الفصل الخامس والسبعون من رواية الخادمة الصغيرة
الخادمة الصغيرة:
فرفع مازن ايده لفوق ونزلها باحباط وحزن كبير وعيونه هو كمان زعلانة
_ رفضت وطردتني ! ..
فتح جلال عينه بسرعة ! كأنه كان مستني حكم اعدام ولكنه فجأة متنفذش ! مازن كان رده صريح ومش متلاعب لكن جلال بدأ يتأمل وشه في لهفه لعله يجد أي ملمح من ملامح الكذب ، لكنه ملقاش غير ملامح احباط وحزن ومازن بيقوله
_ متخافش يا جلال أنا مش هردهالك ..
سأل جلال ببطئى_ تردلي إيه ؟!
ارتفعت ضحكة مازن بسخرية شديدة خلت جلال يستغرب ومازن بيهتف
_انت نسيت !!؟
وبطل ضحك وبصله وعيونه فيها دموع وقال
_ هحكيلك .. أنا كنت بحب ، بحب بجد ، روحت قولت لصاحبي الوحيد في الغربة إن أنا أخيرا حبيت وهصارحها بحبي يوم عيد ميلادي ! ، فرحلي صاحبي وجه عيد ميلادي لقيتها في سريره !
جلال اتوتر وبص الناحية التانية ، هو عارف القصة دي كويس .. عارف مين كان الندل فيها ! كل نظرات مازن كانت كره وضيق ونفور واتهام وجلال مكانش عاوز يفكره بالغلطة دي !
قرب مازن من جلال وقاله باحتقار شديد
_أنا شريف ورضا شريفة ، مش ممكن نعمل كدة ، شوف مين إللي خد حبيبة صاحبه في سريره يا جلال ..
رغم إن جلال هو الصاحب اللي خان مازن وخد منه حبيبته، لكنه مكانش يهمه أي حد غير رضا وبس .. ارتفعت عينه وبص بقسوة في عين مازن وهو بيقوله جملة مازن عرف انه لو عمل عكسها ، أكيد جلال مش هيسيبه في حاله
_ انسى حد اسمه جلال عرفته في حياتك
وضربه جلال بقبضته المتشنجة في وشه ولكن مازن قبل بالضربة ومردهاش لأنه لسة معترف لجلال بعملته السودا وحبه لرضا !
مشي جلال فوراً من البيت وهو عقله بيلف ويدور ، مين فيهم الصح ، وقلبه بيشيط من الوجع والألم والغيرة تعبته ، مازن بيحبها ! بيحب طفلته الصغيرة ، الخادمة الصغيرة إللي سحرته من أول ما شافها ، هل معقول إن هو ميستحقهاش؟ هل معقول إنها ممكن تكون على علاقة بمازن ! مازن شخص محترم ومالوش في الحرام ، يمكن يكون عجبها! ..
ساق جلال عربيته وكلام مراة أبوها بينهش في قلبه ! كلامها كان فيه تلميح إن رضا بتخرج وبتقضي وقت كتير مع مازن ولمحت إن .. إنها ممكن تكون حامل! هو ممكن رضا تكون حامل من مازن فعلاً!
نفض الأفكار من دماغه وهو مش قادر يتحمل قساوتها ، مازن اعترف بحبه ليها وانه شافها بس قال انها طردته ورفضت حبه ! إزاي! يصدق مين ويكدب مين ! يمكن مراة أبوها بتكدب عشان بتكرهها بس إزاي وهي مكانتش عاوزة تقوله في الأول إنه مازن جه البيت عندهم !
الشكوك هتموته وقرب ينهار من كتر الشك وبيدعم دماغه بايد وبيتحكم في السواقة بالايد التانية ، ونسي كل حاجة وحمل سارة وكل تركيزه كان في رضا ! هي الوحيدة إللي بتقدر تغيرله حياته كلها ، لو طلعت شكوكه صح ، مش هيقدر يتحمل وممكن يقتلها لأنها خانته وضحكت عليه أو .. ينت.حر !
_____
أما في الناحية التانية كانت هي في طريقها لآخر مكان كانت تفكر إنها تروحله أو تدخله في حياتها ! ... في أكتر مكان مكانتش تتخيل إن ممكن رجلها تخطيه ! ..
