" الفصل الخامس والعشرون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات ١٢٥ "
بعد أسبوعين أخذ ذكي هيام وسافر بها بعدما كان قد أجل سفره من أجل حالتها الصحية ومن أجل تجهيز أوراقها التي لم تأخذ أي وقت بسبب جواز سفرها الكندي .. لتبدأ هنا قصة كفاحها مع ذكي وتخليها عن مالها وسلطتها من أجل أن تحتمي تحت جناحيه وتكتفي به وبما يقدمه لها فقط دون أن تطلب ذيادة ووعدها ذكي أنه سيحفر في الصخر حتى يشعرها أنها تعيش في نفس المستوى الذي تعودت عليه بل و أكثر وهيام ردت بأنها لا تريد سوى قربه وبعد ما حدث بينهما أصبح هو أغلى ما لديها ولا تطلب سواه .....
________
أنهت رنيم شهرها الرابع من الحمل وكانت في بداية الخامس .. أخرت معرفة نوع الجنين ففي كل مرة كان يدق قلبها بعنف عندما تقرر أن تعرف لكنها الآن ذهبت للطبيبة ...
_ حامل في ولدين زي القمر .. توأم متطابق !
نظرت رنيم للطبيبة في ذعر شديد .. ارتسمت ملامح الخوف فوق وجهها فتفاجئت الطبيبة من شرودها فأنثى غيرها كانت ستشعر بالسعادة الغامرة بعد ذلك الخبر ..
ارتفعت أصوات الفرحة من إسعاد حماتها التي ذهبت معها لتطمئن على حفيدها بينما رنيم نزلت دمعة من عينها دون أن تشعر .. لم تطن تحتمل فكرة أنها حامل في طفل فقط بل أصبحوا إثنين ! كانت ستفقد وعيها .. لا تريدهم ولا تريد أن تصبح أمًا لهما ... لم تكن هذه مشاعرها لكنها كلما وجدت بطنها تنتفخ مع الحمل كانت مشاعر الرعب والذعر والحقد تلاحقها فأصبحت تكره الجنين ومن شدة الانتفاخ ظنت أنها حامل في توأم فهي تتذكر ريم وحملها وتتذكر مظهرها الضخم عند الحمل وتعلم جيدًا أن حالتها مطابقة لحالة ريم ...
_ بصي، هكتب لك على فيتامينات مهمة عشان صحتك وصحة البيبيهات، وكمان أدوية تقلل الغثيان وتقوي جسمك. لازم تهتمي بأكلك وتابعي معانا عشان الحمل في توأم بيحتاج متابعة مستمرة
قالت الطبيبة لتخرج رنيم من غفوتها ومسحت عبرتها ثم عدلت ملابسها وخرجت من وراء الستار لتجلس أمام الطبيبة ومقابلها إسعاد التي لم تسعها الفرحة بهذا الخبر
خرجوا من عند الطبيبة ورنيم تائهه .. يبدو أنها لا تستطيع العيش دون الإنتقام .. أن تعيش سعيدة أمنية أصبحت بعيدة عليها فأولاد الزوات يعيشون في رخاء بينما هي هنا لا يسأل عنها أي أحد ولو على سبيل الشفقة ! كانت تنوي لهم على عقاب كبير وانتقام كارثي لكنها في النهاية كانت تعلم أنها عاجزة عن فعل أي شيئ ...
عادوا للمنزل لتصعد لشقتها فقالت إسعاد
_ تعالي ارتاحي من الطريق عندي شوية
لم تجيب عليها رنيم وصعدت كالمغيبة لشقتها فوقفت إسعاد مذهولة من شرودها وحزنها البادي على وجهها .. تعلم أن ما مرت به ليس سهل .. فقد قاربت على السبعة أشهر وهي في عذاب بسبب ما حدث لها .. لكنها لم تكن هكذا أبدًا بل كانت قد تحسنت لتنظر لها وتلاحظ أن حالتها تسوء كلما تقدمت في شهور الحمل
_____
هاجر كانت تجلس في الصالة، تقلب في قنوات التلفاز بغير اكتراث، منتظرة عودة محمود من العمل . كلما اقترب موعد عودته، كانت تشعر بتسارع نبضات قلبها، وتتصاعد فيها مشاعر لا تستطيع كبحها. وبمجرد أن سمعت صوت الباب يُفتح، قامت بسرعة ووقفت تنتظره عند المدخل، محاولًة أن تبدو طبيعية، رغم أن الغيرة كانت تحرقها من الداخل.
