" الفصل الرابع عشر بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات "
_______
_ أيوة .. رنيم حامل !
قال محمود لوالدته التي شعرت بسعادة غامرة وفرحة كبيرة .. لكن فجأة محمود حكى لها عن أشياء جعلتها تدرك وتفهم الوضع ...
هاجر كانت تقف في المطبخ تحضر الشاي، وكانت مشاعرها تتلاطم داخلها كالأمواج. لم يكن يمر يوم دون أن يفكر عقلها في محمود، الرجل الذي كانت تكرهه وتكرهه بمرارة. لكنها الآن، تشعر بنوع من الغيرة الغريبة التي تأكل قلبها عندما علمت أن زوجته ، رنيم، حامل.
تتوقف هاجر فجأة عن تقليب السكر في الشاي، وبدأت تتحرك في المطبخ بخطوات عشوائية، وكأنها تحاول الهروب من هذه الأفكار التي تثقل عليها. تسأل نفسها
لماذا أشعر بهذا الألم في قلبي؟ هل هذا يعني أنني... أحب محمود؟
يظهر محمود في الممر، يدخل المطبخ بلا مبالاة. كان يبدو عليه الإرهاق، لكنه يحاول إخفاء ذلك بابتسامة.
_فيه شاي ليّ؟
سألها بابتسامة، بينما يمسح جبينه بيده.
هاجر تتطلع إليه بعينين مليئتين بالغضب والغيرة التي لم تستطع السيطرة عليها، وتقول بلهجة حادة
_ خلي مراتك تعملهولك ولا خايف على الهانم عشان حامل !
محمود كان مصدوماً من ردة فعلها الغاضبة، يرفع حاجبيه ويقترب منها بخطوات بطيئة.
_ ايه الكلام ده يابت انتي اتجننتي ولا ايه !!!
تلتف هاجر لتواجهه، ملامح وجهها مشتعلة بالغيرة والقلق.
_ لا، متجننتش !.
قال محمود بينما يتابع اقترابه لتقول هاجر وقد فاض بها الكيل
_ أنا... مش عارفة، مش عارفة ليه بحس كده، بس إنت عمرك ما شفتني يا محمود. أنا دايمًا هنا، في الخلفية، وأنت ما بتشوفش غيرها !
نظر محمود إليها بتمعن، وهو يشعر بارتباك غير معتاد. لأول مرة، يشعر بشيء مختلف تجاه هاجر، شيء لم يفكر فيه من قبل .
_هاجر، إنتِ مهمومة ولا مبتناميش كويس عشان المذاكرة وبتخرفي ! .. إنتِ عايزة إيه مني؟"
تنهدت هاجر بقوة، وكأنها تحاول إخراج كل ما في داخلها...
_ مش عايزة منك حاجة
ثم عادت لتنظر له قائلة _ بس مكونتش تقولي متخافيش وأنا معاكي ، مكونتش تقولي أنا هحميكي طول العمر ، مكونتش تهتم بيا ساعات وساعات تانية تبقى كارهني ومش شايفني ..
محمود في صدمة كبيرة وهو يسمعها تخبره بهذه الأشياء لأول مرة .. لأول مرة تناديه بإسمه مجرد من الألقاب. لأولمرة تصبح جريئة وتعبر عما تشعر به .. لأول مرة يرتفع صوتها وتخرج ما بداخلها
_ أنا عايزة منك إنك تفهمني، إنك تشوفني، يمكن ساعتها أنا كمان أفهم مشاعري .. بدل ما أنت محيرني ...
بكت هاجر لتكمل _ لما عرفت انك هتتجوزها مزعلتش .. بس لما اتجوزتها انا اتقهرت .. طلعت بضحك على نفسي .. لما عرفت انها حامل كنت هموت وعاوزة اطلع اسألك ليه ؟ ليه خليتها تحمل منك ؟ أنا مش عارفة أنا إيه وإللي أنا فيه دا إيه ؟
كان محمود صامتاً لبعض الوقت، ثم اقترب منها أكثر ووضع يده على كتفها.
_ هاجر، يمكن أنا ما كنتش شايفك قبل كده، لكن دلوقتي... دلوقتي أنا شايفك.
نظرت له هاجر في شيئ من الحيرة والإستغراب ليُقبل عليها أكثر ..
_ يعني أنت شايفني !
سألت ليصل لها همسه _ آه.. ومن زمان !
اقترب أكثر وقال في صدق
_ من اليوم إللي حسيت فيه انك ممكن تضيعي مني أو راجل تاني يحط ايده عليكي أو حد يفكر بس يأذيكي !
