الفصل الخامس والخمسون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات
بعد محاولات عديدة من إخوته فايز وفوزي، وضغوط من أمه فوزية رفض الذهاب لكن توسلات رنيم ومحاولاتها هي كانت مختلفة .. كانت تلعب على مشاعره ورقة قلبه حتى قرر فواز أخيرًا أن يزور والده زين في المستشفى. كان فواز غارقًا في مشاعر الحزن والغضب .. كسرته الحقيقة المؤلمة التي اكتشفها مؤخرًا .. أمه الحقيقية تخلت عنه وتركته صغيرًا، وفوزية، المرأة التي اعتبرها دائمًا أمه، لم تكن أمه البيولوجية .. رغم كل شيء، لم يستطع فوز أن يتجاهل مرض والده الذي كان يغرق فيه كل يوم أكثر .. مهما كانت مشاعره معقدة، لم يكن قادرًا على أن يخسر والده كما خسر أمه.
دخل فواز غرفة العناية المركزة بصمت، يداه ترتجفان، وعيناه تلمعان بالدموع. اقترب من سرير والده، أمسك يده بهدوء، وكأن لمسة واحدة يمكن أن تعيده إلى الحياة. في داخله كان صراع مرير، لكنه تمالك نفسه وهمس بصوت مكسور وما إن رأى والده في هذه الحالة حتى انجرح قلبه عليه
_ اصحى يا بابا ... ما تسيبنيش حتى لو أنا زعلان منك، حتى لو قلبي مكسور، ما أقدرش أخسرك زي ما خسرتها ... ما أقدرش.
كانت كلماته مليئة بالوجع، لا يتخيل أن الحال وصل بهم إلى هذا الحد .. مال برأسه على يد والده.. رغم كل شيئ .. زين الدين لم يكن مجرد أب بل صديق حميم لفواز .. صديق وحيد ! ...
في الخارج، وقفت فوزية تراقب المشهد من خلال النافذة الزجاجية، ودموعها تنهمر. كانت تعلم أن فواز يعاني من صدمة اكتشاف الحقيقة التي أخفوها عنه طوال حياته ، لكنها فرحت لرؤيته أخيرًا بجانب والده، وشعرت ببعض الراحة لأنه ربما سيغفر لهم يومًا ما.
بينما كان فواز جالسًا بجانب سرير والده زين، وقلبه مثقل بالمشاعر ، حدث شيء غير متوقع. يد زين تحركت قليلاً استجابةً للمسة فواز. كانت الحركة خفيفة لكنها واضحة. توقف نفس فواز للحظة، وعيناه اتسعتا بالأمل.
_ بابا أنت سامعني ؟
همس فواز ، ممسكًا بيد والده بإحكام أكثر.
عيون زين بدأت تفتح ببطء، نظراته كانت غير مركزة لكنها تحمل بريقًا من الحياة. لأول مرة منذ فترة طويلة، شعر فواز أن والده ما زال هناك. متأثرًا بالموقف، نادى الطبيب بصوت مرتجف ولكنه ملحّ.
دخل الطبيب بسرعة، وفحص زين بعناية وخرج فواز ليجد والدته فوزية بتراقص الأمل في عينيه وتنظر بلهفة للطبيب من خلف الزجاج . بعد لحظات، خرج الطبيب
و نظر إلى فواز بنظرة جادة ولكنها مليئة بالأمل.
_ هو قريب من التعافي
ثم أكمل
_ حالته اتحسنت بشكل كبير، لكن فيه حاجز نفسي يمنعه من الاستيقاظ الكامل.
كان الطبيب يعلم فواز جيدًا ويعلم العائلة ويعرف ان هناك مشكلة بين فواز وأبيه ليقول
_ محتاج لدعمك النفسي، محتاج أنه يحس بوجودك ، أنا متأكد بعد إللي حصل انك لما تكون معاه دا هيساعده يقوم
أومأ فواز برأسه، مشاعره متضاربة بين الراحة والشعور بالذنب والحب والإحباط. اقترب أكثر من والده، ربتت فوزية على كفت فواز لينظر لها فرفعت يديها في حزن وذهبت خلف الطبيب تريد سؤاله عن تفاصيل الحالة وهل هكذا تخطى مرحلة الأذى أم لا
أما فواز فعل اللازم ودخل مرة أخرى عند والده وجلس ثم تذكر كلمات الطبيب ليستحضر معانيها وتحدث بصوت هادئ ولكن حازم
_ أنا هنا يا بابا ... فواز إبنك الكبير هنا جنبك
صمت ولاحت قسوته في عقله لكنه بثقها ثم عاد ليقول في حزن
_ أنا عارف أنا وأنت كل حاجة بنا بقت مش حلوة .. أنا مكسور وزعلان بسببك ! لكن أنا عاوزك ترجع .. عاوزك تقاوم عشان أنا بعد كل العمر دا .. مقدرش أعيش من غيرك !
