الفصل الواحد والثلاثون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

 "الفصل الواحد والثلاثون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات ١٣١ " 



يا جماعة نقل الثروات والحجات دي مش بيكون بالساهل خالص ... واستثمارات واسهم وبلاوي سودا دي محتاجة أسابيع ولا شهور عشان الشخص يصفي أملاكه  .. فهو زين الدين اصلا مدلهاش كل حاجة لأنه مش هيقدر أساسا .. لكن مثلآ لو فيه حساب خاص أو عربيات أو البيت وشوية حجات ظاهرة وفيه حجات تانية فواز من دماغه ومن نفسه أصلا حطها ادامها واداها ليها لانها ضخمة وهو حب يخليها تحس احساس انها بتملك كل شيئ ... أكيد مفيش حاجة اسمها واحد هينقل ثروته لحد بسهولة كدة .... وبعدين فواز لو عاوز يجيبها هي باللي في بطنها بمحمود بهاجر وامو محمود هيعمل كدة ومن غير ما يقدم أي تنازالات بس هو حابب دا .. هو حابب هي تحس شعور القوة وانها قادرة تعمل كل حاجة فيهم وقادرة تسيطر عليهم .... 

_______


_ محلولة يا زين أنا هتصل بالسواق بتاعي  


قال المحامي أخيرًا ليشعر زين بالغيظ أكثر فمحاميه هو من سيوصله ليوجه حديثه لفواز مرة أخرى 


_ مبسوط يابن زين 


لم يرده فواز واكتفى بنظرة هادئة تحمل في طياتها العتاب ... 


______


ما ان عاد زين الدين حتى نادى على فواز و دخل إلى غرفة مكتبه  


صمت يطغى على المكان، نظرات متبادلة تحكي ألف حكاية، غضب مكبوت في الصدور. فواز كان يرمق والده بنظرات ممتلئة بالخيبة والندم، لكنه لا يريد أن يضعف، لا يريد أن يُظهر كم هو مجروح.


زين الدين يحاول التماسك، يقبض يديه بعصبية، لا يصدق أن ابنه الذي طالما راهن عليه أصبح الآن دمية في يد امرأة . يريد أن يصرخ، أن يُعيد الأمور إلى نصابها، لكن الكلمات لا تخرج كما يريد. كلماته ترتجف، ضعيفة، وكأنه للمرة الأولى يفقد سيطرته.


_ أنا عملت إللي أنت عاوزه ! وأنت عارف إن إللي عملته مش سهل


رد فواز _ مش كل حاجة بقت لرنيم كدة كدة متعملش نفسك ضحيت 


_ وانت عاوزني أحصر ثروات كاملة في أسبوع لأ وانقلها ليها كمان .. أنت عبيط يابني ... أنا اتصرفت في إللي أقدر أتصرف فيه 


قال زين الدين ليقول فواز بجدية 


_ رنيم مش هتعرف وأي حاجة هتقولها هنعملها 


صمت زين الدين متفهمًا ثم هز رأسه ونظر في عينين فواز وقال بنبرة حانية 


_ فواز .. متزعلش من أبوك 


قلبه كان مليء يالحزن حتى أنه لم يكن يقدر على تبادل النظرات معه إلا ورأى فيها الحزن والخذلان بسبب ما فعله به 


_ لو عاوزني أسامحك متزعلش رنيم لما تيجي بكرة ومتعلقش على أي حاجة هي بتعملها سيبني أنا وهي هنتصرف مع بعض 


رغم ضيقه إلا أنه لم يعترض .. تجربته لخسارة فواز من قبل جعلته يخاف أن يخسره مرة ثانية ليقول وكأنه يذكره


_ أنا أبوك يا فواز .. 


لم يكن قد تشافى بعد من جرح أبيه ليقول زين 


_ متردش حقك .. حقك ... دي جزاتي إني خايف عليك .. تسلمها رقبتنا وكل إللي تعبنا فيه 



فواز استدار، وكأن الجدار أمامه أكثر رحمة من والده ليقول 


_  أنت خايف على نفسك وعيلتك


_ وأنت مش من بقية عيلتي 


سخر زبن الدين ليرفع فواز رأسه قائلاً 


_ لأ  .. أنا دلوقتي هيبقى عندي عيلة تانية .. 


_ عيلة مع الخدامة ! 


