الفصل الرابع من رواية إبنة الراقصة
إبنة الراقصة:
الفصل الرابع **
٤
____
_ انتي إزاي تطلعي أدامي كدة
هدر بها هارون وهو يراها بمنشفة الحمام لتتمسك بأكرافها وارتعش جسدها من غضبه وقالت في براءة
_ مش أنت عمي ؟
_ حتى لو عمك مينفعش تبقي كدة أدامي
_ أنا آسفة.. مكونتش أعرف
تأسفت ونظرت للأرض في خوف ومازالت أمامه لم تتحرك ليغضب بشدة من حركاتها التي تدل على أنها ليس لديها مشاكل في الظهور هكذا !
_ وأنا مستغرب ليه مانتي مفيش طرحة على راسك ياعالم مين شافك كدة
_ محدش شاف مني حاجة وانت اتاكدت اني بنت بنوت
قالت شوق بحرقة تدافع عن نفسها ليقترب منها ويقول بنبرة محتقرة
_ مش معنى انك سليمة انك شريفة ، بتعملوا كل حاجة وتفضلوا بنات وانا مش جايبك من دار ايتام دا أنا جايبك من تحت سرير في كبارية
انهمرت دموع شوق وهدرت من بين دموعها التي لم تستطع السيطرة عليها من قسوته وها هو للمرةا لثانية يبكيها وبقوة
_ ليه شايفني وحشة كدة هو أنا عملتلك حاجة ؟ بتقولي كلام وحش ليه ؟ حرام عليك
ثم جرت للفراش وشدت الغطاء عليها ودفنت وجهها في المخدة وارتفعت شهقاتها المكتومة منه لينظر لحركاتها وبكائها السريع الرقيق ليشعر بالذنب ورفعت هي وجهها قليلاً الذي اصطبغ بالحمرة وقالت
_ أنا ملقتش غير الفوطة الصغيرة دي ومكونتش أعرف إنك برا
تنهد هارون وشعر بشعور غريب ينتابه فتقدم نحوها بخطوات مترددة بطيئة وجلس على الفراش وقال بصوتِ قوي حمل بعض الحنان والأسف
_ خلاص بس اوعي تطلعي كدة تاني أدام حد
ثم شد العباءة والطرحة الذي جلبهما لها ليقول
_ ومن النهاردة هتلبسي الطرحة ومش هتشيليها من على راسك
رفعت رأسها ببطئ لتنظر لما جلبه لتفرح وتشهق في سعادة
_ الله حجاب ! كنت عاوزة البسه من زمان
تفاجئ بتغيرها المفاجئ من الحزن للفرحة فهي حرفيا تبتسم ودموعها مازالت على وجهها .. وجذبته جملتها الأخيرة لتكمل في حزن
_ بس ماما كانت بتقولي الناس هتضحك عليكي .. أمك بتبات في الكبارية وانتي هتتحجبي !
_ دا عشان أمك فاجرة !
اندفع قائلاً بغضب لتغضب هي الأخرى وتدافع عن أمها
_ متقولش كدة على أمي
_ مقولش ! دا أنا لو مسكتها في إيدي مش هرحمها !
قال في توعد وهو بالفعل يبحث عنها .. يريد أن يصل لها بأي طريقة وأي ثمن فصمتت شوق خوفًا من غضبه .. فأول ما عرفته عنه هو غضبه السريع ولسانه اللاذع الحاد كالسيف ..
قال هراون آمرًا
_ البسي عشان تنزلي تتعشي وتشوفي عيلتك
قالت شوق بنبرة حالمة وكأنها لا تصدق انها أصبح لديها عائلة
_ عيلتك ! عيلتي ! بقى ليا عيلة !
نظر لها وشعر بالشفقة عليها وابتسامتها الجميلة التي حملت الكثير من البراءة جعلته يقول ببعض الحنان
_ آه .. عيلتك .. ويلا بسرعة عشان الأكل في بيتنا ليه مواعيد
نظرت له بينما يتحدث أخيرًا لتتعجب لجماله وروعته وقالت فجأة
_ مش عاوز تحضني ياعمي ؟
لاحظت صدمته مما قالت فنظرت للصورة التي وضعت على الكمود بجانب الفراش وقالت
_ دا أنت وبابا وانتوا صغيرين ؟
_ انتي عارفة أبوكي ؟
سأل في تفاجئ لتقول في رقة
_ ماما ورتني صور ليه .
