الفصل السادس والثمانون من رواية الخادمة الصغيرة

 "الفصل السادس والثمانون من رواية الخادمة الصغيرة "



الخادمة الصغيرة:

_ مفاقتش ليه لحد دلوقتي ؟


جلال سأل الدكتور بعد تلت ساعات فرد الدكتور وقاله 


_ ادعيلها! عملنا إللي علينا وكل حاجة في ايد ربنا 


غمض عينه في أسى والدكتور مشى وهو ساب ضهره يرجع على الحيطة ومبقاش قادر يتحمل إللي بيحصله 


ودلوقتي سارة اتغسلت والمفروض إنها تندفن دلوقتي لكن الأطفال مكانوش عارفين هيعملوا فيهم إيه فجات سارة جمب جلال وقالتله بجدية


_جلال .. مينفعش نقول إن دول مش ولاد رضا ، كدة هنتفضح ! ، هنتفضح يا جلال ! .. والورث وكل إللي عملناه هيروح،  لازم محدش يعرف إن ولاد رضا هما إللي ماتوا وولاد الرقاصة عايشين ! 


بصلها جلال باستغراب من كلامها وذهول وهي بتقول بإصرار


_ ولاد رضا هيندفنوا مع سارة على إنهم ولادها ! .. وولاد الرقاصة هيعيشوا معاك أنت ورضا على إنهم ولادها. 


اتصدم من الفكرة إن حتى رضا مش هتعرف تشوف ولادها الميتين ولا حتى تحضنهم !!


حاول جلال يقول أي حاجة ولا أي اعتراض ! 


_ بس .. 


لكنه كان في لحظة ضعف وجسمه كله بيترعش من الصدمات إللي توالت عليه وعيوه حمرة ووارمة من العياط وحتى صوته كان مبحوح ومش قادر يطلعه وانجي استغلت النقطة دي كويس جدا وقالت بحدة 


_  مبسش  !!


وقربت منه ووقفت ادامه وهي بتبص لعينه وبتقول 


_أسمع يا جلال !!! مفيش رجوع خلاص .. مفيش رجوع ولا تردد ... الحكاية خلصت.  


بص جلال في الأرض وكتافه مهدول ة ومستسلم للأمر الواقع ومش عارف لما رضا تصحى هيقولها إيه! وأمه بقت مسؤولة عن القرار خلاص وقضي الأمر


خرجت انجي للغفر إللي كانوا معاهم برا لما عرفوا خبر ولادة مراة جلال ، كانت واقفة في شموخ وقوة وكأن خلاص كل حاجة بقت في ايدها وبقت هي سيدةة البلد .. وقالت في الغفر بقوة 


_ حسين بيه مسؤول عن البلد ! والكبير والصغير في حماه وسارة  كانت في حماه زي أي حد وعملت حادثة معاه وماتت هي وعيالها ! الحكاية مفهاش حرف الجيم خالص فاهمين ! 


قالتها انجي ونوهت إن ميتذكرش اسم جلال في الحكاية أبدا  للغفر وهما متسنيين  جثة سارة الرقاصة  تطلع عشان يدفنوها  هي وولاد رضا عشان يدفنوهم ! ...   


___


___


راح جلال. يشوف أبوه ، وكانت ليلته كلها عبارة عن تنقل من عند رضا لأبوه ومهداش ولا ارتاح لحظة واحدة وكأنه كبر في اليوم دا عشرين سنة كاملين ! 


البوليس كان موجود لأن حسين انضرب بالنار والحادثة إللي حصلت دي كانت بفعل فاعل .. 


البوليس كان عاوز يدخل يسأل كريمة وياخد افادتها لكن جلال استأذن منهم إنه هو يدخلها الأول عشان يأهلها للإستجواب


دخل اتطمن الأول على كريمة رغم إنه مش بيحبها ولا طايقها لكن لقى قلبه غصب عنه عاوز يتطمن عليها  .. وكان عاوزها تطمن وترد على الشرطة كويس 


دخلها أوضتها لقاها نايمة ودموعها على خدها وعرف إنها عملت عملية والولد إللي بطنها مات ! ... عشان كدة خاف على نفسيتها تسوء أكتر 


_ إبني راح ! 