_ عيلة بحبها .. من ست بحبها وأولاد بحبهم هربيهم أحسن مما ربتني وهحبم بجد وهنبقى بعيد عنك  


قالها فواز بصدق وصوته كله أمل وعينيه راح منها الحزن يتأمل حياة أجمل قادمة مع زوجته 


_ عايز تبعد عن ابوك ؟ 


قال زين في حزن ليجيب فواز بتهكم وعتاب 


_ وكأنك ناسي انك طردتني من شغلي ورميتني أنا ومراتي في الشارع ... متعملش نفسك رحيم وقلبك عليا  


صمت للحظة ثم نظر داخل عيني والده قائلاً 


_ أنا بقيت أشك إنك أصلا أبويا .. 


هنا انتفض زين الدين ودق قلبه في عنف يرفع صوته عاليًا بكلماته 


_ أوعى.. أوعى أسمع منك الكلمة دي تاني ! أنا أبوك غصب عنك .. وإللي أنت عملته قهرني .. كسر ضهري .. هان عليك تعمل  كدة في أبوك !! مخوفتش يجرالي حاجة وأروح فيها ! 


رد فواز _ زي ما هان عليك تعمل فيا وفيها كدة .. دا أنت حتى مفرحتليش إني هخلف بعد السنين دي كلها  .. 


قال زين الدين مندفعًا 


_ ومين قالك إني مفرحتش ! .. 


تبادل فواز معه النظرات وكأنه لا يصدق 


_ ليه بتعيد غلطات غيرك ...


أراد أن يصرخ بها لكنه كتمها في نفسه ثم صمت كالخاسر وأشاح بوجهه بعيدًا عنه ليخرج ويترك المكتب ...


بعدما خرج فواز بدت على زين علامات القلق والتفكير العميق فما حدث لم يهينه فقط بل حرك داخله مشاعر أخرى حاول مقاومتها لكنه أخيرًا قرر أنه لا بد من مواجهة الواقع. نادى على فوزية، زوجته التي مرت من أمام مكتبه ، بصوت هادئ لكنه حازم.


دخلت فوزية الغرفة، تتوقع أن تسمع الأخبار المعتادة عن العمل أو شؤون العائلة، ولكن ملامح زين الدين الجادة أشعرتها بأن الأمر أكبر من ذلك. جلست أمامه على الكرسي، تنتظر أن يتحدث.


قال زين الدين بنبرة مليئة بالأسف


_كل حاجة يا فوزية... كل حاجة اتكتبت باسم رنيم. 


صُدمت فوزية، عيناها اتسعتا من الدهشة، وكأنها لم تصدق ما سمعته للتو. 


_ إزاي؟


زين الدين أطرق رأسه، يحاول أن يبرر قراره لكنه لم يجد الكلمات المناسبة. 


_ الأمور طلعت عن سيطرتي. رنيم كانت أذكى مما توقعت، واستغلت كل حاجة !  


فوزية وضعت يدها على صدرها، تحاول أن تهدأ نفسها من الصدمة. 


_وده معناه إيه دلوقتي؟ وليه رنيم تعمل كدة وسمحتلها إزاي ؟


رد زين الدين بحزن


_مفيش في إيدي كتير دلوقتي، لز مكونتش عملت كدة كان فواز هيضيع مني ويضيع نفسه ويضيع كل حاجة معاه . لكن مش هسيبها كده، هحاول أعمل اللي أقدر عليه عشان أرجع حقنا. 


ظلت فوزية تنظر إليه بصمت، تحمل خليطًا من الخوف والغضب والخيبة. كيف استطاعت رنيم أن تقلب الطاولة على زين الدين، الرجل الذي لا يُهزم بسهولة؟ وللحظة، شعرت فوزية بأن الأمور قد خرجت عن السيطرة بشكل لم يكن يتوقعه أحد.


زين الدين، رغم كبريائه، كان يدرك أنه في هذه اللحظة قد خسر جولة كبيرة في معركته ضد رنيم، وأنه الآن عليه أن يخطط جيدًا لاستعادة ما فُقد، ليس من أجل المال فقط، بل من أجل الكرامة التي أهدرها في هذه الصفقة. 


فوزية تعلم أن ملامح القلق والحزن المرسومة فوق ملامح زين لم تكن فقط من أجل ما حدث لتقف من مكانها وتتجه نحوه بروبها الحريري الناعم 


_ زين ... 