_ فين أمك؟
سأل هذه المرة ولم يستطع التحمل .. فقد كلن يريد أن يضغط عليها ليعرف منها مكان أمها لكن الجدة حذرته من أن يقحمها في أي شيئ يعكر صفوها أو يعرضها لأي حزن .. لكن مع تكرار ذكرها لأمها عرف أنها متعلقة بها وتحبها وأراد أن يغضط عليها لتخبره عن مكانها لينتقم منها أشد انتقام على ما فعلته لأخيه الشاب الراحل
_ معرفش !
قالت شوق ليمسك هارون زراعها بعنف قائلاً
_ فين أمك يابت متعمليش الشويتين دول عليا
_ أنا معرفش شويتين إيه عشان أعملهم
قالت شوق ذات النبرة المخملية .. حتى في غضبها تحافظ على درجات صوت منخفضة ... بطبيعتها أنثى فطرتها سليمة رقيقة رغم البيئة التي عاشت فيها .. لكن قوتها استفزته للغاية ليقول
_ تربية عوالم
_ الله يسامحك
قالت شوق لتمسك صورة والدها وتضمها لحضنها وتسقط دمعتها قائلة
_ الله يرحمك يا بابا .. لو كنت موجود مكانش إللي يسوى وإللي ميسواش يسمعني كلام كدة ولا كدة
كانت تبكي وفي نفس الوقت أدبته بلباقة ليهتف في ذهول
_ بت يا شوق !
_ مانت عارف اسمي أهو أمال بتشتمني ليه من ساعة ما شوفتني ؟
رفعت الصورة عن حضنها وقربت نفسها منه قائلة وقد بدى أنها استمتعت بنطقه لإسمها .. شعر بالحيرة ! هذه الفتاة حيرته .. متقلبة ومتلاعبة بشكل غريب لم يجد له مثيل وهو الذي قابلها اليوم ! .. شتت نفسه عن التركيز فيهو وفي صفاتها التي يكتشفها وقال بنبرة قاسية
_ لو عرفت انك عارفة مكان أمك ومقولتيش ..
_ تالت مرة تهددني في نفس اليوم .. هتعمل فيا إيه بعد كدة ؟
صمت هارون هذه المرة ولم ينطق وهو يرى صوتها يتلاعب بنغماته .. صوتها حنون خاضع .. صوت غريب وكلمات ذات معاني كثيرة تلعب على عقله الباطن .. وعقله الباطن لم يكن ابدًا نظيف !
_ عمي
نادت شوق وهي تراه صامتًا فأبدى اهتمامًا لتقول
_ مع انك قاسي عليا أوي .. بس حضنك أكيد زي حضن أبويا الله يرحمه وأنا محضنتوش
لم يفهم لتقترب أكثر وهمست ورموشها تكاد تتلامس مع بعضها
_ هاتلي حضن ... حضن واحد بس ياعمي
لمد يدري بماذا يجيب وقد سلبت انتباهه بجاذبيتها حتى تجمد في مكانه لتقترب هي منه وتضع رأسها في عنقه وتحاوطه بزارعيها ثم التقطت أنفاسها شيئًا من رائحته وهي بين ذراعيه وعادت لتسحب نفس عميق ثم تنهدت قائلة في حنين
_ ريحتك حلوة أوي .. أكيد شبه ريحة ببايا
لم يعرف ماذا يفعل وهي قد أخذته على غفلة حين احتضنته بجرأة ، فوقف مشدوهًا ، كأن الدهشة قد قيدته في مكانه .. لكنه فاق لنفسه وحاول أن يبعدها لتدخل أكثر في حضنه وتقول بنبرة مستخرية استرخاء تام
_ سيبني شوية ..