سقطت دمعة منه .. وكانت دمعة حتى انفجر في بكاء مرير على ما وصلوا له .. وهنا ببطء وحذر وجد يدين تتلمسان كتفيه فنظر خلفه بعيون الحمراء ليجدها فوزية ..
قامت فوزية باحتضان فواز محاولة أن تقدم له حضنًا يمكن أن يعيد الاتصال بينهما. فواز بقي متيبسًا، جسده يقاوم الاحتضان، كما لو أن جزءًا منه ما زال غير مستعد لقبول القرب. وكأن، حتى في حالته الضعيفة، هناك جزء منه لا يزال متمسكًا، يرفض الانفتاح الكامل أو السماح له بالاحتضان بعدما اكتشف الحقيقة .
لكن فوزية لم تتركه. استمرت في احتضانه، حتى لو كان فواز غير قادر على الرد بالمثل. كانت تعلم أن هذه كانت بداية طريق طويل، ليس فقط ليتعافى من صدمته ويقف زين على قدميه ثانية ولكن أيضًا لإصلاح علاقتهما. حتى لو لم يكن فواز جاهزًا الآن، كانت فوزية هناك، جاهزة لدعمه عندما يكون مستعدًا.
قالت _ متقلقش يا حبيبي .. بابا هيكون كويس وهيقوم
قالتها بنبرة حزينة لتواسيه فهز فواز رأسه ثم مسح دموعه وخرج لتقف هي خائرة القوى لا تستوعب أنه لا يقبل منها حضنها ! ...
وصل فايز وفوزي للمشفى ليطمئنا على والدهما وصادفهم فواز لينصدموا من تواجده لكنها كانت صدمة مفرحة ليندفعوا نحوه
_ كنت متأكد إنك هتيجي !
قال فايز لينظر له فواز دون حديث ليقول فوزي
_ بتبصلنا كدة ليه وبتعذبنا بنظراتك ! ليه مشيلنا الذنب إحنا ملناش دعوة احنا اخواتك
كانت نظرات فايز تنم عن اتفاقه مع كلمات فوزي .. هنا لأول مرة تحدث فواز
_مش قادر أصدق إني مش شقيقكم ! .. مش قادر أصدق ان فيه حاجة بتفصل بيني وبينكوا
لأول مرة يتحدث عن الأمر معهما ليصمتوا ويدعوه يخرج ما بداخله
_ يعني انتوا أخوات من نفس الأم ونفس الأب بس أنا اخوكم من الأب بس .. أنا حاسس اني غريب .. حاسس ان حد فصلني عنكم وبقيت لواحدي من غير اخواتي !
كانت صوته فيه رجفة لم يستطع السيطرة عليها أوصلت لإخوته مدى تألمه من هذا الأمر وكم تعني له أخوتهم
ليتقدم فايز منه ويقول في لهفة
_ مش فارقة صدقني مش فارقة .. ماما فوزية ربتنا كلنا زي بعض بالعكس دي حبتك أكتر واحد .. هي زي أمك لأ مش زي هي أمك فعلا
هنا قال فوزي يضيف على كلام فايز ليحاول بشتى الطرق أن يتيد أخيه إلى صوابه
_ ولو مش مقتنع بالكلام دا فاحنا بردو دمنا واحد يا فواز ! أبونا واحد وبينه وبين أمنا صلة قرابة قبل الجواز ..
نظر لهما فواز وللهفتهما عليه ليشعر أن شعوره بالغربة يتلاشى لكنه أراد أن يتحدث ليمنعه فوزي
_ متحاولش أنت أخونا ولبستنا لآخر يوم في عمرك
فأضاف فايز رغم الحزن بنبرة متلاعبة
_ ولا أنت عايز تهرب ؟ مين هيربي التوأم الجاي
_ هو أنا عارف أربي ولادي
أجاب فواز في إرهاق وابتسم لهم .. وهذه الإبتسامة كانت الممر .. خط النور الذي أنار كل شيئ .. شعروا أن الحديث فقد جديته وكئبه .. ليقول فايز
_ متخافش عمر و رقية هيربوهم !
هنا قال فوزي _ وأيلا أنت نسيتها !