رفعت وجهه إليها ثم قالت وعينينها تدعمه 


_ متخافش 


ضمها زين إلى صدره لتقع فوق ساقيه يضمها زين وقد شعر أن قواه تخور .. هناك الكثير الذي لا يعلمه غيرهما ليقول ويعترف بضعفه 


_ أنا خايف .. خايف غصب عني 


 أغمضت عينيها تذيد من ضمه لها ليكمل 


_ حاسس إن كل حاجة بتتعاد من الأول 


ابتعدت قليلا عن حضنه لتمسك وجهه بين يديها قائلة 


_ لأ  ... إللي حصل فينا مش هيحصل تاني مرة أبدًا 


هز رأسه في يأس _ فواز كأنه اتعمى وهي مسيطرة عليه 


_ رنيم  كانت طيبة إيه خلاها تعمل كدة ؟


تسائلت فوزية ليقول زين بعيون حمراء كارهه ومتوعدة 


_ لأ.. لأ مش طيبةة مع أول فرصة جتلها خدت كل حاجة 


_ انتوا عملتوا فيها حاجة يا زين ؟ 


 سألت فوزية في رفق بينما تضع يديها على كتف زين الدين في حنان وتحثه على الحكوان ليقول زين


_ عرف انها مخانتوش 


بدأ يحكي لها عن ما فعله فواز، عن اكتشافه الحقيقة أن رنيم لم تخنه كما كان يظن. تلاشى صوته، وهو ينطق الكلمات كأنها شوكة في حلقه، وأكمل بصوت متحشرج


_ بس بعد ما عذبها واعتدى عليها وهي مش مراته .. 


تجمدت فوزية في مكانها، كأنها تسمع الكلمات عبر حاجز زجاجي يفصلها عن الحقيقة. شهقت بصدمة، ووضعت يدها على فمها، غير قادرة على استيعاب ما سمعته للتو.  


_ إيه! 


قالت بصوت مخنوق، وعيناها تتسعان بدهشة وألم. 


_يا رب، فواز عمل كده! 


نظر زين الدين إلى زوجته، عيناه مليئتان بالندم والشعور بالذنب لأن لولا لعبته ما كان فواز وصل إلى هذه النقطة . 


_أيوة.. عمل! 


اعترف بنبرة ثقيلة، ثم قال 


_ للأسف عمل وكان لازم أحميه لأنه ابني في النهاية.. بس أنا مش راضي على إللي عمله. حتى لو بكرهها .. 


فوزية كانت مصدومة، الألم في عينيها كان واضحًا، 


_ليه يا زين؟ تساءلت بنبرة مرتجفة، محاولة فهم كيف يمكن أن يرتكب ابنهم هذا الخطأ الفادح، وكيف يمكنها أن تتصالح مع هذا الشعور الممزوج بين حب الأم لأبنائها ورغبتها في العدل. 


زين الدين تنهد بعمق وأكمل 


_الغيرة بتخون صاحبها ، وفواز للأسف كان ضحية لأفكاره السودا والموضوع وصل معاه لمكان أنا مكونتش اتصوره .. 


استسلمت فوزية لدموعها، بينما كانت تحتضن زين الدين بقوة، تواسيه وتواسي نفسها في آن واحد... وزين الدين يفكر .. ماذا سيحدث لو علمت فوزية أنه هو من خطط لكل شيئ منذ البداية وكيف سيظهر ضعفه وندمه ويعترف بخطأه وهو الذي لم يفعل ذلك يومًا 


أما فوزية رغم جفاء علاقتهما معظم الوقت إلا أنها تعلم زين جيدًا .. تعلم ما مر به وعاناه .. تحملت معه الكثير لأنه مثلها .. روحه معذبة ومثقلة بالحزن والخذلان رغم قوته التي يظهرها أمام الجميع .. علاقتهما كانت غريبة .. لا تعرف هل يحبان بعضهما أم العكس لكن ما ستتأكد منه أنه من المستحيل أن يتخلى أحدهما عن الآخر


في اليوم التالي رنيم كانت تقف أمام محمود، نظراتها تمتلئ بالثقة والإصرار، وهي تتحدث بصوت منخفض لكنه مليء متسائل 


_ أنت مش هتيجي؟ 


رفع محمود رأسه ببطء، وكأن سؤالها لم يلامس أعماقه. أغمض عينيه للحظة محاولًا كبح مشاعره قبل أن ينظر إليها بنظرة تجمع بين الحذر والقلق. 


_ أجي معاكي فين؟! 


