقولي مشيك مش مظبوط بنتك هي إللي طريقها كله مش مظبوط ، وبالنسبة للخيانة هو أنت مفكرني متجوز أساساً ؟!
لم يتحدث الرجل بل نظر بحزن شديد لتلك الماثلة خلف رامي وتشير إليه بأن يصمت ولا يخبر زوجها أنها استمعت لكل كلمة قالها ....
أكمل رامي وهو يفصح عن ما في قلبه صارخاً بأعلي ما فيه في لحظة إندفاع وغضب أعمى _ بنتك ملهاش عندي حاجة عاوزني اطلقها فنا هطلقها وخليها عندك في البيت ولا روح عالجها نفسياً عند دكتور أنا تعبت معاها والحل الوحيد إني أطلقها و أخلص أنا أساسا طهقت و زهقت منكوا ....
وما أن هم ليرحل حتى وجدها تقف أمامه تطالعه ودموع الخِزي أبحرت على وجنتيها ترتجف من الخوف والصدمة التي احتلتها وجمدت جسدها حتى شعرت للحظات أنها ستسقط ، وقف جامداً ناظراً إليها بلا تعبير فقط يلهث من ثورته التي أقامها ولم ينتهي منها سوى على دمار نور ...
_ بابي ...
ارتمت بحضن والدها تبكي بإنهيار و قهر وصوت بكائها عالي بشدة كطفلة صغيرة لا تجد مشكلة في إظهار ضعفها المطلق
ضمها أبيها بحماية وقلبه ينزف من أجل ابنته المسكينة
صرخ به بكره ووعيد فرامي الآن أصبح ألد أعدائه _ أطلع براا ، مش عاوز أشوف وشك تاني..
توقف رامي لحظات ... لقد سمعت كل شيئ ، لقد انتهت علاقتهم ولا جدال في الأمر .. بكاءها أمامه حسب أنه لم يؤثر به ولكنه لم يكن يعلم أن غضبه يعميه في تلك اللحظة وسيندم لاحقاً للغاية
لذا هتف بجمود ناظراً لعينيها التي تمنت لو يشفق على حالها وتوسلته البقاء لكنه كسرها وخيب أملها ناظراً لأبيها بكُره ظاهر محملاً إياه كل الذنب لما وصلا إليه
_ يبقي أحسن !!
وتركهم خارجاً وحسبما أعتقد دون رجعه .....
_______________________________
وبكدة نرحب بقى بفصول جاية .. دمار شامل🔥💃❤️
تشجيع وهنزل فصل بكرة ان شاء الله.. بس بجد مستنية تشجيعكم جدا هنا في الموقع والتعليقات الحلوة الجميلة ❤️
وكمان في تلجرام قناتنا اسمها Rakafalef انضموا ليها .. ولو تعرفوا تعلقوا على الفيس بردو علقوا و بصوا اقلبوا الدنيا وخلونا نهيص على الرواية دي عشان نخلصها بسرعة ونستمتع بيها🔥❤️❤️
نهاية الفصل .... ❤️❤️