الفصل الثاني والثمانون من رواية الخادمة الصغيرة
الخادمة الصغيرة:
____
تاني يوم الصبح صحت رضا مبسوطة ونشيطة وعاوزة تحضر الفطار لجلال ومش حاسة بأي تعب خالص بالعكس اعتراف جلال ليها بالحب الصادق خلاها تحس إنها مالكة الدنيا كلها
دخلت المطبخ لقت نسيمة واقفة فيه ، وشها قلب وقربت ليها
لكن نسيمة خافت وتراجعت للخلف
_ بقولك إيه يابت ، لما تعوزي حاجة أبقي اطلبيها من حد شغال هنا وهو يطلعالك ، مش بيت ابوكي هو عشان تمشي تتمخطري فيه
رضا كانت عارفة أن مينفعش نسيمة تمشي عشان هي فريدة بدأت تتحسن على طريقة عناية نسيمة بيها وفي نفس الوقت هي مش طيقاها
نسيمة كانت خايفة منها وهزت راسها بسرعة وجات تخرج لكن رضا مسكتها من دراعها بقسوة وقالت بغيرة
_ وهنا راجل غريب عنك يا حلوة ، حتى لو انتي مش متحجبة أبقي البسي أي لبس حشمة
هزت نسيمة راسها بخوف وبالموافقة فصرخت فيها رضا بحدة
_ سامعة يابت
_ سامعة ، سامعة يا مدام رضا
ردت بسرعة فقالت رضا بتعالي
_ اسمها رضا هانم
رغم أن نسيمة ممرضة وحتى لو شغالة فمش من حق حد يعاملها كدة لكنها كانت عارفة إنها غلطانة في حق رضا وكمان كانت خايفة لتنضرب زي المرة إللي فاتت فقالت
_ سامعة يا رضا هانم
قالتلها رضا باحتقار وهي مش قادرة تنسى صوتها وهي بتعترف لجوزها بالحب!
_ غوري من وشي
طارت نسيمة على فوق ووقفت رضا نافشة ريشها زي الطاووس وفرحانة بنفسها ومن خوف البت الهلفوتة دي منها ..
ووقفت بعدها تحضر الفطار بروقان كبير لحد ما جات مفسدة اللذات كلها دخلت المطبخ تتأملها وتقول
_ بتعملي ايه عندك ؟
مكلفتش رضا نفسها إنها ترد عليها وقالت
_ بحضر فطار لجوزي يا انجي
رفعت انجي حاجبها _ انجي من غير القاب
جالها رد رضا ببرود _ اه انجي من غير القاب ، ولا عوزاني أقولك يا حماتي
لكن انجي قالت بتكبر _ انا بالنسبالك انجي هانم
ضحكت رضا بسخرية ولفت لانجي وقالت
_ تؤ تؤ تؤ ولا هقولك يا حماتي ولا هيبقى فيها انجي هانم ، كريمة حامل وهتجيب واد زي القمر ياخد منك كل حاجة ، وان كان عليا اني فاني هاخد الورث كله بمجرد اني اخلف ابن حبيبي ! وابقي سلميلي بقى على الهانم وقتها
قالت انجي _ يعني عارفة انه متجوزك عشان الورث وبردو معندكيش دم ومستمرة في الجواز
فردت رضا بدلع عشان تغيظ انجي
- جلال بيحبني وبيموت فيا وعمره ما هيقدر يسيبني يا حماتي ، ريحي بالك بقى لأن كل إللي هتقوليه مش مهم عندي ، عندك حاجة تانية عاوزة تقوليها !
ردت انجي وهي بتتأمل قوة رضا الغريبة إللي جاتلها تقريباً من السما
_ لأ .
ربتت رضا على كتفها وقالت باستفزاز
_ جدعة يا انجي !
وادتها ضهرها تاني وكملت عمايل الأكل ولا كأن أي حاجة بتحصل
وبتخرج انجي من المطبخ وبتلاقي جلال في وشها واقف متخشب فعرفت فوراً إنه سمع كل حاجة !
___
_____
_ أنتي مبتحبنيش !
قال جلال لانجي إللي خدته اوضتها وحاولت تشرحله إللي سمعه وتهديه وأول جملة قالها بعد محاولاتهو في ارضاءه وتهديته إنها مش بتحبه لكنها قعدت جمبه وحكت ايديها على كتفه
_ أنا علشان بحبك مرضتش أقولك إنها عارفة ، خوفت عليك يا حبيبي
لكن حلال هتف بحرقة وغضب
_ إزاي تخلي واحدة طماعة وزبالة زي دي تعمل فيا كدة وتلعب بيا وبمشاعري ، كل دا عشان تاخدوا الفلوس ، أنا لعبة في ايديكم للردجادي !!!
شهقت انجي وقالت بزعل كبير
_ فلوس! اخص عليك يا جلال دا أنا معرفتش إلا لما حملت ، سمعتها بتتكلم في التليفون مع مراة ابوها
سكت جلال وهو مصدوم وقلبه مكسور وحاسس بألم كبير جدا وأمه بتحكيله
_ عارفة .. ومرتبة كل حاجة مع مراة أبوها ، عشان كدة مقالتلكش إن مازن كان عندها وكانت بتذلها وبتبين إنها بتكرهها أدامك عشان أنت تعطف عليها وتعمل شوية المسكنة بتوعها أدامك ، ويا عالم ممكن تكون هي البنت إللي مازن متفق إنه يهرب معاها بعد ما تخلف !
