الفصل التاسع عشر بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

"الفصل التاسع عشر بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات"


ظهر فواز أخيرًا ليطلبه والده فورا إلى مكتبه 


_ عامل إيه؟ 


سأل زين ما إن دخل فواز ثم جلس على الأريكة بعيد عن المكتب وكأنه لم يستطع السير ولجئ إلى أقرب مكان يجلس فيه ... 


رد فواز _ الحمدلله 


تنهد زين ولم يعجبه إبنه كالعادة في الأونة الأخيرة.. ناداه بعد صمت دام 


_ فواز 


كان الهواء مشحونًا بالكلمات غير المعلنة والتوترات الخفية التي تسبح في المكان. زين الدين، بجسده المستقيم ونظراته الحادة، بدأ يتحدث بهدوء، لكن كل كلمة كانت تحمل ثقلًا أكبر من الأخرى. 


زين الدين


_فواز، أنا عاوزك تتجوز.


فواز نظر إلى والده بصمت، لم يكن متوقعًا أن يبدأ الحديث بهذا الشكل، خاصة وهو في حالة الحزن والانكسار التي يمر بها... شعر بالسخرية المريرة تحتله بينما يقول 


فواز _وياترى دورت على عروسة ولا لسة؟


زين الدين بابتسامة باردة:


_لا، مفيش داعي للتدوير... العروسة موجودة وأنت عارفها


ثم اتسعت ابتسامته وقال _ هيام .


تسائل فواز وكأنه لم يسمع الإسم 


_ هيام مين !؟


زين الدين أجابه ببساطة 


_ بنت خالتك وطليقتك!


فواز بدهشة وعدم تصديق رغم استيعابه لطلب والده


_عاوزني أتجوز هيام؟!!


زين الدين بنبرة متحكمة ومقتنعة


_وماله؟ ياما ناس اتطلقت ورجعت اتجوزت تاني... إيه المشكلة؟


فواز رفع حاجبيه بحيرة ، هل والده مازال على رشده أم ماذا ! هتف فواز 


_الست متجوزة... إنت إزاي تفكر في كده أصلاً؟


زين الدين رد بكلمات واثقة 


_هيام هتطلق!


فواز صُدِم أكثر بينما يكمل زين وهو يشير بإصبعيه 


_بعد يومين... هتطلق! أنا بشرف على تجهيزات طلاقها بنفسي! 


فواز شعر بالغضب يجتاحه، وقف فجأة، وصوته ارتفع وهو يواجه والده ولم يصدق مدى وقاحته وتحكمه في حياته معه 


_إنت عديت كل الحدود معايا


زين الدين، دون أن يهتز له جفن، رد ببرود


_إنت إللي عديت حدودك كلها وهتتجوزها غصب عنك.


فواز بانفعال 


_أنا مش لسه عيل عشان تقولي أتجوز مين ومتجوزش مين! أنا عندي ٣٥ سنة! مش عيل قدامك!


زين الدين باستخفاف _عاوز تكبر على أبوك؟


فواز بانفجار من العاطفة المكبوتة


_عاوز أبويا يحس بيا بقى... ويفكر فيا بدل ما هو عمال يفكر في كل حاجة إلا فيا. أنا لسه بحبها... لسه بموت فيها ولسه مجروح... عاوزني أنسى... عاوزني أمشي كده عادي!


لم يرد زين الدين أن يسمع هذه الكلمات .. الكلمات التي تجعله يدرك أن إبنه لن يتعافى بسهولة .. أنه ضعيف وسيظل يتذكرها .. 


قال زين الدين بانزعاج وبنبرة آمرة 


_هتنسى وهتمشي وهتعدي... غصب عنك هتعمل كده.


فواز كان على وشك الانهيار، نظر إلى والده بعينين مملوءتين بالألم


_مش قادر... أنا مش قادر.


لم يعد صدر ابيه يتسمع لسماع هذه المشاعر التي تحيي في داخله أشياء لا يريدها أبدًا .. هدر زين الدين برؤية واضحة وحادة


_مش إنت الوحيد اللي اتجرحت في يوم... متفكرش إنك إنت إللي اتوجعت واتكسرت... ياما غيرك خسروا زيك وأكتر منك بكتير... وعاشوا وكملوا وبنوا نفسهم من تاني ووقفوا على رجليهم بعد ما كانوا بيفكروا في الموت ألف مرة."


فواز، الذي كان يبحث عن ذرة من الفهم، صمت بينما أكمل والده يصرخ فيه 


_هتتجوزها وهترجع تاني فواز إللي طول عمري أنا وإللي حواليه عارفينه؟ وإلا...