دخلت مستترة ولابسة حجاب حامل وفستان فضفاض مناسبها ..
وقفت في نص القهوة والرجالة بتبص عليها مستغربين واحدة زيها هنا ..
_ عايزة حاجة ياست ؟
جه صبي القهوة يسألها فتوترت وخافت من قربه منها وقالت .
_ فين الغزية إللي هنا ؟
_ معندناش غوازي اتكلي على الله
قالها صبي القهوة بأسلوب سوقي وهمجي وكان رايح يخرجها بالعافية لما رضا قالت بغضب
_ بقولك إيه يا عرة الرجالة أنت أني مش همشي من هنا إلا لما أشوف الغازية إللي مشغلينها بالأجرة !!!
_ أنا أهو يادلعادي !
جالها الرد من ورا صبي القهوة... رقاصة جسمها جميل لابسة عباية مجسمة .. بصت رضا لبطنها لقتها فيها انتفاخ! .. عيونها اتعلقت ببطنها واحمروا! .. حست إنها هتقع من طولها فسندت على الكوانتر إللي جمبها وهتف صبي القهوة
_ الله الله الله انتي هتجيبيلنا مصيبة ولا إيه
_ روح أنت يا واد
قالتها سارة للصبي إللي مشي وهي ضحكت بسخرية مستمتعة بشوفة رضا مقهورة ادامها ومش عارفة تصلب طولها .. وقربت منها تمشي بدلال عشان تحرقها أكتر وشدتها من ايدها وخدتها في طرقة معاها وهي بتقول
_ اسندي عليا يا أختي
وقربت من ودنها وقالت بهمس خبيث
_ إحنا حوامل زي بعض ، لا ومن نفس الراجل ، يعني حاسين ببعض أوي
زقتها رضا بعيد عنها فبصتلها سارة بغيظ وكره وقالت
_ جرا إيه يابت انتي جاية تسقطيني ولا إيه ؟!
مقدرتش ترد عليها ، حست بقلبها بيتكسر ميت حتة جواها وهي شايفة واحدة واقفة ادامها حامل من جوزها !
قربت منها سارة وخوفتها _ دا أنتي جيالي وكري ، مش خايفة على إللي في بطنك أسقطهولك ! وأنا سامعة إنه ضعيف ويادوب بتعرفي تمشي .. جاية لقضاكي برجليكي
رضا مخافتش وجمعت نفسها وسألت
_ الواد دا إبن مين ؟
_ ابن جوزك وهبقى أخليه يقولك يا طنط
رغم رد سارة اللوع والكياد إلا إنها ملقتش غير إن رضا ثابتة وهي بتسألها تاني
_ جلال بياخد احتياطه ، ومع واحدة زيك عمره ما هيبقى عاوز منك عيل
الجملة حرقت سارة وقررت هي كمان تردلها الكيد وقربت منها بأسلوب العوالم اللعوبات تقولها
_ مكانش بياخد معايا ، كان بيحب يعيش كل لحظة معايا وهو مبسوط
وقالت كلام تاني ، وصفت فيه جلال معاها ! خلى رضا ترتعش وتحس إن هيغمى عليها وسابتها ومشت ! مشت بأقصى سرعة ! ... مقدرتش ترد ولا قدرت تضرب ولا قدرت تعمل أي حاجة خالص ، كانت جاية وعاوزة تاخد خطوات كتير ، لكنها موصلتش لأي حد ، وكالعادة جلال هو نقطة ضعفها ... نقطة ضعفها إللي استحالة تقدر تثبت ادامها حتى لو هو بعيد وجات سيرته ! بتحس إنها ضعيفة وبتنسلب منها كل قوتها!
بكت بقهر شديد وهي راحة تركب العربية مع عم ابراهيم السواق إللي مسألهاش عن أي حاجة وسابها تعيط
_ خدني عند أمي يا عم ابراهيم!
طلبت منه وسط عياطها وبكائها ... وخدها عم ابراهيم ووداها زي ما طلبت
نزلت رضا من العربية ودخلت المقابر إللي أول ما حطت رجليها فيها ووقفت أدام قبر أمها.. افتكرت أول مرة شافت جلال ! ..