دخل محمود، وعليه علامات الإرهاق بعد يوم طويل فقد كان يقضي معظم أوقاته في العمل وهذا الأسبوعفقد استطاع أن يضبط مواعيده ، لكن أول ما نطق به كان
_ رنيم لسة مجاتش ؟
شعرت هاجر وكأن كلماته أصابت قلبها مباشرة، وحاولت أن تسيطر على مشاعرها وهي ترد بصوت منخفض
_ اتصلت بماما إسعاد وقالت خلصوا وراجعين بس راحوا يعملوا تحاليل
محمود أبدى استغرابًا واضحًا، واقترب خطوة منها وهو يسأل بقلق
_ تحاليل ليه؟ هي تعبانة ؟
شعرت هاجر بغصة في حلقها، ليس فقط بسبب سؤاله، ولكن بسبب الاهتمام الواضح الذي لم تستطع تجاهله.. حاولت أن تبقي صوتها ثابتًا، رغم مشاعرها المضطربة
_ لا... مش تعبانة، بس راحت تعمل شوية فحوصات.
محمود لاحظ التعب في وجهها والضيق في عينيها، فاقترب أكثر من غير قصد حتى لامس يدها بخفة وهو يحاول أن يعدل طريقه في الصالة. كان الاتصال بسيطًا لكنه أشعل شيئًا بينهما، شرارة غير مقصودة جعلت المكان يبدو ضيقًا وقريبًا بشكل غير مريح.
هاجر سحبت يدها بسرعة، لكنها لم تستطع إخفاء ارتباكها، فيما كان قلبها ينبض بشدة. محمود شعر بالموقف، وشاهد في عينيها نظرة الغيرة التي حاولت عبثًا أن تخفيها.
_هاجر... إنتِ كويسة؟
سألها محمود بصوت هادئ، مليء بالاهتمام الذي لم تتوقعه. هاجر حاولت أن تحتفظ برباطة جأشها، لكنها لم تستطع أن تخفي الألم الذي كان يظهر في نظراتها. كانت الغيرة تأكل قلبها، ليس فقط من اهتمامه برنيم، ولكن من كل مرة شعرت فيها أن محمود بعيد عنها بعقله واهتمامه.
_أنا... أنا كويسة، بس تعبت شوية من اليوم..
هاجر حاولت أن تنهي الحديث، لكن المشاعر بينهما كانت قد بدأت تتسرب من تحت السطح. محمود لم يبتعد، بل اقترب أكثر كأنه يحاول أن يصل إلى قلبها، ليس فقط بجسده، ولكن بمشاعره التي لم يعبر عنها بوضوح من قبل.
_ هاجر، لو في حاجة مزعلاكي، قوليلي... مش عايز أشوفك زعلانة.
نظرت له هاجر بعيون دامعة لا تستطيع تخيل أنها زوجته بعد وأنها حامل في توأم منه كما أخبرتها إسعاد في سعادة بالغة ..
كانت تلك اللحظة مشحونة بالتوتر والارتباك، حيث شعرت هاجر أن المسافة بينهما أصبحت أقصر من أي وقت مضى. البيت كان هادئًا، خاليًا من أي أحد، وكأن العالم كله اختفى ليتركهما وحدهما في مواجهة مشاعرهما.
_ وليه مش حابب تشوفني زعلانة خليك مع مراتك وركز هي زعلانة ولا لأ وسيبني أنا لواحدي زي ما طول عمري لواحدي
سادت لحظة صمت بينهما، بينما كان محمود يستوعب كلماتها. ثم مد يده بلطف، ووضعها على كتفها محاولًا أن يطمئنها
_ إنتِ مش لوحدك، وأنا هنا معاكي... لو في أي حاجة بتفكري فيها، خلينا نحاول نحلها سوا..
كانت هذه اللحظة أكثر من مجرد حديث عابر؛ كانت بداية لفهم جديد وتواصل أعمق بينهما، خطوة صغيرة نحو التقارب الذي لم يتوقعاه، ولكنهما كانا بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى..
