الفصل التاسع عشر الجزء الثاني من رواية انحنى من أجل الحب
#جواهر_الكوكب_الأبيض 🤍⚪
___________________________
_ مش تبارك لأخوك حبيبك بردو !
صوت عالى نسبياً اقتحم اذانه ، هو يحفظ هذا الصوت عن ظهر قلب ، انه فارس .. اخيه الصغير الذى لم يراه منذ أكثر من ثلاث سنوات وتجسس خِفيه ليسمع صوته من هاتف رامى ، توقف لحظات لا يريد النظر ولا حتى رفع عيناه به .. لبرهه احساس قاسي راوده ، احساس الندم !! .. ندم لكل ما فعل بحقه... مهما كان عانىٰ بطفولته فما ذنب فارس أن يتعذب طوال حياته على ذنب لم يقترفه بالأساس ؛ وما يده فى تفضيل والده له عن مصطفى . . ؟!
فكرة طويلة دائماً ما راودته حلت الآن عندما سمع صوته
لم تدم افكاره ثوانى أخرى ثم نظر تجاه الصوت ليراه
ولكن فجأة !!
تختبأ خلف كتفه وعينيها حذره من النظر للأمام ويديها بيد رجل لوهله شك بأنه أخيه
شعرها الأسود الطويل ودرجة لون بشرتها الجذابة وحتى مشيتها المميزة بالنسبة له
لم يفكر بأن من يقف أمامه بعيد كل البعد على أن يكون فارس الذى يعرفه مع إن الصوت واحد باختلاف قوته وخبثه الذى اكتسبهم ولكن ماهمه فعلياً كانت هى
لقد رأى قطته الشرسه !
رمش عدة مرات وتهيأ له انها مجرد تخيلات !
اعاد الكره وفتح عينيه مرة أخرى ولكن لم يتغير شيئ سوى استمرار تحركها هى وذلك الرجل تجاهه
علىٰ صدره وهبط فجأه وبسرعه ملحوظه لمن أمامه
طالعها بتركيز من چديد يريد تكذيب عيناه التى تفحصتها من اخمصها لأعلاها ولكن لا ... انها هى !!
لم يزحزح عيناه عنها ... وقف مثل الصنم يطالعها بكل تفانى وتركيز وكأنها وظيفه عُين بها لتوه
لم ترفع نظرها فوق انتهاء كتف فارس ولم تجرأ على فعل ذلك
فتاريخها المشرف مع مصطفى لم يساعدها البته!!
جسدها اصبح يرتعش وهى تحاول السيطرة بكل مافيها وضاق نفسها نتيجة لحبسها إياه حتى لا يخرج عالياً ويفتضح أمرها
اخذت تحدث نفسها " اهدى.. اهدى ياملك اهدى هتخلى فارس يشك فيكى ... فارس لو عرف اللى حصل بينكوا زمان هيقلب الدنيا ومش بعيد يبعد عنك وهو دلوقتي على أخره من كل الناس . .. يارب خليك معايا أنا مرعوبه .. وهو شرانى ومش هيجيبها لبر"
أما عن مصطفى فمازال ينظر إليها وعقله رافض وبشده مجرد التفكير بأنها من الممكن أن تكون ... أن تكون زو.......زوجة فارس !!
لم يفق من غفوته إلا وهو يرى فارس يشد الكرسي لملك لتجلس عليه فى حركه أكابريه وراقيه ثم أمسك يديها وقبلها وابتسم بحب
ضيق مصطفى عينيه بشر ثم أعاد آخر فكرة براسه .. ابتسم بحب !!!!! "نهاركوا طين لو اللى فى بالى طلع صح "
_أقدملك.. دكتورة ملك.. مراتى!!
_ عارفها !!! ... عز المعرفه
فتحت عينيها على مصرعيهما ما إن صاح عالياً وهو يعض على شفتيه بغل
ضيق فارس عينيه من رد مصطفى الغريب وطريقته الأغرب ولكنه لم يعلق
"يارب يارب ... لااا لا دا شكله مش ناوى على خير خااالص .. يارب عديها على خير والنبي دا انا ممكن اموت فيها"
معالمها واوصالها ارتعبت بعدما سمعت طريقته التى تدل على التوعد
قبض مصطفى على يده بقوة ورقبته عروقها أصبحت ظاهرة بطريقه مخيفه وأحمر وجهه من شدة الغضب
سحب جلد فمه من الداخل يقطعه بأسنانه من شدة الغضب
سيجننن .. سيجن الآن من ما يرىٰ ويسمع ... هل .. هل حقا زوجته ؟! .. اللعنه وألف لعنه تحل عليهما
قدميه اخذت تتهزز من تحت الطاولة وهو لا يدرى ماذا يفعل أو يقول ولكن لا ... سيطر على أعصابك مصطفى فأنت ذلك القوى الذى يخاف منه جميع من عرفه وسمع عنه ...
