الفصل السادس والثلاثون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل السادس والثلاثون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات 



عشق أولاد الذوات:

___


_______



رنيم شعرت بالخوف لكنها حاولت أن تخفيه بابتسامة صغيرة، تُظهر أنها ما زالت متماسكة.


رنيم ببرود 


_ خلاص متبقاش الغيرة والنخوة وخداك أوي كدة ، بس نفذ اللي قولتلك عليه. مش عاوزة أضيع وقتي مع واحد متخلف زيك !


رغم سبها له إلا أن الخوف الذي رآه في عينيها وعدم ذكرها لمحمود مرة أخرى يكفيه 


 ترك فواز يدها، وعينيه تشتعلان بغيرة لم يستطع إخفاءها. لم يكن الأمر فقط استفزازها، بل ذكرها لمحمود بشكل متكرر هو ما أشعل النار داخله. بينما رنيم، رغم خوفها، حافظت على كبريائها، متظاهرة بأنها غير متأثرة بغضب فواز العنيف. كانت معركة إرادات بينهما، وكل منهما يعرف أن الآخر لن يستسلم بسهولة. 



_________


في غرفة المعيشة كانت الأجواء مشحونة قليلًا بوجود زين الدين، والد فواز، المعروف بطبعه الحاد ونظرته الدائمة لرنيم بأنها مجرد "كلبة فلوس". 


رنيم، بفستان أنيق وابتسامة واثقة، دخلت الغرفة حيث كانت ريم تجلس بجوار فايز، وباقي أفراد العائلة يتبادلون الحديث بشكل عفوي


_ نورتي بيتي يا ريم ! 


قالتها رنيم في ابتسامة ثم جلست بفخامة بجانبها ونظر لها فايز في ضيق لكنه لم يتفاجئ لأن فواز قد حكى كل شيئ وطلب منه أن يهدأ وألا يبدي أي ردة فعل قد تضايقها ففواز بعد علمه بأمر الإجهاض أصبح يخاف عليها أكثر من السابق ورغم ما حدث آخر مرة بينهما وعنفه معها في الحديث إلا أنه ندم ولم يعد يريد أن يضغط عليها ذيادة 


صمتت ريم ولم تعلق وكذلك فوزية بينما زين الدين رقمها بكره وبعد عدة كلمات تبادلتها مع ريم أخذت نفسًا عميقًا، وكأنها تتهيأ لتبدأ في حديثها .


رنيم بابتسامة مشرقة 


_ مش احنا أخيرًا حجزنا الفيلا الجديدة في الساحل الشمالي. البحر جنبنا علطول ، حاجه كده تفتح النفس وتريح البال.


زين الدين، بنظرة جانبية حادة، رفع حاجبيه وكأنه ينتظر ما ستقوله رنيم ليعقب عليه بانتقاد لاذع. لكن رنيم لم تكن تبالي، بل استمرت بحديثها بثقة.


رنيم، متعمدة توجيه الحديث نحو زين الدين وتتحدث كانها فرد من العائلة وتحاول أن تظهر لهم أن المال أصبح مالها 


_ عارفين؟ قررت أعمل ديكور جديد للفيلا، بجيب مهندس ديكور عالمي، عايزة كل حاجة تكون فخمة وراقية، مش أي كلام. 


زين الدين، بضحكة ساخرة 


_أهم حاجة الفلوس، صح يا رنيم؟ 


رنيم، بتحدي واضح ونبرة هادئة 


_ أكيد الفلوس مهمة، بس مش كل حاجة. الأهم إن الواحد يعرف يستثمر في حياته بالشكل اللي يريحه. مش كده يا زين الدين؟ 


صدمت ريم من مناداتها لزين بإسمه مجردًا بدون ألقاب .. فواز كان يراقب الحوار بصمت، ويشعر بالتوتر بين والده ورنيم. لكنه أيضًا كان يرى كيف أن رنيم تحاول بذكاء أن تستفز زين الدين، ولكن بطريقة لا يمكنه الرد عليها مباشرة.


ريم، محاولة تهدئة الأجواء بابتسامة 


_مبروك يا رنيم، أكيد الفيلا هتكون جميلة. 


رنيم، ملتفتة إلى ريم بابتسامة دافئة 


_تسلمي يا ريم، وبجد نفسي الكل ييجي ويشوف المكان. هنكون مبسوطين لما نشوفكم. 


رنيم نظرت مجددًا إلى زين الدين، وقد لاحظت علامات الاستفزاز على وجهه، لكنها تابعت بنبرة غير مبالية 


_ أنا بس حبيت أقولكم علشان نفرح سوا، بس زين شكله مش فرحانلي ! 


فايز كان يراقب الموقف، ويعلم جيدًا أن رنيم لديها طريقة خاصة في الرد على والده، دون أن تنزل لمستوى النقاشات الحادة. كانت ذكية بما يكفي لتضعه في موقف لا يستطيع أن يرد عليها إلا بابتسامة باهتة.


