المشاركات

الفصل الثامن عشر بعد المائة منر واية عشق أولاد الزوات

" الفصل الثامن عشر بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات "




_______


ذكي خرج من المنزل وهو يشعر بجرح لا يلتئم ، كان يسير في الشارع وعيونه تفيض بالحزن والإهانة. 


 لم يكن يتخيل أن هيام ، التي أحبها وانتظرها طويلًا ، ستطرده من حياته بهذه الطريقة القاسية ، وبمساعدة أمها.... لم تكن الإهانة في تركه فحسب ، بل في الطريقة التي أخرجوه بها ، وكأن وجوده في حياتهم كان بلا قيمة.


جلس ذكي على حافة الرصيف ، حقيبته بجانبه ، وشعر كأنه طفل ضائع لا يعرف إلى أين يذهب ... رفع عينيه إلى السماء ، وكأنها تطلب إجابة على سؤال لم يكن قادرًا على طرحه بصوت مرتفع.

 كانت مشاعر الإهانة تغمره ؛ كيف لشخص قدم كل ما لديه أن يُعامل بهذه الطريقة؟ لم يكن يتوقع أن تُقابَل تضحيته بالصمت والجفاء  ، وأن يُرمى خارج البيت الذي كان يعتبره ملاذه الأخير.


فكر في هيام، تلك المرأة التي عشقها من كل قلبه ، ولم يدخر جهدًا في محاولة إسعادها.... كان يسأل نفسه مرارًا: "هل أخطأت؟ هل قصرت؟" لكن الإجابات لم تكن واضحة... كل ما شعر به هو الطعنات المتتالية ، وكأن كل لحظة مع هيام تحولت الآن إلى سكين يغرز في صدره بلا رحمة. 


ذكي كان وحيدًا ، ليس لديه أحد يلجأ إليه.... لم يكن له عائلة كبيرة تسانده ، ولا أصدقاء يخففون عنه... كانت الوحدة تسكن قلبه ... وعيناه تنظران إلى الناس حوله وهم يسيرون مع أحبائهم ، بينما هو يقف وحيدًا في الظلام... كان يشعر بأن العالم كله قد أدار ظهره له ، وحتى تلك الأوقات التي كان يراها كفصول سعيدة في حياته باتت كوابيس تلاحقه.


لم يكن ذكي يرغب في كثير ، كان يريد فقط حضنًا دافئًا يشعره بالانتماء ، بيتًا يلتجئ إليه عندما تضيق به الحياة... لكنه الآن وجد نفسه بلا شيء ، مجرد رجل يحمل حقيبة مملوءة بالأشياء ولكنها فارغة من المعنى.... جلس هناك ، يستعيد ذكرياته مع هيام ، ويتساءل كيف تحولت من امرأة كان يحلم أن يبني معها حياة إلى شخص يلفظه ويرميه بعيدًا كأنه عبء ثقيل.


وهنا أدرك ذكي أنه لا يستطيع أن يجبر أحدًا على البقاء ، وأن عليه أن يتقبل هذه الوحدة التي فرضت عليه ، رغم قسوتها.


 أمسك بحقيبته ونهض ، حاملاً ما تبقى من كرامته المجروحة ، لم يعد يملك خيارًا سوى الاستمرار، وحيدًا كما بدأ، باحثًا عن مكان ينتمي إليه من جديد.. 


توجه لشقته القديمة التي سبق واستأجرها ثم عاد إليها هائمًا على وجهه بعدما تكالبت عليه الأوجاع ففي البداية غادة والثانية هيام التي كانت كسرتها له تجسد كل معاني الألم..... 


____


غادة كانت في حالة يرثى لها.... بعد أن أنهى فايز زواجهما بلا تردد ، شعرت وكأن حياتها تهاوت من بين يديها.... كل أحلامها التي بنتها على أساس هش ، انهارت دفعة واحدة.


 لم تجد أمامها سوى ملجأ واحد ؛ بيت أختها ريهام وزوجها فوزي... وعندما وصلت إلى باب شقتهما ، كانت الشمس تغيب ، لكنها لم تجد في قلبها أي بصيص أمل.


طرقت الباب بخفة ، كأنها تخشى أن يسمعها أحد... بعد لحظات ، فتح فوزي الباب ، عينيه اتسعتا في مفاجأة عندما رأى غادة واقفة أمامه ، تبدو متعبة ومنهكة. 


فوزي تفاجئ من تواجدها وبين أصابعها جرار حقيبة كبيرة 


_غادة؟! إيه اللي جابك؟ إنتِ كويسة؟ 


غادة لم تستطع الرد ،  فقط حركت رأسها نفيًا ، ثم انهمرت دموعها... شعرت بوزن العالم يسقط على كتفيها ولم تعد تحتمل... فوزي ، رغم دهشته ، لم يتردد لحظة ، وأبعد ذراعيه لتدخل غادة وتستقر بين جدران بيتهما.


