الفصل الخامس والثمانون من رواية الخادمة الصغيرة

 "الفصل الخامس والثمانون من رواية الخادمة الصغيرة "


الخادمة الصغيرة:
راح الدكتور غرفة العمليات التانية يولد سارة إللي كانت بتطلع في الروح والمفروض هتولد طبيعي لكن بسبب الحادثة اتخبطت في بطنها ودماغها اتفتحت وجابت دم كتير وهي كمان كانت ولادتها صعبة ولكن في نص الولادة والدكتورة بيطلب منها إنها تدفع آخر دفعة علشان الولد يطلع 

لقاها بين ايديه جثة هامدة !!!, ... لكنه كان طلع الطفلين إللي في بطنها قبل ما تموت ! 

الممرضة بصتلها بأسى وهي شايفة شابة جميلة أم لطفلين خلفت وماتت وفي لحظة وقبل ما الدكتور يعمل أي حاجة طلع جري على غرفة العمليات التانية لرضا يولدها واللي خلاص هتولد كيسري لأن يكاد يكون مستحيل تولد طبيعي

عقم نفسه وبعد ما حقنة البنج اشتغلت دخل لرضا وبدأت عملية الولادة ! 

وكانت أصعب عملية ولادة الدكتور يعملها في حياته كلها ... 

____

وصل جلال ملهوف على المستشفى التانية إللي فيها أبوه ومراته كريمة 

_  بابا فين !! 

سأل في مكان الاستقبال المتواضع وبالطبع قدروا يتعرفوا عليه إنه ابن حسين الصواف وادوله رقم الغرفة

_ والدك لسة في العمليات مخرجش 

جري جلال لرقم الغرفة بسرعة وهو قلبه مقبوض وخايف بقوة لكنه فسر دا بالازمات إللي عمال يمر بيها من كارثة رضا لكارثة أبوه ! 

_ حسين ! .. عاوزة أدخل أشوفه!

أول ما وصل لقى مراة أبوه متعلقلها محلول وواقفة على رجليها بالعافية وهدومها كلها دم وبتترعش لكنها واقفة تعيط وتبكي بحرقة وهي بتتوسلهم إنها تشوف جوزها 

_ أبوس ايديكم خلوني أشوفه ! .. أبوس ايديكم

وقف جلال يشوفها هتموت عشان تشوف أبوه وفضل واقف عيونه فيها الدموع وكريمة بتصرخ

_ يا حسين !!

بتلتف كريمة بوشها لقت جلال واقف في أول الممر بيبصلها  وعيونه حمرا زي الدم 

فضلت واقفة تعيط وتنتفض من العياط فقرب منها جلال بخطوات بطيئة كلها ألم وحزن ومشاعر الفقد بدأت تلوح في سماه ... وحس إن خلاص ، كلها لحظات ويسمع خبر موت أبوه ! 

أول ما وقف عندها مسكته كريمة من ايده بتترجاه وهي بتعيط بحرقة شديدة 

_ قولي إن أبوك بخير يا جلال .. قولي إن أبوك هيرجعلي تاني ومحدش هياخده مني

جلال كان تايه مش عارف يرد يقول إيه في حين إنها بتكمل !

_ أبوك كان بين ايديا !! دمه على هدومي يا جلال 

وصرخت صرخة قوية جدا وكانت هتقع لكن جلال سندها في حضنه وعض ضفايفه ودموعها نزلت منهمرة على وشه وفهم إن وضع أبوه خطير جدا وإنه ممكن يخسره ! .. 

وعمره ما كان يتوقع إنه يحضن أكتر ست بيكرهها في حياته ! بل ويشفق عليها ويحس بحبها الصادق فعلاً ! ضمها جلال لحضنه في شفقة كبيرة رغم كرهه ليها إلا إن شكلها كان يصعب على أي حد  ... وجلال أصلا كان محتاج الحضن دا ، محتاح حد يعيط معاه هلى أبوه ويحزن معاه على أبوه ، كان محتاج يحس بحب صادق والمفاجأة إنه حس بيه في حضن مراة أبوه أكتر من حضن أمه نفسها ! 

___

بعد ساعة خرج الدكتور من العمليات إللي خرج الطلقة من جسم حسين وعمل اللازم كله لكن للاسف ضرب النار مع حادثة العربية كانت خطر جدا وعرضت حياة حسين للخطر 

_ إيه يا دكتور 

جرت عليه كريمة أول ما خرج وسندها جلال وهو ملهوف يسمع إللي هيقوله الدكتور لكنه هز راسه بأسف وحاول يهون عليهم الخبر وهو بيقول 

_ الطلقة كانت في مكان صعب جدا قريب من الرئة ! ونزف كتير وعنده خبطة خطيرة في الفص الأمامي للجبهه ! .. 