عُد الى رشدك ولا تدع تلك الحشرات تؤثر فيك ...
_ اى يافارس .. مش هتخلى مراتك تسلم على أخوك !
لم يدرى بنفسه سوىٰ وهو ينطق بتلك الكلمات بإبتسامه ونبرة حاول جعلها طبيعيه ولكنها بانت غير طبيعية نهائياً وكأنه يتوعد لشخصاً ما داخله ... أو انه يجلس على دبابيس وليس على بعضه تماماً!!
رد فارس بقوة وشيئ من الغرابه لتصرف أخيه _ ملك مبتسلمش ، معلش !
تباً لك ولها وللكون بأكمله .. قطع مصطفى لحم فمه من الداخل بأسنانه واذنيه أصبحت حمراء بطريقه لا تحتمل
نظر فارس لملك وقال _ اقدملك يا حبيبتي .. مصطفى .. (تابع بسخريه) اخويا الكبير!
رفعت ملك نظرها قليلاً بإرتباك قائلة بلهجه مهزوزه _ تشرفنا!
_ اوووى
فجأه قالها مصطفى والنار تخرج من فمه بعدما قالت كلمتها الوحيده "تشرفنا" ... كم يريد قتلها الآن وأخذ بثأره منها ... يريد خنقها وتقطيعها اربا ً ... لم تجد سوىٰ فارس لتتزوجه .. وهل ينقصهم عداوه لتأتى هى وتذيدها بينهم
يبدو أن الأيام القادمه لن تمضي بخير بتاتاً
حاول بقدر الإمكان السيطرة على اعصابه ولكنه تحدث بنبرة وملامح ارعبتها _ إن شاء الله تعيشي معانا هنا أيام حلوة اووى !!
إبتلعت ريقها وتصلب جسدها فور رؤية طريقته المريبة فى الحديث ولكنها أرادت الا تثير استغراب فارس أكثر من ذلك فردت بإبتسامه مرتعبه ونبرة "شاربه المر"
_ واضح على وش حضرتك !
برق لها بعينيه وابتسامة الشيطان زينت وجهه كله _ لاء واضح اى .. دا الوضوح كله جاى بعدين...انتى لسه شوفتى حاجه !!
صاح بهم فارس بإندهاش من تلك التصرفات ... هو يعلم ان مصطفى يحقد عليه ولا يطيق له الخير ولكن ليس بتلك الطريبه المريبه فمصطفى يبدو بأنه يريد الهجوم وأكلهم احياء
_ هو فى أى ؟!
_ الله يافارس ما احنا بنرحب بيها ... (ثم قال بغل) ولا انت بتغير بقي
اعتدل فارس على كرسية بخفه وذهب شكه قليلا بالوضع وهنا علم أن مصطفى يريد مضايقته ليس إلا
نطق فارس ببرود وسخريه _ تصدق وحشتنى !!
_ طب تصدق معرفتكش!!
كان هذا رده السمج والخبيث عليه _ لا نضفت يافارس وكبرت وبقيت تعرف تلبس وتتكلم .. فاكر يلا زمان لما كنت تقف تترعش ادامى زى العصفور المبلول!
ثم ضحك بعدما سمم جسده بكلماته المستنسخه من السهام النارية
نظرت له ملك تلك المرة بإحتقار وتناست خوفها قائلة وهى تمسك يد فارس بين يديها وتاغزله بمنتهى الحب
_ فارس حبيبي طول عمره استايلش وجنان وانسان رقيق ... بس بردو التغيير حلو وهو لايق فى كل حاجه
لم يكلف فارس نفسه عناء الرد على حقير مثل هذا فقط ظل يطالعه ببرود واستفزه أكثر عندما مسكت ملك يديه وقالت تلك الكلمات
ابتسم لهم مصطفى ...
وعندما نذكر ابتسامة مصطفى فدعونا نتحدث عن إبتسامة أكثر الأشرار قذارة .. ابتسامه لتوها خرجت من احضان ابليس إلى وجهه فورا وعقله يفكر بطرق كثيرة لإخفاء اجسادهم بعد أن يقتلهم بيديه !
