الفصل الثالث والثلاثون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

 "الفصل الثالث والثلاثون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات ١٣٣ "



عشق أولاد الذوات:

بعد يوم طويل من التسوق، وصلت رنيم إلى الغرفة، بينما كان فواز يدخل الأكياس والأشياء التي اشتروها واحدة تلو الأخرى. نظرت رنيم إلى الحقائب المكدسة أمامها على الفراش، مليئة بالأشياء باهظة الثمن التي لم تكن تتخيل يومًا أنها ستمتلكها. جلست على طرف الفراش، وأخذت تحدق في الأشياء بملامح تجمع بين الحزن والحسرة، وكأنها ترى ماضيها أمامها.


رنيم بصوت مكسور، كأنها تخاطب ذكرياتها لكنها كانت تحدث فواز الذي وقف أمامها يضع باقي الأشياء ءات الثمن العالي والقيمة المنخفضة 


_كنت تقولي انزلي السوق يا رنيم... انزلي الوكالة. وهيام وريم هوانم... يشتروا من أغلى وأحلى الماركات... ومصعبش عليك حالي، مهانش عليك مرة تقولي هاتيلك معاهم... مع إني مراتك، بنت البيت زيي زيهم. 



رفع فواز رأسه وسلط عينيه عليها واستمرت هي في حكو جزء ما بداخلها والإفصاح عن بضع آلامها وتجمعت الدموع في عينيها حتى ظهرت كخنقة في صوتها 


_ طب مفكرتش إن البت الخدامة الغلبانة اللي بتطلع معاهم تشيل الشنط دي حتى متشوفش حاجة من اللي بيجيبوها لنفسهم!... 


رنيم أخذت نفسًا عميقًا، وكأنها تحاول استعادة رباطة جأشها، لكنها لم تستطع. نظرت إلى فواز بعينين مليئتين بالألم 


_بس أنا كنت رخيصة في نظرك أوي... وكنت رخيصة حتى في نظر نفسي! 


فواز، الذي يقابل كلماتها التي تخرجها بين الحين والأخر بقلب جريح لم يعي كم الجراح التي سببها لها وكم المشاعر التي كانت تطمسها من أجل الحفاظ عليه ... من أجل الحفاظ على علاقتهما ... قال متأثرًا بكلماتها وصدى غضبها، رد بحزن واضح يحاول إيضاح أنه لم يتعمد فعل ذلك كما فهمت 


_ كان معاكي الفيزا وكل الفلوس.


رنيم قاطعته بسرعة، مشيرة إلى جرح أعمق بكثير 



_مكانش معايا تقديرك واحترامك واهتمامك بيا... يمكن هيام مخادتش حب .. بس خدت احترام أنا إللي قولت إنك بتحبني مشوفتوش ولا لمحته ! 


من قسوة كلامها فواز حاول الدفاع عن نفسه، لكنه شعر بالعجز أمام حقيقة كلماتها 


_كان معاكي كل حاجة... وأنا مكانش بيبقى قصدي أقلل منك بالشكل دا .. انتي مفيش حاجة تغلى عليكي يا رنيم . 


رنيم، وهي تهز رأسها بمرارة 


_بيبقى قصدك تشوفني في لبس رخيص عشان دي حاجة بتعجبك. أهم حاجة اللي أعمله يعجبك ويرضي رجولتك ويثيرك ومش مهم أنا... حتى لو اللي هتاخده مني هتاخده بالغصب، المهم أنت تتمزج وبس! 


ارتفع صوتها في آخر كلماتها ورؤيته في هذه الليلة لا تغيب عن بالها وتلك الكلمات التي نعتها بها والصفات التي لا تستحقها فكان الجو يزداد توترًا بينهما، رنيم بدأت تبكي، لكن دموعها كانت ممتلئة بالغضب أكثر من الحزن


_ سمعتني ألفاظ عمري ما سمعتها في حياتي حتى من أعدائي! مسمعتهاش غير من حبيبي... اللي كان حبيبي! 


