الفصل السادس من رواية الرقيقة والبربري
جواهر الكوكب الأبيض ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 💎🤍
سمعت انكم عاوزين فصل جديد .. 🌚
ف .. فصل جديد أهو 🤗
_________________
كانا مصطفى ورامي في مكتبهم الضيق المشترك الذي فرضه عليهم فارس ، فجاء ليشاهدهم ويتمتع برؤيتهم وهما يعانيان الحر والضيق ، نظر لمصطفى مبتسمًا في تشفي ليتنهد مصطفى هازًا رأسه يميناً ويسارًا في ضيق .. تجاهله ثم مال على الباب و نظر لرامي مستغربًا من وجوده حتى هذا الوقت
_ إيه أنت مش عايز تروح ولا إيه ؟
سأل فارس في غموض ، رامي الذي بقى ملتصقًا في كرسيه حتى بعد ساعات العمل الرسمية رغم أنه كان من الأوائل الذين ينهون أعمالهم ويغادرون ..
_ لأ أنا قاعد شوية ، عندي شوية شغل هخلصهم الأول
رد رامي في اقتضاب فبدى كالذي يجبر نفسه على العمل ، فهمه فارس ، وفهم أنه لا يريد العودة مبكراً إلى البيت حتى يتحاشى نور ليقول في ابتسامة واستفزاز
_ أنا كمان عندي شوية شغل ، بدل ما أنا قاعد لواحدي هاجي أقعد معاكوا
نظر له رامي فاتحًا عينيه مصدومًا ليقول فارس مستمتعًا يهيئته
_ هجيب اللابتوب وجاي
رامي جلس أمام فارس، فاتحًا عينيه بدهشة واضحة. فارس، مستمتعًا بردة فعل رامي، قال بهدوء
_هجيب اللابتوب وجاي.
ثم غادر ليترك رامي غير مصدق لما يسمعه ، فهو أراد الهروب منه ومن نور ليأتي ويجلس معه في المكتب ، فردد وكأنه ألبس نفسه في جدار صلب
_يا ربي!
أضاف مصطفى بغضب مكبوت
_عيل غتت...
ثم نظر لرامي مستفسرًا بشكل غير مبالٍ
_ إيه حوار القاعدة ده؟
رد رامي وهو يشعر بالاستياء
_ عادي يا عم، عاوز أشتغل بقالنا كام يوم مريحين بعد إللي حصل.
ضم مصطفى شفتيه ، لم يقتنع لكنه لا يهتم على أي حال ، ثم وقف يلملم أشيائه ليسأل رامي
_أنت رايح فين؟
_ماشي.
_ماشي ليه؟
رد مصطفى، غاضبًا بشكل واضح ، قال
_أنا لو فتح بقه هقوم أولع فيه بجاز.
ليقول رامي بلهجة مستنكرة
_وهتسيبني لوحدي معاه؟
رد مصطفى مازحًا
_ بتتكسفي يا بطة؟
_متهزرش بقى.
هتف بها رامي في ضجر ليصيح فيه مصطفى بجدية فهو لا يفهم إلى الآن لم لا يريد أن يغادر
_ما تقوم تروح يا بني، مواركش حاجة.
صمت رامي ثم تنهد بعمق وقال
_مش طايق يا مصطفى، مش عاوز أروح البيت...
_بتكرهها للدرجادي؟
سأل مصطفى بجدية بعدما اعتدل وعاد ليجلس ليسمع رامي يكمل
_ مبكرههاش، بس مش طايقها. لا هي ولا أبوها اللي هتلاقيه لسه مستنيني في البيت عشان يسمعني كلام ينكد عليا بيه.
تنهد مصطفى ، لا يعلم لم حياة صديقه سيىة إلى هذه الدرجة ، هل هي سيئة أم أنه فقط يتبتر على النعمة .. فمصطفى مقتنع أن رامي يتكبر على نور بقدر ماهي جيدة ومذهلة
_أووف... أوفف، أهرب منها فين؟
نظر مصطفى ليجد رامي يصيح في ضيق شديد وهاتفه يرن ، ومن حديثه عرف أنها زوجته
لم يرد رامي أن يرد ليهدر فيه مصطفى
_ ماترد يا بني.