عيون جلال انفتحت بذعر وهو بيبص لأمه ومش مستوعب إللي هي بتقوله وعقله بدأ يفكر في المصيبة دي وفعلاً قدرت انجي تدب فيه الرعب والكره والحقد تجاهها وقال جلال بين شفايفه بإصرار
_ أنا هقتلها ...
شهقت انجي و مسكت وشه بين ايديها وهي بتقول
_ إحنا لازم نسكت ونلاعبهم زي ماهما بيلاعبونا .. الولد ييجي ونحقق شرط الوصية وبس كدة ... أي حاجة تانية مش مهمة .
ردد بيها جلال بعيون كلها جوع للإنتقام
_ أنا هندمها على اللحظة إللي فكرت فيها تعمل في جلال الصواف كدة !
خدته في حضنها وهي بتقوله في ودنه
_ جلال أنت أهم حد في حياتي وأنا وأنت ملناش غير بعض ، عشان خاطري يابني متعملش أي حاجة ومتندفعش !
وهو شارد في الفراغ وكل إللي في عقله عبارة عن انتقام في انتقام وبس !
_______
__
_ جلال!
نسيمة كانت ماشية في الممر وخارجة من اوضة فريدة لكنها اتفاجئت بجلال إللي شدها من وسطها وخدها ورا العمود
بصتله بكسوف وخجل وهو بصلها بنظرة كلها شهوة وقسوة
_ ان
قبل ما تكمل كلمتها جلال باسها بقوة وعنف كبيرين لدرجة إنها حست انها هتتخنق ! أما رضا كانت بتدور على جلال بعد ما ملقيتهوش في الأوضة وفجأة لقت ضهره ناحيتها واقف عند العمود استغربت وجوده هناك لكنها راحت بابتسامة وهي بتقوله
_ بدور عليك عشان
أول ما وصلت شافت الصورة كاملة ! جلال بيبوس نسيمة! ..
نسيمة اترعبت وسلخت نفسها سلخ من بين ايدين جلال وبصت في الأرض وجسمها بيترعش وبتنهج من عنف القبلة ورضا اتصدمت والكلام طلع منها بصعوبة
_ بتخوني تاني يا جلال !
جلال نظرته متهزتش لحظة بالعكس رد بقوة وبرود
_ آه
اتشرست معالم رضا وهي شايفة بواقي روج نسيمة على شفايف جلال وراحت بعنف وغيظ وعيونها بينزل الدمع في صمت تشدها من شعرها لكن جلال دفعها بعنف وهو بيشتمها بقسوة
_ ايدك يا زبالةةة
_ روحي يا حبيبتي دلوقتي وأنا جاي وراكي !
قالها جلال بحنان لنسيمة اللي ابتسمتله ومشت وعدت من جنب رضا بخوف ، وشد جلال رضا بعنف من ايديها وخبطت في صدره وحست بألم في بطنها وهو بيقول بصوت قوي ووقح
_ إيه بخونك !! فيها حاجة دي ؟!! بخونك يا رضا ، عارفة ليه
شهقت وحطت ايديها على بقها ووشها بيبكي وقلبها بينزف وهو بيضغط على جروحها وبيضغط عل اكتر حاجه كانت بتتعاير بيها طول حياتها وهو جمالها ولون بشرتها
_ عشان أنتي وحشة ، كل حاجة فيكي وحشة حتى شكلك وحش ، هي بيضا وانتي سمرا ، هي متعلمة وممرضة وانتي جاهلة وخدامة ، هي بتتكلم لغات وانتي حتى مبتعرفيش تتكلمي عربي زي الناس !
ودفعها بعنف تاني وهو مبسوط فيها وهي بتتألم ومش قادرة تاخد نفسها ودموعها ملهاش صوت غير النحيب وهو متشفي فيها وإنها بتعيش الألم والوجع من انتقامه ليها ولسة دي البداية لسة هيوريها أيام تخليها تندم إنها عرفته في يوم
_ بخونك وهفضل أخونك لحد آخر لحظة لينا مع بعض ، ومتقلقيش ، اللحظة دي قربت أوي!
بتقع رضا على الأرض وعيونها بتنزل دموع أليمة بتحرق خدها ، نزلت تحت رجلين إللي بصلها بسخرية واحتقار
_ قومي وبطلي تمثيل
مقامتش وفضلت مكانها فنزل راسه عندها شوية وقال بكره
_ حتى لو مش تمثيل ، مبقاش يفرق معايا
لكن بعد لحظات بسيطة جدا هتف جلال باسمها بقلق شديد
_ رضا !!!!
رضا من الصدمة بتنزف دم وجلال انصعق لما شاف البقعة تحتها وجرى عليها فوراً يلحقها ويحاول يخليها تقول إيه إللي فيها لكنها مكانتش بترد عليه !
نهاية الفصل ... ❤️❤️❤️❤️