الفصل مائة وسبعة من رواية عشق أولاد الزوات ١٠٧

 الفصل المائة وسبعة من رواية عشق أولاد الزوات ١٠٧ 



عشق أولاد الذوات:


_______


في صباح اليوم الثاني من زواج ذكي وهيام، كان المنزل يغمره هدوء رقيق. أشعة الشمس الذهبية تسللت بلطف من خلال ستائر الغرفة، تلقي بظلالها على السرير حيث كان ذكي مستغرقًا في النوم، بينما كانت هيام تستمتع بلحظات قليلة من الاسترخاء بجانبه، تراقب ملامحه الهادئة بابتسامة دافئة.


لكن تلك اللحظات الهادئة لم تستمر طويلاً. فجأة، دقّ باب الغرفة برفق، ولكن بحزم، تلاه صوت والدتها القلق. 


_هيام؟ هيام يا حبيبتي، أنتوا صحيتوا؟


 قالتها بنبرة تحمل مزيجًا من الحنان والقلق، متناسية تمامًا أن هذا هو اليوم الثاني فقط لزواج ابنتها.


فتحت هيام عينيها وابتسمت لنفسها، تعرف تمامًا أن والدتها لم تستطع الانتظار طويلاً لتطمئن عليها. نادت بصوت ناعس


_ مااما، صاحية بدري كده ليه؟ إحنا كويسين.


لكن والدتها لم تكتفِ بهذا الرد.


_أنا عارفة يا بنتي، بس كنت عايزة أطمن عليكم وأشوفك، هو ذكي صحي؟


ذكي بدأ يستيقظ تدريجيًا على صوت المحادثة، وفهم سريعًا ما يحدث. التفت إلى هيام بابتسامة مرحة وهمس بينما ينحني ليقبل كتف هيام ويحتضن جسدها بين زراعيه 


_مامتك مش قادره تستنى لحد ما نصحى؟


ردت هيام عليه بابتسامة خفيفة ثم وجهت حديثها إلى والدتها 


_لا لسه يا ماما، هو لسه بيصحى، بس إحنا كويسين، ما تقلقيش. 


ثم مالت على ذكي لتقبل شفتيه في رقة هامسة 


_ صباخ الخير يا روحي 


ابتسم ذكي ومازالت أثار النعاس على وجهه 


وياتي صوتها الدتها التي لم تتراجع 


_طب افتحيلي الباب، عايزة أشوفكوا بس دقيقة.


أخذت هيام نفسًا عميقًا، ونظرت إلى ذكي بنظرة نصف معتذرة بسبب أفعال والدتها ، ثم قامت من السرير وفتحت الباب بحذر. ما أن فتحت الباب حتى اندفعت والدتها إلى الداخل بحماس، ونظرتها تفحص هيام وكأنها تريد التأكد من أن كل شيء على ما يرام.



_ الحمد لله، كنت خايفة أكون أزعجتكم، 


 قالتها الأم


وهي تنظر إلى وجه هيام بابتسامة مليئة بالحب.


ضحك ذكي بخفوت الذي كان يرتدي فانلة من القطن وقال 


_لا خالص يا طنط، إحنا بس كنا لسه بنحاول ننام . 


ابتسمت الأم وقالت 


_ أنا بس عايزة أتأكد إنكم بخير، إن شاء الله أسيبكوا ترتاحوا تاني. بس حبيت أطمن.


ردت هيام بحنان 


_إحنا كويسين يا ماما، شكراً على اهتمامك، بس برضو خليكي مطمنة وإحنا نقولك على طول لو في حاجة.


قبلت الأم جبين هيام بحنان قبل أن تستأذن بالخروج، تاركة العروسين يعودان إلى يومهما الجديد مع ابتسامات ودافئة وأحاديث غير مكتملة.


______


بعد أن غادرت الأم الغرفة، نظرت هيام لذكي في أسف وقالت 


_ أنا آسفة جدا على تصرف ماما .. بس انت عارف إللي مريت بيه خلاها دايما شاغلة بالها بيا بالشغل دا .. أنا آسفة ! 


