الفصل العشرون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

" الفصل العشرون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات "


فواز لم يستطع أن يرفع عينيه عن بطن رنيم ، وأخيرًا نطق بصوت مكبوت


_حامل؟ 


لم يستطع أن يمنع نفسه من رؤيتها.. الذهاب إليها .. وتفقدها بنفسه والتأكد من ذلك الخبر ، راجع نفسه كثيرآ وشتت نفسه حتى لا يذهب ولكن بعد محادثته مع أبيه التي استهلكت آخر طاقة لديه .. وجد نفسه يأتي لمنزلهم ويقف أمام بابهم ... 


رنيم حاولت تحتفظ بثباتها، لكنها شعرت أن كلماتها لا تستطيع أن تخرج بشكل صحيح 


_آه، حامل... بس... مش منك.


محمود  انتبه لها ليقف ويذهب ليجد فواز أمامه بعيون حمراء وجسد وهن يقف أمام بابهم... حاول  أن يتدخل ليخفف من حدة الموقف ليقول 


_ مش وقته الكلام دا... امشي ومتجيش هنا تاني 


لكن فواز قطع كلماته بنظرة مليئة بالغضب 


_إزاي حامل من حد تاني؟ كنتِ لسه مراتي من كام شهر! إزاي؟


رنيم بصوت مليء بالحسرة والعتاب 


_إنت اللي اخترت تسيبني، إنت اللي اخترت تصدق اللي سمعته من غير ما تعرف الحقيقة

فواز بعينين تملؤهما الدموع المكبوتة

_ الحقيقة؟ الحقيقة إنك تبقي حامل من حد تاني وإحنا لسه كنا مع بعض؟ إيه اللي أسهل من كده يتفهم؟ 

رنيم بحدة أبعدت محمود عن الباب لتقف هي أمام فواز تواجهه بقوة  غير مبالية لدموعه فكل ما تنظر له ترى كل افعاله القاسية معها 

_إنت عمرك ما حاولت تفهم ، دايمًا بتسمع اللي عايز تسمعه وبس.


انهت إسعاد الصلاة وتوجهت لهم وارتفعت الأصوات لتحاول تهدئة الأجواء .

_ يا جماعة كفاية بقى الناس هتتفرج علينا 


لكن فواز لم يكن يستمع ، كان مشغولًا بمشاعره التي كانت تتدفق بلا توقف. نظر إلى رنيم وكأنها باتت شخصًا غريبًا، شخصًا لم يعرفه من قبل.


رنيم، رغم أنها حاولت أن تبدو قوية، إلا أن الألم في عيني فواز كان يمزقها من الداخل. لقد حلمت يومًا أن يكون هذا الطفل من فواز، أن يكونا معًا كعائلة، لكن القدر كان له خطط أخرى.


فواز بابتسامة مريرة وشعر أنه استسلم أمامها .. هي هنا  .. زوجها معها وحماتها التي تحبها .. وذلك الجنين الذي لا ينتمي اليه.. لم تعد رنيم تنتمي إليه ولم يبقى له سوى الذكريات .


_ربنا يوفقك في اللي اخترتيه.

هذا ما نطق به .. لقد استسلم تمامًا.. وشعرت رنيم بذلك... ورغم ذلك الحزن البادي عليه وهذه الدموع وهذه المواجهه ... قدومه إليها وحزنه عليها رغم ظنونه السيئة .. إلى أن قلبه قد غلبه ولم تعد هي تهتم لقلبه لتقول في تشفي 


_ هيوفقني لأني أستاهل بس أنت متستاهلش وعمري ما هسامحك وهفضل أدعي عليك إن ربنا يجيبلي حقي منك وينتقم منك أدام عيني على كل حاجة عملتها فيا ! 


فواز نظر لها ولم يرد، واكتفى بأن أدار ظهره وخرج من المنزل، تاركًا وراءه قلبًا محطمًا وحلمًا لن يتحقق أبدًا.


_______


نظر ذكي للورق الذي وصله .. ورق الطلاق ! كان في عمله عند فوزي الذي لم يأتي اليوم وأشرف هو على المكان في غيابه .. 


