الفصل الرابع والعشرون من رواية انحنى من أجل الحب

 الفصل الرابع والعشرون من رواية انحنى من أجل الحب 


#الكوكب_الأبيض 🤍⚪

_____________


على نفس المقعد بنفس المكتب ولو طال فارس بجلب نفس القلم لكان جلبه ليتم به التنازل !!! 

نفس المشهد تكرر وكأن التاريخ يعيد نفسه ! 

لم يعلم مصطفى بأنه سيأتى يوم وتنسرق جميع أحلامه منه ، لم يكن يأتى بمخيلته بأن السارق سيكون فارس ! 

رفع نظره له سائله بلهجه مكسورة ولكنها مستنكرة 

_ بقي انت يا فارس عملت كل دا !! 

تحرك فارس ببطئ من وراء الكرسي الخاص بمصطفى ثم جلس على المقعد المقابل له رافعاً ظهره بغرور وثقه مُردفاً بشماته وقوة 

_ مش أنا اللى عملت ، وساختك هى إللى عملت ! 

فى تلك اللحظه قد انكسر مصطفى ، لم يسلبه ماله فقط بل سلب سنوات عمره تلك الفائته كلها بالعمل والجد والإجتهاد ، لقد ابتدا بذلك العمل حينما كان فى السادس عشر _عندما كان فارس تسع سنوات_ كان هو ينام من كثرة التعب حتى كبر تلك المؤسسه مع أبيه ومنذ عشر سنوات _ أى منذ وفاة أبيه_ وهو من يتحمل كل تلك المسؤليه على عاقبيه ، لم يتسكع مثلما فعل اخلائه من نفس فئة عمره ، كان لا يعرف المزاح فى العمل ، صحيح بأنه كان يمتلك جماعة أصدقاء واهيه ولكنهم رحلوا بعدما مات ابيه وبدأ مصطفى بالخسارة فى الصفقات والربح ، كانت صدمة موت أبيه بالنسبة له كسرت ظهره وأحنته ولكن الايام علمته الصمود والتحمل فوقف مرة أخرى على قدميه ورمىٰ كل هؤلاء المزيفين خارج حياته وأبقي ذلك الرامى الذى بقي معه بل شاركه فى العمل حتى يقوى من الشركه بعدما خسرت وقتما كان فى حالة اكتئاب 

صمت مُهيب نشر سيادته على المكان ومصطفى أنزل رأسه يتذكر كل تلك المآسي ، أما فارس فمازال يرفع رأسه يناظره بشماته ثم بالتدريج بدأ يسقط قناعه الغير مبالى عندما شاهدت حزن مصطفى بتلك الطريقة لأول مرة فى حياته ، أراد ضمه ، اراد بأن يخبره بأنه أخيه الوحيد وأنه سنده ولكن لا هو لا يستحق 

_ متعملش نفسك ضحيه ... انت قتلت ابنى .. 
قتلت ابنى بكل دم بارد، بس ليه تقتلته وأنا كنت مستنيه بفارغ الصبر ، ليه تقتل روح ملهاش ذنب ، أى القذارة والفُجر دا !!! 

قالها فارس فى نفسه وهو يطالعه و داخله حوار أليم 

_انت مهما كنت تعبان ومجروح عمرك ما هتحس بإحساس واحد عاش طول حياته حاضن لعبه ويتمنى أنه يبقي ليه ابن يحضنه ويحن عليه ويبقي صديقه الأول والوحيد ويعوضه عن قسوتك ومن خنقة أبوك ليا ومن جرح الوحيده اللى للأسف حبيتها ! ،

ياسيدى كنت بتكرهنى وبتهنى عشان شايف معاملة بابا وفاكرنى متنعم ومبسوط اوى أنه حابسنى طول عمرى بين أربع حيطان ، أبوك دمرنى قبل ما يدمرك ، عارف يعنى أى عمرى كله ضاع محبوس فى سجن ؟!

صرخ داخله بحسره شديده 

_لا عشت طفولة ولا مراهقه وحتى شبابي ضاع ، واحد معندوش تجارب فى حياته وميعرفش حاجه عن تعامل البشر ، طلع للدنيا لقيٰ نفسه مختلف عنها ، لقيٰ إن في مسميات فى الدنيا دى غريبة أوى هو عمره ما سمع عنها ، لقيٰ التسامح ضعف والرحمه جريمه والسكوت والرضا قلة شخصية ورد السيئه بالحسنه نفاق ، وإن الحب مذله !

ألقى نظرة أخرى على مصطفى ولكنه ربط حجر على قلبه حتى لا يضعف وتابع عقله فى إسترسال آلامه 

_مهما عشت فى حياتك عمرك ما هتحس بلألم إللى أنا عشته وأنا بشوف من البيت القديم ولاد الجيران يلعبوا وأنا محبوس لواحدى مفيش فى أيدى حاجه غير انى اعيط وبس _نزف قلبه الدم بدل الدمع مُكملاً_ صحيح ممكن يكون الماضي بتاعك صعب ، بس أنا اصلا ً ماليش ماضي!!! دى مش صعبه ، دى كأنك عايش ميت ومش عارف ولا فاهم أى حاجه 

أبوك قتلنى ودفنى بالحياا ، طلعنى شخصية مهزوزة ومستسلمه لكل عمايلك الوسخه فيا _تذكر فارس شيىء قاسي من أفعال اخيه _فاكر لما ، لما كنت تلعب مع ولاد الجيران وتغيظنى انى محبوس ولما فضلت تخليهم يعايرونى ولا فاكر لما قولت تعالى نلعب يا فارس _ احمرت عيناى فارس فى الحقيقة مع أن الحديث داخل قلبه_ ياااااااه كنت فرحان فرحة المجنون ، خلاص بقي هلعب ، أخيرا هعرف يعنى أى لعب أخيرا هحس بالمرح والسعادة بجد واعمل الحاجه اللى أى طفل عنده ست سنين يحب يعملها ، _تذكر حديث مصطفى ثم واصل سيل ذكرياته المؤلمه_ ههه هنلعب استوغمايه يا فارس وانت تروح تستخبي وأنا هاجى أدور عليك !! ، ويادوب فارس الخايب والمغفل يدخل يستخبي فى الأوضه ، تدخل تطفى النور وتقفلها عليه وتخرج ! بكل قسوة تخرج وتعمل حجات تخوفنى بيها ، وفارس بقي يصرخ زى ما يصرخ، يعملها على نفسه من الخوف !! يعيط لحد ما يغمى عليه ويفضل سنين بعدها يتعالج من نوبات صرع ورعب ، ولا لما أبوك يخرج ويسيبنى معاك ... كنت بتخلينى اشتغل خدام ليك ، وتبوظ كل اقلامى وكتبي وأى حاجه بابا جبهالى ! ، تكتفنى وتضربنى ، ولو فتحت بوقك يا كلب هكويك بالشوكه السخنه ! 