لم تكن تتخيل أنه يشعر بشيئ تجاهها ! لم يظهر على معاملته أي أمارة .. لم تصدق إلا ما إن قال
_ أهي الدموع اللي عرفتني غلاوتك عندي ، متعيطيش
ثم مد أصابعه يمسحها لها وذاد اقترابه حتى قبل خدها لتذيد صدمتها وتخرج منها أنفاسها متأججه .. نادت عليه في همس وخجل شديد
_ محمود !
لم يستجيب وأخذ قبله أخرى قريبة من شفتيها لتقول هاجر فجأة
_ أبلة رنيم... !
نظر محمود خلفه ليرى رنيم تقف على باب المطبخ وتشاهد ما يفعل بينما هاجر شعرت بالخوف الشديد والحرج وتمنت لو تنشق الأرض.. وتبتلعها
________
_ انتي فين يا حبيبتي؟
قال ذكي بعدما اتصل بهيام لتقول هيام
_ أنا روحت يا حبيبي!
تفاجئ بما تقوله ليقول
_ ازاي بس ! أنا روحت قعدت في كافيه لحد ما تخلصي ...مقدرتش امشي واسيبك !
_ والله ياقلبي نليفوني مكانش فيه شبكة وواحدة من صحابي وصلتني
بررت هيام لذكي الذي تنهد ثم قال
_ المهم إنك بخير يا روحي .. أنا جاي بقى استنيني اوعي تنامي
ابتسمت هيام ثم أغلقت الهاتف .. تنهدت وأخذت أنفاسها بعدما حبستها بسبب الخوف والتوتر .. ولكنها تحمد الله أن الموقف قد مر
____
في اليوم التالي ذكي كان يقف في معرض السيارات الخاص بفوزي، منهمكًا في الإشراف على بعض السيارات الفارهة التي تحتاج إلى صيانة بسيطة. كان المعرض يعج بالنشاط، والمكان يبدو أنيقًا ومليئًا بالفخامة التي تعكس طبيعة سيارات مرسيدس المعروضة. ذكي، بصفته مهندس ميكانيكا ماهر، كان دائم الانشغال بالعمل، يُعدّل هنا ويُشرف هناك.
في تلك اللحظة، دخل فواز إلى المعرض بخطوات واثقة كعادته. فواز ذا الحضور قوي والشخصية التي تفرض نفسها أينما ذهب. ذكي لاحظ وجوده ورفع عينيه ليرى فواز يقترب منه بابتسامة باهتة، وكأنه جاء لهدف محدد.
فواز قال بصوت مليء بالحزم والنية المبيتة
_إزيك يا ذكي؟ عامل إيه؟ كنت عاوز أكلمك في حاجة مهمة
ذكي نظرة عينيه كانت حذرة، فهو يعلم أن فواز لا يظهر دون سبب.
_خير يا فواز؟ إيه اللي جابك هنا ؟
رد عليه بصوت منخفض، محاولًا إخفاء توتره.
ابتسم فواز ابتسامة خفيفة، ثم قال
_بص، احنا عندنا شركة جديدة ، وعاوز حد زيك، مهندس ميكانيكا شاطر. إيه رأيك تسيب الشغل هنا وتشتغل معانا ؟
ذكي ظل صامتًا للحظة، يفكر في العرض... ويفكر أكثر في الغرابة الشديدة التي اقترح بها فواز هذا العرض ! بل جاء حتى مكان عمله ليخبره بهذا العرض! ماهذا الحنون ؟ فكر في كل ذلك ثم قال في ثبات
_أشتغل معاك؟ لا، أنا مبسوط هنا ومش شايف إني محتاج أغيّر.
فواز لم يُظهر أي علامات استياء، لكنه زاد من ضغطه قائلًا بشكل مباشر
_بص يا ذكي، اللي بقولك عليه ده فرصة مش هتلاقي زيها. لازم تقبل بيها.
تبُا لذلك الغرور الذي يخرج منه .. رغم ذلك لم يشئ أن يدخل معه في أي جدال
ذكي أشار بيده نحو السيارات في المعرض وقال بحزم
_ أنا شايف شغلي هنا يا فواز. أنا بحب شغلي، وبشتغل مع فوزي ومبسوط. فمش محتاج عروض تانية.
