الفصل التاسع عشر الجزء الأول من رواية انحنى من أجل الحب
____________________
_إزيك !؟
مرتبكه وعيناها تدور المكان وتطالع كل شيئ ماعدا هو ، كم تمنى أن تكون هكذا ولكنها سألته فى قوة وبرود "ازيك !!" .. بعد كل الفاجعات التى حدثت تأتى ببرود وتسأله ذلك السؤال ، بعد فُراق ثلاث سنوات لم تحدثه ولو لمرة واحدة لتطمئن على حاله أو حتى تعتذر ولو اعتذار بسيط ... ولكنها لم تهتم بالشخص الذى دمرته من وراء افعالها القاسيه والمخيفه
هه وماذا يتوقع من شخص مثلها هى والحقارة وجهان لعمله واحده !
ابتلع غصته بقلبه و أعطاها ظهره ومال على الاريكه ليلتقط قميصه ويرتديه ولم يعطى أى اهتمام لسؤالها وكأنه لم يسمعها
_ انت مبتردش عليا ليه ؟!
ضحك بقوة ازعجتها بعدما ترك قميصه ولم يكمل ارتداءه ثم التف لها وخفت ضحكته وحلت مكانها ابتسامة باردة
_بيعجبنى فيكى ياشوشو بجاحتك !
ابتلعت إهانته لها الواضحه وطريقته اللئيمه ،
و وقفت رافعه رأسها فى شموخ تسأله بمنتهى الكبرياء عن هوية تلك المرأة التى قالت أنها زوجته
_مين دى يافارس ؟!
مازالت لا تصدق أنه من الممكن أن يكون قد تزوج عليها ونساها بتلك السهولة
طالعها ببرود ورد بسخريه _ مالك داخله حامية كده ليه ... دا بدل ما تاخدينى بالحضن وتقوليلى وحشتنى يا حبيبي
ارتفع صوتها عاليا ً صائحه _ بقولك مين البت دى؟!!!
_ صوتك ميعلاش !!
ارتجف جسدها تلقائياً ورمشت خوفاً بعدما زئر كالأسد بوجهها وعيناه تشع قوة وتحكم
ثم تابع ببغض _ مصره تعصبينى يا شوشو
حاولت عدم التأثر مع إن اوتارها ترتعش من انقلابه المفاجئ ولكن أصرت على الثبات
نطقت ونبرتها بها تحدى ونتفة سخرية ولمعة اعجاب ظهرت واضحه بعينيها رغم انها عانت لتخفيها مع معاينتها لجسده بعينيها وهى تتحدث كانت قنبلة إستفزاز
_ بس حلو الشعر الطويل وطريقة اللبس إللى اتغيرت ، وعضلات وفورمه ... الله يرحم !
انهت كلامها بإبتسامه معايرة ومستفزة ولكنها لم تنال مبتغاها فرد لها فارس الإبتسامه بأخرى أشد استفزاز وقال بمسايرة لطريقتها الخبيثه
_ لا بس أى رأيك .. جامد صح ؟!
تابع كلامه بغمزة من عينيه وابتسامه متسليه تعلو ثغره فرفعت هى حاجبها وضحكتها لم تختفى وقالت بتعالى
_ شغل عالى الصراحه
صمتت ثانية ثم اقتربت منه ببطئ ونعومه
وقف على مقربه منه قائلة بطريقتها الواثقه والمغويه _ زى ماكنت عاوزة بالظبط ..
(اكملت مرة أخرى لتذكره بأنه كان لا شيئ فى الماضى )
وبلهجه مستهزءه قالت _فاكر يافارس لما كنت دايما أقولك بحب الشعر الطويل أوى ... اهتم بلبسك بقي وبلاش التسعينات اللى انت عايش فيها دى ... أنزل جيم وشد جسمك وعضلاتك ... اتكلم حلو وخليك حمش زى الرجاله !
اقترب منها خطوة أخرى فأصبحت المسافه بينهم منطقة خطر !
ابتسم نصف ابتسامه ، إنفتحت شفاهه نصف فتحه وكأنه على استعداد لتلقي قبله ، نظر داخل عينيها بتركيز عالى وبدأ فى تنفيذ كل ما تعلمه طوال الفترة الماضية ...
