الفصل الواحد والستون بعد المائة من رواية عشق أولاد الذوات
نظر فواز خلفه ليجد إمرأة يبدو أنها في الخمسينات من عمرها بكنها جميلة وأكثر ما يميزها أنها ناصعة البياض بشعر أسود قاتم السواد وطويل وثقيل وناعم ... ملامحها جميلة وجسدها ممتلئ بشكل رائع وفاتن ترتدي فستان بسيط لونه أخضر ناسب لون بشرتها وعيونها التي سقط عليهما ما إن رآها ...
_ أيوة أنا ..
قال فواز ليرتفع صدرها ثم انخفض فجأة وكأنها تحاول أن تحبسه بين ضلوعها حتى لا يسقط منها ثم قالت بابتسامة واسعة أثارت ريبة فواز
_ ما شاء الله ... أنت جميل أوي ... أجمل من الصور بكتير يا حبيبي ..
كلماتها اثارت ريبته أكثر فكيف له أن تناديه بحبيبي لكنه لم يدقق كثيرًا فهي أكبر منه سنًا وفي سن أمه ليسأل
_ حضرتك مين ؟
_ أنا صديقة زين الدين .. بباك !
إجابتها كانت بصوت ثابت وموزون لكنه شكك في ذلك
_ بس أنا أول مرة أشوفك...
_ يمكن مش عارفني
قالت ليرد بعيونه الحادة ونبرته المتأكدة مما يقول
_ لأ أنا أعرف كل معارف بابا
_ للدرجادي قريب منه ؟
رفعت تلك المرأة حاجبها بنظرة ذكية جعلته يتهيئ أنه يرى نفسه في المرآة ليسأل مرة أخرى
_ ممكن أعرف إسمك ؟
_ أنا فايزة .. فايزة عبدالعزيز !
رفع فواز هاتفه ثم رن على والده وقال وعينيه لم تفارق عيني المرآة التي لم تكسرها وبقت ثابتة وواثقة
_ بابا في حد هنا بيقول إنه عارفك وعاوزة تشوفك بس أنا معرفهاش....
_ قال إيه ؟
سألت المرآة ليقول فواز
_ ميعرفكيش ! متأكدة إنك عرفاه
_ اتصل بباك تاني أنت حتى مقولتلوش اسمي
بالفعل فواز شعر تجاهها بمشاعر غير مريحة إطلاقًا وفايزة وكأنها تعلم ألاعيبه مسبقًا ليتفاجئ منها ورفع هاتفه مرة أخرى يطلب والده وسط دهشته من نفسه أنه يطبق كلامها بلا تفكير
_ بابا ف
_ زين !
خطفت فايزة الهاتف بقوة من بين يدي فواز لتضعه على أذنها وتنادي زين بإسمه ... وعلى الجانب الآخر زين الذي جلس بجانب فوزية يستقبل التهاني ويشعر أن عالمه اكتمل وكلل بالسعادة أخيرًا .. وقع منه كأس العصير ما إن استمع للصوت الذي جاء من الجهه الأخرى .. كانت كلمة واحدة .. اسمه ! ولم تذيد وحدث فيه ما حظث .. ليقلق عليه من حوله وأولهد فوزية التي مسكت زراعه في قلق
_ في ايه يا زين مالك ؟
تسارعت دقات قلب زين ولم يلتفت لفوزية بل سأل ليحاول تكذيب نفسه
_ مين ؟
فايزة تنهدت تنهيدة عالية جعلت أدهشت فواز وتلألأت عينيها ثم قالت
_ تعالى وشوف بنفسك
وتركت الهاتف لفواز ووقفت ثابتة مكانها تتأمله ليشعر فواز بالغرابة الشديدة من هذه المرأة .. حاول أن يتحدث لكن تأملها له بهذا الشكل جعله كالأخرس .. لكنه قال بلسان ثقيل
_ بابا .. بابا تعبان ومش هيقدر يخرج اتفضلي ادخلي انتي
_ لأ هو هييجي
قاطعته فايزة بثقة عالية لينظر لها في صدمة وما ذاد صدمته هو رؤيته لوالده يأتي من بعيد يسير بخطوات سريعة كالرهوان ليشعر بالغرابة الشديدة ...
ما إن وصل زين الدين لهما حتى تسمر مكانه وكأن صاعقة سقطت عليه وهي وقفت رافعة رأسها في شموخ وقوة ... وفواز بينهما لا يعلم ماذا يحدث وقبل أن يسأل دق هاتفه برقم رنيم فانتبه أنه ابتعد عن البوابة ليقف مع هذه المرأة الغريبة ويبدو أن هناك كارثى قد حدثت
_ انت فين يا فواز معملتش إللي قولتلك عليه ليه ؟
ضرب رأسه بيده ثم دخل فوراًا بحثًا عن زوجته تاركًا أبيه وفايزة وحدهما
_ مش قولتلك استقبلهم .. دخلوا سلموا عليا ومشوا وأنت ولا كأنك هنا
قالت رنيم في غضب ليبرر ويحاول رضائها
_ يا حبيبتي والله لقيت واحدة بتقول انها صديقة بابا عطلتني
ضفطت على أسنانها ثم قالت في توعد وعينها تطلق شررًا
_ماشي يا فواز كلامنا بعدين
اقترب فواز منها ثم لف زراعه حول خصرها يضمها إليه لتنظر حولها في قلق من رؤية أحد لهما ولكنه تخطى قلقها وهمس لها
_ دا هيبقى أحلى كلام يا روني .. ما تيجي فوق نخطف ساعة !
شهقت رنيم ووضعت يديها على فمه حتى لا يكمل كلماته الوقحة ليقضم أصابعها فأبعدت نفسها عنه قائلة في صوتٍ خافت وهي تراه يتلذذ بطعم أصابعها في شراسة
_ متوحش
غمزها فواز ثم قال _ انتي لسة شوفتي توحش .. خدي هنا
هربت منه رنيم ولم تظل معه لحظة إضافية فهي إن بقت سيفتعل فضيحة بلا شك ..
________
_ متغيرتش كتير ... جميل زي مانت يا زين
هتفت فايزة ما إن رأت زين الدين أمامها والشيب في شعره الجميل وجسده مازال رائعًا ويبدو أنه أصغر من سنه بكثير .. رجل ناضج وسيم تأملته ولم تستطع إسقاط عينيها عنه لكنها صرخت في ألم شديد ما إن جذبها من رسغها فانكسر كعب حذائها بينما هو احمرت عينيه وتجمعت فيهما الدموع في قهر قائلاً بنبرة شديدة اللهجة
_ اوعك فواز يعرف إن واحدة زيك تبقى أمه
لم يكن حالها خيرًا منه بل وذيادة على سوء حاله سقطت دموعها وهي تقول بينما تحافظ على ابتسامتها
_ طب أنا واحدة خاينة ومستاهلش
ابتلعت مافي حلقها وهي قريبة منه هكذا بعد هذه السنوات الكثيرة من الحرمان ثم قالت
_ بس أخوه التوأم ؟ دا كمان مش عاوزة يعرفه ؟!
مفاجأة 💫😇🔥