تردد رامي للحظة ليقف مصطفى ويتجه نحوه ويفتح هو الهاتف تحت غضب رامي الذي حاول منعه لكن كان قد فات الأوان وخرج صوت نور الناعم تقول
_ ألو.
ليقول مصطفى الذي التقط الهاتف
_ ازيك يا نور...
حاول رامي سحب الهاتف لكن مصطفى أكمل مستفزًا إياه
_ معلش أصل رامي مشغول
ردد رامي بغضب ظاهر
_أنت عبيط يالا.
لم تجيبه نور لينادي مصطفى
_ نور...
لكن نور أغلقت الخط في وجهه ليضحك مصطفى ويقول
_ اتحمقت أوي... قفلت في وشي
_ على فكرة موقف زفت وضايقني متعملش كدة تاني
قال رامي في غضب حقيقي لتبهت ملامح مصطفى وأدرك أنه أذاد العيار وصمت وأهطى الهاتف لرامي الذي باشر في مكالمة نور ثانية
تحدث إلى نور مرة أخرى
_ ألو يا نور، دا مصطفى صاحبي ، أصلي كنت برا المكتب.
سألت نور في تردد
_ أنت جاي امتى؟
_ هتأخر يا نور معلش ، أصل عندي شغل.
نور كانت غير مقتنعة وحزنت بشدة وقالت
_ بس أنت وعدتني !
قال رامي متصنعًا الأسف
_ معلش أنا عارف إني وعدتك ، بس مش هعرف .. مع السلامة .
تنهدت مستسلمة ثم قالت
_ ماشي .. خلي بالك من نفسك.. لا إله إلا الله يا حبيبي
انقلبت ملامح رامي كليًا وأغلق الخط
بعد المكالمة، نظر مصطفى إلى رامي بدهشة وسأله
_مالك يا بني وشك مقروف كده؟
رد رامي بغضب
_ بتقولي لا إله إلا الله وهي بتقفل!
مصطفى.. محاولًا فهم الأمر، سأل
_ ومالها لا إله إلا الله؟ مش فاهم يعني؟
_ ملهاش طبعًا بس الناس مبتقفلش الكول كده.
_ وإيه يضايقك إنها تقولك كده بردو مش فاهم؟ أنت مش مسلم ولا إيه؟
رامي، متذمرًا، قال
_لا إله إلا الله يا عم، أنت هتكفرني...
_ أنت اللي كافر بالنعمة.
رامي، مندهشًا، رد
_ نعمة؟ أنت إيدك في الماية الباردة مش حاسس بالقرف اللي أنا فيه.
هنا حضر فارس الذي سمع الحديث ليندفع بغضب متذايد
_قوم روح يا رامي والله مانت قاعد.
رامي، محاولًا التحكم في غضبه حينما تفاجئ بدخوله ، قال
_لأ دا أنت... أنت...
فارس، مستفسرًا بغرور
_ أنا إيه؟
نظر له رامي محاولا كتم غيظه ثم فجأة وبقرار مفاجئ، قال
_ماشي يا فارس، أنا ماشي...
ثم وقف يلملم أشياء ومصطفى يرخي ظهره على الكرسي بتابع الموقف في استمتع وارتفعت ضحكاته وهو يسمع فارس يقول
_ لمهم كويس أنت هتتعصب عليا !.
نظر رامي لمصطفى الضاحك بخبث وهدر فيه كالمجنون من الأخوين المستفزين
_ أنت بتضحك ليه؟ بتضحك لييهه؟
لم يستطع مصطفى التوقف عن ضحكاته بل ذادت وهو يسمع
فارس يرفع يديه يودع رامي ببرود يستفزه أكثر
_لا إله إلا الله يا رامي.
غادر رامي بخطوات غاضبة ولم يجيبهم بل بدلته التي تطايرت من الغضب يمينًا ويسارًا وصفت حجم استفزازه .. لينظر فارس لمصطفى ويسأل
_ مش هتمشي أنت كمان؟
انمحت الابتسامة من على وجه مصطفى ورد في برود
مختتمًا الحوار بتهكم
_ وأنا هقعد وأنت قاعدلي كده... ..