كنت شايف أن كل دا سهل وانه عادى مش مشكله وحجات بسيطه وهو اللى فرفور " عيل مكملش عشر سنين بيحصل فيه كل دا ولما يتعب يبقي فرفور!! " طول عمرك نظرتك للامور حيوانية حتى هما ارحم إنما انت معندكش مشاعر ولا ذرة شفقه ، دوس يا مصطفى دوس وانت يهمك فى اى ما فى داهيييييه ، فارس دا فى داهيه وخُد من دا كتير بقي _ تنهد عالياً فقطعت تنهيداته ذلك الصمت المريب المُسيطر على الجو_ ولا أول يوم جامعه !_ضحك داخله بحسره _ هههههههههههه ، لما خليت كل أصحابك يتفرجوا عليا ويضحكوا ، فارس دا أحسن ست ترقص ! ما ترقصلنا يا فارس ، لو مرقصتش للرجاله يبقي مفيش خروج للجامعه طول عمرك !! 

هنا شعر فارس بأن هناك دمعه من عيناه ستسقط حتماً عندما تذكر هذا الموقف خصيصا ً، انه تم معااملته أحقر معامله من قبل اخيه صاحب القلب المتحجر 

توقف أيها اللعين عن تذكر كل تلك الفاجعات ... توقف الآن لا تتذكر لا تتذكر ، هل تريد الموت ؟ هل تريد أن يتوقف القلب عن العمل ؟ اللعنه فقط توقفففففف ! 

خرج فارس عن صمته بعدما تذكر بعض الاشياء البسيطه للغاية من عذاب مصطفى له فكان دائماً سادى فى عذابه اما بضربه أو شتمه أو فعل مقالب وأشياء تسخر منه وتهينه أمام اصدقاءه ... 

نطق فارس بتشفي وتوعد بصوت عالى وقد انطفئت ومضات النور الصغيرة التى اضائت بعدما رأى حالة أخيه 

_اشرب يا مصطفى مرار ظلمك وعذابك ليا ، ولسه ياما هتشوف منى كتير اوى ! 

رفع رأسه تدريجياً وببطئ ، نظر لفارس ، استغرب وتعجب من جبروته فى تلك اللحظه ، لا توجد ذرة تأثر على وجهه بالمرة وكأنه خُلق من الحديد , تنفس مصطفى داخله بأسف وقد علم أنه حول أخيه لوحش بنجاح ، هذه هى نتيجة قسوته وأفعاله الهوجاء والقذرة به. 

نهض من مقعده وهو غير مُصدق بأنه قد تخلى عن كل شيئ ، هو لم يمضي ورقة تنازل عن معظم نصيبه بالشركه بل هو مضى على تنازل لكل تلك السنوات التى لم ينم بها من كثرة تعبه وتفكيره بالعمل وكيف ستسير الأمور ، لقد فعلها فارس وأسترد حظه بحركه واحده فقط ! هه لقد تفوق عليه فى التخطيط وحبك المؤامرات ، يالسخريه ! 

مشي بخطواته البطيئه حتى وصل لعتبة الباب وقبل أن يخرج صاح صوت مازحاً ومستهزءاً من خلفه 

_ درش .. متنساش تنام بدرى عشان لو اتأخرت ع الشغل بكره هخصملك ! 

وقف مصطفى ورفع حاجبه فى تعجب واضح ثم نظر لأعلى فى نفاذ صبر ، ثم تنهد وكأنه لتوه قد تعلم أن يتنفس ثم ذهب بدون إلتفات 

ضحك فارس ضحكه جانبيه شامته وفرحه للغاية ثم وضع يديه بجيبه بثقه عارمه وقوة لم يختبرها فعلياً إلا اليوم _يبدو إن للإنتقام مشاعر خاصه_ لقد قهره مثلما كان دائماً يفعل بالماضي ، أخذ منه أكثر ما يحب ويبدو أن القادم سيكون واعراً للغاية . 

__________________

فوق الفراش جالسه تقضم أظافرها فى توتر ظاهر ، تدور عدستيها فى كل مكان ثم ترجع لنقطة البداية ، اللعنه لم تأخر هكذا !!! 

انفتح الباب بهدوء كعادة طارقه فى شتىٰ الأمور ، هبت هاجره موضعها الساكن _لأخر مُتلهف_ حتى وصلت إليه ووقفت امامه مباشرة تسأله وعيناها تشع ترقب وإنتظار 

_ ها !!؟

لم يبتسم بل ظل جامدً بدون أى تعبير للحظات فقلقت أكثر ولكن 

_ الورق !! 

رفعه بحماس ومفاجأه فصرخت هى عاليا ً قافزة للأعلى بفرحه عارمه 

_وااااااااااو !!!!!

جرت عليه بمنتهى السعادة لتحتضنه بقوة احتفالاًا بإنتصارهم على ذلك الشيطان

ضحك بقوة على ردة فعلها الطفولية للغاية فصاح بثقه وتأكيد 

_قولتلك هجيب حقى وحقك منه ! 

خرجت من حضنه ثم نظرت داخل عينيه فى سعادة وردها لها بتضامن ومسانده 

قبل اسبوع واحد .... 

دخلت تبكى بقوة وقهر ، انها لم تجد من هو اقسي وأوقح منه ، عديم أخلاق وإنسانيه والحرام بالنسبة له كالهواء الذى يتنفسه 

لقد كاد أن يخنقها فى الخارج ،، اللعنه كيف سكتت له كيييف 

أحست بذلك الضعف الذى حاولت مراراً وتكراراً ألا تشعر به ، طوال حياتها كانت حزينه ، شرسه لكن حزينه ، قوية خارجيا لكن داخلياً ضعيفه ، عاشت أيام صعبه برفقة والدتها المسكينه فى تلك الغابة المطلوق عليها إسم دُنيا 

جلست على الأرض واضعه يديها على وجهها تغطيه حتى ابتلت من الدمع ، علت شهقاتها ولم تشعر بنفسها ولا بمن حولها ،

هل إلى هذا الحد هى ضعيفه ؟! هل إلى هذا لا تساوى فى نظره شيئاً !؟ ، هه أنها مجرد كتلة من الثقة والقوة المزيفه المتحركه على الأرض ولكن داخلها ماهى إلا هشه يجرحها زفرة هواء 

لقد أهانها مراراً وتكراراً ولم يندم ولو للحظه واحده على ما فعل من كوارث بحقها بل يذيد 

_ ملك ! 

رفعت وجهها ثم انفتحت عينيها من المفاجئه ، إنه فارس ، اللعنه بماذا ستبرر له جلستها تلك!! 