رنيم لم تتراجع، ولم تهتز نبرتها وهي تكرر الجواب، وكأنها قد قررت موقفها ولا تريد من أحد أن يثنيها عنه.


_ بيتي. !


لكن الكلمة لم تكن مجرد إعلان، بل تحدٍ صريح أمامه. محمود شعر بثقل اللحظة، يعرف جيدًا ما يعنيه أن يذهب معها، وما يترتب عليه من مشكلات، خصوصًا مع وجود فواز في الصورة. 


_ عشان فواز يدخل فيا السجن؟ 


سؤال محمود لم يكن استفهامياً وساخرًا فقط، بل كان تذكيرًا بالمخاطر، بما يواجهونه في هذه الحرب المعلنة. ورغم ذلك، رنيم لم تهتز، بل واجهت نظراته بحزم.


قال محمود مرة أخرى 


_وبعدين إيه كلمة 'بيتي' إللي بتقوليها بثقة دي، انتي صاحية للي بتعمليه؟ 


تقدم خطوة نحوها، وكأنه يحاول الوصول إلى جزء منها قد يكون يندم في المستقبل على ما تفعله، لكنه لم يجد شيئًا سوى الصلابة والإصرار.


_آه، صاحية لكل حاجة يا محمود. 


ابتسمت ابتسامة صغيرة، تلك الابتسامة التي كانت دائمًا تجعلها تبدو أقوى مما هي عليه، وأشد عزيمة.


_ انتي أحسن من كدة، متنزليش لمستواهم. 


كلماته كانت محاولة أخيرة لإنقاذها، ليعيدها إلى الطريق الذي يراها تستحقه. لكنها هذه المرة، لم تكن تستمع، بل كانت تتبع قلبها المليء بالغضب والرغبة في الانتقام.


_مش مشكلة.. هنزل لمستواهم أربيهم وأرجع لمستوايا تاني. 


هذه الكلمات كانت بمثابة نهاية للحوار، وتأكيد على أنها لن تتراجع، مهما حدث. محمود أدرك أنها لا تحتاج نصيحته الآن، بل تحتاج دعمه، ولو من بعيد.. فتنهد قائلاً 


_ اللي انتي عوزاه... ولو احتجتيني، أنا موجود في أي وقت، ارفعي عليا سماعة التليفون بس. 


نظرت إليه بإمتنان، ليس لأنه اتفق معها، بل لأنه كان هناك، كان داعمًا، رغم كل شيء.


_ شكرا يا محمود. 


لكنه لم يستطع أن يقبل الشكر، لأنه كان يعلم أن جزءًا من اللوم يقع عليه، لمساعدتها في الدخول إلى هذا الموقف.


_ شكرا إيه... أنا السبب في اللي انتي فيه. 


هزت رأسها بإصرار، غير راغبة في تحميله ذنب لم يكن له.


_ مش أنت... هو وأبوه السبب.


وبهذه الكلمات، تركته وذهبت في طريقها، مصممة على أن تواجه ما ينتظرها، مهما كان الثمن. أما محمود، فقد بقي واقفًا، يشعر بثقل المسؤولية، وعجزه عن تغيير ما لا يستطيع تغييره.


رنيم وقفت أمام باب البيت، أخذت نفسًا عميقًا، وقلبها ينبض بتسارع. هذا ليس مجرد بيت، بل رمز لصراع طويل، لألم عايشته، وللحظات تحدٍّ لا تنسى. تحركت يدها ببطء لتضع المفتاح في القفل، الصوت الصادر عن دوران المفتاح بدا كصدى لانتصارها، ورغبتها في إثبات حقها.


عندما فُتح الباب، شعرت بنسمة هواء باردة تلامس وجهها، وكأنها دعوة للدخول. خطوة بخطوة، تقدمت إلى الداخل، عينها تجول في المكان الذي كان يومًا ملاذًا لذكريات سعيدة، ولحظات مريرة. أثاث البيت لا يزال في مكانه، ولكن بدا وكأنه يحمل ثقل الماضي والذكريات التي لا تُنسى.


رنيم توقفت في منتصف الصالة، نظرتها كانت تمتلئ بالفخر والثقة، لكنها أيضًا تحمل بعض الحزن. هذا المكان الذي خسرته في لحظة غضب، عاد إليها اليوم. ولكن هذه المرة، بشروطها، بقوتها، بقدرتها على استعادة ما هو حق لها.


