الفصل الخامس والأربعون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الخامس والأربعون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات 


عشق أولاد الذوات:

_ كدة ينفع أسلوبك دا .. فضحتني 


قالتها رنيم في وجه فواز بعنف ما إن دخل الغرفة ليقول 


_ احمدي ربنا اني دخلته اصلا ! 


_ ومتدخلوش ليه يعني دا زي اخويا 


قالت رنيم في تأهب لينظر لها في غضب ساحق ولم يعد يتحمل طريقتها في الدفاع عن محمود وعائلته بل ونعته بأخيها 


_ اخوكي مين انتي شيفاني مركبهم ولا إيه ؟


_ متقولش الألفاظ دي ونضف دماغك 


هاجمته لينظر لأطفاله ويحاول كظم غيظه فقضم شفتيه وعاد ليقول 


_ رنيم ... مش عاوزين نتخانق وانتي لسة والدة وتعبانة وعلاقتنا أصلا مش ناقصة اللي انتي بتعمليه لأن كله أصلا بسببه هو 


 لكن رنيم قد نوت العراك .. نوت ألا تندمه على تكبره عليهما بهذا الشكل لتسخر سخرية لاذعة 


_ ههه لا دا كله بسببك أنت وبسبب قلة ثقتك فيا .. وكله بسبب أبوك إللي كان عنده استعداد إني أموت على إيدك يومها ولا أبقى في نظرك واحدة خاينة معندهاش شرف! و لو كنت بتثق فيا ولو لحظة كنت حتى سمعتني ! كل إللي حصل بسببك  

 

_ يعني هو بريئ وأنا الوحش إللي بيعمل كل حاجة وحشة صح  


هتف فواز بصوت مرتفع ونسى أطفاله ونسى كل شيئ لتقول هي الآخر بصوت عالي 


_ أيوة صح !


_ تمام أوي كدة .. خليكي على كدة بقى ...   


صرخ فيها ثم خرج من الغرفة وضرب بابها بعنفٍ شديد ليرتفع بكاء من شدة الضربة وصوتها العالي فذهبت رنيم سريعًا لأطفالها وكم شعرت بالحزن الشديد على حالها وعلى حالهم وبكائهم الذي لا يقل ولا ينخفض .. طفلين في نفس الوقت يصرخان وهي وحدها تتألم وتتوجع نفسيًا وجسديًا ويبدو أنها دخلت في حالة إكتئاب ما بعد الحمل وهو كما هو يغضب ويرحل ولا يعطي لها فرصة للتوضيح أو حتى لتقول كل ما في خاطرها ...


سقطت دمعة منها وهي شاردة لتجد كف رجولي رغم خشونه إلا أنه كان غاية في الحنان وهو يمحي دمعتها التي أحرقت وجنتيها الجميلة 


_ أنا آسف 


نظرت له بأعين حمراء حزينة .. لقد أتى وعاد وخالف ظنها بل نظر لها في أسف واعتذر ثم جلس أمامها على الفراش وطفليهما في المنتصف يفترشان زراعيها وهو يداعب وجنتها المحمرة من البكاء ويشعر بالذنب لجعل هذا الوجه البريئ يحزن .. 


_ جاي عشاني ولا عشان سمعت ولادك بيعيطوا ! 


قالت رنيم في تأنيب وضمت شفتيها ليبتسم لها ببعض الرفق ومد أطراف أصابعه تتلمس شفتيها ثم همس 


_ بصراحة .. 


اقترب منها فشردت فيه ثم قال


_ عشان سمعت ولادي بيعيطوا ومفيش رجالة بتعيط 


_ آه لأ دا شكل موضوع النشفان دا طلع بجد 


قالها فواز ما إن صدمت رنيم رأسها برأسه عمدًا ثم نظر لها مندهشًا 



_ إيدك بقت بتطول عليا يامو العيال ! 


ضحكت رنيم بخفة رغم أن الدموع لم تجف لكن هذا اللقب أسعدها كثيرًا لتدرك أنها بالفعل أصبحت أم أطفاله .. أطفال فواز زين الدين .. حبيبها وزوجها أمام الجميع ! 