لم يتفاجئ فواز بتهديد  أبيه الصريح بل أكمل في حسرة


_ وإلا أبقى لا ابنك ولا تعرفني... كعادتك، مستعد تتخلى عني وعن كل حاجة إلا إللي في دماغك أنت بس!


فواز صوته كان مكسورًا، وكأنه ينهار تحت ثقل الكلمات بينما زين الدين صمت ورغم سكوته إلا أن رأسه كان مرفوع في شموخ


_ أنا كده كده ولا حاجة... ولا زوج ولا حبيب ولا ابن ولا حاسس إني أصلاً عايش! 


كلماته كانت يائسة محبطة جعلت أبيه ينظر له في ألم .. توجه فواز نحو الباب قبل أن يقول 


_ أنا مش هتجوزها.


كلماته كانت كالسكاكين التي تضرب في عمق قلبه، وترك المكان وهو يعلم أنه فقد أكثر مما يمكنه احتماله. زين الدين ظل جالسًا، متجهم الوجه، وهو ينظر إلى الباب الذي خرج منه فواز، مدركًا أن ابنه ليس على استعداد للانصياع لأوامره، وأن هناك هوة كبيرة قد تتسع بينهما، رغم كل الضغوط والمحاولات. فواز كان يحاول النجاة بروحه، ولو كان الثمن هو البعد عن والده وكل ما يحمله من سيطرة. 

_______


رنيم كانت جالسة في غرفة المعيشة، تحدق في السقف بلا هدف. الجو في المنزل كان مشحونًا، خاصة بعد الأحداث الأخيرة بين رنيم وفواز. إسعاد، والدة محمود.. كانت تجلس بجوارها، تنظر إليها بين الحين والآخر بتوتر. محمود كان يجري بعض الإتصالات وهاجر في غرفتها ووقفت إسعاد لتصلي ركعتين تدعوا فيهم الله أن يفرغ عليهم من الفرج والصبر والرزق 


ولكن حتى في الأيام الفائة الجميع كان يحاول التظاهر بالانشغال بأشياء تافهة ليتجنبوا الأحاديث المحرجة. فجأة، دق جرس الباب، مما كسر الصمت المشحون.


رنيم تنهض ببطء لتفتح الباب، وما إن تفتح حتى يتجمد قلبها. كان فواز واقفًا أمامها، نظراته مليئة بمزيج من الألم والغضب والحيرة.


رنيم بصوت مهزوز ولم تتوقع مجيئه أبدًا 


_فواز؟!


فواز لم ينطق بكلمة، عيناه كانت تتجول في المكان حتى توقفت على بطنها التي لم تكن بارزة بعد لكنها كانت  تحمل جنينًا ليس منه. الصمت صار أكثر ثقلًا ، وكل من في المنزل أصابه الذهول.


رنيم بصوت مرتجف 

_إيه اللي جابك هنا؟


فواز لم يستطع أن يرفع عينيه عن بطن رنيم، وأخيرًا نطق بصوت مكبوت


اااه اخيرا لقاء فواز ورنيم ! لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة!


يلا استنوا الفصل الجاي ومتنسوش .. الرواية كاملة للشراء 🦅😋😎 

تابعونا في قناة التلجرام كل الفصول بتنزل فيها بدري قبل أي موقع تاني قناة تلجرام ... اضغطوا على الكلمة اللي بالون الاحمر يا  جواهر الكوكب الأبيض 💎 🤍 

8 تعليقات

  1. 😍♥️ اخيررررا
  2. لا لا لا دي مش قفلة ابدا ارجوكي نزلي الفصل الجديد ف اسرع وقت متشوقة جدا للقاء بينهم
  3. الفصل التاني بسرعة مش قادرة اتنفس😭😭
  4. اول مره اعلق هنا لاني لسه شايفه روايتك بس حقيقي حسيت بكل كلمه كتبتيها مشاعر الحزن والقهر من رنيم وريم ومشاعر الفرح مع ريم لما رجعلها فايز انا عايزه ادخل جوا الروايه اموت فواز ع رنيم ممكن تنزلي الفصل الجديد بسرعه مش قادره اتنفس 😂😂😂😂
  5. الفصل قصير أوي 🥺
  6. ايه القفلة الشريرة دي😓😥
  7. أكثر من رائع، سلمت يداكِ👏🌸
  8. الروايه جامده جدا و صعبان عليا فواز أوووي اتمنى يعرف الحقيقه بسرعه و رنيم ترجعلو لان انا حاسه انها مبتحبش محمود
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.