ثم تبادلا النظرات الجامدة التي يتسرب منها التحدي حتى غادر
فارس هو الآخر ...
__________________________
عاد رامي إلى المنزل مبكرًا، والضيق يملأ صدره... يومه في العمل كان ثقيلًا في مكان ضيق ، زاده سوءًا فارس الذي تعمّد إزعاجه بأسلوبه المستفز... أغلق باب البيت خلفه بصمت، وألقى بمفاتيحه على الطاولة بعشوائية... لم يكن في مزاج يسمح له بتحمل أي شيء آخر، لكن صوتًا ناعمًا قادمًا من المطبخ أوقف تدفق غضبه.
كانت نور تدندن بصوت خافت، صوتها يحمل تلك الرقة التي تستطيع وحدها أن تخفف عنه رغمًا عنه.... لم يعرف أي أغنية تلك، ولم يكن يهتم، لكن اللحن تسلل إليه كنسمة باردة في يوم حار... بدافع غريزي، تسلل نحو المطبخ بخفة الذئب، خطواته هادئة، أنفاسه مكبوتة، حتى اقترب منها بما يكفي ليحيط خصرها بذراعيه فجأة.
انتفضت نور بخجل طفولي، شهقت بخفة وهي تتجمد بين ذراعيه، لكنه شدد احتواءه لها وهمس بصوته الأجش قرب أذنها
— وقفتي ليه يا قلبي؟ كمّلي، سمعيني صوتك الحلو.
رفّت أهدابها بحرج، توردت وجنتاها كما تفعل دائمًا عندما يفاجئها بمثل هذه اللمسات العفوية. رغم كل شيء، لم تعتد عليه بعد. لكنها استدارت نحوه بلهفة، وكأنها لا تستطيع مقاومة وجوده، وألقت ذراعيها حول عنقه، تحتضنه بقوة
— الحمد لله إنك رجعت بدري... مبسوطة أوي!
ابتسم رامي ابتسامة مدروسة، لم يكن بارعًا في الرومانسية، لكنه حاول، وقال بنبرة تمثيلية
— وأنا كمان!
تركها أخيرًا عندما لاحظ الطاولة المبعثرة من حولها، مكونات متناثرة، عجين غير مكتمل، ورائحة حلوة لم يستطع تحديد مصدرها. أشار بإصبعه نحو العجين وسأل
— إيه دا يا قلبي؟
نظرت إليه بحماس وقالت بفخر طفولي
— كوكيز!
رفع حاجبيه متفاجئًا وهو يرى بعض القطع التي قد قامت بتسويتها بالفعل وهو يراها بلا لون وليست بهيئتها المعتادة فسأل
— كوكيز بطعم إيه؟
أجابت، عيناها تلمعان بحماس التجربة الأولى
_ بطعم جديد! أول مرة أجربه… ممكن تدوق؟
تردد للحظة، لكنه هز رأسه بالموافقة
— ماشي يا عم!
أخذ قطعة صغيرة، تأملها قليلًا قبل أن يضعها في فمه، ثم مضغها ببطء، محاولًا استيعاب النكهة .. تجعدت ملامحه وهو يسألها
— بطعم إيه دي بقى؟
ردت بسرعة وقد كانت متلهفة لسمع رأيه وابتسمت بفخر قائلة
— الكتان!
توقف المضغ فجأة وأنزل ما في يده كأنه لا يريد الإكمال
نظر إليها ببطء، وكأنه لم يسمعها جيدًا. تكرّر اسم النكهة في رأسه مرات عدة قبل أن يقول بعدم تصديق
— الـ... إيه؟!
ضحكت نور وهي تعيد بحماس
— كوكيز من الكتان يا رومي!
حملق فيها للحظات، وكأنه يستوعب صدمته، ثم قال ساخرًا
— الناس بتعمل بيستاشيو ولا شوكليت… الكتان دا يا نور بنلبسه بس!