_ربنا يخليكم لبعض يارب !
لقد اكتملت ... رحمه تدعى لهم وتباركهم ، نظر لفارس وملك المبتسمين ثم هز رأسه ونظر لها مصطفى قائلاً بنبرة شر وابتسامة چوكر _ ربنا يديهم اللى فيه الخير !
جلبت رحمه من على الطاولة المتنقله ذلك "الديك الرومى" الكبير الذى اعدته خصيصاً لفارس ، ووضعته فى وسط طاولة السفرة
وبدأت بالغرف لكل شخص وعيون مصطفى لا تتزحزح من على فارس وملك وخصوصاً الأخيرة
_ بقولك أى يارحمه ..متنسيش تجيبيلى من الصدر ... اصلى بحبه اوى !!
جمله طبيعيه جدا .. او كانت من الممكن أن تكون طبيعية إن كان يقولها وهو لا ينظر على جسد ملك .. ولكن عيناه رشقت بها ونطق الجمله بطريقه لعوبه للغاية ، ثم أكمل وعيناه لمع بها الخبث
_ بس إلا صحيح .. هو صدره صغير كده ليه ؟!
حرفيا كادت ملك أن تبلل سروالها من كثرة الإحراج والخوف أما فارس فأنتبه كثيراً لتلميحاته وطريقته ولكن لم يخطر بباله بأنه قد يكون يعرف ملك من قبل !
صمت للحظات دار وكل من مصطفى وملك يتبادلون النظرات المرعبه
_ هاى !
رفعوا انظارهم وياليتهم ما رفعوها !
تقف أمامهم وترتدى ذلك القميص الأحمر بحمالات وجسدها كله محدد بطريقه فاضحه
لم يرد عليها أحد فقط تطلعوا إليها وخاصتاّ ملك التى تفاجئت من جرءتها الغير محترمه بالمرة .. كيف تقف هكذا امامنا وغير ذلك يوجد اخ زوجها !!، هل اصاب عقلها شيئ ؟!
وها هى الفرصه قد اتت لمصطفى ليقهر فارس فصفر بطريقه مستفزة وهو يطالع جسد شمس حتى يقهره ويثبت له انه ليس برجل وان شمس مازالت تتحكم به ولن يقدر على الحديث أو الاعتراض
ولكن فاجئه رد فارس الغاضب جدا والقوى بشده
_ والهانم منزلتش عريانه ليه !! ... كلفتى نفسك والله ولبستى حتة خلقه تدارى بيها لحم رخيص
فتحت شمس عينيها على آخرها فى حين نظر له مصطفى بسرعه وهو حقاً مصدوم ... كان يتوقع أى شيئ بتلك الحياة إلا أن فارس يهين شمس ولو حتى بنظرة واحده عابرة
_ انت ازاى تتكلم كده!
ردت عليه بعصبيه ووجه محمر من الخجل والحرج وأيضا الغضب .. فغير انه هو من يقول هذا الكلام ولكن تلك العقربه درتها تجلس على العشاء!!
وقف فارس من مكانه وصرخ بقوة _ اخرسي يا زباله ... صوتك دا ميطلعش تانى ... زيك زى اى حاجه ملهاش أى لازمه فى البيت ... زى الكرسي اللى بنقعد عليه أو الجذمه اللى بنلبسها دا لو قبلنا ...
حالة من الصمت والزهول سيطرت على الجو ... تجمعت الدموع بعينيها ومصطفى عيناه لا تنغلق من كثرة الصدمات
_ انت .. ا
قبل أن تكمل ماكادت أن تقول نطق بإحتقار وغضب _ مش عاوز اشوف هيأتك القذره دى ادامى ثانية واحده كمان ...
ظالت صامته وجامده لا تتحرك فصرخ بقوة اهتزت لها الأبدان
_غورى من وشي !! ...
جرت فجأة قبل ان تسقط دموعها وتنهار امامهم ... لم تتوقع أبدا أن يكون هذا رده ...
توقعت أن ينبهر بها وينسحر وينسي كل ما مضي ولكنها تأكدت الآن أنها تتعامل مع فارس محتلف تماماً عن اللذى عهدته
جسد فارس كله متشنج اثر الغضب الشديد وفعلة شمس ....
ومصطفى ينظر لفارس بإستغراب ... كان كالتائه والوضع غريب عليه للغاية. ...
نطق فارس بجمود وأمر _ ملك... اطلعى فوق !
