الفصل الرابع والأربعون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات
نظرت له رنيم في شراسة ثم كادت أن تتجه لغرفة الملابس لكنه شدها من زراعها يمنعها
_ رايحة فين اترزعي هنا
رفعت حاجبها مجيبة _ مش بتقول امشي
_ وانتي ما صدقتي .. اقعدي مكانك متتحركيش
ثم أجلسها لتريح ظهرها الذي تألم من غضبها ووقفوها لمدة طويلة .. مال عليها فواز ثم قال
_ هدخلهم ..خمس دقايق .. خمس دقايق مفيش غيرهم وهطردهم !
_ عاوز تعامل الناس إللي وقفت جمبي وجمب ولادك بالشكل دا
قالت بنبرة تأنيب ليقول في حزم
_ رنيم .. متتكلميش في الموضوع دا
صمتت تنظر له بينما يكمل بنبرة آمرة متوعدة لها إن لم تنفذ ما قاله
_ البسي حجاب حلو ... وظبطي دنيتك كدة وبطلي فرك بقى
نظرت له في بعض الخوف والإعجاب ... فغيرته لا تستطيع إنكار أبدًا أنها تسعدها وتفرح قلبها .. ابتسم بخفة ثم بسرعة نزل بشفتيه فوق وجنتها ليقخطب قبلة سريعة لتضع يدها مكان القبلة وتنظر للأسفل .. بدا كالمراهقين ... اعتدل وابتسم لنفسه.. لقد تجرأ وقبلها بعد كل ما حدث ويبدو أنها لم تنفر من الأمر ....
خرج فواز ليقابل الضيوف ةيرافقهم خطوة بخطوة !
رنيم كانت جالسة على الأريكة، تشعر بالتعب بعد الولادة، تحاول استعادة قوتها ببطء.دخلت إسعاد مع محمود، يحملان هدية صغيرة للطفل ويبتسمان بحنان.
_إزيكِ يا رنيم؟ حمدلله على سلامتك يا حبيبتي
قالت إسعاد بابتسامة رقيقة وهي تضع الهدية على الطاولة بجانبها وضمت رنيم بخفة وبحنان
رنيم ابتسمت برقة وهي تشكرهم. لكن الأجواء توترت فجأة عندما ظهر فواز في الصورة ، يقف بجانب الباب، ينظر نحوهم بنظرة حادة لم يستطع إخفاءها.
_اتفضلوا
قال بصوت جاف، لكنه كان واضحًا أن هناك شيء يزعجه.
جلست إسعاد بجوار رنيم يتحدثون مع بعضهم بحب واهتمام،
وظل محمود واقفًا مكانه ونظرات فواز ثاقبة متوجهة نحوه لا تفارقه للحظة ليشعر بالتوتر وبأنه مراقب وكأن عيون فواز كانت كعيون قناص تترصده ..
_ عزيز الكبير
قالت رنيم التي أخبرت إسعاد بأسماء أطفالها ثم شرحت لها ما حدث معها حتى وصلت إلى أن عزيز هو الطفل الأكبر بعدة دقائق ... فقال محمود
_ ما شاء الله .. ألف مبروك
_ الله يبارك فيك !
رد فواز سريعًا بينما يضغط فوق أسنانه مقاطعًا رنيم ابتي كانت سترد له تهنئته
_ تعالي شوفيهم يا طنط إسعاد
قالت رنيم لتهم لتقف وهنا توجه نحوها فواز سريعًا يسندها أمامهم في لهفة ليس لها أي داعي لكن شيىء داخله دفعه ليفعل ذلك أمامهم ونظرات محمود ساخرة ومتفاجئة من كم الغيرة والغضب الذي يراهم في عينيه
لم يكن فواز قادرًا على تحمل وجودهم واقترابهم من أطفاله . كانت غيرته تشتعل بداخله كلما رأى أحدهم يتحدث معها أو يحاول مداعبة أطفاله ولو من بعيد أو يلمح تلك النظرة الحانية على وجه محمود. بدأ يتحرك في الغرفة ببطء، يحاول السيطرة على مشاعره لكنه لم يكن قادرًا على إخفاء غضبه.
_ مينفعش حد يبوسهم !
قال فواز برفض خرج تلقائيًا ما إن رأى إسعاد تهم لتحمل أحد الطفلين لتقبله ليمنعها فنظرت له إسعاد بحرج ومحمود بغضب من تصرفاته ورنيم شعرت بالإحراج الشديد من طريقته معهما وغروره عليهما ...
وبخطوات محسوبة، اقترب من رنيم وجلس بجانبها على الأريكة، مدّ يده بلطف ووضعها حول كتفها كأنه يثبت شيئًا.
_الحمد لله، رنيم بقت كويسة وبتتعافى بسرعة. أنا كنت معاها طول الوقت.
قال بنبرة متعمدة وهو ينظر مباشرة إلى محمود، الذي لاحظ تلك الحركة لكن لم يعلق.