لم تتحدث ولم تقدر على إيقاف شلال دموعها 

لم يمهل نفسه الصبر على انتظار ردها لذا فى حركه سريعه وقلقه كان بجانبها على الأرض يسالها فى قلق واضح 

_ فى اى يا ملك ، بتعيطى ليه !؟ 

لابد أن تصمد حتى لا يفتضح أمرها لذا جففت دموعها ثم تحدثت محاولة الثبات 

_ مفيش أصل ، أنا تعبانه شوية و ،، 

لم تكن جملتها إلا راميتاً بنفسها بين زراعيه وأنفجرت فى البكاء قائله

_ أنا بكدب عليك يافارس ! أنا كدبت عليك كتير اوى 

دق قلب فارس بشده وانسحب الدم من عروقه " كذب ، مرة ثانية !!! ... انه أصبح يهاب الكذب وكل ما يمكن أن يؤدى له الكذب ، الكذب هو فوبيته الدائمة اصبح يرتعد عندما تذكر كلمة كذب ، إن الكذب لم يترك له أى خير بل دمره وسرق سعادته إلى الأبد 

نطق بترقب وخوف مما سيسمع إذا كانت حقا تكذب فى شىء قوى _ كدبتى فى أى يا ملك !!؟ 

رفعت رأسها من حضنه مردفه بتوتر_ أنا ،، أنا عارفة مصطفى أخوك من قبل مانت تعرفنى عليه

مصطفى وتعرفه! ، شعر ببداية إختناق شديد يسيطر عليه ، عقله وقلبه لن يتحملا صدمات أخرى ففى المرة الأولى كان على مشارف حدوث جلطه دماغيه ، أقسم أن قلبه لن يتحمل 

نطق محاولا ً إبتلاع ريقه وتهوين الأمر_ أيوة أنا عارف ، عارف انك شوفتيه قبل كده فى المركز ! 

نزلت دموعها وجعلت رأسها بالأرض من الخجل منه وهنا لم يستطع فارس الصمود والتحمل فصرخ غاضبا ً _ ساكته ليه ما تنطقى ، أى اللى حصلل!! 

انتفض جسدها ما إن صرخ بقوة هائلة فنطقت بإنهيار وسوت مرتعش وهى خائفه من ردة فعله للغاية_ هحكيلك .. هحكيلك بس بالله عليك ما تزعل منى أنا ماليش ذنب هو اللى شيطان ! 

هز فارس رأسه دليل على عصبيته قائلا بعجله ولهفه_ انطقى ! 

اخذت ملك نفسها ثم إبتلعت ريقها وبدأت فى سرد كل ما حدث معها بالتفصيل ولم تترك فى جبعتها شيئ 

ومع كل كلمة تخرج من شفتيها يعلوا صدر فارس ويهبط أكثر وفى سرعه كبيرة أما عينيه فتجمع بها لهيب احمر جعلها تبدو كعينان الثور 

انتهت من حديثها ولكن دموعها لم تنتهى بعد خاصتا ً عندما لم وجد من فارس ردة فعل سوىٰ معالم غضبه العارم ، فتحظث محاولة انقاذ علاقتهم بأى طريقه 
_ والله العظيم أنا ماليش ايد فى حاجه ،، سامحنى يافارس والنبي مكونتش عاوزة اقولك خوفت تشك فيا بجد ومتصدقنيش ، والله العظيم اسفه أنا معملتش حاجه ! 

شدها فارس لأحضانه مفاجئتاً وقطع كلامها المنهار _ هششش ، اهدى يا حبيبتي ، اهدى ! 

لم تستوعب انه يهدأها وانه قد تفهم الأمر .. توسعت عينيها فى دهشه ثم نطقت للتأكد _ فارس لو مش مصدقنى أنا ممكن اجيبلك الفيديو أنا لقيته وهوريك اللى أنا عملته فيه ، أنا مش رخيصه يافارس ! 

قالتها بقهر شديد فرجع وضمها إليه أكثر واغمض عينيه ، لا يريد التخيل ولا الحديث حتى عن الأمر ، محرد المناقشه فى ذلك شيئ يمكن أن يجعله ينهض حالا وينقض على عنق مصطفى ولا يخرج إلا بروحه 

اذدادت كراهيته لأخيه وإذداد معها دافع الإنتقام ، لقد ، لقد دمر ملك مثلما دمره ، انه ابليس ، انه الجحيم على الأرض ، موته سيكون رحمه وعذابه وذله سيكون صدقه 

_ انا مصدقك يا ملك 

تمسكت بكتفه اكثر حتى ابتل قميصه من بكاءها _ أنا ،، أنا اتدمرت بسببه ، كشف سترى وإستباح حرمتى ، عمل الحاجه اللى ممكن تقتل أى بنت وتدبحها ، أخوك دا شيطان .. مشوفتش فى حقارته ولا وحشيته! 

ما بين كل تلك الكلمات بحور من الدموع التى لا تهدأ ابدا بل تذداد كلما تتذكر تفصيله جديده من ما حدث معها 

أخرجها من احضانه ومسك وجهها بين يديه قائلاً بقوة ومسانده لها مع إن داخله بركانه ولكن يجب أن يمدها بالقوة فهى تحتاجها _ انتى متغلطيش.. انتى زى الفل وبميت راجل من عنيته دا لو كان أصلا ً راجل ، حقك هيجيلك ورحمة امى وابويا حقك هيجيلك لحد عندك وهخليه يتمنى انك تسامحيه وميطولهاش ... 

لم تكف عن بكاءها وقالت متوسلة بأن يسامحها 

_. متزعلش منى ، والله العظيم خوفت اقولك لا تبطل تثق فيا وتفكرنى زى شمس 

رد مندفعاً والكلام يخرج من بين أسنانه _ انتى مش زى شمس ولا عمرك هتبقي زيها !! .. انتى حاجه تانية يا ملك .. انتى بميت راجل وشرفك فوق الدنيا دى كلها ! ... أنا مسامحك ... وهجيبلك حقك تالت ومتلت من نص عينه ! 

كادت أن تتحدث ولكنه أكمل _ الموضوع دا مش عاوز نتكلم فيه تانى .. كأنه محصلش .. انسيه تماماً ... وياريت متهبيش عليا أى حاجه تانى ! 

هزت رأسها بقوة ثم ارتمت داخل احضانه مرة أخرى ونوبة بكاءها لا تهدأ وهو عروبه تنتفض من الغضب والغيرة بما فعل ذلك القذر بملاكه ، سيريه ، سيرهقه ويقهره أكثر وأكثر ! 

عودة ...... 

هتفت غير مستوعبه لما حدث _انا مش مصدقه نفسي .. اخيرا جبنا مناخيره الأرض !! 

_ولسه يا ملوووك كمان ، دا أنا نويله على نيه سودا ! 

هتفت غامزة _ حبيي 

بنفس طريقتها أجاب _ برنس 

_عوده إلى الماضي_

ما إن انتهى من سرد خطته ، تحدثت بشئ من القلق لذلك الواقف أمامها فى حين انها تجلس فوق الأريكه بعيادتها بألمانيا 

_ افرض شك فيك يافارس وعمل إحطياته وخصوصاً انه مش سهل خالص !