تقدمت إلى الطاولة التي في وسط الغرفة، مررت يدها على سطحها، وكأنها تتفقد شيئًا غاليًا فقدته. شعرت بلمسة الذكريات تداعب عقلها، تلك الليالي التي قضتها هنا، والساعات التي مرّت في خدمة أهل هذا الييت 


جلست على الكرسي، وأسندت رأسها على يدها، تغمرها مشاعر مختلطة بين الارتياح والانتصار، وبين الحنين والتحدي. اليوم، لم تعد رنيم التي كانوا يظنون أنهم يعرفونها، بل أصبحت امرأة قادرة على استعادة حقوقها، والوقوف بثبات في وجه كل من حاول أن يظلمها.


رنيم رفعت رأسها بابتسامة خافتة، نظرت حولها وهي تدرك أن هذا المكان الآن هو ملكها، هي التي تحدت الجميع لتستعيده. مهما كانت التحديات، فإنها تعلم جيدًا أن ما أخذ بالقوة لا يُستعاد إلا بالقوة، واليوم، هي أقوى من أي وقت مضى.


ارتفع صوت رنيم بينما تراه ينزل من أعلى الدرج بهيبة وجمال .... وجهه يضيئ فلم يكن أسمر بل كان أبيض بلون عيون تغير حالها من حال لآخر .. سرحت فيه ثم فجأة لاح في ذاكرتها مظهره وهو يعتليها في ذلك اليوم الذي أخذها فيه غصب لتشعر بالإشمئزاز والكره الشديد نحوه لتهتف فيه في احتقار 


_ نازل متأخر ليه .. مش قولتلك تقف زي الكلب تستقبلني ؟


تغاضى عما قالت فواز الذي نزل من أعلى السلم بسرعة ليقابلها بعدما تفاجئ بوصولها في ساعة مبكرة 


وقف أمامها وقلبه انشرح بينما يراها هنا في وسط المنزل مرة أخرى ليقول 


_ لبسي وقع عليه عصير طماطم فطلعت غيرته 


_ ليه كنت بتطبخ !


سخرت رنيم ليجيبها فواز 


_ أيوة .. 


_ فواز زين الدين بيقف في المطبخ 


قصدت إهانته لكنه أقترب منها وقال وعيونه تتوزع بين عينيها وبطنها المنتفخ


_ إيه المشكلة لما أقف في المطبخ عشان أم عيالي 


ثم أقترب أكثر ولولا بطنها التي وضعت مسافة بينهما لكان تابع اقترابه أكثر ثم همس بنبرة خبيثة وبكلمات جعلت مشهد من الماضي يمر في عقلها 


_ وبعدين منا ياما وقفت في المطبخ .. بس مكونتش بطبخ 


توهجت وجنتيها ليلاحظهما فواز ولاحت ابتسامة بسيطة فوق وجهه متذكرًا أفعالهم المنحرفة في المطبخ .. تسلله دائمًا لها ليلمسها ويداعب جسدها مخاطرين بالكثير من أجل لحظة فرحة ومتعة يسرقوها سويًا من العالم ... وكذلك راحت ذاكرتها تجر لها عدت ذكريات لكن بعد لحظات من الصمت عادت رنيم لقوتها جابرة عقلها على الخروج من الدوامة التي أدخلها بها فواز وزجرت نفسها فهل من أول جملة سيغمرها الحنين وتداهمها الذكريات 


_ أبعد ومتقربش كدة تاني 


ابتعد فواز رافعًا يديه في استسلام 


_ أنا بعيد أهو ..


ثم قال بينما يتأملها بالحجاب 


_ وحلو الحجاب عليكي أوي.. مبروك 


رفعت رنيم حاجبها قائلة _ جوزي لبسهوني 


قبض فواز على شفتيه وكور أصابعه بينما تكمل في دلال ومدح في محمود 


_ بيغير وعنده نخوة .. مكانش عاوز حد يلمح شعرة مني مش زي ناس اللي بتحب العري ومفكرينه صورة ورقي وهو بيبقى ناقص رجولة وغيرة 


لو كانوا في ظرف آخر لأراها فواز نتيجة كلماتها لكنه حاول أن يتماسك وقال 


_ أنا 


_ أخرس مش عايزة أسمع صوتك أنت لسة هترغي 


فتح عينيه في ذهول بينما هي تخطته تسير ويديها الصغيرة الممتلئة فوق بطنها ليقف خلفها محاولاً التحلي بالصبر ثم مشى خلفها لتقول بينما تصعد الدرج 