قابلها ذكب بإبتسامة ثم قال 


_ متتأسفيس يا حبيبتي ، الحمدلله إني كنت لابس حاجة 


ثم أرفق كلامه بضحكة خفيفة لتقترب هيام من الفراش وتجلس عليه قائلة 


_ أوعدك الموقف دا مش هيتكرر تاني .. 


اعتدل ذكي وجلس بجوار هيام وأخذ يدها بين يديه، ينظر إليها بعينين مليئتين بالتفهم والحنان. شعر بذات اللحظة بما تمر به والدتها، تلك الأم التي لم تكن فقط قلقة من باب الاهتمام الروتيني، بل من باب تجربة مؤلمة عاشتها سابقًا.


_هيام 


بدأ ذكي بصوت هادئ 


_عارفة إن مامتك مش بس جاية تطمن عليك علشانك إنتِ، لكن كمان علشان هي نفسها محتاجة تطمن.


رفعت هيام رأسها لتنظر إلى ذكي، ورأت في عينيه فهمًا عميقًا لموقف والدتها. شعرت بلمسة من الحزن وهي تفكر في تجربتها السابقة 


_أيوه، ذكي، ماما عاشت أوقات صعبة جوازي الأول وكمان بعده .. أنا دايما كنت بشكيلها تعبي وحيرتي وبعد الطلاق بالشكل المهين دا واللي عرفناه .. دا تعبها وتعبي تعبها أكتر. ... يمكن عشان كده بتحاول بكل طريقة تتأكد إن كل حاجة ماشية كويس بينا.


ذكي ابتسم بحنان وضغط على يدها برفق 


_وده طبيعي. مش بس عشانها، لكن كمان عشانك. هي بتحبك وعايزة تضمن إنك سعيدة ومبسوطة معايا وتتأكد فعلا إني استحقكك . الخوف ده بيجي من مكان حب وحرص، وده شيء أنا مقدره جدًا.


تابعت هيام بصوت يملؤه التأثر 


_أنا كمان مقدرة خوفها، وفعلاً ماما كانت عايزة الأفضل ليا من البداية. يمكن عشان كده كانت بتتدخل كتير، وده خلاني أتوتر أحيانًا. بس دلوقتي فهمت قد إيه هي بتحبني وخايفة عليا. 


أضاف ذكي بنبرة مليئة بالجدية


_ انتِ مش لوحدك، وهي مش لوحدها. كلنا في الموضوع ده مع بعض، وهنخلي حياتنا مليانة سعادة واستقرار، حتى لو كانت البدايات صعبة... أنا عايز أسعدك يا حبيبتي 


اقترب منها أكثر ليحملها ويجعلها تستقر في حضنه مكملا بينما يهمس لها أمام شفتيها 


_ عايز أطمنك وأطمن اللي بيحبوكي عليكي ، عمري ما هجرحك يا هيام .. 


في تلك اللحظة، شعرت هيام بأن ذكي لا يفهم فقط مشاعرها، بل يشعر أيضًا بعمق تجربة والدتها، مما زاد من حبها وتقديرها له. احتضنته بهدوء، مدركة أن لديها شخصًا سيكون سندًا لها ولعائلتها في كل الظروف، ويشاركها في تخفيف الأعباء التي حملتها والدتها لسنوات. 

_______


وصلت رنيم للمنزل ووقفت أمام البوابة الكبيرة . حاولت الدخول، لكن الحراس منعوها... 


بدأت تصرخ وتصيح


_فواز! خليني أدخل! لازم أكلمك! 


لكن الحراس كانوا مصرّين على منعها من الدخول.


داخل المنزل، كان فواز قد سمع الضجيج. توجه إلى النافذة ورأى رنيم عند البوابة، تصرخ وتثير الفوضى. تنهد بعمق، ثم نزل بسرعة مرتديًا بجامة  بسيطة. عندما وصل إلى البوابة، أمسك بذراعها بقوة، ونظر في عينيها بغضب


_إيه اللي بتعمليه هنا؟! اتجننتي؟


رنيم، التي كانت دموع الغضب تلمع في عينيها، صرخت في وجهه


_ أنت اللي اتجننت وبقيت شيطان ! طلّع محمود من السجن...