_ سبتيني ليه ياما .. مُتي ليه ، طلعت حامل منه! حامل من جلال ، القلب إللي دق وكان عايش عشانه هو جرحه وقتله ، ياريتك هنا تاخديني في حضنك وتبطبطي عليا ، اني بحبه اوي، مهما عمل مش هعرف ابعد عنه واسيبه ، خلاص اتكتبت عليا اعيش معاه في جرح وذل وخيانة وشراكة بين واحدة تانية وابنها ! أني عمري ما حبيت حد في حياتي اده! عمل فيا كدة ليه ؟ . ...
وافتكرت رضا لما سمعت جلال وأمه بيتكلموا عن حمل الرقاصة ! وقتها قررت إنها لازم تروح تشوفها ، متعرفش ليه كانت عاوزة تروح لكنها قررت أنها لازم تروح وفعلاً راحت وياريتها ما راحت .. باحت جرحت نفسها ورجعت
حكت لأمها كل حاجة ، حكتلها كل الظلم إللي عاشته وحكتلها عن كل وجع في قلبها ظ.
عيطت كتير ، انهارت ! صوت عياطها وصل للحاج ابراهيم فراحلها جري يحذرها وهو خايف عليها
_ يابنتي غلط تعيطي في التُرب ، قومي يابنتي معايا واستهدي بالله
_ لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله!
قالتها مرتين وقامت معاه وهو مش فاهم هي مالها ولا إيه إللي حصل ، لكنه ساق بيهم وراح البيت ومحبش يضايقها بأي سؤال ولا يتدخل ....
دخل جلال البيت ، طلع على أوضته وهو مهموم وماشي ببطئ كبير وكأن كل خطوة تقيلة عليه ، طلع عند فريدة لأنه مكانش يتحمل يشوف رضا بعد كل إللي سمعه عنها ، وبعد اعتراف مازن بحبه ليها خاف إنه يأذيها لما يشوفها، هي حامل ومينفعش معاها أي عنف ! فدخل عند جدته يقعد معاها شوية
فضل يبصلها كتير من غير كلام ..وبعد دقائق بدأ يعيط !
يعيط بصمت ..
_ ليه عملتي كدة فيا يا فريدة ! ربنا يسامحك!
عيط وهو قاعد ادامها .. مسك ايديها وسند وشه عليها وهو بيقول بحرقة وبيعترف بأول مرة بحقيقة مشاعره
_ فريدة أنا ، أنا بحبها أوي! بحبها أوي يا فريدة ، بقيت مجنون بيها ومش قادر أبعد عنها، تخيلي أسمع إنها بتخوني ومقدرش أواجهها! مقدرش احاسبها وأخاف أشوفها عشان مأذيهاش بس أنا إللي اتأذيت!!!
وفجاة هز دماغه بالرفض
_ لو كلامهم طلع صح .. أنا ممكن أموت !
_ بس مازن قالي الحقيقة هو مش بيكدب ، الكلب الحقير بيحبها ، رضا بتاعتي أنا بس ، ملكي أنا مش ملك أي حد تاني ومش مسمحوله إنه يحبها ويقول كدة أدامي! بس.. أنا حاسس إني مصدقه ، عاوز أصدقه عشان قلبي يرتاح ..
_ بس مش قادر الومه ، هي حلوة ، حلوة وصغيرة وكلها حنية ، جميلة ، أنا عمري ما كنت اتخيل إني هحب بنت بجد في يوم، أنا أصلا مكونتش متخيل إني هتجوز ، وحتى لو كنت هتجوز مكونتش هتجوز فلاحة من الريف وخدامة كمان! بس أنا معاها نسيت كل المسميات دي ، ركزت معاها هي بس ، مش عارف عملت فيا إيه ، بس لو كانت بتخوني ، أنا هندمها على عمرها كله !!
مسح دموعه وهز راسه بالرفض تاني على أفكاره وقال
_ لأ أنا ضعيف وبحبها ، مش هعرف أأذيها !