ريهام التي كانت في الداخل سمعت الحديث من بعيد وأسرعت لترى من عند الباب ... وعندما رأت أختها ، لم تصدق عينيها.


ريهام في قلق شديد 


_غادة! إيه اللي حصل؟ ليه مقلتليش إنك جاية؟


غادة لم تستطع النطق ، كل الكلمات اختنقت في حلقها... استمرت بالبكاء كأنما لم يتبقَ في داخلها سوى الدموع. 


قالت _ فايز طلقني !


صدمت ريهام ولمعت عينيها في حزن وشفقة و اقتربت واحتضنت أختها، ثم قالت بنبرة مليئة بالحنان 


_معلش يا غادة ، كل حاجة هتعدي... إنتِ مش لوحدك ، إحنا هنا جنبك. 


فوزي وقف صامتًا ، يشعر بعمق الألم الذي تحمله غادة... لم يكن الأمر مجرد طلاق ، بل كان خسارة لكل شيء في حياتها فهي تخلت عن كل شيئ من أجل هذه العلاقة ،  وكان يعلم مدى حبها لفايز وكيف كانت تحاول دائمًا أن تكون الأفضل. 


فوزي بهدوء رغم علمه أن ما حدث كان يجب أن يحدث لكنه لم يستطع إلا أن يحنو 


_ تعالي جوه، ارتاحي، كل حاجة هتبقى كويسة. إحنا معاكِ 


غادة مسحت دموعها وأومأت برأسها، ودخلت إلى البيت وهي تحمل ثقلًا لا يُطاق....ريهام وفوزي تبادلا النظرات، كلاهما يعلم أن هذه اللحظة ليست سهلة. 


ريهام في محاولة منها لدعم أختها 


_مش عارفة أقولك إيه بس صدقيني، الأيام اللي جاية هتكون أحسن. المهم دلوقتي نكون مع بعض.


غادة بصوت مكسور 


_ماكنتش متخيلة إن ده هيبقى نهايتي معاه... كل حاجة راحت.


ريهام احتضنت أختها من جديد، وقبلتها على رأسها


_ إحنا عيلتك، وإحنا هنا عشانك، مهما حصل.


فوزي، رغم قلّة الكلام ، اقترب ووضع يده على كتف ريهام زوجته ليشعرها بالأمان والدعم وتمد أختها به.. كانت لحظة مليئة بالحزن، لكن أيضًا كانت لحظة تجمع الأخوة في وجه الألم 


____


ريهام جلست في غرفة النوم ، عيناها محمرة من البكاء، وكانت غير قادرة على تصديق ما حدث لأختها غادة.... كان الألم عميقًا، ليس فقط بسبب الطلاق، بل لأن أختها غادة عانت كثيرًا في زواجها مع فايز مهما قالوا ولكنها لا تشعر إلا بالشفقة على أختها 


ريهام لم تستطع حبس دموعها ، واندفعت نحو فوزي، زوجها، لتبكي في حضنه. كانت تبكي بمرارة وكأنما الدموع لن تتوقف أبدًا. 


ريهام بصوت مرتجف 


_إزاي يعمل كده في غادة؟ بعد كل اللي عملته عشانه؟ ليه يطلقها بالشكل ده؟ كانت عايشة بس عشان ترضيه، وهو... هو بكل بساطة سابها !


فوزي كان يحاول تهدئة ريهام، يحتضنها بحنان، يمسح على شعرها ويحاول جاهدًا أن يُسكتها. 


فوزي بهدوء


_ريهام، اهدى يا حبيبتي، صدقيني العلاقة دي مكانتش هتنفع. أنا عارف إن فايز وغادة حاولوا، بس أحيانًا في حاجات ما بتتصلحش مهما عملنا... ودا أحسن قرار خدوه انهم ينفصلوا .. فايز عنده عيلة تانية وكانت غلطة كبيرة منه انه اتجوز غادة وهو مش واثق في قراره ولا في مشاعره..


ريهام، بين شهقات البكاء


_بس هي كانت بتحبه بجد، كل حياتها كانت ليه، ومالهاش ذنب في أي حاجة حصلت! 


فوزي 


_عارف، ومحدش بيقول إنها غلطت لواحدها ، لكن مش كل حاجة بالحب بتكمل. فايز كان دايمًا عنده مشكلة إنه مش شايف إلا اللي في دماغه، .. ليها حق زي الأولى بالظبط ومش عيب ولا حرام  .. بس انتي عارفة ان هي مكانتش زوجة كويسة أوي يعني والحمدلله ان دا حصل على خير وكفاية أوي لحد كدة 


ريهام حاولت أن تهدأ لكنها لم تستطع. كانت تتذكر كل لحظة من حياة غادة ، كيف انتهى كل شيء فجأة. 


ريهام 


_بس هي كانت عايزة تبقى معاه، كانت عايزة تحس إن في حد بيحبها ويهتم بيها. كل اللي طلبته إنه يقدرها شوية.