لم يجيبها بل نظر لها في تكبر .. ثم أدخلها إلى مكان استقبال في الجنينة .. جلس على كرسي مريح واضعًا ساق فوق الأخرى  ثم طالعها من الأعلى للأسفل


_ حلو الفستان يا عروسة .. 


قالها فواز وعينيه لم ترحم جسدها من التأمل كأنها تعريه  لكنها كانت مضطرة أن تتحمل ظلمه ووقاحته لتجد حل لمشكلتها الكبيرة التي هو السبب الأساسي والوحيد فيها 


_ لبساله فستان وطرحة ... 


عاد ليقول في تهكم .. تجمعت الدموع في عينيها بينما يكمل بصوتٍ به غصة رغم محاولته أن يكون حادًا ... 


_ ملبستيهوش ليا دا يا رنيم 


مسحت رنيم دموعها التي سقطت وقد وقفت أمامه تتحمل كلماته وتكبره ووجودها معه في نفس المكان .. وجودها في نفس المنزل الذي تكرهه .. 


_ أنت إللي دخلته السجن ..؟ 


تجاهلها لحديثه عنهما جعل غروره يتعزز ليعاقبها به مجيبًا 


_ آه.. أنا! 


_ ممكن تطلعه 


طلبت في هدوء وتهذيب ليغيظه كم تتحمل من إهانات من اجل إخراجه ليقول 


_ إيه يا عروسة .. مش قادرة على بُعده ؟


_ محمود معملش حاجة .. الشيكات دي أنت عارف إنها ظلم ومش حقيقية 


دافعت عنه في ضعف تستجدي أي رحمة قد تكون موجودة في قلبه 


_ إيه المقابل ؟ 


سأل فواز _ ياترى إيه إللي يخليني أطلعه ؟


شعرت بالضعف ليقف ويتجه نحوها في بطئ حتى وقف أمامها ومال عليها بطوله الفارع ثم مد يده ليمسك خصلة من شعرها يلاعبها بينما يلاحظ رعشة جسدها 


_ لو هدخل الليلة مكانه هفكر أتنازل ... 


لم تستجيب .. بل ظلت مكانها تبكي بينما يكمل ويضغط على أعصابها أكثر


_ خلي بالك دول شيكات كتير ، لو سبته مش هيطلع دلوقتي خالص ! يمكن تبقى تأبيدة .. 


لم تجيبه وارتفعت شهقات بكائها ليميل على أذنها هانسًا كالشيطان 


_ فكري ! 


نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالألم، وكان هناك لحظة صمت بينهما، مليئة بالتوتر والمشاعر المختلطة.. لتشعر رنيم أنها في موقف حرج وقد وضعها هذا الظالم به 

اللي عاوز يشتري الرواية كاملة وميضطرش يستنى يكلمنا على تلجرام او فيسبوك او على رقم الوتساب 01098656097 والرواية تقريبا ١٧٠ فصل ومعاها نوفيلا هدية مقدمة لينا للقراء المشتركين فقط ومش هتنزل النوفيلا دي لأي حد غيرهم وهي عبارة عن ١١ فصل خاص إضافي للأبطال وتحفة طبعا  كلمونا بسرعة والحقوا عرض الرواية  لان سعرها دلوقتي ٥٠ بس بدل ٧٠ ❤️❤️

____


*نهاية الفصل*


____

6 تعليقات

  1. انا مخنوقه من تصرف الجحش دا كل مدى ما ببغضه بجد 🥲💔
  2. الفصل تحففة تسلم ايديك روووووووووووعة
  3. فواز ده ماعدتش بطيقه نفسي يعرف أنه ظلم رنيم ويعيش بحسرته
  4. الفصل اللي بعده امتي
  5. جميلة 💜
  6. يا مسهل، امتي فواز يعرف الحقيقة
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.