رنيم نظرت إلى فواز باستغراب، تعلم جيدًا أنه يحاول إظهار سيطرته عليها أمامهم. شعرت بيده تشتد قليلاً على كتفها، كأنه يود أن يقول للجميع أنها ما زالت "ملك" له، وأن لا أحد يقترب منها أو يحاول أن يحل محله.
_ ولادنا شبهي أوي مش كدة ؟
قال فواز بابتسامة خفيفة، لكن نظراته كانت موجهة نحو محمود، وكأن كلماته تحمل تحديًا غير معلن لكن محمود قابله بسخرية واستفزاز
_ بعيد الشر عنهم
_ قصدك إيه !؟
سأل فواز في تحفز ليقول محمود متجاهلاً فواز
_ يتربوا في عزك يا رنيم
ضغط فواز على كتف رنيم في عنف ولم يشعر بنفسه من شدة الغضب وكاد أن يقف ليواجه ذاك الذي لا يكف عن إثارة غيرته لكن رنيم منعته بقبضتها فوق فخذه
إسعاد لاحظت طاقة الغضب المنثورة في المكاز و حاولت تغيير الأجواء وابتسمت وهي تتحدث عن هدية الطفل، لكن التوتر كان واضحًا في كل حركة لفواز. رنيم شعرت بالتوتر يتصاعد في الغرفة، كانت تريد أن تنهي هذا العرض الذي يقوم به فواز أمام الجميع، لكنها لم ترد أن تثير أي مشاكل أمام ضيوفها.
وفي تلك اللحظة، كان فواز قد حقق ما أراد: أن يثبت لمحمود وإسعاد أن رنيم ما زالت له، وأنه لن يسمح لأي أحد أن يتدخل في حياتها أو يقف بينهما.... ولكن لمن يثبت فهما لا يحتجان لأي إثبات !
انتهت الزيارة التي استمرت لدقائق بسيطة امتلئت بالتوتر لتستأذن إسعاد وسط حرج رنيم من أفعال زوجها مع ضيوفها
خرج معهما فواز ليصلها للخارج بعدما حذرته رنيم بعينيها أنه يجب أن يرافقهما حتى باب الخروج ....
ما إن وصلا لباب الخروج طلب محمود من والدته أن تنتظره عند السيارة ليلف لفواز الذي نظر له في عدم فهم ليقول
_ فواز .. مفيش داعي إنك تعاملنا بالطريقة دي
_ وتحب اعاملك إزاي؟ وأنت السبب في كل حاجة حصلت بنا
قال فواز في صوت خافت لكنه غاضب ليقول محمود
_ مش أنا الملام الأول ولا الوحيد .. أبوك يا فواز ! أنا اللي فضلت أدور على دينا في كل حتة لحد ما عرفت إن أبوك هو إللي ورا كل حاجة وأنا اللي قولتلك على مكانها عشان تروح وتعرف كل حاجة بنفسك
نظر له فواز في اندهاش ليخرج محمود هاتفه من جيبه ويستخدم الرقم الذي بعث له منه الرسائل
_ أنا إللي بعتلك .. ودا الرقم !
ذهل فواز مما سمع فمحمود هو وراء معرفته للحقيقة
_ أنا مش عاوز رنيم خالص ولا بفكر فيها بأي شكل وحش وطول ماهي عايشة معانا متقفلش علينا بابا واحد لواحدنا ابدا ... هي مش في دماغي
ثم قال محمود بقوة وهو يرفع يده ليرى فواز علامة البصمة الزرقاء ليقول محمود
_ أنا كتبت كتابي على هاجر بنت عمي وبقيت راجل متجوز وبحب مراتي فمفيش مني أي قلق خالص.. وحاولت أصلح الغلط إللي أنا عملته
لم يجيبه فواز بأي كلمة ليكمل محمود
_ مش بقولك كدة عشان أحسن صورتي أدامك.. بقولك كدة عشان أمي بتحب مراتك واتعودت عليها وبقوا عشرة وانا مش هبقى مرتاح لما أبقى عارف انك كل مرة هتعاملها بالطريقة دي
ثم أنهى كلامه بنصيحة
_ خلي بالك من مراتك وولادك ومتضيعهمش المرادي !
غادر محمود وبقى فواز مكانه .. فالجميع ساعده .. الجميع حاول أن يصلح خطأه إلا والده ! .. شعر فواز بغصة في قلبه من إدراكه لهذه الحقيقة لكنه شعر أيضا براحة شديدة بعدما علم أن محمود لا يشكل أي خطر عليه ولم يتطور التعامل بينه وبين رنيم ! ... ومع كل ذلك .. مازال يضايقه وجوده ومازال يغار منه ! ...
______
أهو فواز عرف ان محمود مقربش من رنيم خالص أهو ❤️ قولتلكم اصبروا عليا وثقوا فيا .. أنا مبكتبش حدث إلا وأنا عارفة إن ليه أهمية وإني هستخدمه .. الرواية كدة خلاص هتخلص بعد رمضان أو آخر رمضان .. ولسة العرض شغال .. كلمونا وتساب 01098656097 واشتروه .. والنوفيلا بقول تاني مش هتتنشر خالص .. هي فقط للبيع ❤️