_ فين الأوضة إللي قولت عليها ؟


_ فوق 


سألت كانها مديرته فجاوب باقتضاب بينما هي عينيها تدور في الأرجاء ولم تسمع له لأحد صوت 


_ البيت فاضي ليه فين الناس؟


_ فايز وريم نقلوا 


وقفت مكانها ليكمل فواز 


_ فايز طلق غادة من تلت شهور  


لم تعطي ردة فعل سوى أنها شعرت بغصة في قلبها فالجميع بخير إلا هي لكنها لم تبالي كثيرًا وتابعت صعودها حتى وصلت لمكان تعرفه جيدًا أشار لها فواز عليه فسألت باستنكار بينما مازالت بعيدة عن الممر المؤدي إليها 


_ هي دي الأوضة !؟


لاحظ ضيقها ليقول 


_ هي دي إللي عرفت أجهزها من امبارح للنهاردة 


نفخت في ضجر قائلة _ مش عاوزة أنام في أوضتك 


_ ليه دا كل حاجة متغيرة حتى السرير ! 


قال فواز بنبرة خبيثة وهو يختبر غيرتها فهو كان يعلم أنها لن تطيق العيش في غرفته هو وهيام لتعترض في تيبس 


_ مش عوزاها 


عااد فواز بصوته المتلاعب الذي كساه بنبره بريئة قائلاً 


_ ليه .. دي حتى الأوضة دي غالية أوي ... كانت أكتر أوضة بتحبيها 


صغطت على أسنانها ثم ردت عليه بعنف 


_ كانت .. وكانت ومش هترجع ...ومتتكلمش عن إللي فات 

 


_ على فكرة دي أوضتي .. مش أوضتها هي بس ! وأوضتي أنا وانتي قبل أي حد تاني .. دي من حقك انتي 


قال فواز بنبرة حانية لتقول رنيم بتكبر 


_ وأنت مفكر اني مش عاوزة ادخلها عشان كانت بتاعة واحدة تانية ! أنا مش عوزاها عشان بتاعتك وفيها ريحتك حتى لو غيرت كل حاجة فيها ... 


حبس أنفاس الغضب داخله ثم وقف في تهذيب قائلاً


_ إللي تشوفيه 


لترفع أنفها قائلة _ طبعا اللي اشوفه امال اللي تشوفه انت ! 


هز رأسه ثم قال _ ريحي فيها بس واستحملي شوية لحد ما أجهز اوضة كويسة 


 وهم لينزل لتناديه _ أنت رايح فين ؟


قال فواز _ أنا كنت موجود زي ما طلبتي وجهزتلك أكلة بتحبيها بردو زي ما قولتي ودلوقتي هنزل أروح الشغل عندي اجتماع مهم 


وضعت يديها في خصرها لا يهمها كل ما فعله وقاله 


_ لأ مفيش شغل .. 


اشتغرب منها وفكر على ماذا تنوي هذه المرأة 


_ امال فيه ايه ؟ 


اقتربت رنيم منه بخطوات مهلكة .. فواز المهووس بممتلئات الجسد نظر لجسدها ولم يستطع حرمان نفسه من التمتع به رغم حرمانية أفعاله إلا أن لغة الحب الأهم عنده كانت غمر جسدها بالحب والدلال .... الحمل أذادها وزنًا وفتنة ولم يعد قلبه يتحمل 


_ هقولك أنا فيه إيه! 


أخرج فواز نفسًا حارًا ورنيم مازالت قريبة تنظر له في خبث شديد وهو يقف مشدوهًا بها وبهواها وقربها المهلك الذي حُرم منه منتظرًا لما ستفعله ... 


_

 أنا نزلت فصل طويل جدا واللي عاوز يتشري الرواية بالنوفيلا بتاعتها اللي هتكون فقط للمشتركين يقدر يكلمنا على وتساب 01098656097 

نهاية الفصل الطويل جدا جدا .. 


_

تعليقان (2)

  1. حاسة هاقوله ف تنضيف او غسيل او اي حاجة بقى😂😂😂😂

    بجد ماشوفتش كاتبة طيبة زيك وبتنزل كتير كده🥰🥰🥰
  2. جميل جدا بس ياريت بقة الفصول الي جية تبقة لرنيم وفواز اكتر وتعلموا الادب برقي مش شتمة وقلة قيمة كدة جمال الانثي في انوستها
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.