_ أنت عاوز إيه يا محمود ! بتعمل كدة ليه ؟
بكت وهي تنظر له عله يجيب لكنه لن يستطيع الإجابة فبعدما أظهرت غيرتها أصبح من الصعب عليه البوح بالكثير ليقول
_ عاوزك تبقي كويسة يابنت عمي
ثم أعطاها ظهره وجلس فوق الأريكة يريح جسده فوقها وأخرج هاتفه يقلب فيه متجاهلاً هاجر التي نزلت دموعها في صمت من طريقته والحيرة الدائمة التي يضعها بها ..
انفتح الباب ودخلت إسعاد ليهب محمود واقفًا
_ رنيم فين مش معاكي
ردت إسعاد في ارهاق
_ طلعت على شقتكوا أحسن تعبانة .. أطلع شوفها
نهض من مكانه سريعًا وصعد لرنيم في لهفة لتنظر له هاجر وتنهار من البكاء أمام إسعاد ثم جرت على غرفتها ليرتفع نحيبها ويصل لأذن أمها في غرفة المعيشة لتنصدم مما أدركته فهي علمت أن هاجر بينها وبين محمود شيئ لم تكن تعلم عنه أي معلومة ...
محمود كان يقف عند باب الغرفة، يتأمل رنيم وهي مستلقية على السرير، ملامحها شاحبة وعينيها مغلقتان بإرهاق. كانت تمسك بطنها بحنان وحذر، وكأنها تحاول حماية الصغيرين الذين ينموان داخلها. قلب محمود كان يعتصره الحزن وهو يراها في هذه الحالة، ضعيفة ومتعبة بسبب الحمل الذي لم يكن سهلًا عليها.
رنيم لم تكن فقط تتألم جسديًا، ولكن كانت تحمل عبء مشاعر كثيرة تثقل صدرها. كل يوم يمر، يراها محمود وهي تكافح بصمت، تحاول أن تخفي تعبها حتى لا تقلقه وتقنعه أنهابالفعل قد فتحت صفحة جديدة ، لكن عينيها كانت تفضحها دائمًا.
محمود تقدم بخطوات بطيئة نحوها، شعر بثقل في قلبه لمجرد رؤيتها تتألم. جلس بجانبها على طرف السرير، ومرر يده بلطف على جبينها، يحاول أن يخفف من ألمها ولو بالقليل من الحنان. كان يعلم أنها قوية، وأنها دائمًا تظهر بمظهر المتماسكة، لكنها الآن كانت في أضعف حالاتها، وهذا ما كان يكسر قلبه.
رنيم فتحت عينيها ببطء، ونظرت إليه بنظرة حزينة، كأنها تعتذر عن حالتها. همست بصوت منخفض ومبحوح
_أنا آسفة يا محمود... مش قادرة أكون كويسة زي ما انت عايز.
محمود هز رأسه، وملامحه كانت مليئة بالحزن والقلق، أمسك يدها بلطف وقال
_بلاش تقولي كده، أنا مش عايز حاجة غير إنك تبقي كويسة... وجودك كده قدامي هو كل اللي يهمني.
رنيم أغلقت عينيها مرة أخرى، والدموع بدأت تلمع على خدها، حاولت أن تتماسك لكنها لم تستطع. كان الحمل يرهقها بشكل لم تتوقعه، وكان الضغط النفسي والجسدي يزداد كل يوم. محمود شعر بالعجز، وهو الذي دائمًا ما اعتاد أن يكون السند والقوة لكل من حوله، لكن أمام ألم رنيم، كان يشعر بالضعف.
وقف محمود للحظة، ثم قرر أن يترك كل شيء جانبا ويكون بجانبها. استلقى بجانبها على السرير، واحتضنها بحنان، كأنما يحاول أن ينقل لها طاقة الأمان والراحة. همس في أذنها
_أنا هنا جنبك، وكل حاجة هتعدي. إحنا مع بعض في كل حاجة، مهما كانت صعبة.
رنيم شعرت بدفء احتضانه، وكأنها لأول مرة منذ فترة تجد مكانًا تستريح فيه من كل الأعباء. رغم التعب والألم، وجود محمود بجانبها كان يجعلها تشعر بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنها ليست وحيدة في هذه الرحلة.