نظرة خبيثة مركزة داخل عينيها ولكن تُشعِر من أمامك بأنك تطالع جسده وليس بؤرة عيناه .. أخذ نفس هادئ ثم اخرجه ببطئ ليلفح زفيره الساخن وجهها فأنعسها حُباً
أخذ يقترب بوجهه منها وعيناه ترسل رسائل تجعلها تهتز رعشتا ً ورغبتاً به ،
أدرك فارس ان العين هى عالم منفرد بأكمله ، العين هى سبيلك للوصول لكل شيى وليس هناك من يتحكم بنظرات عيناه واتجاه بؤرته مثل فارس ومع حركة شفاهه وتعبير وجهه الذي يحث أى حد على تقبيله جعلها على وشك السقوط من فرط النعاس والشعور بالحب يغزوها
سحب خصلة صغيرة من شعرها وتعمد لمس اطراف وجهها بأطراف اصابعه ليصنع حركه سطحيه للغاية قشعرت شعيرات جسدها الصغيرة التى لا ترى بالعين المجردة فجعلتها تغمض عينيها و تحرك وجهها ناحية يده لتداعبها فابتسم فارس ثقتاً وخبثاً فمن اول مرة قد ذابت شمس فما بالكم بالقادم
اقترب منها فارس وهى مازالت مغمضه عينيها وصوت انفاسها ارتفع وصدرها مع كل شهيق وزفير يرتفع ويهبط فى وتيرة سريعه
تقف أمامه لا يفصل بينهم سوىٰ إنش أو أقل.. كادت شمس ان تقترب وتقبله ولكنه ابتعد الإنش الذى اقتربه ليراوضها فعضت شفتيها ثم تنهدت بتعب مع حركة علو صدرها الخائبة الأمل التى تدل على نفاذ صبرها
ثلاث سنوات بعيده عنه ، طبيعى أن يكون جسدها مُتعب مشتاق اليه وينتظر دافع صغير ليطلق حممه ويحرق كل ما يطال
كانت شمس البركان وكان هو الدافع ، فارس وحده دائما ً ما كان الدافع لإشتعالها !
المنطق_ بقولك أى... أنا من رأيي تفكك من الإنتقام وتاخدلك بوسه البت تعبانه وعلى آخرها وأنا فرهدت ومش قادر أبوس ايدك متجيش تتناصح دلوقتي أنا محروووم من زمااان اووووى !!!!
العاطفه_ طول الوقت ماشي وريٰ رغباتك. ... انت فعلاً حيوان ... فارس؛ خدها فى حضنك دى مراتك وانتوا بقالكوا تلت سنين بعاد عن بعض .. انسي الكره والإنتقام، شوفت ملاك ازاى وعاوزة قربك .. سامحها وانسي الماضي .. صدقنى هترتاح وتريحها وتعيشوا فى جنه
المنطق_ الٰهى انت اللى ما تورد على جنه يا بعيد ..بقولك أى يافارس .. خلاص .. أنا سحبت كلامى .. ربيها وعلمها الأدب .. فرس آه بس بنت جذمه تستاهل ... وسيبنى أنا بقي مع سي محنوا دا أعلمه أنا من أول وجديد
وكعادته الأخيرة ... المنطق يفوز دائماً ...
نطق بصوت خشن مسيطر ولكن درجة حرارته مرتفعه للغاية _شمس!!
إخترق صوته جميع حصونها فلم ينفذ من بين كرزتيها سوىٰ تأوه عميق مردده _ آه !!
جامحه كما عهدها لم تغيرها السنوات ... وهذا ما سيساعده أكثر فى إذلالها ولكن كما اخبرته ملك .. فهو رجل !!
رجل قاطع تلك المتعه لسنوات ولكن الموت عليه أهون من أن ينحنى لها مرة أخرى حتى لو لازالت زوجته وحلاله
ناداها ثانيه
_ شمس
اجابته جيبه وعينيها مغلقه _امم
مشيٰ بطرف اصبعه على شفتيها _ مين اللى مش راجل؟!
أرادت أن تمسك يداه تقربها منها فابتعد إنش ثم
أمرها بقوة _ ردى!!
بنبرة قاتلة اجابته _ انت سيد الرجاله يا فارس !
_ واللى قولتيه من شوية !؟
_ مش فكراه !
