الفصل السابع والعشرون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

 "الفصل السابع والعشرون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات ١٢٧"





رنيم حامل منك أنت!  

تردد صدى الخبر في ذهنه وكأنه صدى قنبلة تفجرت للتو، تاركًا عقله غير قادر على استيعاب الموقف. شعر للحظة بأن الهواء انحبس في رئتيه، وأن قلبه توقف عن النبض. كيف يمكن لشيء كهذا أن يحدث؟ كيف يمكن لها، رنيم، أن تحمل طفله بعد كل هذه المشاحنات والاتهامات والخلافات ؟

اختلطت مشاعره بين الصدمة والفرح والخوف. لأول مرة في حياته، سيصبح أبًا، وهذا ما لم تكن لديه الجرءة حتى أن بحلم به . 

تخيل نفسه يحمل طفله بين ذراعيه، ينظر في عينيه، يشعر بدفء صغيره، ويمتلئ قلبه بالسعادة والحنان. لكنه في نفس الوقت، كان هناك خوف داخلي، خوف من أنه لن يكون جيدًا بما يكفي، أو أنه سيفشل في حماية هذا الكائن الصغير، خوف من تكرار أخطاء والده.

ثم جاءت الشكوك: هل هذا الطفل حقًا طفله؟ تردد داخله صدى شكوكه القديمة، تلك التي دمرت زواجه من رنيم. هل كان مخطئًا في ظنونه؟ وهل سيكون قادرًا على تقبل هذه الفرحة دون أن يخربها بشكوكه المتجذرة؟

بدا أن كل شيء يتداخل في رأسه، الفرح، الألم، الشك، والرغبة في الإصلاح. أراد أن يركض إليها، أن يراها، أن يسألها ألف سؤال، أن يعتذر، أن يحاول من جديد. لكنه بقي جالسًا مكانه، عاجزًا عن التحرك، مقيدًا بمشاعره المتضاربة.

_ اخرسي .. كلامك كله غلط .. 

ثم وجهت وجهها لفواز المصدوم صارخة فيه 

_ كلامها غلط متصدقش أنا خاينة واتجوزت عشيقي وحامل منه هو

هدرت بها رنيم في عنف بعدما كشفت هاجر كل شيء في جملة واحدة ثم جاءت لتغلق الباب في وجه فواز وتدخل بسرعة وقد احتلها التوتر لكن فواز فاق من صدمته قليلاً وصد الباب بكف يديه ناظرًا لها بعيون حمراء 

_ انتي حامل مني !؟ 

_ آه منك وحامل في توأم 

اندفعت هاجر مرة أخرى في الرد لتضربعا رنيم في كتفها في خزي ودموعها تحمعت في عينيها وتمكن منها التوتر ثم مسكت شعرها تشده ودخلت للمنزل في خطوات سريعة تنادي بأعلى صوتها

_ محمود 

_ في ايه يا رنيم ؟ 

خرجت إسعاد من غرفة نومها على صوت رنيم التي تصرخ بصوتٍ باكي 

_ محمود فين اتصليلي عليه خليه ييجي دلوقتي حالا

كانت تشعر بالدوار وبأن عالمها ينهار مرة أخرى.. عالمها الذي بنته بعيدًا عن فواز وعائلته .. 

إسعاد تفاجئت بفواز على الباب .. تهابه منذ اليوم الذي أخذ فيه إبنها أمام عينيها ولم تقدر على فعل شيئ فشدت هاجر لتداريها خلف ظهرها وتتصدى لفواز الذي بقى متصنمًا أمام الباب وعينيه تطالع الفراغ في صمت غريب وكأنه قد تحول لتمثال من الشمع بعد ما سمع ولم يكن هذا رد الفعل الذي توقعته هاجر أبدًا لتعود وتقول 

_ محمود اتجوزها عشان أنت هددتها إنك هتردها لعصمتك ولما عرفت انها حامل ذاد خوفها إنك تعمل فيها حاجة أو تاخد ابنها... 