اجابها فارس بثقه _ لا انا عارف مصطفى اخويا كويس .. هو فاكر اننا لسه العيل الصغير اللى كان بيقف يترعب ادامه ، مشافش الاصدار الجديد ! ودا فى مصلحتنا ... مش هيعرف يتوقع منى أى حاجه 

_ طب وارمينا _تأففت بضجر ثم اكملت_ هتخليه يقرب منها ازاى. ... ماهو ممكن متعجبوش! 

ضحك ساخراً _ متعجبوش!!! ، طالما عندها _سكت وابتسم بخبث ففهمت ملك ما يرمي إليه من معنى خبيث ووقح ثم اكمل بغمزة واثقه _ يبقى هتعجب مصطفى ! 

صمتت لحظات تفكر فى الأمر ثم ندهته 

_ فارس 

_ همم 

فركت يديها فى تلبك ثم استجمعت قواها وقالت _ انت كده كأنك ... كأنك بتجيبله واحده يعمل معاها معصيه كبيرة زى دى ! .. 

ابتسم فارس ببرود ثم تحدث بهدوء وشرح سَلِس 

_ واحنا مالنا ... هى هتبقي ادامه وطبيعى فى حفلة التعارف هيبقي فيه احتكاك بين المدعوين ، وبعدين احنا مش هنعمل حاجه كبيرة يعنى ، هنحاول نقربهم ذيادة ، تاخدى أرمينا وتقفوا فى مكان هو فيه ، تحكيلها عنه ، أعرفهم عليه وأحاول نتجمع مع بعض كذا مرة ، وهو لو وسخ هيروح معاها _ثم أختتم كلامه ببساطه فارداً كفيه دليل على البراءه _ بس !

تململت فى جلستها وكأنها تريد قول شيئ ، ترددت كثيراً ولكن بالنهاية تحدثت بسرعه نسبية ترمى كل ما بقلبها 

_ فارس الخطه فى وجهة نظرى لأ ممكن متمشيش ! 

_ساعتها هيبقي عندنا plan B ، _بعد أن اجابها بثقه تابع كلامه مشيراً بسبباته_ بس صدقينى يا ملك .. أنا براهن على وساخة مصطفى . 

تنهدت ساحبة نفس غميق بصدرها 

_ ربنا يستر ! 

اقترب منها بعدما أحس بقلقها ثم ابتسم بوجهها مُطمئناً وأمسك يديها 

_ متقلقيش يا حبيبتى ... هو هيقع فى الحفرة برجليه ! 

ابتسمت ملك بتوتر فردها لها بثقه وقوة عازماً على تلقين مصطفى دروس لن ينساها ، فوراء خطته لم كن فقط لأنه يريد الإنتقام ولكن لتدبيره وجه آخر . 

عودة من الماضي 

ابتسمت غير مصدقه بأن خطتهم قد نجحت_ عارف .. بصراحه كنت متخيله انها ممكن متمشيش

ردها بثقه _ متمشيش ازاى بس ، دا أنا حافظ مصطفى صم ، بس هو اللى مكانش واخد باله من قدراتى ! 

ضحكت بخفه ثم أردفت بإبتسامه صغيرة 

_ نفسي اساألك سؤال من زمان !!

_ اسألى 

تحدثت بجديه وتعابير مستفسرة 

_ كان عندك كذا طريقة عشان تنتقم منه يا فارس ، اشمعنا الطريقة دى بالذات ، مع انك عارف انها خطيرة أوى وانك بتلعب بالنار ! 

اصطبغ وجهه بإبتسامته الجانبية _الخطيرة والواثقه _ التى أصبحت كظله فى الأونه الأخيرة ثم تحدث 

_ عاوز أقولك إن كل حاجه فى الدنيا دى ليها ألف طريقة وطريقه وخاصتاً واحد زى مصطفى تاريخه مُشرف ويسمحلى بالتلاعب بيه زى ما احب _ تنفس براحه ثم أرجع ظهره حتى تمدد على ذلك الشيزلونج الأبيض الوثير_

_ سهل تلاقى ألف طريقة زى ما قولتلك بس الصعب إن طريقة واحده بس من دول تضربلك تلت عصافير بحجر واحد ! 

لو يعلم كيف تعجبها ثقته الشديده فى نفسه وإحترامه لذكاءه العالى ، رفعت حاجبها وابتسامتها المراوضة قد حضرت ثم سألته _ دا الموضوع كان فوق تصور عقلى بقي وأنا مش عارفه ! 

غمزها بذات الإبتسامه المعتاده ثم رد بنفس مراوضتها_ مش أوى كده ياملوك ، 
مصطفى كان متطمن وعارف انى يا عينى حنين وقلبي طيب ومش هعرف أعمل حاجه حتى لو حبيت ، أخرى أرفع عليه قضيه عشان استرد حقى ، بس مكانش يعرف انى تقريباً هاخد كل حاجه ! _تنفس مكملاً_ كان لازم يعرف انه بيلعب أدام وَحش مش أرنب ، كان لازم اخليه يحترم ذكائي ويعملى حساب ألف مرة قبل ما ياخد أى خطوة ضدى ، حتى خطة أليكس كانت عشان تثبتله انى مش باقي على حاجه ، لا فارق معايا بقي أخويه ولا زفت وبالمناسبة انتى بتعرفى تمثلى كويس أوى _غمزها فارس فضحكت هى بثقه تتذكر عندما أخبرها بأنهم سيقومون بخطة ما للإيطاح بمصطفى_ اكمل فارس ، كان لازم يفهم يا ملك ان فارس القديم اختفى تماماً واللى ادامه دلوقتي واحد ممكن يعمل أى حاجة عشان يوصل لإنتقامه ، كان لازم يخاف ويعرف انه مش لواحده اللى فى الدنيا ! 

أنهى كلامها ضاغطاً على أسنانه بشيئ من الغضب والإندماج فى تفاصيل ما يسرد 

_ غير دا كله بقي ، مصطفى أخويا مبيحبش يقع فى نفس الغلط مرتين ، هو مبيحبش يغلط أصلاً ، فمبالك بقي لما يتصور مع واحده فى وضع زى دا ، بعد كده قبل ما يعمل أى علاقة مع أى واحده هيجيله هاجز ووسواس شك ، ياترى فى كاميرات؟! ، اممم ما ممكن يكون حد عاوز ينتقم منه تانى أو أنا مثلاً حبيت الاعبه تانى ، هيخاف ومش هيخاطر تانى حتى لو هيضطر يستغنى عن الجنس ! 

تحدثت مبهورة به ولكن بطريقة رزينه فملك وقت الجد لا يوجد لها مثيل _ يعنى كنت بتنتقم وفى نفس الوقت بتربيه وبتساعده ! 

_ مصطفى اخويا يا ملك ، صحيح هو معملش خاطر للأخوه اللى بنا وطول عمره هدفه دمارى بس الدم عمره ما يبقي مايه وعمرنا ما هنعرف ننكر بعض حتى لو إحنا عاوزين دا ! 