محمود ظل مستيقظًا، يراقبها وهي تغفو بين ذراعيه، يحاول أن يحتفظ بكل لحظة من هذا القرب. كان يعرف أن الأيام القادمة قد تكون أصعب، لكن ما كان يهمه الآن هو أن يكون سندًا لرنيم، وأن يظل بجانبها مهما كان الثمن.
كان يشفق على حالها وعلى حزنها الدائم ... يشفق عليها بكل ذرة به وأراد لو يستطيع أن يغير واقعها وعالمها كله حتى تعود رنيم جميلة حيوية كالفراشة تضحك هنا وهناك
________
في مكتبه جلس فواز يتصفح أوراقه المتراكمة حوله وشعاع الشمس اخترق عينيه ليضع يده يخبئ بها عينيه الفيروزية ثم ضغط على زر أغلق به الستائر المكتبية ..
تنهد في إرهاق وقد بدى أنه لم ينم في بيته وواصل العمل من النهار لليل للنهار التالي في الشركة دون توقف ... لكنه لم يكن يبالي فهو كما أخبر أباه أنه قد فقد طعم الحياة ولم يعد يفرق معه أي شيئ ....
بعدما حدث بينه وبين هيام شكر الله على إنقاذه .. وأخذ قرار أن يحاول التركيز على عمله .. ولكنه ها هو لا يستطيع التركيز على الأوراق أمامه، ذهنه كان بعيدًا، غارقًا في دوامة من الأفكار والشكوك. منذ أن افترق عن رنيم وهو لا يستطيع أن يجد لنفسه راحة. قطعت عليه أفكاره عندما أتته رسالة على هاتفه وارتفع صوت الإشعار .. لم يستجب في البداية لكنه فتح هاتفه في إرهاق لتنفتح عينيه في صدمة وهو يرى محتوى
نظر إلى الشاشة، كانت رسالة من رقم مجهول. فتح الرسالة ببطء، غير مستعد لما سيقرأه
"رنيم مراتك ما خانتكش، دينا بنت عمها هي اللي لعبت اللعبة دي كلها. هي اللي كانت بتكلم محمود من تليفون رنيم وبعتت له صورها من وراها. لو مش مصدقني، روح محل Gucci في سيتي ستارز دلوقتي، هتلاقيها هناك بتشتري حاجات غالية. شوف هي جايبة الفلوس منين وباعتك لمين خباها وخلاها تختفي الفترة اللي فاتت دي كلها ... والحقها قبل ما تمشي من المحل."
تجمد فواز في مكانه، الرسالة كانت كالصفعة التي أفاقته من شروده. الشك بدأ يتسرب إلى عقله، مختلطًا بالحيرة والقلق. إذا كانت هذه الرسالة صحيحة، فهو ظلم رنيم ظلمًا كبيرًا، وإن كانت كاذبة، فهي محاولة جديدة منها لتضليله وتعذيبه والنصب عليه ! .. لكن شيئ داخله دفعه ليتحقق ..
بسرعة، أخذ جاكيته من على الكرسي، وأغلق أزراره بعصبية، ثم انطلق نحو سيارته. شغّل المحرك وانطلق بسرعة جنونية، متجهًا نحو سيتي ستارز، عيناه تتابعان الطريق وعقله يعيد تكرار الرسالة مرارًا وتكرارًا.
عندما وصل إلى المركز التجاري، ركن سيارته بسرعة ونزل منها وهو يسير بخطوات سريعة نحو محل Gucci. عيناه تبحثان عنها بين الحشود، وداخل المحل الفخم، لمحها أخيرًا. كانت تقف عند أحد الأرفف، تتفحص حقيبة يد غالية بينما الموظفة تشرح لها تفاصيل المنتج.
توقف فواز على بُعد، يراقبها بصمت، لا يريد أن يقترب. مشاعره كانت تتلاطم بين الغضب والحزن والارتباك. كيف يمكنها أن تكون هنا، وسط كل هذه الرفاهية، دينا فقيرة لا تمتلك حق وجبة غالية في مطعم فخم فكيف لها أن تدخل إلى هذا المحل الفاره لتشتري أشياء باهظة الثمن .. لم يعرفها فواز في أول نظرة لكنه جمع ملامحها فقد تغيرت وملابسها في غاية الجمال والرقي ليتسائل هل كانت الرسالة صحيحة؟؟
كان عليه أن يتحقق من الأمر مع دينا. إذا كانت الرسالة صادقة، فإن دينا هي العقل المدبر وراء كل هذا، وإذا كانت كاذبة، فهو يريد أن يتأكد بنفسه.