زينت ابتسامته ثغره وثقته بنفسه إرتفعت ... فكان بينه وبين نفسه يراهن على أول لقاء .. فإن تم على خير ونجح به فسيستطيع الوقوف أمام انوثتها المتفجرة ورد لها الصاع صاعين .. اما إن انحنى * مش هتقومله قومه تانى*
اقترب منها وهواه الساخن اشعلها أكثر وقبل وجنتها قائلا ً بترويض
_شطورة
وما إن انهاها حتى كادت شمس أن تسقط من فرط ضياعها به وسرحانها به فشد فارس على خصرها ليمنعها من السقوط قائلا ً بإستهزاء _ إسم الله عليكى !
أسلوبه وطريقته ونبرة كلامه جعلوها لأول مرة تشعر أنها مع رجل حقيقي يعرف نقاط ضعفها ويعمل على إذابتها أكثر وأكثر
وضعت يديها على رقبته وفتحت عينيها ولم تعد قادرة على الصمود .. إن لم يأتى هو بالذوق فستقبله عنوه وغصب!!
اقتربت منه بسرعه وتعابير وجهها تنم على رغبه وحشيه فقد صبرت كثيرا وهو أصبح لا يقاوم بهيئته وطريقته الجديده ...
وفى تلك اللحظه رن الهاتف الخاص بفارس
اتصال عبر الانترنت من خلال تطبيق الوتساب
ضحك فارس بخفه ورفع حاجبه وهو يزيح يديها من على رقبته وأفلتها وهى فتحت عينيها على مصرعيهما.
هى تموت شوقاً وسخونه وهو القطب الشمالي لا يعتبر بارد امامه ثلاجته !
اعطاها ظهره يبحث عن الهاتف ... صحيح أن فارس ظهر عليه عدم التأثر ولكن من داخله يشتعللل حتى انه نسي مكان هاتفه !
رأت شمس الهاتف على الفراش ولكن لم تكن تلك المشكله ... فرأت صورة امرأه مسجله بإسم باللغه الإنجليزية التى تجهلها شمس تماماً ولكن فهمت انها امرأه فعندما يرن الهاتف وتساب تظهر صورة الحساب الذى يتصل بك ...
اختفت الرغبه فجأه وحلت محلها الغيره
الغيرة التى قادتها بالأساس إلى هنا ولكن هواه قد انساها كل شيئ
_ إيميلى !!
هذا مانطق به فارس وهو يتحدث بالهاتف أخيرا ً
حدثها بالألمانيه حتى لا تفهم شمس ولكن طريقته فى الحوار كانت رومانسيه للغاية ، الطفل الصغير يستطيع ان يعرف ان علاقتهم ليست صداقه بل هى علاقة من نوع آخر !!
كان نص حديثه المترجم للعامية المصرية الدارجه
" صباح الخير ... حبيبتى وحشتينى اووووى ... كلها كام يوم وتجيلى مصر عشان الإفتتاح وساعتها مش هسيبك ... عزمتى ألكيس ومراته ؟! .... لا لا لازم ييجى مع مراته طبعا .. ارمينا واجهه مشرفه وانتى عارفه ... اممم متدوريش على (ثم ذكر اسم خاص بينهما )عشان اخدته معايا ! ، ههههههه سلام"
يضحك ويمزح وتعبيراته كلها لؤم وصوته كله ينم على أن فمه الساحر ينطق بكلمات سافله !!
_ ومين دى كماااان ؟!
اقتربت منه شمس بسرعه ووقفت امامه تصيح والغيرة تحرقها
بكل برود أجابها _ ميخصكيش !
_ لا يخصننننى ... متنساش انك جوزى ابداً .. واللى حصل بنا زمان مهما كان فانت مطلقتنيش واخترت متسيبنيش ... يبقي أنا ليا حق عليك يا استاذ !
بنبرة غير مبالية حملت معانى معاناته كلها سألها _ وهو أى اللى حصل بنا زمان !؟؟.
ارتبكت عينيها وتعبيراتها ولكنها أجابته بنبرة بها توتر
_ متوهش فى الكلام ... مين دى اللى كنت بتكلمها كنت بتقولها اييه ؟؟!
كم أراد أن تعتذر أو حتى تضع رأسها للأسفل من الخجل ولكن لا ... تثبت له دائماً انه على حق فى قرار انتقامه منها
رد عليه فارس ببرود _ أنا تعبان ومش عاوز وجع دماغ ...