قالتها كريمة بشفايف اتحركت بصعوبة عشان تطلع الكلام لما لقت دخل عندها ووقف يبصلها من بعيد بملامح تعبانة ومنهكة 


_ وأبوك كمان راح ! 


قربلها جلال وقال بنفي  شديد اللهجة


_ لأ بابا مش هيروح وهيفضل هنا ، بابا لسة غير متقوليش عليه كدة 


قالت كريمة بأسى وهي بتفتكر إللي حصل 


_ أبوك انضرب بالنار ! كانوا عايزين يقتلوه 


وبعدها دخلت في نوبة بكاء تانية 


_  أنا السبب 


استغرب جلال وسأل _ انتي السبب ليه؟


هزت راسها فسأل بتوجس 


_ أنتي عارفة مين عمل كدة ؟ 


هزت راسها تاني بعجز والدموع بتنزل منها ...   وقالت 


_ ابني هيتدمر لو قولت حاجة!


رد عليها جلال بعنف 


_ أبويا في خطر لو مقولتيش !  


لكنها بكت بصوت عالي جدا من صعوبة الموقف ومقدرش تتكلم والممرضة دخلت لجلال تطلب منه الخروج لأن حالتها العصبية مش بخير والشرطة مبتقدرش تتكلم معاها ! 


_ مش هينفع المريضة عندها انهيار عصبي ولسة تحت تأثير البنج ! 


دا إللي قالته الدكتورة للشرطة ولجلال ، إللي كان اتعصب جدا من رفض كريمة إنها تقول أي حاجة عن الحادثة ! 


___


أما عند رضا في المستشفى دخلت مراة أبوها جليلة وهي متعصبة وغضبانة وبتزعق  في وش انجي 


_ هي فين ؟!!  


لكن انجي منعتها 


_ وطي صوتك ياست أنتي


_ بقولك هي فين الفاجرة إللي جابتلنا العار


جلال كان جه وكان بيجيب قهوة لأمه إللي قعدت طول الوقت برا تستنى رضا تخرج وتستنى جثمان سارة كمان والأطفال لما يطلعوا متغسلين من المستشفى 


_ انتي اتجننتي احترمي نفسك وانتي بتتكلمي عن مراة ابني 


وهنا كانت الصدمة لما جليلة قالت بأعلى صوت وجلال واقف وهي مش شيفاه 


_ مراة ابنك إللي مش حامل من ابنك أصلا وحامل من واحد تاني 


قربت منها انجي تكتم صوتها عشان متفضحهمش 


_ وطي صوتك يا غبية وبطلي فضايح


لكنها هزت راسها بشماتة تقول 


_ أمال فين مازن بيه تلاقيه جوا شايل عياله


ردت انجي _ مازن سافر من شهر ونص ! 


لكن جليلة رفضت تصدقها 


_ بقولك شيفاهم بعيني مع بعض ! 


_ انتي بتقولي إيه ي ست انتي !! 


كان صوت حلال الغاضب إللي سمع كل حاجة واامه بتبص لقت القهوة وقعت من ايديه على الأرض وواقف متخشب مكانه رغم الغضب ، خافت جليلة منه جدا وتراجعت عن إللي قالته كله وهي بتعتذر وخايفة 


_ يلهوي سي جلالل وعزة جلالة الله ما أقصد حاجة أني كدابة يا بيه 


وراحت اتخبت ورا انجي إللي حاولت تهدي جلال 


_ قولي احسنلك. 


شدها جلال من ايدها وخدها معاه بعيد عن أمه وهي خايفة وبتترعش وخدها في مكان برا في جنينة المستوصف وهي بنظرة واحدو من جلال إللي كان خلاص جاب أخره من كل إللي بيحصل قالت 


_ والله يا بيه إحنا كنا برا أني والبنات عند أبويا ورجعنا لقينا ... 


قال جلال بهدوء وهو متوقع يسمع الأسوء 


_ قولي ! 