دمعت عيون فواز فاقتربت منه رنيم قائلة في كره 


_ أنا بكره نفسي وبكره كل لحظة عيشتها معاك ... 


فواز شعر بكلماتها وكأنها سكاكين تخترق قلبه. لم يكن يعرف كيف يرد، كل كلمة قالتها رنيم كانت تعيد له ذكريات مواقف كان يعتقد أنها انتهت بلا أثر. كانت لحظة حقيقة، لحظة مواجهة لم يكن مستعدًا لها، بينما كانت رنيم قد قررت أنها لن تصمت بعد الآن، وأن هذا الانتقام، رغم كونه مؤلمًا، كان شيئًا تحتاجه بشدة لتستعيد كرامتها وذاتها التي ضاعت في خضم حياتها معه... 


أعطته ظهرها ودخلت للحمام ليقف هو مكانه مصدومًا وتسقط دمعه منه .. هل كان يجرحها إلى هذا الحد ! صغيرته التي عاش عمره يحبها .. هل هي من ذاقت مل هذه القسوة ! بل صمتت .. صمتت قهرًا وحبًا وخوفًا .. أذاقها مُر الصمت .. كل أنواع الصمت !



___


في اليوم التالي كان معاد زيارة الطبيبة

كان فواز يجلس بجوار رنيم في السيارة، يشعر بتوتر غير معهود وهو في طريقه إلى عيادة الطبيبة. كانت هذه المرة الأولى التي يرافقها فيها لفحص الحمل، وهو لم يكن مستعدًا تمامًا لمواجهة تلك اللحظة. لم يكن فواز معتادًا على هذه الأجواء، وكان يرى نفسه دائمًا كشخص قوي، متحكم في مشاعره ومواقفه. لكن اليوم كان مختلفًا، اليوم كان يحمل معه مشاعر مختلطة من الحيرة والخوف وحتى شيء من الحماس الذي لم يعترف به حتى لنفسه.


عندما وصلوا إلى العيادة، كانت رنيم تبدو واثقة ومسترخية، بينما كان فواز يحاول إخفاء تردده وقلقه. جلسا في غرفة الانتظار، يراقب الساعة بتوتر ويشعر وكأنها تمر ببطء شديد. كان ذهنه مثقلًا بالأسئلة: كيف ستكون التجربة؟ هل سيكون قادرًا على استيعاب ما سيراه؟ هل سيتغير شيء بداخله عندما يلتقي بأطفاله للمرة الأولى، حتى ولو كان هذا اللقاء من خلال شاشة صغيرة؟ 


_ أنت رايح فين ؟ 


سألت رنيم بعدما جاء دورها ووجدته يستعد للدخول معها فنظر لها ببلاهة فمن المتوقع أن يذهب معها 


_ أنت مجرد واحد وصلني .. خليك هنا أنا داخلة اتطمن على ولادي لواحدي ! 


ثم تركته ودخلت للطبيبة محطمة كل آماله وأحلامه في رؤية أطفاله لأول مرة ! .. في النظر لجهاز السونار لأول مرة على الإطلاق في حياته كلها ... جلس فواز على كرسيه ومازالت الصدمة مرتسمة فوق وجهه


_ ازاي حضرتك تدخل كدة ! 


هتفت الطبيبة في غضب بينما اقتحم فواز غرفة الكشف ولم يستطع إطاعتها في هذا الأمر فلم يتحمل من شدة الشوق والحب لتنظر له رنيم في غضب شديد ليهتف فواز بقوة 


_ أنا أبوهم ! 


نظرت الطبيبة لرنيم لتجدها صامتة ففهمت الأمر ثم قالت 


_ اتفضل أقعد .. واتفضلي يا مدام رنيم على السرير 


نظرت له رنيم بنظرة غاضبة لكنه تجاهلها وهناك هزة في جسده دلت على توتره وتحمسه .. يريد أن يرى أطفاله 


شعر فواز بأن دقات قلبه تتسارع. تابع رنيم وهي تستلقي على السرير وتجهز نفسها للفحص، بينما وقف هو بجوارها، محاولًا السيطرة على توتره الظاهر. الطبيبة بدأت بإجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية، وفجأة ظهرت الصورة على الشاشة.