قبضت إسعاد على فك هاجر في غضب ساحق هادرة بها 

_ اخرسي يا مقصوفة الرقبة انتي وخشي جوا واقفلي على نفسك اياكي تطلعي 

_ مش دي الحقيقة 

ردت هاجر في غيظ بينما فواز تكشف أمامه حقائق يبدو أنه لم يكن مستعدًا لها 

كانت رنيم تحاول الوصول لمحمود الذي رد بعد محاولتين اتصال لتهتف

_ تعالى دلوقتي حالًا 

_ في ايه مالك أنا أصلا على أول الشارع

أجاب محمود المندهش من طريقتها ولكن قبل أن تجيب رأى سيارات فواز وحرسه ترتص أمام مدخل منزلهم ليقول 

_ فواز هنا ! 

لم تجيبه ونزلت منها دمعه ليعود وينادي عليها في خفوت وهو يفهم حالتها جيدًا 

_ رنيم ! 

_ تعالى بسرعة أرجوك 

توسلته وقد كان وصل إلى المدخل وأخذ المصعد وما ان وصل حتى وجد فواز يقف مفرود الكتفين بوجه بلا ملامح فتفاجئ من حالته وسكونه بينما صدع صوت من الداخل 

_ انتي ازاي تقولي كدة إزاي !! بتكرهيني كدة ليه عملتلك إيه ؟؟

_ ما تصحي بقى دول ولاده هو أول واحد المفروض يعرف 

ردت عليها هاجر فاستفزت رنيم أكثر 

_ يعرف ايه!! ميستاهلش انه يكون له ولاد ميستاهلش انه يكون أب ولا يكون أي حاجة خالص 

ثم اندفعت لفواز تصرخ فيه 

_ أسمع أنت لو مفكر إنك ممكن تاخد مني ولادي تبقى غلطان أنا أقتلك لو هوبت ناحيتي ولا ناحيتهم .. أنت مالكش حاجة عندي وامشي أطلع برا ومتجيش هنا تاني اعتبرني مت ! 

نظر لها فواز دون حديث ليأتي صوت محمود من خلفه 

_ فتحتي الباب من غير حجاب ليه !؟

_ غيرتك ملهاش لازمة لعبتكوا اتكشفت خلاص وعرف كل حاجة ! 

قالت هاجر في سخرية امتزجت بغيظ فتجاهلها محمود بعدما ألقى عليها نظرة عتاب وتحذير وما إن رأته رنيم حتى قفزت بين زراعيه تحتمي فيه وصدقًا قد احتاجت لهذه الحماية 

_ الحقني يا محمود 

ربت محمود على كتفها هامسًا لها أنه معها بينما فواز التف ليراها بين زراعي غيره لتشتعل عينيه بالغيرة ويصطبغ وجهه ليقول محمود في هدوء 

_ أدخل يا فواز ! 

صُدمت رنيم من رد فعل محمود لتبعتد عن حضنه مستنكرة تصرفه 

_ يدخل فين !! أنا بستنجد بيك عشان تقوله يقعد 

_ خشي جوا يا رنيم الجيران وانتي لسة بشعرك مغطيتهوش! 

نبهها محمود لتدخل للمنزل وتقف أمام فواز هاتفه في وجهه بكره شديدة 

_ أطلع برا بكرهك ومش طايقة أشوفك أطلع بقى 

لم يبدي محمود أي ردة فعل تذكر كما توقعت منه لكنه قال 

_ اهدي و خشي جوا 

نظرت لها غير مصدقة هدوئه الغير مبرر ليقترب منها قائلاً في خفوت 

_ يلا يا رنيم .. مش انتي بتثقي فيا ! 