_ والله .. بقي أنا بقيت وجع دمااغ .. آه مانت خلاص بقيت فاسد وبقيت تهتم بنفسك وفراحنلى أوى بلمة الستات حواليك ... وعمال تضحكلى فى التليفون ولا همك ... .. أنا عاوزة أعرف دلوقتي حالا ً مين الست اللى كنت بتكلمها دى والبت اللى برة دى مين كمان؟؟!
التف لها ورد بقوة محذراً اياها _ مسمهاش بتت .. اسمها دكتوة ملك .. وبالنسبالك انتى ملك هانم ... وتبقي مراتى وحبيبتي واياكى أشوفك تضايقيها ولا تتكلمى عنها وحش
هل هذا فارس الذى كان يرتبك عشقاً عند رؤيتها ويتمنى قربها .. الآن يقف امامها هكذا ولا يهتز له شعره واحده والأدهى أنه تزوج بأخرى ويعترف بكل ثقه وفخر انها إمرأته ، بل يحذرها من عدم اغضابها ايضا ... لقد تغير كثيراً
نطقت بشيئ من الحزن ولكن بنبرة كيديه _ آه ماهو الدكتور لازم ياخد دكتور
اجابها بتعالى وهو يعرف انه يضغط على جرحها _ ع الأقل تبقي من مكانته ومن مستوى تفكيره .. مش جاهله !!
هى تعلم جيداً انه يعرف نقاط ضعفها ... ولكن لم تتخيل بحياتها أنه قد يستغلها ضدها !!
كم جرحها قلبها عندما نطق بتلك الكلمات التى زلزلت كيانها من الداخل وحسستها بالنقص وذكرتها بماضيها وسبب حرمانها من التعليم
بعد صمت دام لثوانى قالت جاهده للحفاظ على نبرتها المتعاليه _, أنا مفيش ست هانم عليا ومفيش ست احسن منى .. وعلى فكرة انا ،،،
_ اطلعى برا !!
قاطعها بقوة ممزوجه بلا مبالاه لوجودها أو حتى مشاعرها
شعرت بمنتهى الإهانه ، حتى انه لا يريد سماعها ولا يهمه ما تقول أو ما تشعر ..
تجمعت الدموع بعينيها ولم تقدر على الرد أبدا وهى فى ذلك الموقف المحرج وكان أقرب سبيل للمواجهه هو الهروب !
نفذت أمره وخرجت مسرعه من الغرفه والغضب ينهشها ... أما هو فملامحه لا تقل غضباً عنها مع أنه من أول جوله أصاب الهدف إلا ان حجم كراهيتها بقلبه أصبح يذداد بشكل غير معقول
_______________
لم تلقي مكان تختبئ فيه سوى الدولاب الخاص به
وجدت بعض الملابس القليله الخاصه به بداخله فحاولت الإختباء وراءهم وعدم الظهور أبدا وإلا يحدث مالا تحمد عقباه
استمعت لدلوف احد الغرفه وقد علمت انه هو ...
رهبه غريبه كانت مسيطرة عليها مع انها استردت حقها منه وضربته ضرب مبرح بطريقه لن ينساها ابدا ولكن بالأساس هذا ما يرهبها فإن رآها الآن فسيقتلها لا مفر
اخذت تدعي ربها فى سرها أن لا يفتح باب الدولاب ..
_ أيوة يا رامى .. آه وصلت البيت ، ابعتلى هدومى من الشقه حالا ً .. مش عارف هقوم أشوف هدوم فى الدولاب دلوقتى ...
_ نعممممم!!! لا لا وحياة امك لأ ....
انفتحت عينيها على مصرعيها عندما سمعته يتحدث بالهاتف ويقول تلك الجمله التى نصت على انه سيفتح الدولاب ... الدولاب التى تختبئ فيه من براثنه ... يا الله انها بورطه كبيرة الآن
_بقولك أى يارامى استنى ... أنا عاوز بنت الليله دى ... بس مش عاوزها ست فلات زى بتاعة المرة اللى فاتت ... عاوزها كده جسمها كورباج ... عاوز انسي نفسي معاها
مرة أخرى انفتحت عينيها من صدمتها وهى تسمع ذلك الكلام منه القذر منه ...
تحدثت بسرها بغل " آه يا واطى يا زباااله ... وسيييخ ... الهى تتشوى فى نار جهنم با بعيد!!