هزت ملك رأسها ولم تجادل وهى بالأساس تريد الهرب منذ أول لحظه !
بعد ذهاب ملك أمر مصطفى قائلاً بعمليه بحته_ ورايا ع المكتب .. عندنا شغل!!!
اصبح فارس الآن يأمر ويصرخ ويغضب وخرج له صوت ... اصبح لا يهاب احد ولا يعبأ لمشاعر أحد
و هنا أدرك مصطفى أن آخر لقاء بينهم منذ اعوام ... كان له مفعول سحرى !
__________________
_ أنا مش موافق ،وليه يبقي فى الفندق اللى انت حددته !
صاح مصطفى معترضا وغاضباً على أمر فارس بأن يتم الإفتتاح فى الفندق الذى طلبه خصيصاً .. لا يعلم لما رفض ولكن يشعر أن داخله يتم نهشه ... عندما رآهم معا ً ، فار جسده وانتفض ، لا يعلم لما
هل يغار عليها .. هل تؤثر به تلك الفتاة أم لأنها فقط هى الوحيدة طوال حياته من تجرأت ورفعت يديها عليه
ولم تكن أى ضربه فقد كانت قَتله مُعتبرة نالها لأول مرة على يديها هى فقط
يغلى من الداخل من الحقد والغيرة .. كان يأمل بأن تتحسن الأوضاع بينه وبين اخيه و يتركه بحاله ولكن بعد ما حدث وما علمه لن يتركه مادام به النفس ومادامت ملك بعصمته !
_مش شايف أى سبب وجيه لرفضك ... الفندق فى السخنه وصرح عظيم جدااا وإفتتاحه هيبقي قبل اليوم اللى هنفتتح فيه مستشفى العمرى ودا هيعملنا دعاية كبيرة جدا من غير تعب خصوصاً أننا أول مرة هنبقي بنستثمر فى الصحه ..
أخذ نفس عميق بهدوء ثم أكمل كلامه العملى ببراعه جعلت مصطفى صامت لا يتحدث ولا يتمكن حتى من مقاطعته
_و فرع برلين بعدها باقل من شهر هنفتتحه فى ألمانيا فلازم نبقي واجهه مشرفه أدام شركائنا ونقعدهم فى مكان يليق بأسمنا ومكانتنا ونوريهم الجانب الحلو من بلدنا
نظرة انتصار وغرور احتلت عينيه وملامحه ثم اكمل
_ولو لفيت مصر كلها مش هتلاقي فى جمال الفندق دا ولا رُقيه وأنا عملت دراسه بكل الأماكن اللى كان ممكن نمضي فيها العقود النهائية ونستضيف الوفد الألمانى وبعدها نفتتح المستشفى وبمصادرى الخاصه عرفت أنه اخد تصريحات وتوصيات كتيرة جدا حتى قبل تشغيله لأنه مصروف عليه مئات الملايين وأساسه عظيم وتم التعاقد مع أكثر المديرين كفاءه حول العالم حتي العاملين فيه سواء فى ال room service او المطبخ ومتأمن بقوة ... دا غير الإستقبال طبعا وفخامته
ما إن أنهى كلامه الشديد الثقه والتأكد ردد بقوة
_ها تقدر تقولى أى اعتراضك بالظبط !!!؟
هل بان مصطفى لتوه كالأبله ؟! . نعم بالطبع فحديث فارس جعله يشرد بعيداً ويسأل نفسه "هل هذا فارس أم انه تم تبديله فى الطائرة ؟!"
جمع شتات نفسه التى بعثرتها ثقة فارس التى أصبحت ذائده فى نفسه
تجاهل الحديث فى موضوع الفندق ليهرب من قول كلمة "موافق" التى فى مخيلته إن قالها فسوف يخسر جزء من كبرياءه
هل يظن نفسه أنه لا يخطىء ؟!
لابد بانك تحتاج للتكسير مرة أخرى فارس
فكرته الشيطانية تلك تترجمت فوراً فى حديثه الشامت نسبياً
_ الشركه الالمانيه طوال تلات سنين بيتهربوا من مستحقات كتير جدا وفى المقابل نسبتهم فى كل حاجه زى ماهى ودا فوق حقهم .. وانت المفروض اللى بتواصل الشغل هناك وماسكه وكان لازم المشاكل دى تتحل من أول يوم !