قلبه دق بعنف.. الأمر كان حقيقي وتي بالفعل تريد الطلاق لكنه لا يستطيع تخيل حياته بدونها ..


وبينما هو في المكتب يفكر في حزن دخل من الباب فجأة رجل كبير ذا هيبة قوية وحاضرة .. تعرف عليه فورا .. إنه زين الدين ! 


اعتدل ذكي من مكانه وقال 


_ اتفضل يا فندم 


دخل زين الدين وجلس ووضع ساق فوق الأخرى .. طال الصمت لدقائق ليقول ذكي 


_ البشمهندس فوزي مش هنا 


_ مش عاوزه في حاجة أنا جايلك أنت


قال زين الدين ليرتاب ذكي ويحتار لكنه قال في تهذيب 


_ اتفضل حضرتك عاوزني في إيه؟ 


_ مش عايز تطلقها ليه ؟ ليه العند إللي نتايجه وحشة دا


قال زين الدين بشكل مباشر متسائلاً ببساطة لينفتح فم ذكي من جرأته بل وقاحته ليردد بعدما جمع شتات نفسه من هذه الصدمة 


_ أنت جاي تطلب مني أطلق مراتي ؟ 


_ هيام طالبة الطلاق وأنا زي أبوها الله يرحمه .. أحسنلك متضايقهاش ذيادة عن كدة


أجاب زين الدين إجابة تظهر أنها عادية لكنها كانت خبيثة للغاية .. هنا تذكر ذكي كلام غادة وأن هيام تريد أن تعود لفواز زوجها الأول وهذا يبرر إصرار زين الدين على الطلاق والتدخل في أمره بشكل شخصي ... ليشعر أن قلبه يتفتت داخله بينما يسأل ساخرًا من هذه اللعبة القذرة التي لعبوها عليه


_ أنت جاي بقى عشان أنت في مقام أبوها.. ولا في مقام حماها ! 


_ دا أنت بتفهم أهو مطلعتش غبي أوي زي ما كنت فاكر


قال زين الدين مبتسمًا ثم عاد ليحتد صوته  ونظرة التكبر تتألق في عينيه


_ هيام بالنسبالك هيام هانم... كلمة مراتك دي مش راكبة ولا لايقة ..  هتطلقها وهتسيبيها غصب عنك... .... 


ثم وقف وغادر تاركًا ذكي يصارع صدمته ... 


_______


ذكي كان يشعر بأن الأرض تهتز تحت قدميه منذ أن سمع عن نية هيام في الطلاق. لم يستطع أن يصدق أن كل ما بناه معها ينهار بهذه السرعة. قرر أن يذهب إليها، لعله يجد طريقة لإقناعها بالعدول عن قرارها، أو على الأقل لفهم الأسباب الحقيقية وراء ما يحدث.عندما وصل إلى بيت هيام، كانت الأجواء ثقيلة. طرق الباب بتردد، وقلبه يخفق بسرعة، وكأنه يخشى أن يسمع منها ما لا يريد. فتح له الباب، ولأول مرة شعر بأنها بعيدة، رغم المسافة القصيرة التي تفصل بينهما. عيناها كانت تحمل الكثير من الحزن والبرود، وكأنها قررت بالفعل الابتعاد عنه بلا رجعة


فتحت له نرمين التي نظرت له شرزًا لكنه قال 


_ عايز أتكلم مع هيام ... 


_ وهي مش عايزة تتكلم ! 


قالت نرمين ليقول ذكي 


_ لو سمحتي أنا عاوز أكلم مراتي ! 


هنا تدخلت هيام ووقفت أمامه لتقول _ عاوز ايه؟


_ عاوز نتكلم في مكان لوحدنا زي الناس ! 


طلب ذكي وهو يشعر بالألم بينما يراها متحفزة عليه بهذا الشكل ... دخلوا إلى غرفة المعيشة ليسود الصمت ثم قال ذكي


_ عارفة بحبك أد إيه ؟ .. انتي عارفة إن إللي انتي بتعمليه دا بيقتلني  ! 