لكن هذه المرة أبعدها عنه بعنف وقال بنبرة لا تقبل النقاش
_ ابعدي ومتقربليش كدة تاني انتي فاهمة
_ ماشي إللي تشوفه
قالت وهي تنظر له نظرات حملت غموض ولمعة لم يراها في حياته ليخرج فوراً من الغرفة كمن يفر من الزحف .
فالمخاطرة ببقاءه معها .. ذنب عظيم !
تمتم وهو في طريقه لغرفته ومازال مشدوهًا بما فعلت فيه
_ بنت الك.. بنت العالمة ...
_
تجهزت شوق وارتدت العباءة الفخمة المطرزة تطريز يدوي رائع وفوقها الحجاب لتتفاجئ جدتها من جمالها والتزامها بالحجاب كما أمرها عمها دون مجادلة
_ الله يا شوق إيه الجمال دا
قالت الجدة والدموع لمعت في عينيها وخجلت شوق من هذا الإطراء لتكمل ماجدة في شجن
_ الله يرحم ابوكي يا حبيبتي .. كأني شيفاه فيكي !
_ الله يرحمه .. ممكن تبقي تحكيلي عنه كتير ؟
طلبت شوق لتهز الجدة رأسها في سعادة
_ من عنيا الاثنين ياغالية يا بنت الغالي .. تعالي يا شوق
اقتربت شوق منها لتمسك يد الجدة لتتسند عليها وهنا جاء هارون الذي رآها وهي تساعد جدتها في حب ويبدو على وجهها أنها تواجه صعوبة في ذلك رغم ترحبيها بالأمر ليقترب منهما وتتفاجئ به شوق ويتأمل هو الحجاب عليها بلونه الزاهي فنظرت له بعدما بدل ملابسه هو الآخر لأخرى ملائمة للمنزل أظهرت عرض منكبيه وضخامة جسده أكثر .. لتقطع نظراتهم هذه كلمات الجدة السعيدة
_ شوفت يا هارون شوق بتساعدني
نظر لها في حنو واقترب ليقبل رأسها قائلاً
_ ربنا يفرحك يا غالية
نظرت له ولإبتسامته لتبتسم تلقائيًا فنظر لها ثم عاد ليمسك بيد ماجدة وهي الأخرى وأنزلاها في رفق وحرص عليها ...
استدعت الجدة أفراد العائلة ليرتصوا أمامها جميعًا قبل تناول العشاء لتقول في قوة
_ تعالوا سلموا على شوق حفيدتي وبنت عمكم إيهاب الله يرحمه
كانت العائلة تقريبًا مجمعة في المجلس الكبير ، كعادتهم كل ليلة يجب أن يجتمعوا لمدة لا تقل عن ساعة ليتبادلوا أطراف الحديث ويحافظوا على تواصلهم ...
لكن الجدة قد أمرت بجمعهم جميعًا في نفس المجلس هذه المرة .. ليجتمع الكبار .. ماهر وإبراهيم ..
ماهر هو عمها الأكبر وإبراهيم عمها الأوسط أما هارون فهو العم الصغير
كان لدى ماهر زوجة وأولاد .. زوجته جيهان تبلغ من العمر إثنان وخمسون عامًا ... وأولاده أحمد ونفين وأسماء .. نفين طبيبة نساء وتوليد بلغت الثانية والثلاثون من العمر .. أسماء بلغت الخامسة والعشرون من العمر وربة منزل زوجها يدير أعمال والده في الخارج وهي تعيش مع أسرتها هذه المدة لأنها حامل وحملها دائمًا ما يكون صعب لذلك ظلت هنا بجانب عائلتها ليحافظوا عليها وعلى جنينها تحت إشراف أختها الطبيبة
.. وأحمد هو الأصغر يبلغ من العمر الثالثة والعشرين يدرس في كلية الهندسة ولم يتخرطع بعد ..