تابع مصطفى بطريقة _ كل ما يملى الكف ويفيض كل ما بتجنن اكتر
اندمجت ملك فى حواره المثير مع صديقه وتصنطت عليه "كالسحربانه" ... وما إن قال جملته الاخيره حتى فهمت ما يعنيه
ووضعت يديها على صدرها تلقائياً تقيس حجمه !
سرعان ما نهرت نفسها بسرعه على فعلتها تلك التى لا تعلم لما فعلتها من الأساس ولكنها فعلتها على كل حال !
... بقولك أى عاوزها فى الشقه الليله دى.. ارجع من البيت الاقيها مستنيانى في اوضة النوم !
_ آه يابن السافله يا حيواان ... أقسم بالله هاين عليا اطلع اديك علقه انقح من اللى قبلها يا قذرررر!!
كانت تشتمه بينها وبين نفسها بغل فظيع لا تعلم مصدره ... أرادت ان تخرج من الدولاب وتهشمه وتسأله لما تريد فتاه يا احممق ... أرادت أن تنهيه عن لمس أى امرأه فى تلك اللحظه وهى حتى لا تعلم لماذا تفكر هكذا!!
_ لسه مشوفتش فارس ... بص بص أنا لا بحبه ولا بطيقه أصلا وخليى اوهامك دى فى دماغك انت وبس ...
ركزت عندما ذكر اسم فارس وتناست موضوع ألضرب والشتيمه قليلاً ... فعندما يخص الموضوع فارس .. تنسي كل شيئ حتى نفسها ففارس هو حياتها كلها
_ بقولك أى يارامى .. أنا قايم اشوف حاجه البسها .. غور !
ثم اغلق الهاتف بوجهه والقى الهاتف على الفراش
ولكنه قد القي قلب ملك بقدميها من الخوف .... اصبحت دقات قلبها عاليه بشده ..
" يارب يارب يارب يارب يارب .. يارب والنبي ما يفتح الدولاب يارب والنبي والنبي ، يلهوى مش عارفة اتنفس ينهار اسوود ينهار اسوود"
اخذت تلطم داخل الدولاب والرعب سيطر عليها كليا ً حتى أن اوصالها ارتعشت !
توقفت الدنيا من حولها عندما سمعت خطواتها تقترب .. عينيها انفتحت على اخرهم ونفسها ضاق وكانت على وشك فقدان الوعى
وضع مصطفى يديه على المقبض وهم أن يفتحه
ولكن دق باب غرفته ودق معه قلب ملك يعلن عن رجعوها للحياة مرة أخرى
فتح مصطفى الباب ورأى الخادمه تقول له بعمليه
_ الدادة رحمه بعتت لحضرتك الهدوم دى !
توقف مصطفى لحظات لا يتحدث ... شعر بسعادة غامرة داخل قلبه أن رحمه تهتم له ولأمره وتحتفظ بغيارات له ...
شيئ بسيط فقط وأن هناك من يهتم به ولو بشيئ صغير جدا جعله بطير فرحا ً وسعاده
ابتسم فى وجه الخادمه على غير عادته وقال _ قولى لدادة رحمة شكراً أوى
أحنت الفتاه رأسها احتراماً ثم ذهبت واغلق مصطفى الباب
حاولت ملك سماع ما يحدث ولكن لم تعرف والفضول أكلها من الداخل
صبرت قليلاً وسيطرت على فضولها ولكن فجأه تم الصمت على المكان فشكت بأن يكون مصطفى قد خرج
فكرت فى الخروج من الدولاب ولكنها خافت أن يكون مازال فى الخارج
ارادت التأكد من وجوده ففتحت جزء صغير جدا من الدولاب لتعلم الأحوال وياليتها لم تفعل
يقف مصطفى يعطى ظهره لها ويخلع قميصه فى نفس اللحظه التى تطلعت ملك منها من الدولاب ، رأت ظهره ولن تستطع إزالة عينيها عنه فلقد تمكن منها بسحره
ظلت تتابعه وهى لا تدري بنفسها حتى ارتدى التشيرت التى احضرته رحمه له ...