_ عجبتك أوي 


ابتسمت في خجل وهزت رأسها بالموافقة ليقترب منها متجاهلين تمامًا بكاء الطفلين ومستمرين في وصلة الغزل غير العفيف تلك 


_ مش عايزة تبقي أم البنات ..


عرض بنبرة موحية لتشيح وجهها في خجل فاقترب أكثر يهمس 


_ لو عاوزة شاوري بس و أنا رقبتي سدادة  


_ فكك من الكلام دا وخد شيل عني 


_ فكك وخد ! فصلتيني ! 


قال فواز في نفور ثم ابتسم وهز رأسه فهو أب لثلاثة أطفال وليس إثنين ! بل رنيم طفلة أكثر من أي طفلة ! 



حمل عنها حبيب ثم وقف يسير به في الغرفة محاولاً تهدئته وما إن غفى على زراعه حتى فعل نفس الشيئ مع عزيز .. 


نظر لرنيم ليجدها ذهبت في غفوة دون أن تشعر لينظر لها في حنان كبير وشفقة فتحمل مسؤولية توأم صعبة للغاية خصوصًا لمرأة حديثة الأمومة ... 


سطح أطفاله وعدلهم كما علمته والدته ... ثم اقترب من رنيم يضبط وضعية جسدها وهي مستسلمة تمامًا من شدة التعب والألم ... 


تأملها مع أطفاله في نفس الفراش لتتلألىء الدموع في عينيه وهو يرى عالمه كله فوق الفراش ليحمدالله على نعمة وجودهم .. ثم غطاها و هم ليرحل لكنه فجأة وجد 


يديها تقبض على كف يده وتنظر له في نعاس واحتياج شديد ليدق قلبه بعنف وتنهد في شوق وحب ثم شددته برفق لينضم للفراش معها ومع أطفاله وضمها إلى صدره محاولاًا ألا يأتي على مساحة صغاره 


ضمت رنيم يد فواز إلى صدرها ليدفن رأسه في الفجوة ما بين عنقها وكتفها يتنفس رائحة جسدها ... رائحة اختلطت برائحة أطفاله ورائحة اللبن الذي يغذيهم .. إنه ينام بين زراعيها ! شعر وكأن حضنها يضم روحه ويعيدها إلى جسده وكم استاق لأن ينام بين زراعيها ويستكين 


واستكان فواز الذي لم يتخيل يومًا أن هذا الفراش الواسع الذي كان يشعر فيه بالغربة .. أصبح الآن أدفئ وأكثر مكان يشعر فيه بالراحة ! ... لم يكن فراش بل كان تجسيدًا صغيرًا للنعيم ...  


أغمض عينيه لدقائق ثم فجأة ارتفع صوت صراخ أطفاله ثانية .. الطفلين في نفس اللحظة يصرخان ليفتح عينيه في إرهاق شديد .. عيون حمراء من نقص النوم والراحة وكذلك رنيم التي ما إن سمعت صوت بكائهما حتى اعتدلت لتلتف لفواز ودفنت رأسها في صدره تبكي على حظها ! طفلين ! هي التي لا تستطيع أن تتحمل مسؤولية نفسها يا الله ! . 


ربت فواز على زراعها _ معلش يا روحي .. نامي انتي وأنا هقوم أشوفهم 


_ عاوزين يرضعوا!  


قالت في أسى ليهذي فواز ومازال عقله بين النوم واليقظة 


_ نامي وأنا هرضعهم 


_ أنت إيه؟ 


ضحكت رنيم في خفة رغم تعبها ثم قالت 


_ أنت بتخرف من قلة النوم 


ضحك ضحكة بسيطة مرهقا وقال 


_ الظاهر كدة .. دا لسة الطريق طويل 


_ أنا تعبانة عاوزة أنام 


اشتكت رنيم متذمرة كالطفلة ليربت على ظهرها ومازالت في حضنه 


_هجيب حد يساعدك يا روحي ان شاء الله... 


وبعد لحظات بسيطة اعتدلوا وشرعوا في تهدئة عزيز وحبيب وإطعامهم ... 


____


👿👿👿نهاية الفصل👿👿👿


مفيش فصول الخميس 🤍🤍🤍❤️

تعليق واحد

  1. عشت وشفتكم اسرة قطقوطة يحبايبي😭💕💕💕💕💕
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.