خفضت عينيها قليلًا وسألته بنبرة ناعمة
— يعني مش عاوز تدوقها ؟
تنهد، ثم رفع القطعة مجددًا وقال باستسلام
— لأ، هدوقها!
راقبت تعابيره بترقب، وكأنها تنتظر حُكمًا مصيريًا، لكنه ابتلع اللقمة دون تعبير واضح وبدت ملامح الامتعاض على وجهه وهو نادم وبشدة أنه عاد مبكرًا .. وبعد لحظة صمت، سألها بشك
— طب ليه الكتان؟!
ابتسمت بخجل وقالت
— بابي عيد ميلاده قرب… بدرب عليها!
رفع حاجبيه، ثم مال برأسه نحوها وهو يهتف في بعض الضيق
— بتدربي فيا يا نور؟!
ضحكت وهي تهز رأسها
— مش قصدي والله يا رومي… طعمها ضايقك؟
هز رأسه بعد تفكير قصير
— لأ، مضايقنيش…
عقدت ذراعيها ونظرت إليه بترقب
— عايزة رأيك فيها بجد!
نظر إليها، ثم إلى الكوكيز في يده،.. هل يخبرها أنها وقفت في حلقه وأن بطنه انقلبت رأسًا على عقب بعدما أكلها أم ينافقها! قرر أن يكون منافق كعادته ثم يبتسم أخيرًا قائلاً
— طعمها حلو أوي... ميرسي يا نور.
رفرفت عيناها بسعادة، ثم ردّت بنعومة
— ميرسي يا رومي!
ثم اقتربت منه وقبلت وجنته في رقة أذابته لينتبه أخيرًا لما ترتديه .. فستان قطني قصير ناعم حمالاته عبارة عن فيونكات حمراء لذيذة فوق أكتاف شهية بيضاء ومكنتزة تدعوه لفعل كل ما يخطر بباله الآن
مال عليها وحاصرها بعيونه الحادة
_ بس إيه الفستان الحلو دا
كادت أن تطير من السعادة وهي ترفرف بأطرافه
_ عجبك بجد !
مال بشفتيه حتى وصل لكتفها ليطبع عليها قبله بينما شفتيه تتحرك فوق وتهمس بكلمات بنبرة خطيرة
_ دا جنني معجبنيش بس !
ارتعشت نور من لمساته وهمساته التي ذادت الأمر صعوبة ثم ابتلعت مافي حلقها وحاولت أن تهرب منه وقد علمت جيدًا أين سيذهب بهذا السيل من القبلات التي تتابعت وهو يهمس لها بكم أعجبه الفستان لتوقفه فجأة وهي تقول
_ أنا.. أنا بردت هروح أغير
وسقطت رأس رامي من فوق كتفها ما ان دفعته و غادرت مبتعدة عنه ليشعر بالسخافة من وضعه والغضب الشديد وهو ينظر لأثرها في ضيق ! ..
___________________________
كان رامي يجلس على الأريكة، مستندًا للخلف بينما تحتضنه نور، رأسها مستريح على صدره، وعيناها تتابعان الفيلم باهتمام .... أصرت أن يشاهد معها، ورغم أنه لم يكن متحمسًا، إلا أنه استسلم لرغبتها... لكن الملل بدأ يتسلل إليه سريعًا... فيلم أشبه بالأفلام الوثائقية .. لم يكن هذا النوع من الأفلام يجذبه ، وشعر أن يومه في المنزل لم يكن سوى امتداد ليومه الكئيب في العمل..
حاول أن يشغل نفسه بتمرير أصابعه في خصلات شعرها الناعمة، لكنها كانت غارقة في الشاشة، تبتسم أحيانًا أو تتنهد في مشاهد أخرى، بينما هو بالكاد يستطيع التركيز.
مع مرور الوقت، قرر أن يغير الأجواء قليلًا... أمسك بجهاز التحكم وانتقل إلى قناة أخرى، حيث كان يُعرض فيلم قديم، لكنه يحمل نوعًا من الجرأة التي شعر أنها ستكسر الرتابة.. على الشاشة، كانت راقصة شهيرة تؤدي رقصة ساحرة، جسدها يلتف بانسيابية مع الموسيقى، وحركاتها تحمل أنوثة طاغية.