ظلت سارحه به حتى أدركت أنها ستنعس بعد ثانية واحده من متابعته
لاااااا .... شارف علي خلع بقية ملابسه .. فنصدمت ملك وانفتحت عينيها على اخرهما من الخجل ثم فجأة اغلقت عينيها واغلقت الشق الصغير الذى فتحته من الدولاب !
صدرها ظل يعلوا ويهبط بطريقه سريعه ولكنها وضعت يديها على فمها لتكتم تنفسها حتى لا يفضح أمرها
بعد لحظات سمعت صوت الحمام يُغلق فخرجت ملك فورا ً ودون تفكير من الدولاب ومن خارج الغرفه بأكملها
أول ما خرجت شهقت تسحب نفسها بصوت عالى ومازالت يديها ترتعش من ماكانت فيه ... أحست انها ستموت
لم تفكر جيداً فى فكرة وجودها هى وهو فى نفس المكان أبدا .. كانت تعلم أن الوضع سيكون مخيف ولكن لم يأتى ببالها انه سيكون مرعب إلى هذا الحد ...
اتحهت فوراً إلى غرفة فارس فوجدته ينام بسلام ...
فالسفر كان طويل جدااا.و تعبه مرهق للغاية وفارس لا ينام جيدا تلك الأيام ...
ما إن رأته ملك ينام هكذا مثل الملاك اختفت تدريجياً ملامحها المرعوبه واقتربت منه ببطئ وعلى ملامحها ابتسامه جميله لكن بها لمحة حزن
ركعت امامه تشاهده قليلاً ... ثم بدأت فى مداعبة خصلات شعره الحريرى الذهبي المائل للبنى
ابتسمت بحنان وحب قائلة _ .ياروحى عليك .. ملاك ياولاد ...
تذكرت حديث مصطفى عن انه لا يحب اخيه فقالت بدعاء وشرود _ ربنا يحميك من شرهم ياحبيبي !
___________
مضىٰ النهار وقد قضاه فارس فى النوم وملك بعد عدة دقائق تسطحت بجانبه هى الأخرى لتغرق بعدها فى نوم عميق ولم يخرج مصطفى من غرفته ، أما عند شمس ... فالوضع مختلف
خرجت من الحمام تلف نفسها ببشكير ابيض اللون
ولكن يبدوا انها كانت تفعل حمام مغربي لنفسها !
فمن يراها يشعر بأنها تشع نور وحلاوه ونظافه ورائحتها بالفراولة تخطف الأنفاس !
وقفت امام المرأه تعدل شعرها وتطالع جسدها بفخر ثم قالت بوعيد _ اما وريتك يا فارس !
ثم توجهت إلى دولابها لتختار منه أكثر شيئ جريئ لترتديه على العشاء الليله
بعد بحث طويل وجدت ذلك الفستان من الستان ...
وضعت مكياج خفيف بعض الشيى لتخفيف هالاتها السوداء التى ظهرت أثر المهدءات والأرق والمسكارا بالطبع ثم روج احمر صارخ
واخيرا رشت عطرها الخالص ... أكثر عطر تعلم انه يسلب فارس كل ارادته ويجنن عقله وقلبه
وقفت امام المرآه مرة أخرى تطالع نفسها بغرور وتوزع ابتسامات كلها ثقه وفخر بجسدها ونفسها
_ هجيبك راكع يافارس وهخليك تطلقها وترجع بتاعى أنا وبس !!
لا تنكر شمس غيرتها القويه من ملك خصوصاً وانها ساحرة الجمال ببشرتها الخمريه الجميلة وشعرها الأسود ... جسدها منثق وجميل حتى طريقتها فى الغنج اقلقت واغضبت شمس .. هل من الممكن أن يكون قد أحبها فارس حقا!!
لا لا يعقل .. "فارس بيحبنى أنا .. انا وبس ملكة قلبه .. هو اكيد زعلان بس أنا هنسيه كل الزعل مجرد ما يشوفنى كده !"
ظلت تقنع زفسها بذلك الكلام وبعدها توجهت للأسفل !
__________
_ أنا نفسي أعرف بتعملى أى فى الحمام بقالك كل دااا !!!
_ معلش يافارس أنا اسفه بس مش هعرف اطلع خاالص دلوقتي... أنزل انت وانا هخليهم يجيبولى عشا فوق!
وقف فارس امام باب الحمام يستعجل ملك لتخرج ولكنها لا تريد الخروج وتتحجج بأنها مريضه
_ بقولك اى . أنا مش نازل إلا ورجلى على رجلك ... يابنتى اخرجى وبطلى شغل الاطفال دا !!