قالت بخوف _ لقينا .. لقيناها مع الأستاذ مازن ! .. أني لما عرفت إنها حامل وبتولد جيت جري 


وشه مكانش عليه أي تعابير ... كان ساكت وهو بيسمعها بتكمل 


_ آه كله إلا الشرف وهي في الوقت إللي المفروض حملت فيه دا كانت بعيدة عنك فجيت على ملى وشي لما الغفر جولي قالولي


عيون جلال اغمقت وسرحت بعيد ومبقاش سامع باقي الكلام فجليلة حست أنها نيلت الدنيا وقالت 


_ بس الدكتور بيقول إنها لسة في السابع ! يعني ممكن يا بيه تكون حامل منك


سابها جلال ومشي .. مشي ببطئ شديد كأن الدنيا وقفت بيه والنهار لقاه خلاص طلع .. عشان تبقى دي اسوء ليلة في حياته كلها ! 


قعد جلال في الجانب التاني من الجنينة ، مفيش دموع ولا فيه أي تأثير ، كل إللي هو فيه هو صدمة وصمت قاتلين .. 


نزلت انجي وقربت منه براحه وقعدت جنبه وساد الصمت هي مش عارفه تقوله إيه بعد الليلة الصعبة دي ، أبوه عمل حادثة وفي غيبوبة وسارة ماتت وولاد رضا ماتوا ورضا حالتها خطر والأخبار إللي سمعها عنها من مراة أبوها! كل دا ورا بعضه خلاه يفقد الإحساس تقريبا وفضل قاعد مش قادر حتى يتنفس بشكل منتظم ولا قادر يتكلم كويس ..  


أخيراً جلال اتكلم بصوت مبحوح وملامح مُغيبة من الألم 


_ هو ... ممكن كلامها يطلع غلط !؟


قالت انجي بسرعة 


_ أيوة طبعاً غلط ! أكيد غلط


ظهر التوتر في صوتها فبصلها جلال وضيق عيونه وهو بيسأل في حزن وتشكيك 


_ انتي عارفة حاجة ومخبياها عني لسة ! قوليلي الحقيقة 


قالت انجي بقلق _ مش عارفة صدقني لو عارفة هقولك 


لكنه مصدقهاش وقال بعيون حزينة بتستجديها إنها لو عارفة أي حاجة تقوله 


_ ماما ! 


سكتت انجي ومبقاش فيه مهرب خلاص، لازم تقول إللي عندها وعيون جلال المتهمة مش سايبة لسها أي مخرج 


_ مامة .. مامة مازن قالتلي إنها سمعته وهو بيكلم رضا في التليفون! وسمعت كلام معجبهاش وعشان كدة .. خدته وسافروا من شهر ونص 


بلع ريقه وسأل_ كلام إيه!؟


_ مش لازم تعرفه يا جلال أنت مش شايف حالتك يا حبيبي


لكنه المرة دي أصر بعيون قاسية خوفت انجي 


_ كلام إيه !!؟


_ إنه حصل بينهم علاقة وإن الحمل ممكن يكون منه هو  ... 


قالتها انجي في النهاية بخوف فبصلها جلال نظرة أرعبتها فقالت بسرعة 


_ اهدى يا جلال ، إحنا هنتأكد ، هنعمل تحليل dna للولاد ونشوف الحقيقة !وقتها هنعرف إذا كان الموضوع دا حقيقي ولا لأ وأحنا ظالمينها .. 


جلال عيونه اتوحشت وملامح وشه بقت كلها شراسة ورغبة في الانتقام قال 


_ لو طلع حقيقي ... أنا هقتلها ! 


خافت انجي من جنان ابنها وقالتله 


_ بلاش تهور ، إحنا كدة كدة مش عاوزين منها حاجة وحتى ولادها ماتو يعني مش فارقة معانا في أي حاجة متلبسش نفسك مصيبة 


لكن جلال بصلها بقسوة وعنف دلوا على تفكيره ، إذا كانت رضا مش فارقة معاها فهي كانت فارقة معاه وخانته ! جلال كان جواه شر رهيب ولو أتأكد من خيانتها فعلاً وقتها هيقتلها من غير ما يتردد لحظة واحدة ! 


وفعلاً خدت انجي حمض من الولاد إللي ماتوا وودتها تتحلل واستنوا النتيجة


وتم دفن سارة والأطفال في صلاة الظهر ... 

وجلال كان كل تفكيره في حاجة واحدة بس ، لو رضا طلعت خاينة ! هينتقم منها إزاي ؟ 


_____

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.