نظرت له مبتسمه فهذا هو فارس مهما تغيرت أشياء فى معتقده فيظل أصله الطيب غالب 

ضحك فارس بسخرية مكملاً_ على فكره هو شوية وهيبدأ يختفى خوفه دا ويرجع تانى للقرف اللى كان عايش فيه ، بس أهو يبقي خد فرصه يجرب النضافه ويتحرم من الجنس اللى هو ميقدرش يعيش من غيره ومش بعيد يفكر فى الحلال ! 

هه جمع بين الحلال ومصطفى ، يا إلهى انهما مثل الزيت والماء لا يختلطان بالمرة لذا ضيقت عينيها مُردفة بنبرة بها إستهزاء _ مش وسعت منك شوية ولا أى! 

إرتفعت قهقهاته بقوة فقد فهم ما تفكر به 

هدأ ثم تحدث _ أنا شوفت الوحش من مصطفى كتير أوى ، وشوفت دماغه فى الشر ممكن توديه لفين وإزاى بيفكر ، وعلى فكرة طبيعة الإنسان فى الشر بتبان اكتر من أى وقت تانى ،
أنا عارف كل حاجه هو بيفكر فيها ، عارف كل نقاط ضعفه وقوته وإى يهزه وإى يقويه ، تقدرى تقولى كده عاجنه وخبزه ! متقلقيش من الناحية دى أنا دارسه كويس أوى. 

هزت رأسها فى فخر به فأبتسم لها وصمت ، بعد عدة لحظات فاجئته بسؤالها 

_ تقريباً انت قطعت شوط كبير أوى فى انتقامك من مصطفى _ رفعت رأسها ثم أكملت_ طب وشمس ؟! 

رفع نظره لها فوجدها تتسائل فى جدية وتأهب لرده ، لم يرمش ولم يتأثر 

لحمة إبتسامة ملئت جانبه الأيمن من ثغره بمنتهى الغموض ، لا تعلم أتلك ابتسامة حسره ، وعيد، انتقام أم ألم 

ولكن الاقرب بأنها كانت غريبة للغاية ، تحدث وبثبات وهدوء مُرعب _ اخرها ورقة طلاق ! 

كرمشت جبينها وتقوس حاجبيها فى تفاجأ من طريقته الغامضه والواثقه للغاية _ انت ناوى تطلق شمس بجد ؟! 

_ وأسيبها على ذمتى ليه ؟! 

_ زى مانت سايبها تلت سنين !! أسأل نفسك ليه انت سايبها على ذمتك 

لم تُزين كلامها بل قالت ما فى نفسها بتحدى إن وجد رد مقنع لما سألت 

لم يتحدث فارس بل صمت ونظراته لم تتلاشي عن ملك 

فتابعت هى متحديه ذاته ونفسه مردفه بتأكيد على كلماتها 

_ سبتها عشان بتعشقها يافاااارس !! مش قادر تتخيل انها ممكن فى يوم تبقي مش فى عصمتك ، مش قادر تتخيل انها ممكن تتجوز راجل غيرك من بعدك وتبقي ،، 

قاطعها بقوة وهو حقاً لا يريد الاستماع للمذيد لقد طفح كيله من كل شيئ 

_ملك !! خلص الكلام !! 

نظرته بطريقة واثقه. ومتحديه ومتأكده مما تقول وأنه يغار حد الجحيم عليها ولكن ستتركه فهو أصبح عندما يغصب يتغير تماماً

_______________________

صباحا ً ، أم ظهراً هو لا يعلم ، كل ما يعرفه أنه قد فاق من النوم على خير ولم يمت 

ظل يشرب طوال الليل ولم ينطق ولو بكلمه واحده صغيرة حتى بينه وبين نفسه ، الصدمه كادت أن تأكل دماغه 

ارتدى ملابسه وهو غافل تماماً بأن هناك أجتماع مهم يعقد بالشركه .. 

الإرهاق والتعب ظااهران على وجهه للعيان ومنكبيه لأول مرة يكونا مهدولان هكذا 

خرج من غرفته متوجهاً للأسفل ولكن وقف ما إن استمع لضحكتها !

_ هههههههههههه 

رمش بعيناه كعلامه لجهل ما يحدث ثم التفت ووجدها تقف مربعه يديها أمام صدرها وحاجبها الأيمن مرفوع بشماته وتحدى 

_ جوزى ردهالك وانتقم من اللى انت عملته فيه وفيا زمان !

اقتربت منه بخطواتها قائلة كلمات لتشعل غضبه بها وتذله ، تبدلت معالم وجهه قليلا ً فقالت هى بكيد أكثر 

_ عشان بس تعرف مين البطل !

طريقتها ووقفتها حتى تعبيراتها تلك قد أثارت بعض من غضبه فرد عليها بشيىء من القوة 

_ مفيش حد بطل قصاد مصطفى باشا العمرى!

ضحك ساخرة هى ما عبرت بها عن ردها على كلامه ثم اقترب خطوة أخرى ولازالت تحافظ على مسافه جيده بينهما 

_عشان كده ياعينى فضلت خمسه وعشرين سنه بتحاول تكسر فيه وهو قوى وراجل وصامد ، أما هو بقي فى خطوة واحدة بس ، أخد منك كل اللى حلمت بيه وكل دا فى اسبوع واحد بس!! 

ظهرت معالم العبوس وعدم الرضا على وجهه خصوصاً وأنه يعلم بأنها تريد رد ما فعله بها آخر مرة 
وهذا ما يجعله يغتاظ أكثر

مثلت التأثر قائلة ولم تترك فرصه إلا واستغلتها لتحزنه على حاله 

_ بس تصدق ، قلبي معاك والله ! 

كان هادئاً مع أن تعابيره كانت مشتعله ولكن آخر كلماتها اهدأته قليلاً ، اقترب منها ولكن لم يحسب حساب لوضع مسافه مناسبه كما تفعل هى 

توترت داخلياً من حركته المباغته ولكنها ثبتت على موقفها ولم تتحرك ولو خطوة واحده للخلف مما ساعد على إقترابهم أكثر 

نظر داخل عينيها ولم يطيحها ففعلت هى المثل لتثبت شجعاتها ولكن لم تكن تعلم عاقبة ما أقدمت عليه

_ خليه معاكى دلوقتي ، كده كده هاخده يا ملك ! 

نطقها بثقه وهمس خشن أمام وجهها ، والغبية لازالت تنظر داخل عينيه ولا تتوقف ، حتى إن أرادت التوقف فلن تستطيع يبدو أنه قد أسرها بعيناه 

رمشت بعدما أحست أن اسمها منه ، قد تخطى حدود الجمال ، طالع هو نتيجة ما قال على وجهها واأرتجاف جسدها ولكنه لم يظهر اهتمام ثم تركها وذهب بعدما اغرقها فى نظرة كادت أن تسلبها أنفاسها 

__________________________

فى غرفة الإجتماعات الكبيرة بالشركه وقف فارس يشرح أحد الخطط المشروعيه القادمه للشركه فى منتهى المهنيه والذكاء وكأنه ليس بطبيب بل رجل أعمال قضي عمره فى إكتساب الصفقات الناجحه 

دخل مصطفى الغرفة وقد علم بأن اليوم اجتماع مهم للغاية ولكنه قد نساه ... 