قالها .. نعم لم تكن تتوهم ، إنه يبكي ، يبكي ضعفًا ، يتوسلها ألا تقدم على خطوتها تلك .. يسمح لنفسه أن ينهار أمامها .. لكن الوقت قد فات ! ... هتفت في هدوء وصراحة تامة 


_ عمرك ما حبيتني .. وأنا كنت بحبك ، بس دلوقتي لأ  


أقترب منها يصيح بها لكنها لم تهتز ولم تتراجع ولو لخطوة بينما هو بطوله الفارع يهتز ويرتجف من الغضب والحزن 


_ كدابة ، أنا إللي حبيتك وأنا إللي مش قادر أبعد وأنسى ، وانتي أهو رايحة تتجوزي وكأن مكانش فيه راجل في حياتك 


_ مين قالك إني هتجوز .. أنا مش هكرر التجربة دي تاني 


قالت هيام لينظر لها ذكي في ألم وهو يعلم أنها تكذب ونبرتها يظهر عليها الكذب 


ثم اقترب أكثر وردد في خفوت وعيناه تركزت في عينيها لأنه تتركه لأسباب تافهه للغاية وتقول له كلمات كبيرة وكأنه قد أخطئ أو عذبها وكأنه تريده أن يحمل ذنب الطلاق وحده 


_ انتي إللي محبتنيش خالص .. استغلتيني ! 


كالعادة لا يتحدث إلا عن نفسه .. فكرت هيام فهي قد تقاجئت أنه كباقي الرجال المتحكمين الذين لا يريدون لزوجاتهم أن تنفق على نفسها ولو فعلت اعتبروا ذلك انتقاصًا من رجولتهم ، مازال يحاول بكل الطرق أن يلمع صورته ، صورته التي رأتها على حقيقتها  ..، جردتها من التعديلات والتزوير ، لتظهر لها بشعة جعلتها لا تبالي به 

... فقير لا يستطيع توفير لها ثمن حقيبة حقيرة واحدة ولا نفسه ضيقة لا يستطيع أن يتركها تشتري ما تريد ! ... 


هتفت في برود 


_ آه محبتكش .. عادي ! .. عاوز حاجة تانية ؟ 


ثم التفت له ونظرت داخل عينيه في قوة 


_ وياريت تطلقني ! ... 


ذكي وقف بصعوبة، وكأنه فقد القدرة على الوقوف بثبات. نظر إليها نظرة أخيرة، وكلماته خرجت منه بصعوبة 


_طيب، لو ده اللي إنتي عاوزاه، يبقى مش هقدر أجبرك على حاجة. بس هفضل أحبك، وهفضل أتمنى إنك تكوني سعيدة، حتى لو مش معايا.


صمت ذكي وهيام في انتظار أنتسمع كلمة خلاصها ليقول 


_ انتي طالق يا هيام ... 


وترك ذكي المكان ، وهو يشعر بأن جزءًا من قلبه قد تمزق وترك خلفه  .... كان يحاول أن يهدئ من روعه ، لكنه أدرك أن كل الأمل الذي كان يتمسك به بدأ يتلاشى مع كل خطوة يبتعد بها عن بيت هيام. كان يعلم أنه ربما لن يكون هناك طريق للعودة، ولكن على الأقل كان عليه أن يحاول حتى النهاية


___________________

مش ناوي تستثمر في سعادتك وتشتري الرواية 😎

الفصول الجاية كلها عن رنيم وفواز تقريبا 😎خلصنا التانيين باقي دور الغوالي 🤭🤗 حرفيا الفصول الجاية نار ! .. تواصلوا معانا وتساب واشتروا الرواية .. وعلى فكرة النوفيلا  الهدية  إللي  معاها ١١ فصل ! بس ١١ فصل طوال جدا  📢🦅 

** نهاية الفصل**


رابط قناة التلجرام اهو .. اضغطوا هنا وادخلوا قناة التلجرام

تعليقان (2)

  1. قصير جداً 🥺
  2. جميله
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.