_ أيلا أصغر منهم هتربيهم إزاي
استنكر فايز ليقول فوزي في فخر متباهيًا بإبنته
_ أنا بنتي تربي بلد يا حبيبي
_ مش لما تتربى هي الأول
قال فايز باستهزاء ليهتاج فوزي دفاعًا عن ابنته
_ فايز بقولك إيه بنتي خط أحمر و
_ بس بس إيه
تدخل فواز الذي ضجر من حديثهما وتنافسهما فصمتا الأخوين ثم قال فواز غير مصدق أن هذا النقاش الطفولة دار بينهما
_ حمير .. شوية عيال
ابتسم فايز ثم اقترب من فواز وقال
_ شوفت .. محدش هيعرف يلم الليلة دي غيرك .. أنت الكبير .. أخونا الكبير ولا كنت ولا هتكون غير كدة
ليضيف فوزي وقد شكلا عليه عصابة عندما يقول الآخر جملة يقابله الآخر بأخرى
_ متهربش من مسؤولياتك
هنا ذهب الحزن عن عينيه ثم نظر لفوزي باستهزاء وظهر الغرور على وجهه
_ مين دا إللي يهرب يالا ..
صحح فوزي سريعًا وغرور فواز كان علامة على الفرج لتنفرج أساريره ويهتف في سعادة
_ ياباشا لا عاش ولا كان إللي يقول إنك بتهرب
_ أيوة اظبط كدة
قالها فواز بنبرة قوية مغرورة ليردف فايز في تأثر
_ طيب فين الحضن الأخوي!
فتح كلاً من فايز وفوزي زراعيهما متجهزين للحضن لينظر فواز حوله ويدرك انهما في إحدى ممرات المشغى فتأفف قائلاً
_ غوروا وبطلوا تلزيق وانشفوا بقى!
أُحبطت ملامحهما حتى كادا أن يغلقا زراعيهما لكنه لم يهون عليه وشوقه ليضمهم بين زراعيه سيطر عليه كما سيطر عليهما شوقهما له ليفتح هو الآخر زراعيه لهما وينضم لهما بينما يقول
_ تعالوا
واحتضنهم ليكون ذلك الحضن الثلاثي علامة على رجوعهم مرة أخرى إخوة ... هنا شعر فواز بشعور الرغبة يتلاشى تمامًا بين زراعي اخوته .. الأيام الماضية كانت كالجحيم وكلما تلوح في عقله فكرة أنه ليس منهم كان يتذكر ذكرى تحرق قلبه فهو لا يستطيع أن يفترق عنهما ولا يستطيع أن يعيش بعيدًا عنهما ... ولكنه الآن وهو يبتسم بين زراعيهما في هذا الحضن الطفولي بامتياز شعر بالسعادة تغمره وكذلك إخوته اللذين شعروا أن فواز .. قد عاد !
_______
_________
عاد فواز إلى المنزل مع اخوته بعدما اطمئنوا مرة أخرى على والدهم وأخبر فوزي ريهام بالمستجدات وكذلك فعل فايز وأخبر ريم ...
أراد فواز الرحيل فلم يتقبل بعد فكرة تواجده مع زين وفوزية فاحترموا رغبته وأنه مازال يريد بعض الوقت ..
فرافقوه إلى المنزل وصدرت عنهم عدة ضحكات بسيطة لتستقبلهم ريم ورقية التي جرت لحضن فواز فقد اشتاقت له بسبب اختفاءه طوال هذه الأيام وهتفت
_ انكل فواز وحشتني
استقبلها فواز بسعادة واشتياق لها ورفعها عن الأرض
_ حبيبة أنكل وعمره
_وأنا مفيش وحشتني يا أونكل فوزي !
قال فوزي لتضحك ريم التي غمرتها السعادة بعدما رأتهما متجمعين فوضع فايز زراعه على كتفها وغمزها لتخجل وتعلم أنه سيحكي لها كل ما حدث حينما يكونوا على انفراد .. وهذه كانت عادة ريم وفايز .. يحكي لها كل شيئ بالتفصيل وكأنه حكاء ماهر ثم يأخذ منها جائزة تطير عقله من المتعة وهذه الغمزة خير دليل على ذلك المجرم ! ...
_ كنت فين ؟
سألت رقية وتجاهلت فوزي تمامًا بينما تنظر لفواز في استمتاع وترقب لحديثه ليحتار في الإجابة لكنه قال في لطف يتناسب مع طفلة مثل رقية
_ كنت نايم
_ هييه نايم كل دا !