_الباشا جاى متأخر ليه ، كان وراه أى ؟! ... 

لحظات مرت عليه وهو حقا ً لا يعلم هل هذا الكلام موجه له هو ! 

_ انت بتبص وراك ليه أنا بكلمك انت !! 

هدر به فارس بهيبه وغضب فنطق مصطفى بشيئ من الغضب عندما تأكد بأن فارس يوجه له هذا الكلام

_ انت اتجنننت ولا جرا لعقلك حاجه!! 

صوت عالى هز أركان المكان من قوته وخنوشته فقد صاح فارس بقوة شديدة وتكبر 

_ اصحى يا مصطفى ولما تتكلم مع مديرك فى الشغل تتكلم بإحترام وأدب ، أنا فارس باشا العمرى ! 

_ لا دا انت شكلك شارب حاجه ع الصبح ! 

تحدث مصطفى بغضب مرة اخرى وهو لا يصدق بأنه يُحادث هكذا أمام موظفينه وكأنه موظف عادى وليس صاحب الشركه 

_ مخصوملك يومين !! _صمت ثم أمره_ومتمشيش بدرى لأن الشغل كتير ، ولو مشيت هعرضك لمسائلة قانونية فوراً وممكن توصل للفصل ! برا ! 

سحب شفتيه داخل أسنانه وانفتحت عينيه بقوة فى حين تأزمت تعابير وجه رامى بتأثر فمصطفى ولاول مرة يهان أمام احد !! 

اقترب مصطفى من فارس ينوى ضربه فاوقفه فارس بصوت رجولى أقوى من ذى قبل _ انت هتمشي بالذوق ولا أجيبلك الأمن يطردك ! 

تذكر ،، هنا وضحت الصورة ، فارس يرد لمصطفى كل ما فعله به بدون إنقاص أى شيئ 

هل تتذكرون _ ذلك الموقف الذى حدث مع إيميلى_ عندما أهانه مصطفى وطرده وكاد أن يطلب له الأمن

اللعنه على شياطين فارس عندما تعمل وتنطلق لا يمكن لأحد أن يتفادها أو يسبقها ، اهانة مصطفى امام موظفيه جعلت عروقة تظهر وتتحدد بقوة الغضب وهو يقف مكبل لا يستطيع فعل أى شيىئ بحق فارس فحياته بيده !! 

_ رامى ... تعالى ! 

لم يقدر مصطفى على فعل شيئ إلا مناداة رامى ليلحقه حتى يضموا نسبة كلا منهم على الأخرى ويقتسموة العمل بينهم وبين فارس وحينها لا. يستطيع أن يتحكم فارس بكل شيئ كما الآن ولكن الصدمه المبرى بأن رامى يتحرك فصرخ بوجهه مصطفى مرة أخرى 

_ انت اتزرعت مكانك يابنى ، يلا !! 

_ لو قومت من مكانك يا رامى اعتبر نفسك مرفود ! 

الللعنه .... مصطفى والان سيصاب بالجلطه .. كيف .. هل .. هل سيطر على رامى هو الآخر !!

نظر لرامى بدهشه لإستماعه وطاعته لأوامر فارس الشامت والسعيد بكسرة مصطفى أمام الجميع ... 

فلم يرد له رامى أى رد سوىٰ نظرة مخيبة للآمال 

أعاد مصطفى نظره لفارس الواثق بنفسه بطريقة أصبحت خياليه وقوته تذداد بمعدل كبير ويتطور كل يوم عن ما يسبقه 

هل حقاً فعل ذلك الأمر ، انه لا يستوعب غير قادر على التصديق 

هرع إليه بخطوات مشتعله ثم نطق من بين أسنانه 
_انت لعبت معايا يافارس ونسيت ان أنا الكبير !

_ كبير فى السن وعقلك اصغر من حبة رمل أد كده

عايره فارس وحدد بيديه كحبة الرمل بطريقه مقلله لمصطفى 

ضاعت هيبته بين الجميع فقد اهانه امام العاملين اللعنه انهم كانوا يخافوا فقط من ذكر إسمه 

حاول السيطرة وعدم قتل فارس لذا إبتسم بسخريه وبشر ثم ذهب بعد رد فارس المستهزء به ، أصبح الآن فارس هو من يستهزء بمصطفى! 

صاح فارس عالياً بسخريه استمع لها مصطفى فأنتفضت عروقه ولكنه تابع سيره 

_سلام ياكبير .. ومتنساش تيجى بدرى بكره ! 

__________________

_ انت بقيت تحت طوع فارس يا كلب .. ضحك عليك!! 

هكذا صرخ مصطفى بوجهه رامى ما إن دخل إلى مكتبه ولكن رامى انفجر هو الآخر 

_ اللى حصل معاك هو نفسه اللى حصل معايا وفى نفس الليله يا فااالح 

سكت مصطفى قليلا ثم تابع بغضبه المعهود 

_ عاوز أسمع منك تفسير لكل اللى حصل وإلا ورب العزة لأكحمك يارامى 

عودة لصباح هذا اليوم 

عندما دخل رامى مكتب مصطفى ليحدثه قائلاً كالعادة _ مزاجوا يا درش ! ... 

ولكن فوجىء بوجود _ فارس !

نطقها فى إستغراب قليلاً ، هو يعلم أن فارس قد أمسك مصطفى من يده التى تؤلمه ولكن لم يتوقع أن يتم الأمر بتلك السهولة وأن يأتى إلى الشركه فيجد فارس ليس مصطفى .. هه سيجننن !! 

تحدث فارس بإبتسامة باردة

_ أنت شايف أى ! 

اقترب من المكتب ووقف امامه قائلاً 

_ احم لا فارس طبعا يعنى امممم _ دارت عينيه فى المكان بتوتر ولم يعرف ماذا يقول ولكن بالنهاية قال_ ، صباح الخير ! 

_ صباح النور ! 

بمنتهى البرود ردها له فارس مرة أخرى حاول رامى تخفيف الجو فنطق بمجامله 

_ منور المكتب والله بس ،، مممكن أعرف فين مصطفى ! 

ضحك فارس عند تلك الجمله ضحكه طويلة وقوية جعلت رامى يقلص ما بين حاجبيه فى تعجب شديد من شخصية فارس الجديدة كلياً 

نطق فارس بعدما أنهى ضحكته _ مصطفى نايم 

تحدث رامى من تحت ضرسه وكأنه يتكلم غصب عنه 

_ آه طيب .. نوم العوافى إن شاء الله! 