أشفق على حاله إللي بقى مش طبيعي ونزلت دموعه تاني وهو بيندب حظه
_ ياريتني ما جيت ولا اتجوزتها ولا عشت كل دا .. ياريتني يا فريدة ما سمعت كلامك وجيتلك! لو كنت أعرف أنك هتعملي فيا كدة مكونتش رديت عليكي أبدا
فجأة انفتح باب فبص جلال واتعصب من إللي حصل وهتف بغضب وبهجوم شديد رغم انه كان بيعيط والدموع لسة على وشه
_ بتعملي إيه في حمام فريدة !!
كانت نسيمة لابسة روب أبيض واترعبت لما لقت جلال في الاوضة فاعتذرت بسرعة وبصت في الأرض
_ أنا آسفة ، أنا مكانش المفروض أبقى هنا بس الحمام اللي في اوضتي بايظ !
عينه مشت على جسمها كله .. لكنه تراجع بسرعة ومنع نفسه وبص لفريدة تاني ويخزي الشيطان إللي بيركبه في أي لحظة ..
لكن الظاهر .. الشيطان كان ليه رأي تاني! .. قربت منه نسيمة وسالت برقتها وصوتها إللي لهجته جميلة ومميزة بالنسبة لمسامع جلال
_ مالك يا جلال !؟
مردش ولكنها شافت دموعه وقالت
_ مفيش حاجة في الدنيا تستاهل دموعك دي !
دموعه مكانش قادر يمنعها فقربت منه وقعدت على السرير ادامه وقالت وهي بتبص في عيونه
_ متعيطش ، علطول بشوفك بتضحك ، صدقني ضحكتك أحلى ، كل حاجة هتبقى كويسة
قربها منه خلى الروب فتحتة تميل ويظهر جزء من جسمها إللي مترددش جلال إنه يبصلها ويتأمله ، كان جسمها جسم ست ناضج وجميلة وبيضا على عكس رضا إللي كانت قمحي .. رغم حزن جلال وإنه متأثر إلا إن جلال .. كانت نقطة ضعفه بتسيطر عليه في أي وقت وفي أي مكان !
بلع ريقه لما لقاها عدلت الروب وهو حاول يتوه عشان متقفشوش وقال
_ حاسس إن حياتي اتدمرت وكل حاجة ضاعت مني وعمري ما هرجع زي الأول ، الأول كنت مبسوط وعايش حياتي ، بعمل كل اللي أنا عاوزه ، بسافر وبحتفل وبصاحب ، دلوقتي أنا اتدبست في جواز وخلفة وحوارات كتير أوي كل إللي بتعمله إنها بتعقدني وبتزعلني أكتر
ابتسمت ابتسامة خلته يتنحلها وقالت بحنان ورقة متناهيين
_ معلش .. كل حاجة وليها آخر ، كل حاجة وليها آخر يا جلال
وحطت ايديها على خده واتفاجئ جلال من فعلتها جدا وعيونه لمعت وفضل باصص لايدها إللي على وشه وبعدين عيونه إللي كلها مكر التقت مع عيونها ..
وبصتله وهي بتحاول ترضيه
_ هجيبلك العصير إللي بتحبه وبطل بقى ، مش بحب أشوفك مكشر
معاملتها ليه كأنه طفل كانت بتعجب جلال ! كانت بتعجب الطفل الصغير إللي جواه ! وجسمها .. كان بيعجب جلال الراجل إللي مبيقدرش يمسك نفسه أدام غرائزه !
_ جلال ! .. بتعمل إيه!؟
شهقت لما حست بلمسات مريبة وجالها رده الخبيث
_ مش بعمل حاجة..
التفت ليه تمنعه من الاكمال لكن نظرته وهيئته خلتها تقول بضعف رغم المقاومة
_ أنت متجوز
رد وهو بيقربلها _ مش مهم
غمضت عيونها وهي بتحاول تتماسك
_ جلال !
_ هوشش ، جلال بيحبك !
وشالها ودخل الحمام واستسلمت نسيمة لإغراء جلال عشان تقع معاه في فعل مقيت هيهلكهم هما الإتنين؛ وكعادته ... بياخد كل حاجة تحت كلمة بحبك ! ، وبيخون مراته للمرة التانية !
_____
نهاية الفصل ❤️