هنا تغيرت ملامح فواز إلى الجدية، وتقدم خطوة للأمام، قائلاً بلهجة أكثر حدة
_وهيام هتعيش كده إزاي؟
انزعج ذكي من كلمات فواز، وشعر بأن الأمر يتعدى حدود العرض إلى محاولة للتحكم... بل ذكره لزوجته بهذا الشكل وقلبه على كيفية عيشتها جعلته يقترب منه في تأهب قائلاً
_هتعيش زي ما عاشت قبل كده، وهي معايا. ومش محتاج أشتغل معاك علشان أوفرلها حياة كويسة.
رد فواز بسرعة
_مش موضوع فلوس بس يا ذكي. إنت مهندس شاطر، ومكانك مش هنا. دي حاجة صغيرة على قدراتك. أنا بتكلم إنك تكون في مكان تقدر تبني فيه مستقبل حقيقي، وتدي لهيام الحياة اللي تستاهلها.
أخذ ذكي نفسًا عميقًا، محاولًا الحفاظ على هدوئه، وقال ببطء حتى لا يفتعل شجار في مكان عمله
_أنا اللي بحدد مستقبلي، مش حد تاني. وهيام متفقة معايا على كده. مش محتاج أكون تحت رحمة شغل عندك.
_ طالما أنت راجل أوي كدة .. سايب مراتك تروح باليل لواحدها إزاي ؟ سايبها معهاش فلوس تدفع الحساب ليه ؟ هي دي الرجولة والكرامة يعني؟
تفاجئ ذكي مما يسمع وألجم لسانه وظل ينظر له في صدمة ليكمل فواز
_ أنا لما وصلت مراتك امبارح كنت مستغرب إزاي انك مروحتهاش وسايبها وجاي دلوقتي تعمل نفسك راجل عنده مبدأ !
ذكي كان واقفًا مكانه، لكنه شعر وكأن الأرض تميد به تحت قدميه. نبضات قلبه كانت تتسارع بشدة، والمشاعر تضربه من كل الجهات. زوجته، هيام، لم تعد مع إحدى صديقاتها كما أخبرته، بل عادت معه هو! تلك الحقيقة كانت كالصفعة القوية التي أيقظته من غفلة لم يتوقعها.
عيناه اتسعتا في صدمة، يحاول أن يستوعب تلك المفاجأة التي نزلت عليه كالصاعقة. خيبة الأمل كانت تتراكم داخله مثل بحر هائج من الغضب والحزن.
صوت فواز اخترق أفكاره المتداخلة، قائلاً بلهجة هادئة لكن ثقيلة
_أنت عارف كان إيه ممكن يحصل لو أنا مدفعتش الحساب لهيام امبارح؟
ذكي نظر إلى فواز بعينين مليئتين بالغضب والذهول، مشاعره كانت تتأرجح بين الرغبة في معرفة المزيد وبين الانفجار في وجهه. الدم كان يغلي في عروقه، وأخذ نفسًا عميقًا محاولًا السيطرة على أعصابه التي كانت على وشك الانهيار.
كل خلية في جسده كانت تصرخ من الغضب والخيانة. شعور العجز تملكه، لأنه لم يكن يتوقع يومًا أن تكون هيام، التي أحبها بصدق، تخفي عنه شيئًا بهذا الحجم.. يده قبضت على الطاولة بجانبه، وكأنه يحاول التمسك بشيء ثابت ليبقى متوازنًا... كان الأمر جارح .. لقد داست فوق نقطة ضعفه بلا رحمة !
كان ذكي يشعر بأن كرامته مُهانة، زوج زوجته السابق هو من يوصلها للمنزل ويدفع لها ! ليسأل في سخرية .. من هو الزوج ؟
بدأ الغضب يتصاعد بداخله، ليغطي كل شعور آخر... قال فواز
_ فكر كويس عشان تعرف تملى عين مراتك !
ثم ر حل فواز تاركًا ذكي في دوامة ابتلعته يسند على إحدى السيارات حتى لا يفقد توازنه وصدره يخرج نيران عوضًا عن الأنفاس
العروض اللي وعدتكم بيها !!
ب 70 جنية هتاخدي تلت روايات ! عشق اولاد الزوات ونوفيلا لعشق اولاد الزوات والخادمة الصغيرة كمان
دلوقتي عندنا عرض على رواية عشق أولاد الزوات ورواية الخادمة الصغيرة ، لو هتطلبوا الروايات مع بعض هتاخدوهم بسعر 70 حنية بدل من 140 جنية ! والعرض موجود لمدة اسبوع بس . التواصل وتساب 01098656097 ودا بسبب انكم في امتحانات تاخدوا الروايات تستمتعوا بيها
نهاية الفصل .. الفصل إهداء إلى مي ياسر❤️