ثم ربت فوق شعرها ودموعها نزلت فوق وجنتيها في عجز وقهر  

_ استهدي بالله وادخلي البسي حجابك وتعالي تاني 

خضعت لأمره ودخلت الغرفة في حزن شديد وقلبها شريد وموجوع وجلس فواز بجسد متخشب مقابلاً له محمود الذي سأله بعدما أدخل إسعاد وهاجر في غرفة ليختلي به 

_ عايز إيه!؟ 

سأل محمود ليجيب فواز بنبرة قاطعة 

_ عايز مراتي 

_ أول غلطة .. دي مراتي أنا 

قال محمود في ثبات ليجيب فواز وهو يحاول أن يتمسك بأقوى حبال الصبر فهو في قلبه غضب وغيرة تكفي لدفن محمود مكانه 

_ على الورق 

هز محمود كتفه هزة خفيفة لكنها زلزلت كيان فواز بينما يقول في خبث 

_ وأنت إيش عرفك أنت كنت معانا في أوضة النوم 

ضغط فواز على أسنانه وحددت معالم وجهه في غضب ساحق ليتلذذ محمود بالغيرة التي تأكله ويكمل

_ هاجر عيلة صغيرة متعرفش حاجة .. أنت عارف ان أنا وهي عشاق من زمان أوي 

_ كداب رنيم عمرها ما خانتني 

اندفع فواز في عنف ليرفع محمود حاجبه ساخرًا 

_ وبتقولها بثقة أوي ! طب دا أنا حتى عندي اللي يثبت إنها خانتك معايا 

ذادت حدة فواز بينما يدافع عن رنيم وحقه فيها 

_ كلامك كله كدب وأي دليل عندك باطل... رنيم مخانتنيش ومش بتحبك وبتحبني أنا بس 

ضحك محمود بخفة وأرجع ظهره للخلف مردفًا 

_ يعني عرفت الحقيقة ! ... 

لم يجيب فواز وملامحه ظلت ثابتة ليقول محمود 

_ كانت فين ثقتك دي وأنت بتضربها وبتذلها! 

ثم اعتدل واحتد صوته في تأنيب وغضب من أجل ما حدث لرنيم وله على يد ذلك الرجل معدوم الهوية والشخصية 

_ كانت فين ثقتك وأنت بتستقوى عليها بقوتك وتاخد منها حاجة غصب عنها وتدمرها ! ...

_ أنت السبب ! 

هاجم فواز محمود وكأنه يرمي التهمة عن نفسه ليهز محمود رأسه فالظاهر أنه لا يوجد أي فائدة 

_ بردو متعلمتش .. دا أنا اتعلمت وفهمت وأنت لسة ! دا أنت حتى ابن ناس مش زينا احنا ولاد الكلب تربية الحارات والقهاوي البلدي !  

ثم نظر داخل عيني فواز بقوة 

_ مش دا كلامك ... كلاب الشارع ولاد الشوارع 

_ أنا كلامي مش معاك 

أشاح فواز بوجهه عنه لا يريده أن يعطيه درس في الأدب ليقول محمود جملة بأريحية زلزلت كيانه كله

_ أنا جوزها وولي أمرها وكلامك كله معايا 

ملئ الدمع عين فواز وهو يسمعها منه .. زوجته هو ! حبيبته هو ! رجل آخر يتلذذ أمامه بنتتها زوجته وهو يجلس غير قادر على فعل شيئ .. رجل آخر ارتمت بين زراعيه أمامه ولم يقدر على فعل شيئ .. رجل آخر يحميها وتحتمي به وهو لم يكن لها يومًا حمى ولا درع ! ... مسحدمعته عن وجهه بعنف قبل أن تستمر في نزولها على وجهه أمام محمود الذي لاحظها وتمتع بها فهو يستحق كل لحظة ألم .. يستحق أن تنهش الغيرة جسده ويفتت الندم قلبه .. سأل فواز بصوت مرتجف بسبب حبسه لدموعه

_ ولادها مني !؟ 

_ دا لسة بيسأل .. يابني أنت مريض ! 

قالها محمود في ضيق من ظنونه التي لا تمحى ليقول فواز في أسى 

_ خبت عليا كل دا 

_ وهتجيب العيب عليها كمان ! .. 

سخر محمود منه ومن غروره وهنا صدح صوتها الغاضب 

_ أنت لسة بتكلمه اطرده بره 

نظر فواز لرنيم التي خرجت بعباءة وطرحة ولأول مرة يراها بهذا الشكل لتتسلط عينيه عليها ووقف محمود يستسمح رنيم للجلوس 

_ اقعدي يا رنيم لو سمحتي 

_ اقعد مع دا !! 