انطلق بسرعة إلى المحل .. وعيناه تبحثان عن دينا في كل زاوية بعدما تاهت منه في لحظة .. وبالفعل، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى لمحها وهي تتصفح بعض الحقائب الغالية، تشاور على موظفة المحل وكأنها على وشك شراء شيء باهظ الثمن. عروق فواز كانت تغلي بالغضب، كل شيء كان يشير إلى أن دينا قد تكون حقًا وراء تلك اللعبة القذرة.
تقدم نحوها بخطوات سريعة، وعيناه تحدقان بها بغضب مكتوم. عندما اقترب منها واخترق شروط المكان ، لم تتح لها الفرصة لتجاهله، نظر إليها نظرة حادة وقال
_دينا! إنتِ بتعملي إيه هنا؟ الفلوس دي جبتيها منين ؟
أصاب الذعر دينا وهي ترى من اختبئت منها لشهور أمامها ... دينا رفعت رأسها بارتباك، ونظرت إليه بدهشة وخوف واضحين في عينيها. تلعثمت قليلًا قبل أن تحاول أن ترد
_فواز، إيه الكلام ده؟ إنتَ ليه بتسألني عن فلوسي؟ دي حاجات ليّ أنا.
لكن فواز لم يقتنع بكلامها، الشك كان يزداد داخله، خاصة بعد أن رأى مدى ارتباكها. اقترب منها أكثر، وخفض صوته لكن بنبرة كانت مليئة بالاتهام:
_ الفلوس دي منين يا دينا؟ إنتِ بعتِ رنيم لمحمود؟ خدتي فلوس مقابل اللي عملتيه؟
دينا بدأت تتراجع خطوة للخلف، كانت عيناها تلمعان بالخوف، ولم تستطع أن تجد الكلمات المناسبة للدفاع عن نفسها. كانت تعلم أن الموقف يزداد تعقيدًا، وأن فواز لن يترك الأمر يمر بسهولة. فزعت من نظراته، بدأت تنظر حولها بحثًا عن مخرج. وفي لحظة من الذعر، رفعت يدها ونادت على أحد رجال الأمن في المول
_أمن! فيه حد بيهددني هنا!
رجل الأمن تقدم نحوهم بسرعة، ونظراته متوترة بين فواز ودينا. فواز أدرك أن الوضع يخرج عن السيطرة، ولم يكن يريد أن ينتهي الأمر بمشكلة أكبر أو أن يُقبض عليه بسبب مواجهة في محل تجاري. رفع يديه قليلًا في إشارة للهدوء، وقرر أن يترك المكان قبل أن تتفاقم الأمور.
خرج من المحل بسرعة، ولكنه لم يذهب بعيدًا. وقف في الخارج، ينتظر دينا وهي تحاول تهدئة الوضع مع الأمن. بعد دقائق من الحديث والشرح، غادرت دينا المحل وهي في حالة من التوتر الشديد، تظن أنها قد تمكنت من الهروب من الموقف.
لكنها لم تكن تعلم أن فواز ينتظرها في الخارج، منتظرًا اللحظة المناسبة. بمجرد أن ابتعدت قليلاً عن المحل، أمسك بها بقوة وسحبها إلى جانب بعيد عن الأنظار.
_فاكرة إنك هتهربي مني كده؟ اتكلمي يا دينا، جبتي الفلوس منين؟ عملتي إيه في رنيم؟
دينا كانت مرعوبة، حاولت التملص من قبضته، لكن نظرات فواز المشتعلة جعلتها تعرف أن هذا ليس وقت الهروب أو الكذب. الآن، لا يوجد مجال للمناورة، وعليها أن تواجه الحقيقة، مهما كانت صعبة. ...... وها قد وقعت دينا بين يدي فواز الذي كان قلبه يغمره الشك كل يوم عن صحة خيانة رنيم له... لكنه لم يكن يعرف أن هناك حقائق كثيرة ستكشف وليست حقيقة رنيم فقط ..
____
الفصل الجاي اكتشاف الحقيقة كاملة 😈😋
*نهاية الفصل **