ما إن رأت نور المشهد حتى توترت، ودفنت وجهها في صدره بحرج
— لأ، أقلب، أقلب!
رفع حاجبه وهو ينظر إليها ومن رد فعلها ، ثم عاد ببصره إلى الشاشة
— أقلب إيه؟! انتي شايفة هي حلوة إزاي؟!
ثم قال وهو يرفع صوته لعلها تشعر باحتياجاته لكن لا حياة لمن تنادي
— شايفة رقصها؟!
— حرام عليك كده!
قالت بصوت حازم رغم ليسخر وقد شعر أنه يريد ضربها
— إيه؟ متضايقة؟!
— أيوة، عشان حرام!
سخر من قولها
— حرام؟! دي فُرجة بس!
تنهدت ثم خرجت من حضنه ونظرت له نظرة غاضبة
— أقلب بقى يا رامي، لو سمحت!
تجاهلها ونظر للشاشة لتشعر بأنها ليس لديها أي تأثير عليه ...
ظل رامي يراقب الراقصة بصمت، عيناه تمتلئان بشيء يشبه الحسرة... لم يكن الأمر مجرد مشهد عابر بالنسبة له… كان يرى ما يفتقده في حياته.
زوجته، رغم كل ما يحب فيها، لم تكن تكفيه كأنثى. كانت خجولة حد الطفولية، لا تملك الجرأة الكافية لتثيره، ولا تعرف كيف تتعامل معه كرجل يحتاج إلى أكثر من مجرد حضن بريء أو كلمات رومانسية خجولة.. شعر للحظة وكأنه متزوج من طفلة، لا من امرأة ناضجة تستطيع أن تكون له بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
زفر ببطء، ثم نظر إليها وهي تحاول تجنب النظر إلى الشاشة، وجهها محمر وكأنها ارتكبت خطيئة فقط لأنها رأت امرأة ترقص.
كان يعرف أنها لن تتغير بسهولة، لكنها لم تكن تفهم… لم تكن تفهم أنه، رغم حبه لها، يشعر بنقص قاتل.
عاد ينظر إلى الراقصة، تمتم في سره بأسف
_ ياللا… حتى المتعة دي مش من حقي!
ظل رامي صامتًا للحظات، عيناه لا تزالان معلّقتين بالشاشة، ثم انتقل ببصره إلى نور، التي كانت متكوّرة في حضنه وكأنها تحاول أن تصبح غير مرئية... عندها، راودته فكرة جريئة… لمَ لا يساومها؟!
— طب بصي بقى…
قالها بنبرة مغموسة في المكر، فرفعت رأسها لتنظر إليه بريبة
— إيه؟
— لو قلبت الفيلم… هتعمليلي اللي هي بتعمله؟!
فتحت فمها بصدمة، ثم أغلقت يديها حول نفسها بحرج.
— رامي! انت اتجننت؟!
رد ببساطة
— لأ، بس أنا راجل يا حبيبتي، وعاوز أشوف مراتي بترقصلي… من حقي، مش كده؟!
— بس… بس…
— مفيهاش بس، تعالي!
سحبها برفق من يدها، لكنها قاومته قليلًا قبل أن تستسلم... وقف أمامها في غرفة تبديل الملابس .. يدرس ملامحها المرتبكة، ثم غادر للحظات وسمعت أصوات كركبة وكأنه يبحث عن أشياء محددة ، وعاد يحمل شيئًا في يده
— ألبسي دي!
ألقى إليها إيشارب حريري ناعم... تأملته بقلق، ثم نظرت إليه بعينين واسعتين
— رامي… أنا مش عارفة…!
— جربي بس، مش هخسرك حاجة!
ثم اقترب منها وقال
_ دا بيتلف على الوسط !
ثم لفه هو بيده وهي تقف مذهولة مما يفعل ...