شهقت رقية متفاجئة لكنها فجأة قالت ما لفت انتباههم جميعًا
_ بس مش تخاف يا انكل أنا أخدت بالي على عزيز
ابتسم فواز والحاضرين ثم قال مع ابتسامة واسعة
_ عزيز دا هيطلع ولد جميل أوي علشان أجمل بنت في الدنيا واخدة بالها منه
ابتسمت رقية واحتضنت فواز أكثر من عنقه ليضحك بخفة على حركاتها اللذيذة ليهتف فوزي في غيرة فأطفال فايز هم أول أطفال في العائلة ومعزتهم في قلبه وقلب الجميع كبيرة ومختلفة
_ آه ماهو بيثبتك لازم تجري عليه هو
_ فوزي ألفاظك
حذره فايز بعيونه القوية لينظر له فوزي في سخرية ثم قال
_ أنا هجيبلك بنتي وأوريك يا فايز
روح فوزي التنافسية ظهرت ما إن أنجب آيلا ابنته ومن وقتها وشعوره كأب توغل داخله .. يريدها الأفضل والاكثر تميزًا في كل شيئ ولكن مشاعره كانت حميدة بالطبع وتصدر عنه بخفة وشكل مضحك ..
قالت رقية التي انتبهت لاسم آيلا التي زارتها عدة مرات
_ هاتها يا اونكل علشان أربيها !
ضحك فواز لأول مرة بصوت مرتفع بعد شهور بسبب ما قالت لينظر له فوزي
_ ضحكتك أوي كدة !
ثم التف لرقية وقال
_ لأ يا حبيبة أونكل آيلا متربية كويس جدا
رد فوزي بتحدي وصوته امتلئ بالضيق لينظر له فايز كاتمًا ضحكته لكنه لم يلبس أن أخرجها لترتفع عاليًا ليقول فوزي وقد استفزته أفعالهم
_ طب اضحك يا حبيبي واشبع ببنتك
ثم نظر لرقية وأخذها عنوة من فواز قائلاً باشتياق
_ رقية هاتي بوسة وحشتيني
ضحكت رقية في متعة وهي ترى عمها يتلهف عليها ثم قبلته في وجنته ليبتسم فوزي وكذلك ريم التي تشعر بأن الأمور تعود لمجراها من جديد .. ورغم الصعاب .. رغم تعب زين الدين وحزن فوزية وخصام فواز لهما إلا ان هذا الوضع المحزن لن يدوم طويلا والسعادة ستحل محله بلا شك ...
_ رايح فين خليك معانا ..
قال فايز لفواز عندما رآه يرحل من المجلس
_ محتاج ارتاح
أجاب في إرهاق لتقول ريم
_ أنا أخدت الولاد من رنيم .. حاول تنام شوية
هز رأسه بابتسامة بسيطة للغاية وباهتة وهو ينظر إليها نظرات تعرفها جيدا
_ شكرا يا ريم
_ فواز ..
نادت عليه بعدما أعطاها ظهره لتقول في نبرة عنيفة لأول مرة تخرج منها أمام الجميع
_ انت ابن خالتي غصب عنك
تفاجئ فوزي وكذلك فايز ليضحك فواز في خفة وحب
_ ماشي يابنت خالتي
ابتسمت باتساع وفرحتها غامرة ليتركها ويرحل بعدما ودعهم بإبتسامة زرعت في قلوبهم جميعًا الأمل
حصريًا ولمدة 3 أيام فقط! عرض ميتفوتش كل الروايات مع بعض سعرهم ٨٠ جنية !
رمضان قرب يخلص ... وقررت أقدّم لكم عرض استثنائي قبل ما أختفي عن النشر لغاية بعد العيد…
رواية "ابنة الراقصة" اللي خطفت قلوبكم ودايما عاوزني انزلها لكنها متوفرة للبيع فقط واللي سعرها ٧٠ جنية بالنوفيلا بتاعتها ..
وكمان رواية عشق أولاد الزوات اللي سعرها ٥٠ جنية
ونوفيلا "عشق أولاد الذوات" الرهيبة اللي سعرها الخفيف 30 جنيه…
كل الروايات دي مع بعض بسعر خرافي : 80 جنيه بس!
متوفر لمدة 3 أيام فقط… وبعدها خلاص، مش هيتكرر!
يلا متضيعش الفرصة وترجعوا تزعلوا مني … وتواصل واتساب على: 01098656097
ولو من برا مصر فتقدر تشتري كل الروايات ب ٧ دولار ! .. السعر برا مصر ثابت بسبب الضرائب ورسوم السحب والعملة .. 🤍
استعدوا لجرعة مكثفة من العشق، الدراما، والتشويق… روايات هتخطف أنفاسكم حرفيا وخطيرة !
الفصل الجاي يوم وقفة العيد ان شاء الله 💎🤍
________