هتفت في غضب واستحقار وقد ذهبت عنها الصدمة وحلت محلها القوة وروح الإنتقام ليقول محمود 

_ انتي في بطنك دلوقتي روحين دا أبوهم ! غصب عنك لازم تقعدي 

تبادلت النظرات مع محمود وتعلقت بها أعين فواز الذي اهترئ قلبه وهو يراها بهذا القرب مع محمود .. هي التي برعت في التواصل معه بالعيون الآن تبرع أكثر في تواصلها مع رجل غيره حتى انها اقتنعت وهدات وجلست أمامه 

_ أتكلم

أمرته رنيم ليقول بينما ينظر لمحمود في غيظ وضيق 

_ مش هينفع أدامه لازم لواحدنا

_ وأنا مبآمنش على نفسي معاك لوحدنا ومحمود جوزي مش غريب ولو مش عاجبك غور اطلع برا ومتخطيش هنا تاني ! 

قالت في تسلم ليبتلع ماء حلقه مع إهانتها له وطريقتها الدنيىة التي تحدثه بها بينما هو ذادت صدمته وهو يراها بهذا الجحود والقسوة فأين رنيم التي كانت تبكي وتعطي له كل الفرص لتوضيح موقفه .. أغمض عينيه ثم تغاضى عن وجود محمود وحاول أن يقول ما نوى على قوله 

_ رنيم .. أنا 

هدرت فيه تقاطعه بقوة وصوتٍ حازم 

_ متجيبش اسمي على لسانك ومش عاوزة منك أي تبرير لأن مفيش حاجة تبرر اللي عملته فيا 

هتف فواز بسرعة في ضعف 

_ مش هبرر ولا هدافع عن نفسي بس أنا هعوضك عن كل إللي عملته 

هزت رأسها في سخرية فأسلوبه لم يتغير لتسأل 

_ هتعوضني بإيه ؟ 

قال فواز في خنوع وصدق 

_ هعملك أي حاجة عوزاها .. هجيبلك أي حاجة تطلبيها.. هخليكي ملكة يا رنيم ! بس تطلقي منه وترجعيلي ! 

لم يبدي محمود أي رد فعل وترك الأمر لرنيم التي قالت في احتقار 

_ والمقابل إيه .. ؟ الفلوس ! 

صمت ولم يستطع أن يجيب وما ان هم أن يتحدث حتى قالت 

_ وأنا موافقة يا فواز !  

شعر ببوادر أمل تتسرب إلى قلبه ليهتف في تسليم تام لأي شيئ ستطلبه 

_ أنا مستعد أجيبلك نجمة من السما لو طلبتي 

رفعت رنيم رأسها للأعلى قليلاً ثم اقتربت منه وبعيون خبيثة ولهجة قوية انتقامية قالت 

_ مش عاوزة نجمة من السما .. أنا عاوز زين الدين بالمحامي بتاعه بيجي يكتبلي كل حاجة بتملكوها بإسمي ! ساعتها هفكر وأشوف إذا كنت هوافق ولا لأ !

نظر لها فواز مصدومًا حتى أن ملامح وجهه أظهرته كالمعتوه لتهتف رنيم داخلها 

_ دا أنا هوريك الويل أنت وأبوك يا فواز !  

___________

المفاجأة الأولى 

رنيم أتحجبت 🙈💖 والفصول الجاية هنوضح حجات بشأن الموضوع دا 💖💖 

المفاجاة التانية
رنيم هتفشخهم بالمعنى الحرفي. 😅☠️

المفاجأة التالتة 
النوفيلا بقت ١١ فصل كاملين مش عشرة بس ! حاجة خطيرة وجنان والنوفيلا تعتبر قصة كاملة للأبطال أصلا ونار 🔥😂🤍
إللي عاوز يشترك ويشتري الرواية كاملة مع النوفيلا يكلمنا في الوتساب على رقم 01098656097  .. النوفيلا مش هتتنشر في العام
**نهاية الفصل*

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.