زين الدين، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه 


_ أهم حاجة تعرفي تعيشي في فيلا ما اللي زيك متعود على العشش ! 


انفتحت عيني فواز وهو يرى النقاش يحتد بين والده ورنيم التي نظرت لزين الدين في غيظ لتقول 


_ شكلك نسيت إنك قاعد في بيتي ! 


_ رنيم 


ذكرها لهذا الشيئ جعلت الأمور تحتد أكثر فهم فواز ليتحدث لترد عليه في عنف بينما مازالت تتبادل النظرات مع زين الدين 


_ أخرس أنت! 


 معرفة فايز وريم وفوزية بما يدور لم تمنعهم من الإنهداش مما يسمعوه ! ... رنيم تقصف زين وفواز ! تقصف جبروت لا يهتد ! ... هذه معجزة من معجزات الزمان ... 



رنيم استطاعت بحديثها أن تضع زين الدين في موقف لا يستطيع الانتقاد فيه، وبنفس الوقت أظهرت قوتها وثقتها أمام الجميع. وبينما استمرت في التحدث عن خططها المستقبلية، كان من الواضح أنها لن تسمح لأي أحد، حتى زين الدين، أن يقلل من شأنها أو مكانتها بعد الآن  



لم تهدأ الأوضاع لكنهم أخمدوا نيرانهم غصبًا وقهرًا وجاء موعد العشاء ليتجمعوا حول السفرة جميعًا وهنا كانت الصدمة حين اتى زين ليجلس على رأس الطاولة فأمسكت رنيم يده من فوق الكرسي ورفعت حاجبها قائلة 


_ أنت رايح فين ؟ 


_ هقعد مكاني ! 


قال زين بجمود لتقول في دلال 


_ تؤ تؤ تؤ عيب يا زين متبقاش كداب دا مكاني أنا  


ثم أزاحت يد زين التي نزلت من فوب الكرسي وهو مصدوم من وقاحتها وكذلك الحميع الذين نظروة إليهم في ذهول وصمت تام ... 



جلس فواز على راس الطاولة من الجهه الأخرى ليكون مقابلاً لرنيم التي نظرت له قائلة 


_ كل كويس يابو العيال بس متقلش عشان وراك شغل بعد القاعدة اللطيفة دي ! 



نبرتها كانت ساخرة جعلت فواز يضغط على الشوكة بين يديه حتى كاد أن يطويها من غيظه لكنه صمت تحت صدمة فايز الذي ما إن خطت قدمه البيت وهو لا يتوانى عن تلقي صدمات واحدة تلو الأخرى  


بعد دقائق بدأ سعال رنيم يرتفع لترتفع معه دقات قلب فواز وكاد أن يقف ليتجه نحوها ليرى خطبها وهنا فاجئتهم رنيم قائلة 


_ زين !


نظر لها زين ولم يكن عليه أي نوع من أنواع القلق لكنها صدمته بقولها 


_ ماية عشان شرقت 


نظرت له بعيونها الخبيثة والتي لم تكن أبدا وديعة لينظر لها في عنل وهي تهينه بهذا الشكل ليجد الأنظار كلها نحوه فمسك سطل الماء الكرستالي وصب لها الماء في كوب وقدمه لها وهو يضغط عليه في عنف حتى كاد أن يتهشم بين يديه 


_ تسلم 


ابتسمت رنيم في استفزاز ودلال مبالغ فيه ومصطنع لتضايق به زين الذي هدر فيها بين يضغط فوق أسنانه  


_ بالسم الهاري ! 


_ أخص عليك وولاد ابنك اللي في بطني 


_ أهو أنا سايبك عايشة عشانهم 


رده افحمها فكان في منتهى الشر لكن رغم ذلك قالت 


 _ هزارك بايخ ودمك تقيل ! 


 _ ما تتكلم يابو العيال 


هدر زين الدين في فواز الذي سكت تماما وكأن ليس له وجود فندر له وكاد أن يتحدث لكن رنيم قالت بكل قوة 


_ أبو العيال مبيتكلمش أم العيال إللي بتتكلم هنا وبس 


ثم نسحت شفتيها بالمنديل ووقفت في رقة وغرور قائلة 


_ بالهنا والشفا على قلبكوا كلكوا إلا زين وابنه الكبير ! 


ثم صعدت غرفتها وقررت أنها لن تمرر هذه الليلة على خير ... 


_ أنا مش هستحمل الوضع دا كتير 


قالها زين الدين بينما يرمي ما فوق الطاولة بعنف وأعصابه قد تلفت تمامًا من تصرفات رنيم لتقول فوزية 


_ اهدى يا زين


قال فواز _ أنت اللي عملت كدة من الأول كله من أعمالك .. 


لترد فوزية _ وأبوك عمل إيه يا فواز ؟ 


_ أبقي اسأليه 


ثم رمى محرمه ووقف ليذهب خلفها وفايز وريم يجلسان جانب بعضهما في صمت يتبادلان النظرات في دهشة حتى بدا كالتوأمان ! 


________

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.