أما إبراهيم فلديه إبنتين وولد مثل أخيه ماهر .. آيه وهدير وعبدالله ... آيه تبلغ من العمر ثمانية وعشرون عامًا مغتربة في الخارج مع زوجها فهي طبيبة تزوجت طبيب جراح وهدير إبنته الصغيرة تبلغ من العمر واحد وعشرون عامًا أما عبدالله فيبلغ من العمر سبعة وعشرون عامًا أما زوجته فقد توفت منذ عامين
_ دا عمك إبراهيم ...
قالت الجدة و اقترب منها إبراهيم بخطوات بطيئة ثابتة لكن ماهر لم يتحرك من مكانه .. تذكرتهم جميعًا فهي رأتهم منذ أن وطئت قدمها المنزل
_ ازيك يابنت إيهاب
قال إبراهيم لتجيبه في رقة
_ الحمدلله ياعمي
لم يتمالك ابراهيم نفسه وهو يراها تبتسم بهذا الشكل ليقترب منها ويجذبها لحضنه حتى كادت أن تختفي بين زراعيه .. كان إبراهيم رجل يبلغ من العمر ثلاثة وخمسون عامًا .. ضمها بقوة وشوق لينظر له هارون شرزًا .. لكن ملامح وجهه ارتاحت وهو يرى عيونه تلمع بالدموع ليشعر هو الآخر بغصة في صدره .. شوق تشبه والدها للغاية ولا يستطيع إنكار أنه عندما رآها اراد أن يضمها ويقبل كل إنش فيها !
_ نورتي بيت ابوكي
قال إبراهيم بحفاوة وهو يمسك وجهها بين يديه ويبتسم لها وشوق اتسعت ابتسامتها بقوة كبيرة وهي تستشعر حبه وترحيبه
_ وانتي طبعا قابلتي الدكتورة نفين .. ودي أسماء بنت عم عمك ماهر
اقتربت منها أسماء تسير برفق وتضع يدها على بطنها كأنها خائفة أن يسقط منها حملها في أي لحظة
سلمت عليها سلام لطيف وكذلك فعلت زوحة عمها ماهر أما أحمد فلم يكن في المنزل مخترق القواعد فهذا الوقت مخصص للعائلة فقط وهو قد غاب عنه ! ....
هنا وجدت شوق فتاة ترتمي بين أحضانها في حماس صارخة لتضحك الجدة قائلة
_ ودي المجنونة هدير بنت عمك .. ما شاء الله بتدرس في كلية العلوم
قالت الجدة بفخر .. ماجدة كانت مهتمة بالعلم ومهتمة أن يكون أحفادها على قدر عالي من الثقافة ولديهم شهادات جامعية مع اختلافها
_ ايه القمر دااا يابنتي طلعتي حلوة أوي !
قالت هدير لتندهش شوق من اجتماعيتها وجرئتها لكنها ضمتها بقوة وردت
_ شكرا
ابتسمت لها هدير وقالت بترحيب
_ نورتي يا شوق ..
ابتسمت لها شوق _ بنورك
كانت هدير فتاة رائعة ترتدي الخمار ولا ترتدي إلا الملابس الواسعة ... لكنها بدت في منتهى اللطف والجمال وتشع طاقة إيجابية ورحمة في الأرجاء
وهنا وجدت شوق نفسها في مواجهة مع شاب يافع جميل يشبه عمها إبراهيم إلى حد كبير
_ استاذ عبدالله .. ماسك حسابات فرع كامل في شركة أبوه وهو لسة صغير كدة ما شاء الله
قالت الجدة ليقترب عبدالله مبتسمًا فمدت شوق يديها واقتربت منه لتضمه لكن جدتها مسكتها بقوة ونظر لها هارون الصامت في شراسة بينما تراجع عبدالله للخلف في حرج وتحمحم واحمرت وجنتي شوق من الموقف وفهمت أنه لا سلام مع رجال العائلة !