ابتسم فارس نص ابتسامه فقد فهم نوايا أخيه ! _ وهو دا اللى عاوزك فيك ، احنا نقدر نعمل عقد تانى يضمنلنا إننا نبقي مسؤلين بنسبة ٧٠٪ من كل حاجه ... المصنع والمستشفي ويبقي دا قبل الإفتحاح مباشرتاً وهو دا يبقي الشرط اللى فى العقد الأخير للإدارة إللى المحامى الغبي مفهمش من الثغرة اللى فيه إننا نقدر نتحكم في البند الرابع زى ما نحب بس شكلك مشغل حمير !
تعبيرات وجه جديه وطريقة جلوس مختلفه تماماً ً ، كلها هيبه وثقه مع ظهر ورأس مرفوعين و لهجة صوت عمليه جعلت منه حقاً "رجل أعمال "
ردّ مصطفى وتعابيره غير مسترخيه ولكن عمليه بشكل أو بأخر _ وأى اللى يخليهم يوافقوا على كده .. هتعمل العقد وهتتحكم فى البنود بس بردو هتفضل المشكله الأخيرة فى التنفيذ .. متنساش إن مصنع الأدوية أصله ألمانى وأحنا استثمرنا فيه مش زى المستشفى احنا اللى خططنا لبناءها ، يعنى ملناش الحق اننا نتحكم فيه حتى لو معانا شرط بيمكنا من تغيير البند الرابع!
كانت ردود مصطفى واثقه وبالغة الفهم أظهرت خبرته بالعمل طوال تلك السنوات فهو قديم بالسوق
إبتسم فارس بإطمئنان ثم تحدث بنفس النبرة الواثقه _ واللى يجيبلك الموافقه !
أراح مصطفى جسده إلى ظهر الكرسي الجالس عليه
ثم ضيق عينيه وسأل فارس بإهتمام مستغرباً _ إزاى ؟! .. معقول فيه حد ممكن يضحى بكل الأسهم دى بالسهولة دى كلها لا ويخلينا نتحكم فى اكتر من تلت مصنعه اللى بقاله سنين شغال ونيجى احنا ناخد كله على الجاهز !
ضحك فارس بخفه ثم أردف _ فعلاً مفيش بنى آدم عاقل ممكن يعمل كده إلا في حالة ان الوكيل بتاعهم يكون قاعد ادامك دلوقتي وهو اللى بيعرض عليك الفكرة بإسمهم !
فجأه اعتدل على الكرسي مرة اخرى وفتح عينيه نصف فتحه قائلا ً بدهشه _ انت وكيل الشريك الألمانى !!
هز فارس رأسه فى غرور وثقه فأمتعضت تعابير وجه اخيه ... اصبح يتضايق من هذا الفارس الذى يبدو انه تغير وكثيراً
طريقته فى فهم العمل ومراجعته وكيف انه قد اكتسب خبرة عشرون عام فقط فى ثلاث سنوات ليس إلا!!؟
شعر ببعض الخوف الطفيف ولكن "على مَن" فسيظل ذلك الشبل من ذاك الأسد
توتر من الداخل فأراد محو ابتسامته الواثقه فأسند جسده للوراء مره اخرى فى استرخاء ثم تحدث بإستفزاز ونصف ابتسامه خبيثة _ امم .. وياترى بقي أديتها أى علشان تجازف وتخليك وكيلهم !!
تأمل به فارس لحظات قليلة ثم بنفس إبتسامته مال بجسده تجاه مصطفى ونظر داخل عيناه بقوة قائلاً بلؤم ومغزى وصوت خشن قريب للهمس وهذا ماذاده عمقا
_ مفيش... أصلى حاولت اغتصبها قبل كده ومنفعش فحبت تعوضنى !
أنهى كلامه بغمزة ليفهم مصطفى على الفور ما يرمى إليه وبادله نظرته اللئيمه الحاقدة ...
ساد الصمت للحظات تقاذفا فيه أسهم النظرات
نهض فارس من أمامه بكل غرور قائلا ً قبل ذهابه _ خلى المحامى يجهز العقد ومتنساش تقوله يشغل دماغه!
ثم توجه ناحية الباب بخطىٰ رزينه وحتى مشيته تغيرت للغاية
سرت حمم العسير مسرى ٰ الدم بعروقه من طريقة فارس المستفزة والواثقه .... أين ذهب ذلك الذى كان يرتعش من مجرد الوقوف امامه ولم يكن يجرؤ على النظر داخل عينيه !
اللعنه يريد حرق فارس ... يريد نزع قلبه من مكانه وتمزيقه ...