ماذا تقول له .. هل تخبره بأنها تموت رعباً من اخيه الشيطان الذى ستقابله فى الأسفل !!!ام ماذا تقول !؟
ستجننن ... ستصيبها حالة اغماء فى الحال ... تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها ولكن هذا مستحيل !!
_ يافارس بقولك عندى مغص يا اخخخى .. عندى مغغص ومش عاوزة اتزفت آكل ... بالله عليك انزل وسيبنى
كادت ان تتوسله إن يتركها ولكنه أبي واستغرب كثيراً من طلبها وقال بتصميم
_هتنزلى يعنى هتنزلى ... أنا هعد لتلاته يا ملك ، لو مخرجتيش أقسم بالله هوريكى ليله سودا على دماااغك ...
لم يلقي منها فشخط بقي بقوة _ اطلعى من الزفتت!!
وما إن انهى كلامه حتى قالت بقلة حيلة _ ماشي ... هطلع ... بس متضربش !!
ابتسم قائلاً على لطفاتها _ مش ضارب .. يلا اطلعى !
خرجت ملك من الحمام وفتحت الباب ببطئ وأول ما خرجت جرت لأحضان فارس. تحتمى به من شر وقسوة ومخاوف تلك الدنيا التى نعيشها
_ يامجنونه .. قلقتينى عليكى اووى يا حبيبتي !
قالها فارس بحنان وهو يضمها بقوة ثم أخرجها من احضانه وقبل رأسها وهى لم تتحدث هى فقط تتابع الأمر بصمت وتريده ان يطمئنها كالعادة
_ أنا مش عارف انتى متوترة وخايفة كده ليه .. بس كل حاجه هتبقي تمام وبخير طول ماحنا مع بعض يا ملوكتى ...متخافيش ياحبيبتي ولا تقلقي طول منا معاكى... عاوزك تعرفى انى فى ضهرك طول الوقت وانك دلوقتي اغلى انسانه فى حياتى ... مقدرش اشوفك زعلانه كده واقف متكتف ... وبعدين فيه كام حاجه بصراحه لازم تحكيهوملى لأنى حاسس انك مخبيه عليا حاجه .. صح ؟!
هزت ملك رأسها وتحمعت الدموع بعينيها فضمها فارس مرة أخرى ونطق بحنان _ متخافيش ياحبيبتي ... الظاهر إن الموضوع كبير اوى ...
ضمته ملك اليها أكثر وتمسكت به فى احتياج فداعب فارس شعرها حتى تهدأ
ثم ابتعد وركز بعينيها قائلاً _ مش عاوز اشوف دموع فى عينيكى تانى ... وبعد العشا لازم تحكيلى كل حاجه تعباكى !
هزت ملك رأسها بالإيجاب فقال لارس مداعباً _ لأ ماهو انتى كده مش ملك .. الهدوء والرزانه دول مش بتوع مصيبتي أبدا
ابتسمت له ملك بحب ثم قالت _ ماشي يا عم الموز ... اتريق .. علموك كده فى بلدك تتريق على مخاليق ربنا
ضحك فارس بخفه عليها ثم مسك يديها مما جعلها تتطمئن لوجوده بجانبها ونزلوا للأسفل !
___________
نزل مصطفى على العشاء فلم يجد اياً منهم
ولكنه جلس وترأس الطاولة ينتظرهم
جاءت اليه رحمه فسالها فى اقتضاب_ هما فين ؟!
ردت رحمه وقد فهمته _ شمس هانم فى اوضتها .. ودكتور فارس ومراته فى اوضتهم !!
لحظه .. هل ما فهمه صحيح !!
_ قصدك فارس وشمس فى اوضتهم ؟!
_ لا شمس هانم فى أوضتها ودكتور فارس ومراته فى اوضتهم
_ نعممم... هو فارس اتجوز!!!؟
_ مش تقول لأخوك حبيبك مبروك !!
نظر مصطفى تلقائياً لصوت فارس فوجد ما جعله يفتح عينيه على مصرعيهما !!!!!!!
_________________
جواهر الكوكب الأبيض ⚪🤍💎
فوت⭐ وفولو بقي هنا 👈fatma_novels ♥️