كانت يديه تعبث بشيء آخر خلف ظهره، ثم فجأة، أخرج فستانًا ضيقًا بلون داكن، مصنوع من قماش يلتصق بالجسد.
— وده كمان… هيليق عليكي أوي
ابتلعت ريقها وهي تلمسه بأطراف أصابعها، كأنه شيء محرم. ثم نظرت إليه بقلق
— رامي…
— مفيش رامي… هتلبسيه وبعدين نشوف!
رغم ارتباكها، حملت الفستان ودخلت لركن في الغرفة ، لكنه لم يتحرك، بل ظل واقفًا ، يستمع إلى أصوات خفيفة تدل على ارتباكها أثناء ارتدائه.
ثم…
— رامي…!
نادت عليه ليقول
— إيه؟
أتاه صوتها الباكي
— أنا اتحبست فيه!
كتم ضحكته وهو يتخيلها تحاول التملص من الفستان الضيق.. توجه نحوها ووجدها واقفة أمام المرآة، تحاول سحب القماش من عند رأسها ليضحك دون إرادته وهتفت هي بصوت مختنق
— مش عارفة أخد نفسي… ساعدني بسرعة!
تقدم نحوها وهو يحاول التظاهر بالجدية، لكنه كان يكتم ابتسامة صغيرة على براءتها....بأطراف أصابعه، ساعدها على ترتيب الفستان حول جسدها حتى أصبح مناسبًا أكثر.
— طلع شكلك يضحك مش زي ماكنت فاكر !
رمقته بنظرة غاضبة، لكنه تجاهلها وهو يمسك بأنبوب صغير.
— تعالي هنا...
نظرت له في دهشة
— إيه دا؟!
جلس وأجلسها على أريكة موجودة هناك
— روج أحمر… هيكمل اللوك!
ثبتها وهي تململت ليهتف فيها بحدة
_ اثبتي عشان ملغبطش وشك
— رامي، … مش مرتاحة!
— يابت دا انتي هتبقي مزة … اصبري بس ..
اقترب منها، ومسح اللون القرمزي على شفتيها برفق... كانت تحدق به في المرآة، ما بين توترها وإحساس غريب لم تفهمه.
حين انتهى، ابتعد قليلاً ونظر إليها بتقييم واضح في عينيه.
— روج فاجر من الآخر!
شهقت ما ان تلفظ بكلماته ليرفع حاجبيه ويكتم غضبه يحاول تجاهل استفزازها له ..
_ طب بصي بقى واقفي شوفي نفسك في المراية
وقفت نور كما قال وتأملت نفسها في المرآة .. ثم اقترب منها من الخلف ولف الايشارب على خصرها من جديد وهو يحتضنه .. يتلمسه لمسات حسية لكنها كانت غارقة في مظهرها الغريب عليها
!
كانت لا تزال متيبسة في مكانها، ثم تمتمت بتردد
— عرفت كل الحاجات دي منين؟!
لم يتوقع السؤال، فتجمد للحظة، قبل أن يتظاهر بالهدوء.
— حاجات إيه؟
— الحاجات دي… الفساتين، والروج،
— احم… عادي يعني، بشوف أفلام وباخد بالي من الحاجات دي…
أمسكت نور بطرف الإيشارب بين أصابعها، وهي تتأمله بحيرة، قبل أن تمتم بنبرة خافتة
— مممم…
ابتسم لها بمكر، ثم سحبها حتى وصلا لغرفة النوم وجلس على الأريكة واضعًا قدم فوق الأخرى وتركها في المنتصف أمامه وأشار إلى منتصف الغرفة
— يلا بقى… ارقصيلي يا نور… ورّيني!
أما هي، فوقفت هناك، تتردد، عيناها تمتلئان بمزيج من الخجل والخوف… لكنها كانت تعرف أنه لن يتركها حتى تفعل....
________________
تفتكروا نور هترقص ؟؟ ... 🤗💅
استنوا الفصل السابع من رواية الرقيقة والبربري يا جواهر الكوكب الأبيض 🤍🔥
تعالوا تلجرام الفصل بينزل هناك بدري اضغطوا هنا وانضموا تلجرام 🤍
.png)