_ أهلا يا بنت عمي .. نورتينا
قال عبدالله في تهذب لتحاول شوق إيجاد صوتها الذي هرب منها بسبب ما حدث منذ ثواني
_ منور بيكم كلكم .. شكرا جدا
نظرت شوق فجأة لهارون لتجد بجانبه إمرأة محجبة لكن يظهر جسدها مرسوم وشديد الروعة رغم ملابسها ... لتنظر لها باستغراب ولكن جدتها لم تترك في حيرتها أكثر وقالت
_ دي نبيلة مراة عمك هارون
صدمة وقعت على قلبها ولم تعرف ما السبب لكنها تفاجئت بشدة ونظرت لهارون في هلع وصل له وحده ! لينظر لها رافعًا رأسه بلا مبالاة
_ شوق .. أهلاً
أخرجتها من ضرودها نبيلة بذات نفسها تقترب منها بإبتسامة رسمية لتصافحها ببعض الجفاء
صافحتها شوق هي الأخرى بنفس طريقتها الرسمية للغاية ومازالت تحت تأثير الصدمة
قالت الجدة بعدما عرفتها على العائلة كلها ما عدى ماهر الذي بقى مكانه لم يتزحزح ولم يقترب وبقى ينظر لها نظرات كارهة ومشمئزة استغربت لها شوق لكنها لم تبالي به كما فعل هو ..
_ ودا عمك هارون وطبعا شوفتيه
_ أمال فين ولاد عمي هارون ؟
سألت شوق فجأة ثم نظرت حولها كأنها تتفقدهم لتتشرس ملامح هارون وتبهت ملامح الحاضرين أما نبيلة فنظرت لها في ضيق .. شعرت بالذهول من ردة فعل الجميع ولم تكن تعرف أنها تضغط على لغم سينفجر في الجميع ..
قالت الجدة _ يلا عشان تاكلي يا شوق .. يلا معاد الأكل
هدرت في الجميع وأخرجتهم من حرج السؤال وربتت على كتف شوق ثم توجهوا جميعًا لغرفة الطعام
مر الطعام في صمت ومازال الوضع غريب وجديد عليهم فهي هنا لأول مرة تتناول الطعام مع أُناس لا تعرفهم البتة لكنهم عائلتها !
جلست شوق مع الجدة وهدير التي استمتعت برفقتها للغاية لتقول هدير أخيرًا
_ ان فرحانة بيكي أوي يا شوق مش متخيلة بجد إزاي
ابتسمت الأخرى مجيبة
_ أنا كمان انتي لطيفة أوي
_ حبيبتي والله .. أنا هضطر امشي دلوقتي عشان عندي.كلية الصبح
قاات الجدة _ ربنا يوفقك يا حبيبتي يلا تصبحي على خير
اقتربت هدير وقبلت يد ماجدة ثم غادرت في هدوء ودارت عدة أحاديث بين الجدة وشوق التي قالت
_ اشمعنا عمي ابراهبم حضنته وسلمت عليه وعمي هارون لأ ؟
سؤالها غريب لم تتوقعه الجدة لكن دل على حسن ملاحظتها وقوتها لتجيبها بصوتها الذي يهيئ الجو للقصص والحكاوي
_ ابارهيم ابن عم ابوكي بس أخوه في الرضاعة .. أد عمتك جيهان أخت ابوكي الوحيدة ورضع معاها ...
_ هي مراة عمي ماهر تبقى عمتي !!
_ أيوة
استغربت شوق للغاية فسلام جيهان عليها لم يكن قوي بل نوعًا ما كان سلام عابر عكس سلامها على عمها إبراهيم لتعرف الجدة ما يدور في رأسها وقالت
_ هي كدة .. بس قلبها طيب
هزت شوق رأسها في تفهم ولم تهتم كثيرًا فهي مدركة أن الأيام ستظهر لها كل شيئ لتكمل الجدة
_ أما هارون إبن عم ابوكي مش أخوه لزم ، بس هو عمره ما قال عليه إبن عمه دايما يقول عليه أخويا وصاحب عمري ، كانوا قريبين من بعض أوي .. وكل إللي في البيت هنا اخوات مفيش حاجه إسمها ولاد عم ... بس متكرريش الحركة اللي عملتيها مع عبدالله ابن عمك ابراهيم تاني ! .. عيب وحرام
قالت شوق _ حاضر بس أنا مكونتش أعرف
ربتت الجدة على شعرها وقالت _ ودلوقتي عرفتي وإذا عرفت فالزم
هزت شوق رأسها بموافقة ثم سألت
_ هو عمي هارون متجوز ؟
_ ااهه هارون متجوز انتي نسيتي نبيلة مراته ؟
قالت _ لأ بس يعني ..