كانت تلك اللحظة بمثابة صدمة لفواز. لم يكن يتوقع أن يتأثر بهذا الشكل، لكن عندما رأى التوأم يتحركان داخل رحم رنيم، شعر بموجة من المشاعر تكتسحه. لأول مرة في حياته، شعر بضعف حقيقي، بارتباك لم يستطع إخفاءه. كانت الصور على الشاشة بسيطة ولكنها مليئة بالمعاني، تنبض بالحياة، وكأنها تخبره بأن حياة جديدة تنبثق أمامه. 


فواز، وهو يحدق في الشاشة، شعر بتدفق مشاعر غير مألوفة. رأى الأجنة يتحركان بخفة، كأنهما يلوحان له من عالمهما الصغير. لأول مرة، أدرك معنى أن يكون أبًا، أن يرى جزءًا منه ومن رنيم يتشكل أمام عينيه. كانت تلك اللحظة تحمل في طياتها مزيجًا من الدهشة والإثارة، وخوف غير معروف، ولكنه كان أيضًا شعورًا دافئًا وغريبًا يتسلل إلى قلبه.


شعر فواز بدمعة تسقط من عينه دون إرادته، لم يستطع أن يمنع نفسه من الابتسام برغم كل الصراعات التي كانت تدور بداخله. كانت اللحظة ساحرة، جعلته يدرك كم هو صغير أمام عظمة الخلق وكم أن وجوده مرتبط الآن بهذين الكائنين الصغيرين الذين يسبحان في أحشاء رنيم.


_ تحب تسمع النبض ؟ 


سألت الطبيبة التي ابتسمت وهي ترى دمعته فوق وجهه ليقول فواز بسرعة وهو يهز رأسه في حماس 


_ ياريت 


رنيم نظرت إلى فواز ورأت تعبير وجهه، لم تكن تتوقع هذا القدر من التأثر منه. ربما كانت تفكر في الانتقام، في التلاعب بمشاعره، لكنها الآن، وهي ترى ردة فعله، شعرت بشيء من الرضا الداخلي. ربما لأنها أدركت أن هذه اللحظة، التي كانت تظنها فرصة لإظهار السيطرة، تحولت إلى لحظة حقيقية، لحظة إنسانية لا يمكن التلاعب بها أو تجاهلها... وسمع فواز الصوت .. صوت كان كفيل بجعل حياته كلها تعود وتنبض بالفرحة والأمل .. 


انتهى الكشف ومسح فواز دمعته سريعًا ومازال قلبه ينبض ثم يتوقف ثم يعود وينبض نرة أخرى عندما يدرك ويستوعب ما رأته وشهدت عليه وأذنه 


اعطت الطبيبة عدة تعليمات لرنيم التي جلست مقابلة لفواز وعينيه لم تتزحزح من فوقها إلا إذا نظر لبطنها الذي رأى فيها أطفاله ... 



أنهت الطبيبة كلامها بتحذير 


_ بس لازم تاخدي بالك كويس جدا لأنك معرضة للإجهاض .. في المرة الأولى الرحم كان مرهق جدا وانتي رجعتي حملتي علطول فخلي بالك


_ لحظة بس ... هو .. مرة أولى إيه ؟؟


صمتت الطبيبة وشعرت أنها قالت شيئ خاطئ وتبادلت النظرات مع رنيم التي ثبتت مكانها بينما عيون فواز توزعت بينها وبين المختصة منتظرًا توضيح لم سمع ! 

اللي عاوز يتشري الرواية بالنوفيلا بتاعتها اللي هتكون فقط للمشتركين يقدر يكلمنا على وتساب 01098656097 والرواية موجودة كاملة اونلاين ومعاها نوفيلا لكن النوفيلا ١١ فصل خاص للأبطال مش هتتنشر خالص في العام 


نتقابل الخميس الجاي ان شاء الله ❤️❤️

____ 



إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.