سأل جلال في خوف شديد وترقب للإجابة إللي أكيد هتوجعه 

_ وبعدين!!! 

_ هو دخل في غيبوبة للأسف! لو مفاقش الكام ساعة الجايين! مش هنقدر نعمل حاجه،  إحنا عملنا إللي علينا ، ادعوله !  

قال كدة وكريمة انهارت من البكاء وهي بتعيط وجلال اتصدم ولفت وحطت وشها في صدر جلال إللي ضمها ليه  وهو مصدوم وماهي إلا لحظات حتى أنهار في بكاء مرير. 

كانوا هما لواحدهم بس في الممر حاضنين بعض وبيعيطوا ... جلال مكانش يعرف إنه بيحب أبوه للدرجة دي !! حاسس أنه روحه هتطلع من الحزن والأسى ! حاسس إنه عاوز يضرب الأرض ويدبدب فيها عشان أبوه يرجعله!! حاسس إنه عاوز يأذي نفسه أو يصرخ بصوت عالي اوي

ارتفع صوت بكائهم وهما الإتنين ماسكين في بعض .. وكل واحد فيهم عمره ما اتخيل إنه هيوصا للمرحلة دي من الألم

وجلال وهو حاضنها حس بيها بتنهار .. بتقع ! 

وبالفعل بيبص لقاها هدت خالص وصوت بكائها سكت تماماً! بيبصلها لقاها مغمضة عيونها وشفايفها زرقة ووشها أصفر... 

عيونه نزلت على الأرض فوراً بسبب علمه إنها حامل وفعلاً إللي خاف منه لقاه!! منظر مرعب تحت رجله !! دمائها سايلة على الأرض... 

_ دكتوورررر !!! 

صرخ جلال بصوت عالي أول ما استوعب المصيبة !!! 

وشالها وجري بيها في المستشفى!! وهو بيعيط وبيصرخ فيهم لحد ما الممرضين اتلموا عليه وخدوها منه على التروللي ودخلوها غرفة العمليات !

_* هي .. هي كانت حامل .. حامل في الشهور الأولى!! 

قالهم جلال وهو بيترعش قبل ما يدخلوها !!! 

وفضل واقف .. هدومه كلها دم ! من مراة أبوه ومن مراته ! كان في صدمة شديدة .. أول مرة في حياته يتلطخ بالدماء ! ... حس إنه هيفقد الوعي لكن مينفعش! مينفعش يقع دلوقتي! لازم يصمد ويكمل ... 

راح للغفر وجمعهم وأمرهم إنهم يقفوا هنا يحموا أبوه ومراة أبوه ويتطمنوا عليهم ويطمنوه كل شوية لان لازم يمشي عشان يشوف مراته إللي بتولد وولادتها متعسرة وصعبة !  

______

أما في المستوصف التاني وبعد تلت ساعات كاملين في العملية خرج الدكتور من الغرفة منهك وتعبان  ...  لقى جلال إللي  رجع من عند أبوه جاي جري في الممر وانجي قاعدة على الكراسي مستنية الأخبار! 

_ البقاء لله ! 

جملة قالها الدكتور خلت جلال يتشنج وتنفتح عيونه على أخرها.. وانجي هي كمان اتصدمت ، لكن الدكتور كمل وقال

_ سارة ماتت ! لكن ولادها عاشوا 

انجي شهقت من الصدمة ! وجلال كأن رجعتله الروح ونطق بصعوبة شديدة يسأل عن إللي تاعب قلبه 

_ ور.  ورضا !؟

بص الدكتور لجلال بأسف وقال 

_ رضا عايشة بس .. بس مقدرناش ننقذ الأطفال ، كان لازم نضحي بحد فيهم  ! 

هنا انجي شهقتها كانت أكبر بكتير لأن كدة كل إللي هي عملته راح على الأرض بموت ولاد رضا وكدة مفيش ورث !!!! 

أما الجملة وقعت على جلال زي الصاعقة ، مد الدكتور ايده يطبطب على كتفه وهو بيقوله بشفقة 

_شد حيلك !  

جلال مقدرش يتحمل الصدمة ووقع وامه صرخت 

_ جلالل !!! 

سند جلال ضهره للحيطة ! ... وعيونه مفتوحة وبقه مفتوح وضربات قلبه عالية كأنه بيستعد للموت ! ... 

أما بالداخل رضا نايمة مش حاسة بأي حاجة بتحصل 

_____
استنوا آخر الفصول 🥺


تعليقان (2)

  1. تحفة بجد حبيت اوى
  2. مستنية الباقى بسرعة اوى
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.