_ دا متجوز بدل الواحدة اتنين ... بس التانية غضبانة عند أبوها
_ الاتنين على ذمته !!
قالت في اندهاش وهي لم تتوقع تمامًا هذا الأمر لتقول
_ نفسه يشوف ضفر عيل بس ربنا مأرادش ..
هنا فهمت شوق سبب تبلدهم عندما سألت عن أطفاله لتعود وتسأل بعدما شغلتها شخصية هارون وحياته أكثر
_ هو بيشتغل إيه ؟
قالت الجدة تحكي لها
_ هارون كان جزار ولسة بيحب يشتغل بإيده بس بيدبح للبيت بس ، وعنده مزارع بهايم وكذا تجارة بيشتغل فيها .
دا هارون راجل أعمال كبير أد الدنيا ربنا يرزقه بالعيل إللي يفرح قلبه
_ عنده كام سنة ؟
سألت شوق بسرعة كأنها محضرة الأسئلة في عقلها وتريد جمع أكبر قدر من المعلومات عنه لتقول الجدة
_ هيكمل الأربعين بعد ست شهور
_ شكله صغير أوي
هتفت هامسة
_ ماهو الأربعين في الرجالة دا لسة شباب وابن امبارح
_ أيوة هو شكله شباب أوي ...
همسها وطريقة نطقها للكلمات جعلت الجدة تضيق عينيها ثم قالت بنبرة غامضة
_ ومطلق مرة ومتجوز اتنين .. مطلق الدكتورة نفين !
_ إللي كشفت عليا ..
ارتفع صوتها هذه المرة في دهشة .. هارون هذا خطر كبير لم تكن تتوقع أبدًا أن حياته تسير على هذا النحو لتقول الجدة .
_ دي الدكتورة نفين بنت عمك ماهر ..
_ اللي مسلمش عليا .. ؟
قالت شوق لتقول الجدة بعدما تنهدت وأسئلة حفيدتها الفضولية لا تنتهي
_ معلش اعذريه زعلان يا شوق
_ مني ؟
قالت ماجدة في غموض وهي تنظر داخل عيني شوق
_ لأ .. من حجات مش لازم تعرفيها بس بكرة ييجي يسلم متقلقيش
هزت رأسها ثم ساد صمت لدقيقة وعادت شوق تقول كأنها كانت تفكر في شيئ ما
_ آه ! .. يعني عمي هارون مش محرم ؟
_ لأ مش من محارمك يا شوق وعشان كدة متاخديش راحتك في السلام .. عندك عمك إبراهيم اعملي ما بدالك .. فهمتي يابنت الغالي
قالت الجدة بنبرة شبه حادة وأسئلة شوق عن هارون لم تريحها أبدًا فيبدو أنها مهتمة به إلى حد كبير لتردد شوق
_ فهمت ! ..
_ فهمتي ايه ؟
_ إن عمي هارون .. مش من محارمي .. !
انفتحت عيني الجدة في دهشة ! فكل ما همها أنه ليس من محارمها لتهز الجدة رأسها ودب في قلبها الخوف من القادم فهذه النظرة ركتها بنظرة ابنها الراحل عندما يريد شيئ .. وإبنها كان عنيد .. عنيد للغاية .. عندما يريد شيئ فإنه يموت من أجله وقد مات بالفعل من أجل شيئ أراده .. لتنظر لها في خوف .. فماذا سيحدث لو كانت الإبنة مثل أبيها !
الرواية ليها اشتراك لو حد عاوز يشترك يتواصل معانا على رقم 01098656097
مع السلامة يا أحلى جواهر وأرقى وأرق بنات 💗🥺
متنسوش الفوت والتعليقات بتاعتكم ..
إيه رأيكم في شوق لحد دلوقتي؟
وهارون ؟
إيه توقعاتكم ؟
____
نهاية الفصل الرابع *