فوزي  شعر أن حديثه السيئ عن غادة سيغضب زوجته ليطبطب على ظهر ريهام بحنان، وقال محاولاً تهدئتها ومسايرتها 


_وأنا عارف ده ، لكن يمكن ده يكون الأفضل لها. يمكن ربنا يكتب لها حياة أحسن بعد اللي شافته. المهم إننا نبقى جنبها دلوقتي، وإنها تعرف إنها مش لوحدها.


ريهام مسحت دموعها بيدها، لكن الحزن كان واضحًا في عينيها. 


ريهام _أنا عايزة أكون جنبها، مش عايزاها تحس إنها لوحدها


فوزي ضمها إليه أكثر، وقال بحزم 


_ وإحنا كلنا هنا عشانها، وأنا معاكي، ومش هنسيبها تمر بالأزمة دي لوحدها. كلنا عيلة واحدة، وهنعدي مع بعض، زي ما عدينا كل حاجة قبل كده.


ريهام أومأت برأسها، محاولة أن تتماسك، لكن قلبها كان مكسورًا على أختها. كانت تعرف أن الأيام القادمة لن تكون سهلة، لكن وجود فوزي بجانبها جعلها تشعر بأن هناك أمل، وأنها وأختها قادرتان على مواجهة كل شيء سويًا. 

______


_ فايز .. حضر نفسك علشان هتروح تقابل محمد الراجح بعد ساعتين 


قال زين الدين بنبرة آمرة بعدما استدعى فايز إلى مكتبه لينظر له فايز مندهشًا 


_ محدش قالي ليه من بدري ؟


سأل لينظر له والده شرزًا 


_ أنت كنت سايب حد يقولك حاجة ... وأحسن عشان تروح هناك وتتحرج أدام الراجل وتقف متبقاش عارف بتقول إيه ولا بتتصرف إزاي 


نبرة والده كانت متشفية وملامحه كانت انتقامية ليحمحم فايز قائلاً


_ حاضر يا بابا 


_ زين باشا .  أنا هنا زين باشا لحد ما تتربى أنت وأخوك .. 


أجاب زين ليتأفف فايز 


_ إيه مش عاجبك؟ فين اخوك يالا 


هذه طريقة زين أم أنها طريقة أحد رجال الشوارع! .. 


_ معرفش .. بس هو كان زعلان امبارح أوي 


قال فايز وهم ليجلس ليهدر به زين 


_ أنا قولتلك أقعد ! خليك واقف زي مانت .. قعد ما بليتني بغادة الزفتة هي كمان تيجي تشتغل هنا 


لم يصمت فايز ليقول 


_ ومين إللي كان وافق من الأول ان يبقى ليها أسهم في الشركة ! 


قاطعه زين 


_ هش أسكت خالص متتكلمش أنا متضايق منك عشان الشوشرة إللي أنت عاملها على النت .. يابني أفهم بقى إحنا مش ناس عادية


تنهد فايز فهو يعلم أن غضب والده منه لعدة أسباب وما إن لاحظ زين حزن فايز حتى قال


_ تعالى يا فايز 


اقترب فايز بضع خطوات من أبيه لتظهر شبح إبتسامة فوق ثغره قائلاً


_ جدع إنك عرفت تخلص منها من غير مساعدة حد .. لأ راجل عجبتني 


انتفخ صدر فايز بثناء أبيه عليه ليكمل 


_ أنا لما عرفت إنها كانت ممكن تموتك وأذت ولادك .. أنا كنت عاوز أقتلها .. بس أنت كان لازم تنشف وتتصرف في المشكلة إللي أنت الوحيد المسؤول عنها بنفسك 


ابتسم فايز فبادله والده الإبتسامة وعاد ليقول 


_ أنا عارف فواز زعلان ليه .. ومش مستغرب زعله إللي بقى دائم بس كدة كويس عشان لما يفوق .. ميفتكرش أي حاجةمن إللي فات ولا يحن .. لو كلمك قوله تعالى لأبوك .. هو أولى بيك من أي حد . 


هز فايز رأسه متفهمًا لحديث والده رغم أنه لم يقتنع أنقصة رنيم وفواز ستنتهي يومًا ... لكنه ساير والده


قال زين _ يلا روح شوف شغلك .. أنت فوقت خلاص 


هنا ابتسم فايز قائلاً_ دي حقيقة 


ضيق زين الدين عينيه مبتسمًا ومشجعًا 


_ طب وريني أجمد حاجة عندك .. 


ليبادله فايز الإبتسامة ويخرج من مكتب والده متحمسًا .. 


لو عاوزين تشترواا الرواية كاملة في الحال تقدروا تكلمنا في وتساب وهتاخدوا الرواية كاملة كمان معاها نوفيلا مش هتنزل إلا للمشتريين فقط ! 

 

____

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.