_ ما تقعد يا باشا واقف ليه !؟ اقعد اقعد عاوزك فى حاجه مهمه 

بعد لحظات صمت تحدث فارس بإحترام مزيف 
هز رامى رأسه ثم جلس فما بوسعه أن يفعل 

نظر له الآخر بضحكه خبيثة وشديدة ثم أخرج هاتفه المحمول مُردفاً _ بقولك أى... خد شوف الفيديو دا كده ! 

رد رامى مستغرباً _ فيديو أى .. 

_ مفيش ، ولاد الحلال بعتهولى فقولت رامى أولى بيه بصراحه! 

توتر رامى وشعر بالإرتياب من ردود فارس اللامباليه كالجليد لكن على كل حال سيفتح الفيديو 

اللعنه ، اللعنه ،، اللعنه !!! 

تلك هى الفتاه التى كان معها عندما تغيب عن حفلة التعارف !! ... 

انفتحت عيناه بقوة مردفاً _ انت جبت دا منين !! 

_ السؤال المهم هو انت هتنام فين النهارده لما مراتك تطردك من البيت بعد ما تكتشف خيانتك ! 

ابتلع رامى ريقه وثبات فارس وهيمنته وجبروته الغير معتاد والذى أصبح يخيفه قد سيطر على الجو
حاول أن يستسمحه فهو يعرف أن فارس لين القلب

_ فارس أنا ،،،

رفع فارس حاجبيه باسما ً بعدما اخرج بعض الأوراق وأعد القلم قائلاً بمرح وإستمتاع حقيقي بالإنتقام والحصول على ما يريد ثم نطق بخبث _ هتمضي ولا نودى الفيديو لمراتك وهى بقي تحكم على شغلك برا وشغلك جوا ؟! 

عودة 

_ بقولك اى يا مصطفى ، أنا ماليش دعوة بأى قرف بينك انت واخوك ، متدخلونيش وسطيكم ، أنا عاوز حقى اللى اخوك سرقه منه غصب ، أقسم بالله افضحكوا وامرمطكم فى المحاكم ، مش أنا اللى يتعمل فيا كده 

صراخه ملئ المكان بمنتهى الغضب والعنف ، لقد أخذ فارس منه ١٠٪ من نسبته وترك له فقط ١٥٪ ، لقد هدمه ، بعدما كان يمتلك الربع الآن هو لا يفرق كثيراً عن أى موظف عادى فى الشركه. 

_ ولا انت هتصيع عليا ، ما كله تعب حماك يا حيلتها ! 

قصفه مصطفى غاضباً من صياحه العالى بتلك الطريقه وبنفس الوقت سيجن ، كيف فعل بهم فارس هكذا؟! بل الأدهى أنه استغل نقاط ضعفهم ضدهم ! جلبهم عن طريق النساء ، عشقهم الأول اللعنه أنه الآن يكرهم من وراء ما حدث ولا يطيق أن ينظر فى وجه أى انثي حتى لو كانت انثي الكلب ! 

_ لا يا حبيبي أنا اللى اتمرمطت عنده طول عمرى عشان ابنى حاجه لنفسي ، متنكرش انى طفحت الدم عشان أكبر يا مصطفى ! 

احمرت عيون رامى وهو لا يصدق انه قد خسر كل ما عاش حياته يبنيه ، كان يعمل لدىٰ والد زوجته طوال حياته ، يساعده ويضع له خطط تجارية قوية فرامى متميز للغاية بعمله حتى جاء اليوم التى أوقع بها "نور" إبنة رب عمله فى حبه بجنون ، فدائماً ما كانت بريئه ومن السهل التلاعب بها . صحيح بأن المال هو مالها هى وأبيها ولكنه لم يتكاسل يوماً فى عمله ودائماً ما كان مجتهداً ولا يقصر به ، اللعنه لقد أخذ منه فارس كل شيئ !!! 

_ لعبها صح ،، فارس لعبها صح وبلفنا كلنا ! 

فرك شعره بين قبضتيه مرجعه للوراء بعصبيه وتوتر غير مصدق بأن "فارس" ذلك الطفل قد سيطر على كل شيئ وبلمح البصر ! 

_ قوله ، أبوس ايدك قوله انك ملمستش شمس ولا قربت منهاا أصلاً ! 

فى انفعال شديد تحدث رامى وهو لا يفكر سوىٰ بإسترداد حقه وماله

اقترب منه مصطفى بغضب مهدده بمنتهى الوحشية 

_ عشان تبقي قضيت على نفسك بنفسك يا رامى ! 

صمت ولم يتحدث رامى وهل يريد أحد أن يقف أمام أسد حُر 

تابع مصطفى بنفس طريقته المريضه والحقودة التى يكمن الشر كله بها 

_ خليه كده بناره يولع بيها ، كل اللى هو بيعمله دا من حرقته منى ومن اللى عملته فيه ، بس ورحمة امى ما ههنيه على حاجه ! 

استفسر رامى متوتراً 

_ طيب ، طيب هتعمل أى !! 

_ هجيبه راكع وأخليه يقول حقي برقابتى . 

طالعه بإستغراب فكيف سيفعلها وفارس الآن لا يقدر عليه أحد ، 

أخرج مصطفى هاتفه وبسرعة طلب أحد الارقام وبعد لحظات تحدث بمنتهى القتامه والشر 

_ فارس لسه ماشي من نص ساعه ، تخلى رجالتنا تقطع عليه الطريق وتجيبه على المخزن ، ولو عصلج اعدموه العافية وهاتوه !

________________

يقود سيارته بسرعه نسبياً هادئه فهو بطبيعته مائل لكل شيئ هادئ وكلاسيكى ، أشعل أحد الأغانى بصوت الرائع وائل كفوري .. 
أعجبته موسيقتها بالبداية فهى من نوعه المفضل ثم بدأ المغنى فى الدندنة 

صفحة وطويتا
من عمري ورميتا
يا خسارة حبيتا
وما بتستاهل حب
بندم على الماضي
ع حب مش عادي
شو راح على الفاضي
دقات من هالقلب

كل شي إنتهى وصعبة عليي
لكانت عيني
تصفي غريبة وينتهي كل اللي كان
لكن أنا تعبت وما فيي
ضحي لا هيي
وهي ما تعطي بالهوى لحظة أمان

كانت عمر غالي
حبيتا ع حالي
وما خطر عبالي
إن هيك تكون
ضاع العمر معها
وما فيي رجعها
الله يكون معها
مطرح ما راح بتكون

كل شي إنتهى وصعبة عليي
لكانت عنيي
تصفي غريبة وينتهي كل اللي كان
لكن أنا تعبت وما فيي
ضحي لا هيي
وهي ما تعطي بالهوى لحظة أمان

بندم على الماضي
ع حب مش عادي
شو راح على الفاضي
دقات من هالقلب

صفحة وطويتا
من عمري ورميتا
يا خسارة حبيتا
وما بتستاهل حب
بندم على الماضي
ع حب مش عادي
شو راح على الفاضي
دقات من هالقلب ..... 