آه .. عندما يتذكرهما معاً يجن ... والاقسي عندما يدرك أن شمس رفضته ثم قبلت بفارس .. وجاءت من بعدها ملك لتكرر فعلتها وتتزوج من نفس اللعين ... ولكن ملك شيئاً آخر... هو لا يعلم ماهو هذا الشيى ولكنها.... ولكنها تحتل جانب كبير من تفكيره .. طوال تلك السنوات حاول نسيانها ولكن ماحدث بينهم لا ينتسي .. حدث غير طبيعى ونادر الوجود أن تضربه فتاه وكأنها إحدى المصارعات بل وتصوره أيضاً لتمسك عليه ذِله !! ... كل ما يعلمه أنها انثي استثنائية ومميزة للغاية.
قرر بث حقده وكرهه فى كلمات غاية فى القسوة ليقدم لفارس وجبة دسمه من المهانه والإذلال فنطق بخبث دافعه الغل ، الحقد والغيرة !
__هو انت كل حريمك كده يافارس ،لازم يعدوا عليا ياخدوا ختم الملك الأول!
أصابه الشلل بعدما كان قد أقتربت يداه من مقبض الباب ليخرج
وقف مكانه وسقط عقله فى جهنم يستشير شياطينها فى تفسير ما سَمِع
المنطق_يعنى اى حريمك دىىىىى !!! ... يعنى قصده أى .. مش شمس بس اللى عدت عليه ...
العاطفة_ اسكت .. اسكت متسخنوش اكتر ماهو مولع ... أكيد عاوز يغيظه وخلاص ويعصبه ... عاوزك تشك فى ملك كمان يافارس
المنطق_ بص يافارس نظراته ليها وطريقته وهو بيتكلم دى مش غيرة منك بس لأ دا الموضوع شكله كبير ، كبير اوووى وأقسم بالله ليبقي فيها دم المرة دى ، عشان وساخته ذادت عن حدها !
من الجيد أن ظهر فارس كان لمصطفى فلو رآى تعابير وجهه لأحترق مكانه ...
شد فارش قبضتيه بقوة وعروق ساتديه اصبحت بارزة للغاية ... كز على اسنانه عندما تذكر كل ماحدث ... عندما تذكر الذى لا طالما هرب منه ... مصطفى قد لمس شمس ! .... ما أفظع تلك الجمله ... انها بمثابة فاجعة ...
بعد لحظات تخللها الصمت ... رسم فارس ابتسامته المزيفه على وجهه _طريقه نفسية ليقنع نفسه بالهدوء_ ثم فرد ظهره أكثر والتف ناحية مصطفى
_ وختم الملك مش أى حاجه ... فما بالك بقي باللى يعرف يمحيه ..
نطقها بهدوء وثقه عاليه ولم ينسي إلحاق ابتسامته المستفزة بمؤخرة كلامه الذى هداه عقله إليه فى تلك اللحظه العصيبه واالمنضغطه بشده
لم يتفنن مصطفى فى عذاب اخيه فارس بتلك الطريقه؟!
لم يختار اقسي الكلمات وقعا ً واكثرها اهانه ليستخدمها ضده !؟
هل إلى هذا الحد يكرهه ولا يطيقه
ضحك فارس بمرارة داخله وهو يحاول ايجاد تفسير لأفعال مصطفى الشيطانية ،
ثم بعدما أنهى جملته التف مرة أخرى وتابع سيره بهدوء شديد لم يذيد مصطفى إلا اشتعالاً
_اصبر عليا يافارس وملك هتحصل شمس والقوة اللى انت راسمها دى أنا هدمرها ادام عينك من تانى وكل ماتحاول تشم نفسك عليا هخنقك .
افكاره قذرة ومؤذيه ولا تليق بمشاعر البشر الأخلاقيين ..
نوىٰ لفارس نيه سوداء على أن يدمره كما فعل من قبل وكما كان يفعل دائماً
.........................
من الخارج جليد ومن داخله حرائق الأمازون تشتعل وتحرق كل خلاياه بأكثر طريقه وحشيه وُ
جِدَت
أسرع من خطواته فى غضب چم وكبير متوجهاً نحو غرفته هو وملك والأرض تشهد بأنه يبثها غيظه من قوة ضغطته عليها بسبب ذلك الإبليس
_مللككككك!!!
صوت صراخ قوى كان آخر ماتم سماعه بعدما دخل بسرعه واغلق الغرفه فى حين أن"ملك" قد شحب لونها فجأه أثر صوته الخشن والغضبان بطريقة تقتل وعلمت أن ماخافت منه ... قد حدث !!