نظر للتسجيل فى تفاجأ شديد ما إن اخترقت تلك الكلمات مسمعه تزامناً مع إشعالها لقلبه وذكرياته التى جاهد لتخبئتها بأعمق مكان بقلبه وأبعد موضع بعقله

وكأنها وصفت حالته بمنتهى السلاسه مع أدق التفاصيل ثم تذكر ماضيهم معاً في أول ليلة رآى شمس بها 

_ احم ، يا أنسه ! ، ممكن أدخل ؟

دق على الباب محمحاً بحرج قبل أن يخطوا فتحة قدم واحده داخل الغرفة التى تقطن بها "الغريبة" الذى وقعت بين يديه ليلة أمس 

لم يستمع لرد فدق مرة أخرى وبدون أى نتيجة ، بدأ شعور القلق يغزوه وكلام "رحمه" تسرب لعقله .. هل حقاً من الممكن أن تكون نصابه !؟ ، لا بالطبع لأ فهو قد عثر عليها وهى شبه غائبة عن الوعي 

لم يفكر أكثر وقرر الدخول فالوضع أصبح غير مطمئن 

فتح الباب ووجدها 

شعرها يغطى وجهها بالكامل وتجلس آخذه أقل مساحه ممكنه ، تحتضن نفسها وكأنها تداويها من شرور العالم 

ما إن انفتح الباب حتى انتفضت وملامحها انتشر بها الذعر والهلع 

هبت واقفه من مكانها تحتك بالحائط وكأنها تريد الهروب من خلاله من شدة الخوف كانت حركتها سريعه فتنحى شعرها عن وجهها وظهرت ملامحها الفاتنه بوضوح 

نظرها ولم يتحدث 

بالأساس قد ضاعت كل قواه على الحديث عندما طالع ذلك الوجه ، لم تكن حوريه ولم تكن ملاك ، بل هى خطفت قلبه وكأنها مخلوق نادر من خلق الله 

سرح بها لدرجة انه قد نسي من هو وماذا يريد 

ولكنه استفاق فجاءه هاتفا ً بسره ليحصن نفسه من الإفتتان بها _ استغفر الله العظيم .. استغفر الله العظيم 

حاول الإقتراب منها ليعرف ما بها ولكن تفاجأ من ردها الحاد وصوتها المرتعش 

_ متقربش منى ،، لو قربت هقتلك ! 

تراجع إلى الوراء بسرعه والإندهاش لم يفارقه ثم تحدث محاولا ً تهدئتها 

_ اهدى .. اهدى متخافيش أنا مش هأذيكى ! 

_
بكت تلك المرة مردفه بإنهيار_ انت كداب ،، كلكم كلاب وحيوانات ، كلكم وحشين وقلوبكم وحشه ! 

لم يتحدث بل وقع تحت تأثير الموقف فهو غريب للغاية ومفاجأ أكثر .. 

عندما لم تجد رد نظرت لمعصمها وإلى ذلك الشاش الذى يلفه ثم بدأت فى ازالته فى عنف وهنا لم يقدر فارس على التوقف مكتوف الايدى واقترب منها ثم بدأت هى تصرخ بأعلى ما فيها بهلع منه ومن اقترابه 
حيث انه كان يمسك زراعيها مانعها من كشف جرحها الملطخ لمعصمها 

_ والنبي سيبنى ، ابوس ايدك. سيبونى فى حالى 

_ اهددى أنا مش هأذيكى ،والله العظيم ما هأذيكى ، أنا اللى أنقذتك امبارح من اللى كانوا بيجروا وراكى ! 

صاح هو الآخر عالياً حتى يهدءها وينقذها من حالة الرعب التى سيطرت عليها ويجعلها تسمعه وبالفعل قد بدأت تهدأ قليلاً ثم تذكرت ما حدت معها قبل ان تفقد وعيها _ذلك الرجل_ الذى لم تتبين ملامحه للغاية فى تلك الظلمه الموحشه ولكنها لا تتذكر إلا بأنه حماها من ذبك الرجل الذى يلاحقها 

_ انت .. انت مش بتكدب عليا صح !! 

نطقتها منازعه من بين شهقتها 

_ والله العظيم ما بضحك عليكى ، أنا دكتور فارس ، ولو مش مصدقانى ، أهو ! 

أخرج لها البطاقة الشخصية ووضعها أمام عينيها ، هى لا تعرف القراءه وهو لا يعلم فإذا ً هو لا يريد خداعها وحتى إن صورته فى البطاقة الشخصية مطابقه لمظره ، وعند تلك النقطه قد هدأت تماماً وبدأت فى البكاء بدون صمت بحسره على حالها الذى أصبح اسوء من أشد البلاد محنه 

اجلسها فارس فى هدوء وقلبه يتقطع عليها لحزنها وأيضاً كان ما رآه من رعب بسببها .. 

_ انتى .. انتى ليه حاولتى تنتحرى ،ومين الناس اللى كانت بتجرى وراكى دى !!؟ 

لم تجرؤ على النظر فقط ثبتت وكأنها لم تسمع ، 
أما هو لأخذ يتابعها فى إعجاب بصورتها ثم 

رن هاتفه معلناً عن إنتهاء غفوته ، نظر للشاشه فوجدها ذاتها التى كان لتوه يفكر بها 

تنفس ليهدأ وبالفعل قد نجح ، رفع الهاتف ولم يتحدث 

ظل الوضع ثوانى بدون أى كلام فباغتته هى الحديث مُردفه بشوق وهمس ناعم 

_ وحشتنى ! 

أغمض عينيه ومرة أخرى صمت دون رد ، "لا تضعف لرقتها ولا نعومتها الفتاكه ، اصمد كما تعلمت أن تفعل طول السنوات الوجيزة الفائتة" 

بعدما أهب نفسه للرد تمتم ببرود 

_ وبعدين ؟! 

صدمتها برودته ورده الغير متأثر بالمرة وكأنها لم تقل شيئ _ هى تعلم أنه قد تغير ولكن كان لديها أمل_ تحدثت مستنكرة أفعاله 

_ أى البرود دا يا فارس بقولك وحشتنى و,,, 

أغلق الهاتف بوجهها قبل أن تكمل فليس لديه أى وقت لتلك التفاهات التى تتحدث بها 

نظر للأعلى يستدعى الصبر والطريق للبيت أمامه خالى تماماً ، وما إن انزلها 

حتى وجد سيارة چيب ضخمه تقطع عليه الطريق ، اوقف السيارة فوراً قبل ان يقع بحادث 

اللحظه كانت قوية عليه فهو كان على وشك عمل حادث 

نظر لتلك السيارة فوجد منها أربعة رجال ملثمين يهبطون بسرعه وخطوات تدب الأرض من ثقلها 

خبط اضخمهم على سيارته يصيح بغلظه
_ أنزل يا حيلتها !!

__________________

تعالوا تلجرام اسمه 
Rakafalef ❤️⁩ 



إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.